<%@ Language=JavaScript %> فياض موزان اليهود في العراق
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

يهود العراق

 

  فياض موزان

 

لقد  حفزني  ماكتبه  الكاتب العراقي السيد شامل عبدالقادر في عاموده مدارات حرة  في جريدة المشرق العدد 2079 ان ادفع للنشر ما كنت  قد كتبته عن اليهود العراقيين فترة الاربعينات والخمسينات .منذ زمن طويل وهي تجربة عشتها وعاصرتها معهم من خلال سكننا بحي  واحد كان غالبية قاطنيه يهودا.

يذكر الكاتب في عاموده " اغلب اليهود في العراق اختارواالهجرة الى فلسطين طواعية منذ عام 1941 وكانت الحكومات في العراق الملكي بأجهزتها الامنية المتواضعة جدا تطارد عصابات متخصصة بتهجير اليهود وبعد قيام اسرائيل الصهيونية عام 1948 ازدادت حمى الهجرة بين اليهود وتدافعوا بالمناكب الى  المطارات وسيارات النيرن للذهاب الى وطن اللبن والعسل وفضل الالاف منهم اسقاط الجنسية العراقية ولم تجبرهم اي حكومة على ترك العراق.. اليهود لم  يختاروا العراق وطنا لهم بكامل ارادتهم الحرة المستقلة بل اجبروا على الاستيطان فيه بفضل الاسر البابلي الاول ثم اندمجوا مع سكان البلاد الاصليين وتعرفوا على ثقافة بابل وادابها وفنونها ثم اصبحوا جزأ من مكونات الشعب البابلي. ان بعض الاكراد المتصهينين يحاولون اليوم ترويج اكذوبة وجود ما يسمى( اكراد يهود )في كردستان والحقيقة لايوجد (اكراد يهود) بل يوجد ( يهود مستكردون ) وهم بالاصل يهود جلبهم سنحاريب واسرحدون  من اورشليم ووزعوا في وديان وقرى كردستان انذاك. اتساءل ببراءة –ولله ببراءة- الاترون ان الخيوط  التي نسجت قماشة قتل وتهجير يهود العراق قبل 51 سنة تشبه وتتطابق الى حد كبير ومذهل (اليوم) قماشة ذبح وقتل وتهجير الاخوه المسيحيين"

الى هنا هذا جزء مما كتبه السيد شامل  ولا اعلم سر هذه المغالطات التاريخية والتي كتب عنها  الكثير من المؤرخين والسياسين العراقيين ومن عايش تلك الفترة  .

ان الحكومة العراقية انذاك هي من اسقط عنهم الجنسية العراقية واجبرتهم على الهجرة الى خارج العراق فالاغنياء منهم هاجروا الى اوربا وهم قلة تعد على  الاصابع وفقرائهم ومتوسطي الحال منهم ذهبوا  الى اسرائيل عن طريق الاردن التي سهلت لهم مهمة  العبور وهم الاكثرية,

 

ان الاعتداءات والقتل الذي مارسه المسلمون العرب والنهب وحرق البيوت عام 1941 التي سميت "سنة الفرهود" اي عام النهب والسلب و هو العامل الاخر  المساعد الذي اجبرهم على الهجرة بعد اسقاط الجنسية العراقية عنهم و قد باتوالايملكون حق المواطنة العراقية. ورغم احداث عام 1941 وما وقع عليهم فقد أسست نخبة من مثقفيهم ووجهائهم (مير بصري ,نسيم حسقيل,سليم منشي,سرور صالح قحطان,يعقوب اسحق, ومير يعقوب كوهين) عصبة مكافحة الصهيونية في اذار عام 1946لمكافحة الصهيونية والتي اعتبرتها خطرا على اليهود والعرب على حد سواء وغايتهم مكافحة الصهيونية وبشكل علني  كونهم يهود عرب وأعربوا عن مس

اندتهم للقضية الفلسطينية ومعارضتهم للهجرة اليهودية الى فلسطين.

يذكر الكاتب انهم استوطنوا العراق ابان العهد البابلي اي منذ اكثر من خمسة الاف سنة اي قبل دخول العرب الاسلام باكثر من ثلاثة الاف سنة  ونشوء الدولة العربية الاسلامية في العراق ويعترف الكاتب" انهم تعرفوا على ثقافة بابل وادابها وفنونها ثم اصبحوا جزأ من مكونات الشعب  البابلي"  الا يكفي هذا منحهم حق المواطنة العراقية .

 

نفس الحكاية مع اليهود الاكراد فمنهم استوطنوا كردستان منذ عهد الاشوريين ايام سنحاريب واسرحدون  كما ذكر  الكاتب فهل هذه الحقبة الطويلة من الزمن ومعايشنهم الاقوام الكردية وتلك البيئة منذ الاف السنين يجعلنا لا نقدر ان نطلق عليهم انهم  اكراد ؟ عجبي بالتفكير الخاطيء في تفسير الاقوام والامم انهم عراقيون ديلنتهم اليهودية .

 

يشيرالكاتب الى" ان نسج قماشة قتل وتهجير يهود العراق قبل 51عام تشبه وتتطابق الى حد كبير ومذهل (اليوم) قماشة ذبح وقتل وتهجير الاخوه المسيحيين".

اسال الكاتب من ذبح وهجر وقتل وهاجم الكنائس غير الظلاميين ولارهابيين ممن يدعون الاسلام  وفي عهدهم ظهر التكفير وقطع الاعناق وفصل الرؤؤس عن الاجساد.  

 

ان نشوء امة عراقية تدين للوطن لايمكن ان يقيض لها دون ذوبان افكار الانتماء العرقي والعشائري والطائفي والاثني وبناء الدولة العراقية العصرية القوية المحصنة بالفكر الانتمائي الوطني العراقي للفرد وبعظمة هذه الامة  بوجود روافد كبيرة وكثيرة  من الدعم الهائل من موارد بشرية واقتصادية وثروات معدنية ومائية وغيرها .

 

ان بروز افكار التعصب والاستصغار والاقصاءلاي مكون من مكونات هذه الامة كما يظهر في موقف الكاتب والذي جاء من باب  الحرص  على سلامة العراق وتحميل وزره لمكون صغير وتبرئة النظام الملكي انذاك لايهدف لبناء هذه الامة العراقية ودولتها القوية التي تقودها لتصبح من الامم العريقة ذات الصرح العظيم .

 

 

ان دولة اسرائيل منذ تأسيسها عام 1948 ومن قبلها الحركة الصهيونية في فلسطين والعالم كانت تدعوا وتقدم الاغراءات  لتشجيع هجرة اليهود في العالم وفي البلدان العربية ومنها العراق الا ان هذا لم يكن موقف اليهود العراقيون فقد هجّروا عنوة للاسباب التي  ذكرتها سابقا ولا انكر وجود بعض الاشخاص اليهود العراقيين الذين لديهم علاقة بالصهيونية ساهموا بالتحريض وتخويف اليهود ومساعدتهم على الهجرة الى اسرائيل الا انهم كانوا اشخاصا معدودين انما الاكثرية الساحقة من اليهود العراقيين لم تكن ترغب بالهجرة الى اسرائيل وكانت تفضل البقاء في الوطن لانهم عاشوا احلى سنيهم فيه.

 

ان ما تقدم حدى بي ان ارفق لكم برسالتي هذه بعض الذكريات عن اليهود العراقيين فترة الاربعينات والخمسينات من العصر المنصرم ارجو نشره على موقعكم ان وجدتم ذلك صالحا مع تقديري العالي لمساهمتكم العالية بنشر الافكار

 

 فياض موزان

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا