<%@ Language=JavaScript %> د. اشرف بيومي نداء وتعليق علي بيان المعارضة الوطنية السورية الأخير
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

نداء وتعليق علي بيان المعارضة الوطنية السورية الأخير

 

 

د. اشرف بيومي

 

 

(تبني هذا النداء كل من اللجنة المصرية لمناهضة الاستعمار والصهيونية وحركة الديمقراطية الشعبية المصرية)

أعلنت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي المعارضة في سوريا قبولها الضمني للحوار المشروط مع السلطة، وأعلنت في بيانها الصادر في 17 سبتمبر الحالي أنه "لا يمكن تجاهل العمل السياسي من حيث المبدأ، إلا أن الحل السياسي لا يمكن أن يتحقق ما لم يتوقف الحلّ الأمني ـ العسكري ليفتح الطريق إلى مرحلة انتقالية تجري مصالحة تاريخية وتوفر الظروف والشروط الملائمة لبناء الدولة المدنية الديمقراطية البرلمانية التعددية. "

ونحن بصفتنا جزء من الوطن العربي نعتبر أن مشاركتنا بالرأي فيما يدور من أحداث خطيرة بالوطن السوري ليست فقط من حقنا بل هي من صميم واجباتنا القومية كما لا نكترث إذا اعتبر البعض من النظام أو المعارضة أن هذه المشاركة تدخل في الشأن السوري.

نعتبر قبول البيان بالحوار المشروط خطوة إيجابية كما أننا نؤيد الهدف المشهود وهو إقامة دولة ديمقراطية تضمن كرامة المواطنين و إحداث تغيير جذري في وظيفة أجهزة الأمن بحيث تصبح وظيفتها المحافظة علي أمن وكرامة المواطنين وليس إشاعة الخوف وإرهابهم. لكننا لا نفهم مطلقا كيف أن البيان لا يؤكد علي ضرورة تصحيح المسار الاقتصادي ولا علي حتمية مواجهة الامبريالية والصهيونية والرجعية العربية خصوصا وأن أعضاء بارزون بهيئة التنسيق هم من القيادات الناصرية!! (كان المطلب الأول لجمال عبد الناصر هو "القضاء علي الاستعمار وأعوانه") وعلما بأن قوي الهيمنة تعمل جاهدة علي اختزال مطالب الحراك الشعبي في الوطن العربي وقصرها علي مطالب نيوليبرالية حول "الديمقراطية" وحسب تعبيراتهم "منع تجذ يرها بحيث تلتزم "بالسلام" مع إسرائيل وبسياسات "اقتصاد السوق"

كنا نود أن يوضح البيان علي ماهية رفض التدخل الأجنبي التي تهدر كرامة الوطن والمواطن معا وتدين بوضوح المنادين بالتدخل الأجنبي الواقع بالفعل من تهديدات سياسية وحصار اقتصادي والتلويح بتدخل حلف الناتو وتزويد عناصر معينة بالسلاح والتليفونات الذكية والأجهزة الإلكترونية الأخري والدعم المالي والإعلامي واللوجيستيكي المعلن. إن إغفال خطورة التدخل الأجنبي أو التردد في إدانته وفضحه هو لا شك جزء كبير من المشكلة خصوصا بعد أن أصبح من الجلي مدي التدخل والتآمر الأوروبي والأمريكي والصهيوني. انظر علي سبيل المثال (والأمثلة عديدة) إلي حديث تسيبي لفني وزيرة الخارجية الصهيونية السابقة مع الصهيوني العتيد برنارد هنري ليفي (بطل التدخل المسلح في ليبيا بحجة حماية المدنيين الذين قتلت منهم الآلاف صواريخ الناتو) وسعيهما علي التدخل العسكري في سوريا. شاهد الفيديو علي موقع:http://www.youtube.com/watch?v=qYHV5qtCyC0

لماذا لم يرفض البيان التهديدات الصريحة من قبل دوائر صنع القرار بالناتو و الإدارة الأمريكية ويدينها بشدة؟ لماذا لم يدين رفع شعار "جمعة الحماية الدولية"؟ لقد أصبحت أبعاد التآمر علي سوريا الدولة والشعب واضحة من مصادر عديدة غربية فكيف ندين عنف السلطة ولا ندين العناصر المسلحة المخربة ونعتبرها مجرد رد فعل؟ إننا نسعى إلي وقف العنف من المتآمرين ومن النظام. هل ننتظر حتى يبدأ تنفيذ المؤامرة أم أن الالتزام الوطني يحتم العمل بكل جهد علي سد الثغرات التي يستغلها متآمرو الداخل والخارج،كما يحتم الإصرار في نفس الوقت علي التغيير الجذري والتحاور لإنجازه لمصلحة الشعب والوطن. إن واجب القيادة الملتزمة سواء من قبل المعارضة الوطنية أو النظام أن تتخذ المواقف الصعبة والحاسمة ودون تردد في هذه الأوقات الحرجة حتى وإن اتهم البعض المعارضة الوطنية بأن النظام قد احتواها وحتى إن اتهمت بعض الدوائر في السلطة بتراجع النظام واستسلامه لمطالب المعارضة . لقد بدأت هذه الاتهامات بالفعل من قبل المتآمرين إلي المعارضة الوطنية والرافضون للتغيير داخل النظام.

الواهمون يعتقدون أن بديلا قوميا ديمقراطيا هو المنتظر رغم أن كل الدلائل والشواهد تؤكد أن البديل الأكثر احتمالا هم أنفسهم الذين يطالبون بالتدخل الأجنبي والذين يستعدون لإقامة حكم مهادن وتابع للسيد الأجنبي وبغطاء ديني والذين استبدلوا اللون الأحمر بالأخضر في العلم السوري. لن يكون البديل القادم القيادات الوطنية التي ساهمت في البيان. إن البديل الذي تدفع به وتدعمه الإدارات الأمريكية والأوروبية والرجعية العربية هو الجماعات التي طالما استغلت الدين للقفز علي السلطة.

لا بد أن يقوم النظام بإصلاحات جوهرية في مجالات الديمقراطية وطبيعة أجهزة الأمن ومحاصرة الفساد وتغيير المسار الاقتصادي الذي أدي إلي إفقار الملايين من الشعب السوري ورفض السياسات الاستعمارية التي تصر عليها المؤسسات الاقتصادية والمالية العالمية المرتبطة بمشروع إعادة استعمار الوطن العربي واستدامة الهيمنة الصهيونية.

يجب أن يكون علي رأس المطالب الوطنية الاستمرار في رفض المعاهدات الاستسلامية علي نمط كامب دافيد بل أن يتحول النظام السوري من الممانعة إلي المقاومة، وليس فقط دعمه للمقاومة العربية رغم أن هذا الدعم هو السبب الحقيقي لتربص الإمبريالية بالنظام السوري وليس بالتأكيد عدم ديمقراطيته. انظر إلي تقرير مجلة التايم الأمريكية في 28 مارس 2003 المعنون" سوريا المحطة التالية؟" فبعد احتلال العراق كان التخطيط هو احتلال سوريا لولا المقاومة العراقية الباسلة. انظر الفيديو علي الموقع:http://www.informationclearinghouse.info/article29129.htm  والذي يتحدث فيه عام 2007 ويسلي كلارك القائد السابق لحلف الناتو عن التخطيط السابق لاحتلال سوريا ودولا "مارقة" أخري. لم تكن هناك إدلب أو درعا أو جسر الشغور ولم يكن قد مضي علي حكم بشار الأسد إلا ثلاث أعوام!!

أليس واضحا تماما أن الدفع في اتجاه الإصلاح الجذري والإصرار عليه هو أفضل السبل المتاحة؟ أما الاستسلام للمشروع الاستعماري الرجعي لإسقاط النظام مهما اختلفنا معه فهو متناقض تماما مع مستقبل سوريا المناضلة ومن ثم مستقبل الأمة العربية كلها. نتساءل من هم الداعين لإسقاط النظام منذ سنوات عديدة؟ الإدارة ألأمريكية والعديد من الدول الأوربية وأجهزتها المخابراتية ومؤسساتها العسكرية و شخصيات مثل برنارد هنري ليفي الصهيوني العتيد. من الذي يمكن أن يقبل بهذه الصحبة ويقبل بشعارها المعلن بضرورة إسقاط النظام؟؟؟ اللهم إلا إذا أصبحت هذه القوي فجأة قوي تسعي لنصرة العرب وضمان حريتهم ورخائهم!!!

إن مقياس الإخلاص للوطن العربي أصبح واضحا تماما وهو العمل بكل ما أوتينا من قوة لإخراج الوطن السوري من محنته الخطيرة ومن فخ التآمر الإمبريالي والصهيوني والرجعي العربي والإصرار علي الإصلاح الجذري الذي يخدم الشعب ( وليس حفنة من أصحاب البلايين) ويحمي كرامة الوطن والمواطن.

نعم لإطلاق سراح المعتقلين السياسيين....نعم للتظاهر السلمي ... نعم لمرحلة انتقالية توفر الظروف والشروط لبناء دولة مدنية ديمقراطية.. نعم للوحدة الوطنية كما جاء بالبيان

ونضيف لا لاستخدام السلطة للعنف إلا في حالات الدفاع عن النفس وحماية المدنيين... ً نعم لدولة مناوئة للاستعمار والصهيونية والرجعية منتهجة اقتصادا يوفر معيشة كريمة لكل الشعب.....نعم لحوار جاد بعيد عن المماطلة. نعم لمرحلة انتقالية تحكمها جبهة وطنية ديمقراطية شعبية من القوي المعادية للاستعمار والصهيونية والرجعية.. نعم لتوفير الظروف المناسبة لانسحاب الجيش... لا للشعارات المغرضة المتناغمة مع المخططات المعادية للشعوب... نعم للوحدة الوطنية.

من الطبيعي أن يُتهم كل من يتفق ويؤيد ندائنا هذا باتهامات عديدة ولكن هذا ثمن ضئيل مقابل محاولة إنقاذ الوطن بالإفصاح عن رأي صادق و مستقل. وفي نهاية الأمر الشعوب ستحاسب إن لم يكن الآن فغداً.

 

د. اشرف بيومي

القاهرة 25 سبتمبر 2011

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا