<%@ Language=JavaScript %> محمد ضياء عيسى العقابي أفيقي من أحلام اليقظة يا سيدة ميسون

 

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                                

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

أفيقي من أحلام اليقظة يا سيدة ميسون

 

 

محمد ضياء عيسى العقابي

 

قالت السيدة ميسون الدملوجي، الناطقة الرسمية بإسم إئتلاف العراقية، بأن الرئيس أوباما هو الذي سحب القوات الأمريكية من العراق كإلتزام إنتخابي. (فضائية الحرة / برنامج "ساعة حرة" بتأريخ 12/21/2011 الذي شارك فيه أيضاً السيد النائب عن التحالف الكردستاني محسن السعدون والمستشار الإعلامي لرئيس الوزراء السيد علي الموسوي والجنرال ماك كيميت من البنتاغون، إضافة إلى مدير برنامج الحرة السيد ميشيل غندور. والموضوع حول زيارة رئيس الوزراء المالكي لواشنطن).

في الحقيقة، كان واضحاً أشد الوضوح أن السيدة ميسون أرادت أن تقول، في كلامها هذا ، إن السيد المالكي وحكومته ومن وراءهما من جماهير شعبية، ليس لهم دور أو فضل في هذا الإنسحاب.

للحق، كان أداء السيدة ميسون في الحوار ضعيفاً، وتألمتُ لما قاطعها مدير البرنامج في كل مرة تحدثتْ فيه وإنتقلَ إلى متحدث آخر، لدرجة أنها إحتجت على عدم منحها فرصة الكلام بقدرالآخرين. السبب هو خوض السيدة ميسون في أمورحزبية داخلية صغيرة خارج الصدد وظهر فيها نوع من التحامل غير المتزن وغير اللائق على رئيس الوزراء السيد نوري المالكي بل حتى على العراق لأن الذي مثله هو المالكي.

 خاضت السيدة ميسون،  مثلاً، في موضوع عدم مراعاة مبدأ المحاصصة في تشكيل الوفد المرافق لرئيس الوزراء إلى الولايات المتحدة؛ والمحاصصة أمر طالما أدانه إئتلاف العراقية زعماً؛ علماً أن زيارة رئيس الوزراء للولايات المتحدة لم تكن للنزهة كي يفسح المجال للمشتركين في الحكم (لا الشركاء!!) كي يتنزهوا معه. إنها كانت زيارة عمل لذا إستصحب معه الوزراء المعنيين كوزراء الخارجية والتجارة والنقل وغيرهم.

يبدو أن زعماء إئتلاف العراقية بدأ تململهم يزداد حرارة وقنوطاً منذ أن يئست أمريكا من إمكانية التمديد لبقاء جزء من قواتها في العراق وأصبح الإنسحاب في حكم المنتهي  في نهاية هذا العام 2011 حسب إتفاقية 2008.

 فذاك السيد أياد علاوي ينسحب حتى من عضوية "المجلس الوطني للسياسات العليا" الذي صُمم له خصيصاً لترؤسه. غير أن رؤيته الجشعة لذلك المجلس التي تضع جميع الرئاسات في الدولة العراقية في جيبه تسببت في رفضه من قبل شركائه في العملية السياسية. لم يراجع ولم يلم الدكتور أياد جشعه الذي أدى إلى رفض رؤيته بل أنحى باللائمة، تلميحاً، على الأمريكيين حيث قال، وهو يعلن إنسحابه، بأن "الأمريكيين قد تخلوا عن هذا المجلس".

وذاك السيد صالح المطلك دسَّ في جيبه عنترياته التي دوَّخ العراقيين بها حينما كان يدعي معارضته لتواجد القوات الأمريكية على أرض العراق وكان يمجد المقاومة "الشريفة" الوهمية، مستفزاً شعورالعراقيين الذين لم يعرفوا سوى إرهابيين مجرمين. وإذا به يصب جام غضبه على رئيس الوزراء وإئتلاف دولة القانون والتحالف الوطني لأنهم طلبوا إنهاء الوجود العسكري الأمريكي في العراق (فضائية الحرة-عراق/ برنامج حوار خاص). كانت المناسبة هي تسليم قاعدة الأسد في الرمادي إلى القوات العراقية.

أعود إلى السيدة ميسون.

نعم، كان هناك للرئيس أوباما فضل كبير في تطبيق إتفاقية عام 2008. وفضله يتجسد أساساً بلجمه تلك الأصوات الإمبريالية المتشددة (في كلا الحزبين وخاصة في الحزب الجمهوري الممثل للرأسمالية العليا الإحتكارية في الولايات المتحدة) التي أرادت إبقاء بعض القوات لأغراض لا تخفى على أحد وهي مساندة إئتلاف العراقية على تسميم حياة العراقيين حتى يثب السيد أياد علاوي أو مثيل له إلى السلطة بطريقة التزوير (كما حصل في 7/3/2010) أو بإراقة الدماء في ساحة التحرير على نمط ما كان مخططاً ليوم 25/2/2011.  ومن بعد ذلك يبدأ مسلسل التوترات والحروب وفق نظرية السعودية والكويت "منا المال ومنكم الرجال" أي يُزج العراقيون في محرقة أو محارق لضرب المفاعلات النووية الإيرانية التي ستنتج السلاح النووي، إفتراضاً، وتهدد أمن إسرائيل.

وعلى كل حال، حتى لو كان الصقور يحكمون البيت الأبيض لكانت النتيجة واحدة. ألم يكن الصقور في البيت الأبيض وعُقدت الإتفاقية عام 2008 عندما قدموا مسودة لها طلبوا فيها (350) قاعدة وموقعاً عسكرياً حسب صحيفة الإندبندنت البريطانية؟

غير أن تصريح السيدة ميسون لا يجب أن يؤخذ بالبساطة التي طرحتُها في مستهل الحديث؛ ويا ليته توقف عند ذلك الحد أي عند حد الإستهانة بقدرات العراق. أعتقد أنها أرادت أن تقول أنه يمكن للقوات الأمريكية أن تعود إلى العراق إذا ما خلقنا، نحن إئتلاف العراقية، لها الذرائع المناسبة بنفس السهولة التي خرجت بها بقرار صادر من طيبة نفس الرئيس أوباما، خاصة وأن العراق مازال تحت طائلة البند السابع. (ألم يهدد قبل أقل من أسبوع أحد طغمويي(1) التركمان بأن التركمان سيستعينون بالقوى الخارجية إذا لن يتوقف قتل التركمان في كركوك؟ وكذلك فعل المحامي سليمان رئيس هيئة المحامين في صلاح الدين إذ صرح لفضائية الحرة بأنهم سيأخذون موضوع إقامة الإقليم إلى الجامعة العربية أو الأمم المتحدة إذا مانعت الحكومة المركزية من إقامتها، ونسي هذا القانوني بأن الدستور العراقي لا يبيح إقامة إقليم إذا كان الإقليم شاملا لمنطقة متنازع عليها حتى حسمها.)

من هذا جاءت التحركات ذات المظهر القانوني والجوهر المريب (كلمة حق يراد بها باطل)  التي قام بها بعضٌ من أعضاء مجالس محافظات معينة بتحريض مشهود من قياديين طغمويين في بغداد لهم أصدقاء في الخارج كالسادة صالح المطلك وظافر العاني وأسامة النجيفي. إنهم يطالبون بالأقاليم وبالأمس كانوا أشد معارضيها. حججهم واهية لا تتطلب سوى التفاهم مع الحكومة الفيدرالية لتوسيع صلاحيات المحافظات بعد أن تطورت القدرات الإدارية والفنية لديها للنهوض بالمسؤوليات التي ستتحملها.

تندرج في هذا الإطار أحداث الشغب التي إندلعت في زاخو وكذلك تفجير أنابيب نقل النفط إلى مستودعات الزبير. 

أعتقد أن هذه الحسابات "الميسونية" التي تمثل أفكار غلاة إئتلاف العراقية هي التي أدت إلى مزيد من الإنشقاقات عن إئتلاف العراقية، إذ أعلنت أربع كتل جديدة إنشقاقها عن الإئتلاف يوم 15/12/2011 حيث ساق ممثل تلك الكتل السيد فتاح الشيخ الأسباب التي دفعتهم إلى الإنشقاق وكان من بينها خروج قادة الإئتلاف على الوعود الإنتخابية المعلنة، والعلاقات التي تربط الإئتلاف بجهات خارج العراق وأسلوب تعامل قيادة الإئتلاف مع الإئتلافات الأخرى.

لحسن حظ العراقيين ولسوء حظ السيدة ميسون وزملائها في قيادة إئتلاف العراقية أن أية قوة في العالم ما عادت قادرة على دخول العراق بعد 1/1/2012 إذ سيمتلك العراق كامل السيادة أولاً ، وله حكومة منتخبة من الشعب تحظى بإعتراف العالم أجمع ثانياً، ولأن سياسته الداخلية ترتكز على الديمقراطية المتنامية ثالثاً، وسياسته الخارجية ستواصل مد يد الصداقة والتعاون والإحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين رابعاً.

 أما مسألة الفصل السابع والتعويل عليه، فأهمسها في آذان قادة إئتلاف العراقية وأقول ما من أحد إستطاع فعل شيء للسودان ورئيسها مطارد من قبل الأمم المتحدة والمحكمة الدولية بتهمة إقتراف جرائم ضد الإنسانية، فكيف عساكم ستَقْدِرون التسبب في إحتلال العراق ثانية بعد هذه التضحيات الجسيمة ليصبح العراق جديداً يحكمه الدستور وصناديق الإقتراع؟ ومن سيستمع لدعواتكم والكل بات يعرف الشعب العراقي ومدى إستعداده للتضحية.

فالخير كل الخير للعراق ولكم إذا لجمتم السيد صالح المطلك عن التصريح بأن "العملية السياسية ستزول بعد إنسحاب الأمريكيين لأن الذي صممها وحماها هم الأمريكيون"؛ وخير لكم إذا لجمتم آخرين منكم طالبوا بإسقاط الدستور وإعادة كتابته.

 فنجوم السماء أقرب لكم من نجاح هذا التخريب البائس.

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

(1)             الطغمويون والنظم الطغموية: هم أتباع الطغم التي حكمت العراق وبدأت مفروضة من قبل الإحتلال البريطاني في عشرينات القرن الماضي، ومرت النظم الطغموية بمراحل ثلاث هي: الملكية السعيدية والقومية العارفية والبعثية البكرية-الصدامية. والطغمويون لا يمثلون أيا من مكونات الشعب العراقي القومية والدينية والمذهبية بل هم لملوم من الجميع ، رغم إدعائهم بغير ذلك لتشريف أنفسهم بالطائفة السنية العربية وللإيحاء بوسع قاعدتهم الشعبية. مارستْ النظمُ الطغمويةُ الطائفيةَ والعنصريةَ والدكتاتوريةَ والديماغوجيةَ كوسائل لسلب السلطة من الشعب وإحكام القبضة عليها وعليه. بلغ الإجرام البعثي الطغموي حد ممارسة التطهير العرقي والطائفي والإبادة الجماعية والمقابر الجماعية والتهجير الداخلي والخارجي والجرائم ضد الإنسانية كإستخدام الأسلحة الكيمياوية في حلبجة الكردستانية والأهوار.

والطغمويون هم الذين أثاروا الطائفية العلنية، بعد أن كانت مُبَرْقعَةً، ومار سوا الإرهاب بعد سقوط النظام البعثي الطغموي في 2003 وإستفاد الإحتلال من كلا الأمرين، فأطالوا أمد بقاءه في العراق بعد ثبات عدم وجود أسلحة الدمار الشامل. كان ومازال الطغمويون يتناحرون فيما بينهم غير أنهم موحدون قي مواجهة الشعب والمسألة الديمقراطية؛ كماإنهم تحالفوا مع التكفيريين من أتباع القاعدة والوهابيين لقتل الشعب العراقي بهدف إستعادة السلطة المفقودة.

 

الطائفية: للطائفية معنيان: أحدهما عقائدي وهي طائفية مشروعة إذ تبيح لائحة حقوق الإنسان الصادرة عن الأمم المتحدة حق إعتناق أية ديانة وأي مذهب ومعتقد ديني أو سياسي أو إيديولوجي شريطة ألا يدعو إلى الكراهية والعنف والحرب. إن محاولة توحيد أصحاب المذاهب من الديانة الواحدة هو ضرب من الخيال. فالطريق الأسلم والحل الصحيح هو أن يحترم كلُ شخصٍ قوميةَ ودينَ ومذهبَ وفكرَ الآخر على ما هو عليه دون قمع أو إقصاء أو تهميش أو إكراه على التغيير القسري؛ ويتم كل ذلك في إطار الدولة المدنية الديمقراطية التي يتساوى فيها الجميع في الحقوق والواجبات.

 

أما الطائفية المقيتة والمدانة فهي الطائفية السياسية، بمعنى إضطهاد وإقصاء وتهميش طائفة على يد طائفة أخرى أو على يد سلطة طغموية لا تمت بصلة لأية طائفة. لو تعمقنا في موضوع الطائفية السياسية لوجدناها ترتبط بمصالح طبقية. والطائفي هو من يمارس الطائفية بهذا المعنى أو يؤيدها أو يدعو لها.

 طائفية السلطة الطغموية ضد الشيعة وغيرهم هي التي حصلت في العراق إبان العهد الملكي السعيدي والقومي العارفي والبعثي البكري- الصدامي؛ ولم يحصل إضطهاد طائفة لطائفة أخرى.

وعلى يد تلك النظم الطغموية مورست العنصرية، أيضا، ضد الأكراد والتركمان والقوميات الأخرى، كما مورس إضطهاد الأحزاب الديمقراطية واليسارية وخاصة الحزب الشيوعي العراقي والحزب الوطني الديمقراطي بسبب أفكارها الديمقراطية والوطنية والتقدمية.

وقد حوربت الأحزاب الدينية الديمقراطية بوحشية خاصة أثناء الحكم البعثي الطغموي. الحل الصحيح للقضاء على الطائفية السياسية يكمن بإعتماد الديمقراطية بكامل مواصفاتها اساساً لنظام الدولة وعدم حشر الدين في الشئون السياسية.

لا نجد اليوم في الدستور العراقي والقوانين ما ينحو بإتجاه الطائفية. وحتى برامج الأحزاب الدينية لا تحتوي على هكذا إتجاهات. وهو أمر يدعو إلى التفاؤل والتشجيع، آخذين بنظر الإعتبار ضرورة التمييز بين ما هو شأن سياسي وما هو شأن ثقافي تراثي شعبي قابل للتطوير في أشكاله الطقوسي.

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا