<%@ Language=JavaScript %> حياة الحويك عطية الاحتواء المزدوج
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

 

الاحتواء المزدوج

 

 

حياة الحويك عطية

 

لم يعد أمام أي عاقل إلا أن يتساءل إلى أين نحن ذاهبون في هذه المنطقة العربية، بل وبالأحرى في منطقة الشرق الأوسط كلها؟

 

مارتن إنديك، الديبلوماسي الأمريكي الذي عرفناه جيداً عندما كان سفيراً مرتين في “إسرائيل”، لم يصل إلى “إسرائيل” إلا بعد رحلة عمر طويلة بدأها في بريطانيا حيث ولد لأسرة يهودية متشدّدة، ومن ثم في أستراليا حيث ذهب للدراسة العليا على يد ستيفن روزون الذي شغل منصب مدير الشؤون الخارجية في “إيباك” . روزون دفع تلميذه النجيب، كما دفع زميله دنيس روس من بعده إلى مغادرة أستراليا والذهاب إلى واشنطن لمصلحة “الإيباك” (لجنة العلاقات الأمريكية “الإسرائيلية”) . والغريب أن الرجلين أصبحا دبلوماسيين وانتهيا إلى العالم العربي: سفيرين ومنسقين لعملية السلام .

 

في واشنطن بدأ إنديك عمله عام 1982 رئيساً لقسم الأبحاث في “الإيباك”، ومن ثم حول القسم إلى “معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى” عام 1985 . وقد جاء في أهداف المعهد، بحسب موقعه الإلكتروني: التأسيس لفهم متوازن وواقعي للمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، وتوفير العلوم والأبحاث للإسهام في صنع السياسة الأمريكية في هذه المنطقة الحيوية من العالم، بتوجيه من مجلس مستشارين بارزين من كلا الحزبين . ويضيف موقع تقرير واشنطن “إن الهدف من تأسيس المعهد كان دعم المواقف الإسرائيلية من خلال قطاع الأبحاث ومراكز البحوث” .

 

وبعدها اختير إنديك ليكون أحد مساعدي مستشار الأمن القومي في إدارة الرئيس بيل كلينتون ومنها إلى وزارة الخارجية الأمريكية، حيث عمل مساعداً لوزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط . ومن أهم ما عرف به إنديك أنه هو من أطر لنظرية الاحتواء المزدوج تجاه العراق وإيران .

 

بالأمس رأينا الرجل على شاشة فضائية عربية يقول وببساطة إن الظروف غير مناسبة لتدخل دولي ضد سوريا، ولا حتى لاتخاذ قرار أممي، لكن الحل برأيه وحرفياً، أن هناك جيشاً قوياً على الحدود الشمالية لسوريا هو الجيش التركي وبإمكانه القيام بالمهمة بدلاً من الغرب . أما السيناريو المفترض فلا يتركه إنديك مموهاً، بل يحدده وبوضوح دقيق: إما الاعتداء على مواطنين أتراك، وإما تدفق اللاجئين السوريين إلى تركيا، وعندما يتكاثر عددهم، لن تتركهم تركيا يدخلون أراضيها - والكلام دائما لإنديك، بل ستقيم لهم معسكرات داخل الحدود السورية وتعلنها منطقة عازلة، وهناك يتركز ما يسمى “جيش سوريا الحر” ويروح يشن هجماته ضد سوريا بدعم تركي - غربي .

 

السيناريو الإنديكي يذكّرنا بتجربة الحرب العراقية - الإيرانية التي جسدت استراتيجية الاحتواء المزدوج وانتهت إلى إضعاف وعزل الطرف المهزوم وتدمير الطرف المنتصر، وتركيز أحقاد ستبقى مستعرة بين الطرفين وامتداداتهما الإقليمية والمحلية بما يكفي لاستمرار نار التدمير والانتقامات إلى ما لا ندري .

 

المهم أن حل المسألة السورية لا يجوز أن يتم بأي حال، عبر سيناريو إنديك بشقيه لأنه لا يحمل إلا الدمار والاستنزاف، وهل يمكن أن يخطط صهيوني معروف، ومن وراءه، لغير الدمار؟

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا