<%@ Language=JavaScript %> علي محسن حميد في وداع خالد جمال عبدالناصر
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

 

في وداع خالد جمال عبدالناصر

 

 

علي محسن حميد

 

انتقل إلى رحمة الله في 15 سبتمبر الدكتور خالد جمال عبد الناصرأستاذ الهندسة بكلية الهندسة بجامعة القاهرة والإبن الأكبر للزعيم الخالد جمال عبدالناصر . وفي يوم الجمعة 16 سبتمبر تمت الصلاة عليه في مسجد جمال عبدالناصر بحضور المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري ووزير الدفاع والفريق سامي عنان نائب رئيس المجلس العسكري ورئيس هيئة الأركان وشقيقه عبد الحكيم وجمع كبير من أحباب وأنصار الرئيس عبد الناصر من مسئولين سابقين وحاليين ومثقفين ودبلوماسيين عرب وكل التنظيمات الناصرية ونساء ورجال من مختلف الأعمار فقراء وأغنياء يمثلون أجيال أربعة عبروا كلهم عن حزنهم لفقدان نجل ناصر ولزمن ناصر الذي وصفوه بعهد الكرامة والانحياز للفقراء" ده كان واحد مننا" على تعبير أحدهن لفضائية عربية المشاركون في الجنازة وصفوه في هتافاتهم ويافطاتهم برمز الكرامة والعزة .

وعلت الهتافات قرب الجامع تقول للمرحوم خالد بأن يسلم على والده وأن يؤكد له أن مصر افتقدته وأنها لن تركع ولن تساوم . أحد الهتافات كان: ياخالد ياعود الفل قل لأبوك ماشفناش بعده غير الذل.وسائل الإعلام كانت حاضرة لتغطية صلاة الجنازة والجنازة وقد أجرت مقابلات مع نساء ورجال بعضهم عاصر عبدالناصر والبعض الأخر لم يعاصره ولكنه افتقد عصره بعد الهوان الذي حل بمصر وبالأمة العربية بعد وفاته .

 خطر على بالي وأنا أسمع الهتافات ونحيب عدد من السيدات ماعرفته من انعدام الحرية في عهد عبدالناصر عندما كنت طالبا في مصر في السنوات الأربع الأخيرة من عهده وتساءلت هل نسي هؤلاء فقدان بعض حريتهم على يديه ولكنسرعان عقدت مقارنة فورية بيننا وبين الأمريكيين الذين تنازلوا عن بعض حريتهم بعد 11/9 مقابل الأمن والكرامة التي لحقها ضرركبيرمن قبل القاعدة في العمل الإرهابي الذي نفذته في هذا التاريخ. ويمكن القياس على ذلك فالمصري يفتقد عبدالناصرالتي كانت توأما لعهد عبد الناصر . ويلحظ المرء ذلك عندما يتجمع المصريون في ميدان التحريروبالخصوص عند سفارة إسرائيل. مساء 9/9 وقبل هذا التاريخ كان أيقونة المقاومة والصمود عبد الناصر هو رمز التحدي للعدو الإسرائيلي وعنوان الصمود وليس أحدا سواه.

 لاحظت في الجنازة أناسا بسطاء أتوا من أماكن بعيدة ونساء محجبات وغير محجبات يتحدثن عنه وكأنه أبا أو أخا وكلهن صوت واحد باحث عن الكرامة المفقودة.وقد تجمع الناصريون بتنظيماتهم الثلاثة الحزب العربي الناصري وحزب المؤتمر الشعبي الناصري ( تحت التأسيس) وحزب الكرامة الذي حصل مؤخرا على ترخيص وبينما كانت قيادات الحزبين الأولين تتصرف في الجامع وفي الجنازة كمواطنين يغمرهم الحزن ويحيطون بالسيارة النتي حملت نعش الفقيد خالد كان حمدين صباحي مرشح الرئاسة المحتمل يتصرف كشخصية عامة وكرئيس قادم لمصر فبمجرد جلوسه في وسط الجامع انتقل إلى الصفوف الأولى لكي يكون قريبا من الأضواء ومن رجال العهد. أما في الجنازة فلم يظهر وربما أنه انتقل بسيارته إلى مدافن الأسرة للمشاركة في الدفن .
اليمنيون ينحازون لعبد الناصر وعصره وفكره لأنه هو الذي أخرجهم بدون مبالغة من الظلمات إلى النور بفضل عونه السخي والمتعدد الأبعاد للثورة اليمنية . لقدعرفوا التعليم الحديث والإدارة الحديثة على أيدي أساتذة مصريين وخبراء مصريين والتحقت أول دفعة كاملة من خريجي الثانوية العامة في اليمن عام 1966 بالجامعات المصرية وعومل خريجوها كالمصريين و منحوا إعانات مالية وقبل ذلك أرسل بجيشه وفلذات أكباده عام 1962للدفاع عن الثورة اليمنية. وفي ذروة مأساته بعد هزيمة يونيوعام 1967 لم ينس أن يرسل في نهاية 1967 بعض الأسلحة للجيش وللمقاومين في صنعاء لدحر آخر هجمة على الجمهورية بفضل الجيش والشرطة وشباب المدارس والموظفين الذي وفرت لهم الثورة والدعم المصري فرص التعليم والتأهيل والتوظيف وتمكنوا بفضل ذلك من الدفاع عن ثورتهم باعتبارهم أصحاب مصلحة رئيسية في بقائها وفي انتصارها. اليمنيون جميعا باستثناءات محدودة يعبرون عن وفائهم لمصر ومنهم الذين اختلفوا مع عبد الناصر سياسيا.

وأتذكر أني شاهدت عام 1980 في مكتب سفير اليمن لدى الأمم المتحدة الأستاذ محسن العيني صورة لعبدالناصر وهو الذي يجب أن يرفع صورة رئيس دولته فقط وهو الذي رفض عبد الناصر وبإصرار أن يتولى أي منصب بسبب انتمائه البعثي .

 العيني احتفظ بالجميل الكبير لمصر في دعم الثورة اليمنية ونسي خلافاتهما الصغيرة وقال لي أن عبد الناصر عندما ودعه في ديسمبر عام 1962 قبل أن تحتل الجمهورية مقعد اليمن في الأمم المتحدة أعطاه عشرة ألاف دولار لتساعده في حملة العلاقات العامة بعد طرد ممثل الملكيين من الأمم المتحدة . يتفق مع العيني بعض الإسلاميين الذين يعترفون بأن مصر ضاع منها بعد وفاته الدور والريادة والمبادرة والقيادة وأنهم افتقدوا الكرامة والعزة التي كانت رديفة لعصر عبد الناصر.

التوريث بداية النهاية للطغاة العرب ولأولادهم
من مزايا عبد الناصر أنه كان نظيف اليد مخلصا لمبادئ الجمهورية التي تقف على النقيض من مبدأ التوريث. هذه المزايا هي مايحبب الناس فيه وفي أسرته. ولنا أن نلاحظ الأن أن من أسباب الثورات العربية في اليمن وليبيا وسوريا ومصر خلق سلالة حاكمة تتوارث السلطة وتستهين بمبادئ الجمهورية ناهيكم عن الفساد والمحسوبية والعبث بالمال العام وشخصنة السلطة . وفي جنازة خالد عبد الناصر تعرفت على طبيب ليبي كان من أنصار القذافي. وتغير ولاءه له بعد عام 2005 عندما بدأت المحاولات الجادة للقذافي لتوريث إبنه سيف الإسلام وبدأ سيف الإسلام يمارس سلطات غير قانونية ويتصرف في المال العام وكأنه ماله الخاصمما تسبب في جريان مياه مختلفة مضطربة في نهر الولاء للقذافي .ومنذ ذلك العام تزايد تململ أعضاء اللجان الشعبية من القذافي وأولاده كما قال لي وبدؤا بنزع ثقتهم منه لأنهم آزوره لكي يطبق شعاراته الأثيرة لديهم وهي السلطة،السلاح والمال بيد الشعب والانتماء للأمة العربية .

وعندما انزلقت الأمور إلى مسار التوريث وحكم الأسرة وحانت فرصة الانقلاب على القذافي على مبادئه وجماهيريته هبوا جميعا للإطاحة به. وهنا يكمن الفرق الجوهري بين الجمهوريات الوراثية التي يعض الورثة أصابع الندم على مافعله أبائهم بهم وبين جمهورية عبد الناصر غير الوراثية التي خلقت حبا كبيرا لأبنائه وأفكاره وعهدا على السير وفق مبادئه.

 

18/09/2011

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا