<%@ Language=JavaScript %> عاطف الغمري مركز الموجة الرابعة للديمقراطية
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

 

مركز الموجة الرابعة للديمقراطية

 

 

عاطف الغمري

 

عندما يشارك سبعة عشر من أكبر الخبراء اتصالاً ومتابعة لأحداث منطقتنا العربية، في عرض تحليلاتهم لثورة 25 يناير، وموجات الربيع العربي، التي نشرت في مطبوعة من 300 صفحة أصدرها “معهد بروكنجز للبحوث السياسية” في واشنطن بعنوان الصحوة العربية، فإن الأمر يستحق التأمل في ما قالوه .

هذه المجموعة من الخبراء، وكثير منهم لهم مواقف وآراء موضوعية وغير متحيزة من القضايا العربية، اتفقوا على أن انهيار الأنظمة الاستبدادية، بدءاً من تونس ومصر، سوف يؤدي إلى تحول في خريطة النفوذ السياسي  الجغرافي للمنطقة، بشكل مماثل للنتائج التي ترتبت على سقوط حائط برلين عام ،1990 هؤلاء قرروا أن معظم مراقبي أحداث الشرق الأوسط، قد فاجأتهم أحداث يناير ،2011 وأنهم يحاولون الآن الإجابة عن أسئلة كثيرة مثل: كيف سقطت هذه الأنظمة؟ وكيف حدثت الثورات؟ وما شكل المستقبل؟ وما انعكاساته على الولايات المتحدة وبقية العالم؟ وما تأثير النظام العربي الجديد في عملية السلام مع “إسرائيل”؟

وعندما يعقد معهد بروكنجز،  وهو من مراكز البحوث السياسية الأكثر اعتدالاً في أمريكا، ندوة بعنوان: “البداية من مصر: الموجة الرابعة للديمقراطية”، يحلل المشاركون فيها ملامح ومؤشرات المرحلة المقبلة بعد المرحلة الانتقالية، فإن ذلك أمر يستحق وقفة متأنية . وتكاد تقديرات السبعة عشر خبيراً تقترب من الأفكار الرئيسية التي عرضت في ندوة “معهد بروكنجز”، والتي يمكن إجمالها في النقاط المهمة التالية:

(1) إن العالم قد اجتاحته في التاريخ الحديث ثلاث موجات رئيسية من الديمقراطية، وكلها قد تجنبها العالم العربي . وهي موجات تتابعت الأولى منها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية عام ،1945 والثانية بعد انتهاء الحرب الباردة ،1989 وتفكك الاتحاد السوفييتي 1991 ثم التحولات في الفكر والسياسات في الدول التي استوعبت قيمة الديمقراطية طريقاً للتنمية الناجحة، والإصلاح السياسي .

والآن تتشكل الموجة الرابعة للديمقراطية، إثر السقوط المفاجئ للأنظمة الدكتاتورية في تونس ومصر، (ثم ليبيا)، والسؤال الذي يطرح في الندوة هو: ما الذي سيكون عليه شكل الموجة الرابعة للديمقراطية؟

 (2) إن النظام في مصر قد ترنح على حافة السقوط بعد 25 يناير (لكن النظام كاملاً لم يسقط بعد) .

وفي مقارنة للمشاركين في الندوة، بما جرى في أوروبا الشرقية بعد سقوط الأنظمة الشمولية، فهم يرون أن طول الفترة الانتقالية كان يتيح في هذه الدول فرصاً كثيرة للانقضاض على ثورة الشعب، من رجال النظام السابق، والتيارات المتطرفة، ومحترفي الانتهازية السياسية وعناصر الإجرام ايضاً، لدفع النظام إلى تحقيق أهدافهم .

 (3) نستطيع أن نلاحظ من إحدى نقاط الندوة، إشارة مباشرة إلى مصر بوصفها دولة المركز في العالم العربي، وأن الموجة الرابعة للديمقراطية سيكون مركزها مصر .

والمقارنة هنا تأتي في ما حدث عندما ترنح الاتحاد السوفييتي ، وكان هو دولة المركز لدول أوروبا الشرقية، التي تتابع السقوط السريع لأنظمتها في مواجهة الاحتجاجات الشعبية .

 (4) الأرجح أن المعارك السياسية في المجتمعات العربية عموماً، سوف تدور حول مشكلات المعيشة، والخبز، أكثر من دورانها حول الأيديولوجية، وأن من يحكم لابد أن يكون قادراً على استكمال ما لم يتم القضاء عليه من بقايا فساد النظام السابق .

 (5) كانت سنوات النصف الأخير من القرن العشرين تسمى في السياسات العربية ساعة الرجل القوي . وفي السنوات العشر الأولى من القرن الحادي والعشرين، وصفت بأنها ساعة المتطرفين . أما الآن فنحن نشهد في شوارع القاهرة، ما يسمى ساعة المواطن، وحيث تشهد المنطقة العربية كلها ديناميكية لها قوة فعل مشترك .

 (6) إن السقوط والتغيير المفاجئين للأنظمة الاستبدادية، كانا بمنزلة رسالة تحذير للحكام الذين غلب عليهم العناد، فاتخذوا إجراءات شرسة ضد المظاهرات الاحتجاجية، حتى لا يلحقهم مصير من أسقطوا من الحكم . وهم قد يقبلوا بتغييرات، الهدف منها كسب الوقف، على أمل أن تخمد جذوة المطالب بالتغيير .

هذه كانت باختصار النقاط الرئيسية في ندوة “معهد بروكنجز” بعنوان “البداية من مصر: الموجة الرابعة للديمقراطية” .

والحقيقة أن هذه الثورات وإن كانت قد أسقطت حكاما طغاة، فإن دافعها الأساسي لم يكن الحاكم شخصاً، بل نظام حكم من صنع يديه، سعى من خلاله لدمج الدولة في شخصه، وأن تكون بقياداتها المختارة، وبمؤسساتها الشكلية، صدى لصوته، وترديداً لأفكاره، وتطبيقاً لطموحاته وأطماعه .

ولذلك كان اهتمام المتابعين من الخبراء والمختصين بشؤون المنطقة، أوسع مدى من مجرد التوقف عند حدث سقوط الدكتاتور، وإنما لما سيتم مستقبلاً، من بناء وطن، وحماية الدولة بوصفها كياناً، وأن ذلك يتحقق عندما تمسك الدولة بزمام أمنها، واستقرارها في الداخل، وهو الذي سيحدد جميع التوقعات الإيجابية، التي يتوقعونها عندما تكتمل أهداف الثورة في مصر، وأولها استعادة مصر طاقتها قوةً مؤهلة للدور الرئيسي في تشكيل الأوضاع الإقليمية، وبلوغ ما سموه التحول في الخريطة الجيوبوليتيكية للمنطقة العربية، وغير ذلك من التحولات التي تعيد التوازن لميزان القوى للعالم العربي كله، ولعلاقات مصر بالدول الإقليمية وخاصة “إسرائيل”، وعلاقاتها بإفريقيا، وبالقوى الكبرى عامة، لكن البداية والأساس الذي يبنى عليه كل ذلك متانة البنيان الداخلي .

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا