<%@ Language=JavaScript %> علي روندي - تُودَةْ - ... في عيدهِ السبعين !
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

تُودَةْ ... في عيدهِ السبعين !

 

 

علي روندي


يحتفل " التُّودَوِيّون" – الشيوعيون الايرانيون- يوم  الثاني من أكتوبر 2011 ( العاشر من شهر "مهر" 1390 هـ . ق . ) ، في ايران وفي الخارج – خاصة في الحواضر الاوروبية والامريكية- بالذكرى السبعين لتأسيس حزبهم العريق، حزب الطبقة العاملة الايرانية والمزارعين الفقراء والمثقفين الثوريين والكتاب والادباء والفنانين الحقيقيين والنساء المكافحات من أجل المساواتية التامة ( تشكل نسبة النساء حاليا 40 % في اللجنة المركزية للحزب ) والشباب والطلبة المقدامة، المناضلين جميعهم من أجل ايران الغد : حرّ، ديمقراطي ، مؤسساتي ، تقدمي ، علماني .. السبيل المرحلي الموضوعي الضروري، للانتقال الى المرحلة التالية : الاشتراكية

تاسس حزب تودة ( يعنى حرفيا – الجماهير الشعبية ) في ظروف انهيار ديكتاتورية "رضا شاه" (قفز إلى الحكم في 1925 ) ، ابان الحرب العالمية الثانية ودخول قوات الحلفاء لايران ( 1941 )، الامر الذي أدى إلى نوع من الانفراج السياسي وخروج الشيوعيين والماركسيين الايرانيين من السجون، خاصة مجموعة الـ 53 شخصا ، الذين ظلوا في السجن وخاضوا المحاكمات الصورية، منذ الثلاثينات، وكانوا يشكلون قادة وكوادر "الحزب الشيوعي الايراني" ( تاسس في بندر " أنزلي "، على بحر قزوين – الخزر- في 1920، بقيادة الشهيد "حيدر عمو أوغلي" واعتبر الحزب غير قانوني         في سنة 1933).. وبذلك ونتيجة للسانحة التاريخية والقانونية المؤاتية للفعالية الحزبية العلنية ولكن بدون استخدام الاسم "الشيوعي" ( ظل الاسم محظورا من الناحية القانونية )، أخذت الكوادر المذكورة، المبادرة الشجاعة والمبتكرة- بمنأى عن الدوغمائية - مستخدم                     ة اسم : " تودة"، كحزب جديد يهفو للنشاط الجماهيري، بحيث يكون مكملاً لمسيرة الحزب الام : الحزب الشيوعي، ولكن ضمن         الظروف الجديدة.. وقد أثبت التاريخ النضالي اللآحق للحزب في تحوله إلى حزب جماهيري، في ظرف سنوات قليلة، صحة القرار التاريخي                        
                                                  
كان الزعيم المؤسس لـ" تودة " هو الكادر القيادي للحزب الشيوعي، الشخصية الاكاديمية العلمية والفيلسوف الماركسي، الدكتور "تقي أراني"، الذي استشهد في تلك الفترة الحرجة- قبيل خروجه من السجن- وانتُخب الشخصية التقدمية وأحد أعمدة مناضلي الثورة الدستورية : "سليمان ميرزا اسكندري" ، سكرتيراً أولاً للحزب في الموتمر التأسيسي

تعود الجذور التاريخية لبدايات إنتشار بذور الفكر الاشتراكي والماركسي في ايران –خاصة في مقاطعة "جيلان" الشمالية - إلى نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، متزامنة مع انتشار المعامل والمصانع والبدء في تطور النمط الانتاج الرأسمالي، الامر الذي أدى إلى بروزالطبقة العاملة، حيث تحرك المجتمع الايراني –ببطء - في الانتقال من المرحلة الاقطاعية السائدة الى المرحلة الرأسمالية الناشئة. مع انعطافة القرنين- إنتهاء القرن التاسع عشر وبدء القرن العشرين- جلب الزمن معه بدايات حركات تحررية ضد الاستبداد الشرقي المزمن، ما فتئت ان اشد عودها- شيئا فشيئا- لتتحول إلى مجموعة من المناضلين الأشداء، الذين اتخذوا من النشاط السري وسيلة للنضال التحرري والتنويري. كان من بين تلك الحركات السياسية – إن لم تكن اهمها وقتئذٍ- التنظيم السري، الذي أسسه المثقف الطليعي الألمعي : "على منصور"، من تبريز - عاصمة أذربايجان الايرانية في سنة 1898 . أما مدينة "باكو"- عاصمة اذربايجان القيصرية- فقد اشتهرت بتجمعاتها العمالية المشتركة في حقول النفط، حيث كان عدد العمال الايرانيين يناهز النصف.. ولقد تعرف العمال المسافرين، عبر القفقاس، على أدبيات ومصطلحات حزب "السوسيال ديمقراط" الثورية في وقت مبكر، مع انبثاق اول تنظيم ماركسي باسم "هِمَّت" (العزيمة أو الاصرار أوالإلهام – بالعربية) في باكو، حيث تَرجَمت "همت" لاول مرة الى الفارسية المصطلح "سوسيال ديمقراط" ، ليكون قريبا من ذهنية العامل الايراني البسيط

انتشرت المنشورات السرية التابعة للبلاشفة، في الشمال الايراني، في بدايات القرن العشرين .. والطريف ان : " منصور" نفسه، ترجم الى العربية بعضا من أدبيات الحزب البلشفي، وتم ارسالها الى المدن العراقية كبغداد والكاظمية في سنة 1904 ! والجدير بالذكر أنه بين سنتي 1901 و1902 كانت الصحيفة المركزية "ايسكرا" تُطبع في "برلين" وتُرسل من هناك الى "باكو" عن طريق "تبريز"، المدينة الايرانية الشمالية

خرج من تلك التجارب المتعددة والمدارس الثورية الرائدة، أحد أهم أبطال الثورة الدستورية : " حيدر اوغلي" الذي قام بمحاولة تأسيس خلايا سرية أولية، في مدينة " مشهد" (أقليم خراسان)، تابعة – لحزب العمال الاشتراكي الديمقراطي الروسي - البلاشفة - في سنة 1904 ، منتقلة نشاطاته واسهاماته الثورية بين تعزز وتراجع – كرّ وفرّ- توافقاً مع الظروف الايرانية والمحيطة، خاصة الوضع في روسيا.. لذالك ما ان اندلعت ثورة فبراير 1917 الروسية، حتى قام بتأسيس حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي الايراني، باسمه المختصر: " عِدالت " ( العدالة – بالعربية) في مايو 1917 .. وهكذا ومن بطن الحركات والتنظيمات الثورية الايرانية، خاصة / "هِمَّت " و"عِدالت" / انبثق اخيرا : الحزب الشيوعي الايراني ، الذي تأسس في يونية 1920 ، بقيادة : " حيدر عمو أوغلي "، كما انبثق لاحقا – كما أسلفنا- وريثه الشرعي: حزب تودة ، في سنة 1941

نكتفي بهذه الشذرات البسيطة الموجزة- المطروحة أمامكم- على أن نتواصل مع القراء الاعزاء، في سانحة قريبة، الحديث الشيق عن سِفر الثوريين الايرانيين، الرواد الاوائل -جيلاً بعد جيل- في الرحلة الشاقة، التي اجتازوها، واجتازها من بعدهم "حزب تودة" - بانجازاته وقصوره واخفاقاته - منذ تأسيسه حتى يومنا هذا.. والسرّ وراء عودته سالماً معافاً وقوياً، في كل مرة، تعرضت كوادره وقيادته للإبادة الجماعية، كطائر الفينيق المنبثق من تحت الرماد!

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا