<%@ Language=JavaScript %>  شاعرية الصمت كتب النص أحمد عكاشه أحمد فضل الله وترجم الاشعار   محسن السراج
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

 

 شاعرية الصمت

 

 (  Tomas T r a n s t r o m e r ) 1

 

  

 

كتب النص أحمد عكاشه أحمد فضل الله

وترجم الاشعار   محسن السراج

 

قلّ  أن منحت جائزة نوبل للاداب لشاعر ما (لم يتعد منحها لشاعر سوى ثلاث مرات ) . نال الجائزه هذا العام الشاعر السويدي    Tomas    ويعني منح هذه الجائزة الادبية العالمية وهي أرفع الجوائز الدولية القبول بالطابع الكوني والانساني الجامع للشعر   ويفصح هذا الاعتراف سمو الشعر   . يبقى من الضروري أن يقام من حين الى آخر أختيار أو تحديد شاعر ولايتم ذلك وفقا ً لجدارته فحسب بل لانه صار رمزا ً خلال عهد ما والى حين للشعر ,هكذا أوضح     T . S .Eliot   في الخطاب الذي ألقاه في حفل تسلمه جائزة نوبل للاداب

قبل ستين عاما ً خلت ومن بعده منحت لشاعرين هما      w is la w a   S y m b o r  s k a و Seamus Heaney   والان      Tomas   الذي ولد في عام 1931 وظل مرشحا ً لنيلها سنين عديده , لم يقع عليه الاختيار طوال تضمين إسمه لائحه المرشحين . برزت ضرورة توضيح أسباب وقوع الاختيار عليه هذه المره :على نحو تقريبي إنه يعد غير معني بالشأن السياسي أو منغمس فيه

كذلك  فإن شعره لايعد بما يسمى              clear cut no n .conformist poetry    الشعر الممتثل للعادات والقواعد والاحكام 

لايثير ترشيحه للجائزه أو منحها إياه زوبعة سياسية ما  فهو مقعد لايستطيع حراكا ً وغير قادر على النطق وإن تمكن من نظم الشعر .

لقد خالفت طبيعة شعره الصيغة التي   اشتهرت بها أعمال أدباء وشعراء مثل J o  s p h  B  r o o l sky , Alexander  S o  z h e n itsy       ولم تماثل طرق نظم الشعر بواسطه  Tomas   طرق S u anus 

He a n y     أو    D e  re x    w a l   c  o t t  .

وقبيل أعلان حصوله على جائزة نوبل للاداب    أعتقد الكثير   من المطلعين على   شأن الادب العالمي بقلة حظه في الفوز وعددوا بعض الاسباب التي حملتهم على هذا الاعتقاد

_ كان أغلبهم مدركا ً   لحقيقة أنه تصعب ترجمة أشعاره ( من اللغة السويدية الى سائر اللغات ) لأن أشعاره تأمليه      meditative    وتجمع بين المقاطع القصصية والحوارية والمقاطع الملحونة     recitative هذا الى جانب أنها مصبوغة بالصور الشعرية السوريالية والتعبيرية   surrealism  e x p r e s  s i o n is    فهي أشعار يوجد مضمونها في محتواها لهذا لم يسهل ترجمتها عالمياً وكذلك صعب إنتشارها, الى جانب تعسرترجمة هذه الاشعار, هنالك أسباب أخرى دعت مراقبي تطور الحيا ة الادبية   والثقافية الى تقليل نيله جائزة نوبل للاداب إذ قال البعض   :إن هذا الشاعر غير معروف على نحو كاف خارج السويد وإن عرف بين الشعراء الامريكيين والبريطانيين إلا أن شعبيته العالمية ضئيله .

إن مادة شعره مأخوذه على نحو مباشر وترتبط على نحو وثيق بالسويد وإن الصور الشعرية والمشاهد هي سويدية الأصل .

لم يمنع واحد من هذين  السببين الشاعر من قطف ثمار المجد الادبي العالمي _ نيل جائزة نوبل للاداب هذا العام .

كذلك لم تمنع هذه الاسباب إدراك طبيعة أشعاره    , ثمة حقيقتان هامتان بهذا الشأن :

_ المادة والصور والمشاهد الشعرية سويدية المنشأ إلا أنها تعالج مشكلات كونية مثل أغتراب الانسان المعاصروالعلاقات بين الطبيعة والكلمة المكتوبة والحواضرية        Urbanity ( العيش في المدن الحديثة )

والتي هي مربض اللغة والشعر والعقائد والافكار  .

حقاً لم تكن أشعاره   ذات شعبية واسعة بين قراء ومحبي الشعر عالميا ً إلا أن هذا الأمر لم يمنع ترجمة أشعاره

لزهاء ستين لغة   وحينما يتم التطرق لمسألة   ذيوع الشعر , تجري مقارنة بين إنتشار أشعاره وتلك العائده للشاعره التي نالت مثله جائزة نوبل للاداب وهي    W i  s la w a   S y m b o  r s ka

فقد تحمس قراء ومحبو الشعر دولياً لأعمالها التي تمت ترجمتها وقد ذاعت أشعارها لسهولة ترجمتها : إذ سهلت لغة نظمها وكذلك فهم فحواها ,عمرت أشعارها بالحبور والذكاء والفكاهة , وقد إنتشرت أشعارها على نحو أكبر عالمياً بعد منحها جائزة نوبل للاداب .قد لايلقى شعر Tomas    نفس الشيوع وذلك لأن شعره يبدو أقل حبوراً وأكثر تجهما ً على نحو يعود الى الطبيعة القاتمة للمشاهد الطبيعية في السويد .

كان  قد أصيب بالجلطه في عام 1990 ومنذ ذلك الوقت أضحى يعاني من شلل نصفي وفقد المقدره على النطق غير أنه أستمر في الكتابة ونظم الشعر وكذلك نشر أعماله الادبية والشعرية , يعود أجود شعره الى عهود عافيته , مما يفسر جزئيا ً منحه نوبل للاداب : الخوف من أن يرحل أبديا ً من قبل أن يكرم وأن يلق شعره التقديرالذي يستحقه عن جدارة ,جاء منحه الجائزة بمثابة إعلان براءته من كل مايتعلق بالسياسه فلم ينغمس فيها ولم تكن هاجس أشعاره , ونسبة للغياب التام لإمكانية أن يتضمن أمر منحه الجائزه أي تلميح سياسي الطابع أو نقد او نبذ نظام سياسي قائم أو تشجيع أتجاه سياسي بعينه فإنه قد منح جائزة نوبل للاداب لكفاءته شعراً ونثراً فقد نظم شعراً مثيراً للاهتما م وداعياًُ للتأمل وعالياً في قيمته الادبيه .

ويبقى   أن يشار الى حقيقة كونه شاعراً سويدياً فقد ولد في عام 1931 في استوكهلم وبقي أكبر أثر لشعره في السويد التي هي موطنه وعند منحه قالت الاكاديمية أنه نالها لما في شعره من أثر خاصة تلك الصور الشعرية الممعنه في العمق والحساسية والتي تمكن من النظر على نحو جديد وطازج للواقع .

ومن أعماله الشعريه ( المقاطع الشعرية السبعة عشر ) نشهرها عام 1954واعيد نشرها في عام 1987و1997وقام     Robin Fulton   بإصدار ترجمة باللغة الانكليزية لأشعار توماس حملت أسم New co l le c t e d poems   وصدرت في عام 1987 ثم أضيفت أشعار جديده في طبعة 1997وعقب نشر أشعاره المعروفه بإسم     ( الغموض الهائل) قام    Fulton   بإضافتها للاعمال الكامله وصدرت في الولايات المتحده في عام 2006 ومن ثم صدرت في بريطانيافي عام 2011 وفي عام 1993أصدرالشاعر سيره ذاتيه مختصره حملت إسم  Mi n n e n a    s e m i g   ( لتلقوا عليّ نظرة ً ) وهي عباره عن مذكرات شخصيه مختصره . يعد الشاعر جزءاً من تقليد شعري لايتضمن المسائل  السياسيه في الشعر وعدت أعماله جزءأً من تراث عدة إتجاهات للشعر شملت العصرانية والانطباعية والسوريالية إلا أنه زاد عليها :

__ الصور الشعرية المبسطه التي كان يأخذها من الحياة العادية والطبيعة حوله

 

_التأمل بنزعة صوفية في الطبيعة وفي النفس الانسانية إذ أنه الى جانب كونه شاعرا ً  فقد عد

 

أخصائياً في علم النفس جدير بالتقديروعمل في سجون المراهقين ومصحات المعاقين والسجون ومراكز المدمنين على المخدرات ,كذلك أجاد العزف على آلة البيانو .

 

 

المحطه

 

تدهده القطار

عربة إثر عربة

تقف

لكن

لم يفتح باب

ولم يترجل أو يصعد أحد ,

 

هلا توجد منافذ هناك ؟

ثمة حشد محاصر

يموج

إنهم يندفعون 

عبر رياح ساكنه

في الخارج

رجل يتفحص القطار

وهو

يحمل معولاً

هاهوذا  يقرع العجلات

وهي ترن واهنة ً

هنا

يتصاعد الصخب

كرعد غامض

كصوت نواقيس الكاتدرائية

ذلك

مايرفع القطار

والجوار_الصخور المبلله

كل شيء ٍ يغني

سوف تتذكر هذا

فإ نطلق .

 

 

مابعد الموت

 

كانت صدمة ً

تركت خلف

ذيل الكوكب المتوهج

إحتمينا في البيت

تغبشت صور التلفاز

مكثت قطرات باردة

على أسلاك الهاتف

يمكن للمرء

أن يتزلج ببطيء

تحت شمس الشتاء ,

 عبر المرج

وريقات الاغصان

تتدلى ,

 

إنهم ينتزعون أوراق

دليل الهاتف القديم

أسماء إبتلعها البرد

الجمال دائما ً

حين تسمع دقات القلب ,

خلف الظل

لن نهزم

لكننا نروم سلاما ً,

الموسيقا بيت زجاجي

فوق الحافه

الصخور تتطاير

تتدحرج عبر البيت

بينما

كل لوح زجاجي

لايزال ثقبا ً .

 

 

بعد يوم مكفهر

 

بعد يوم أسود

أعزف  هايدن

أشعر بدفيء ٍ قليل

في يديّ

 المفاتيح مهياة

معاول لطيفه

تسقط

الصوت روحي

أخضر

ومترع بالصمت

 الصوت يقول :

إن الحرية   موجودة

أحد  ما

لايدفع ضريبة للقيصر

أدس يديّ

في جيوبي المخفيه

وأتصرف كرجل هاديء ٍ

 

أزاء  كل شيء ,

إني أنصب رايتي المخفيه

وهي أشارة

تبدو واقعا ً

أكثر من الجسد ,

الساموراي  يبدو ضئيلا ً

جنب درعه

درع التنين الاسود والسلم .

 

 

سكة

 

الثانية بعد طلوع القمر

 

وقف القطار

في الحقل ,

 بعيدا ً

تشعشع أضواء المدينة

ينبض باردا ً

عند الافق

كما يذهب المرء عميقا ً

في الحلم

لن يتذكر أبداً

أنه هناك

حين يعود ثانية

الى المشهد

أو حين يعاني الفرد مرضا ً عضالا ً

تصبح أيامه ومضات ٍ

نحلة ضعيفه

وبرد يغطي الافق

بلا حركة تماماً

 الساعة الثانية

بعد النور الساطع للقمر

وتلألأ  نجوم نادره .

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا