<%@ Language=JavaScript %> د‏.‏ سعيد اللاوندي أين‏..‏ مصر‏..‏ من كل ما يحدث في سوريا؟

 

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                                

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

أين‏..‏ مصر‏..‏ من كل ما يحدث في سوريا؟

 

 

 

د‏.‏ سعيد اللاوندي

 

يحز في نفسي ويؤلمني أن مصر التي اعتاد أبناء جيلي ممن زادت أعمارهم على خمسين عاما ألا توجد في القضايا الإقليمية والأحداث العربية‏,‏ فقد تذمر أبناء ليبيا على قائدهم وقهروه بل قتلوه دون أن تتحرك مصر أو يكون لها موقف‏.‏

كذلك حدث ما حدث في اليمن ولم نسمع تعليقا أو تصريحا من وزير خارجية مصر.. ويحدث الآن في سوريا ويدور خلاف بينها وبين جامعة الدول العربية.. وتدلي المعارضة السورية بدلوها.. وتفضل مصر( حتى لا أقول تجبر) أن تظل على الحياد! هذا لعمري موقف مصري لم يعهده المصريون ولم نعرفه عن مصر في القديم والحديث.. فدائما لها صوت ورأي في كل ما يحدث وتعمل لها دول العالم ألف حساب, لكن أن تظل مشغولة بنفسها وتعالج في أسى وحزن ما تتعرض له من أزمات وحرائق وتشغل ذاتها بأمور داخلية مثل الدستور والانتخابات والاضرابات والاعتصامات.. على أن يهوي من يهوي.. ويعلو من يعلو ـ فهو أمر مستحدث لم نسمع به من ذي قبل.. وأيا كان الأمر فمصر لا تعيش في العالم العربي والعالم بشكل عام بمفردها, وإنما هي تؤثر وتتأثر بما يموج حولها ويحدث في العالم قريبا وبعيدا.. وإلا فما معني أن يعترف متظاهرو وول ستريت في أمريكا بأنهم قد استلهموا في تحركاتهم الثورة المصرية.. وما معنى أن تصف الصحف الغربية متظاهري روسيا بأنهم قد مسهم الربيع العربي, خصوصا ما حدث في مصر.. كذلك إسرائيل لم تكن في يوم من الأيام بعيدة.. فقد تأثرت بغضبة المصريين.

لقد آلمني كثيرا أن يتكلم المتظاهرون في مصر عن كل شيء في الداخل وينسون ما يحدث في سوريا التي كانت يوما ألصق بمصر وتسمي بالإقليم الشمالي في اطار الجمهورية العربية المتحدة يوما.

إن ما يحدث في سوريا سوف يترك بصماته على المنطقة برمتها.. فالأمر ليس قصاراه أن قوما لا يريدون حكم آل أسد.. وأن الربيع العربي لابد أن يمس سوريا بجنون!.. وأن دولا أخرى سوف تشهد هذه الموجات إن آجلا أو عاجلا.. فسوريا تتوعدها القوى الكبرى منذ زمن, ولأن الولايات المتحدة الأمريكية قد برعت في الحرب بالوكالة منذ زمن, فلقد تركت جامعة الدول العربية تحارب لها في سوريا, بينما هي قد جددت العهد لسفيرها كي يعود إلي دمشق.. وبراءة الأطفال في عينيه!

سوريا ـ يا قوم.. تعيش أزمة تريد اطارا عربيا لها, لكن جامعة الدول العربية تسير في اتجاه آخر بعد أن أصبحت جامعة معارضة وليس جامعة شعوب أو نظم!

والدليل على ذلك أن مطالبها هي مطالب المعارضة منذ مطلب تجميد عضوية سوريا, أو الحظر الجوي علي دمشق وبعض المدن, أو الحظر الاقتصادي.

صحيح أن وتيرة العنف لم تخف في بعض البؤر الساخنة, لكن الحكومة السورية ترى أن المسئول عنه بعض جماعات الإرهاب وليس المواطنين السلميين!

والحق أن وسائل الإعلام العربية والدولية قد انحازت إلى المعارضة السورية, برغم أنها تتحدث عن الخريف العربي لا تبالغ في نقل ما يحدث في سوريا, وتنسى عن عمد أن القيادة السورية ـ برغم كل ذلك ـ لا تزال موجودة.. وأن غالبية الشعب والجيش السوري يقف من ورائها ويدعمها.. ومثلما هناك مظاهرات رافضة.. هناك مظاهرات أكبر مساندة.

الغريب أن المعارضة السورية تتهم جامعة الدول العربية بأنها تعطي مهلة أخري من خلال ما يسمي بلجنة المراقبين لكي تتمكن الحكومة السورية من قتل المزيد من الشهداء!

وترى أن الجامعة تنحاز بذلك إلي الحكومة ولهذا تقوم المعارضة بمظاهرة أطلقت عليها مظاهرة الموت.. في إشارة إلى أن دمشق قد استقبلت طلائع المراقبين بقتل مزيد من الشهداء المدنيين في سوريا!

أيا كان الأمر.. تصر مصر على أن تكون بعيدة وأن توقف تماما وزارة الخارجية ولا تجعل لها من هم سوى الانشغال بما يحدث في الداخل!

مرة أخرى.. إن ترك جامعة الدول العربية لتكون فريسة لأصغر دولة عربية هي قطر.. أمر مؤسف.. ثم إن ما يحدث لسوريا والمطالبة بتحويل ملفها إلى مجلس الأمن هو كارثة بالمعنى الحقيقي للكلمة, لأن تحويل الملف بهذه الطريقة يجعل من الجامعة ـ جامعة معارضة باعتبار أن هذا المطلب هو ــ مطلب المعارضة ــ هو أمر مؤسف ويأتي على دور الجامعة العربية, كما تأتي النار على الخشب!

ناهيك عن أن الجامعة بتقزيم دورها في مجرد تحويل الملف.. يتنافى مع ما كان يحلم به الآباء المؤسسون عن أن تكون الجامعة آلية للعمل العربي المشترك.. ناهيك عن أن أحدا لم يعد يثق فيها بعد ذلك.. والأهم أن أحدا لا يعرف ماذا يفعل مجلس الأمن, واستنادا إلي أي بند سيرتكز في قراراته والتجربة العراقية أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن الأمم المتحدة لا تضمر إلا الشر ـ كل الشر ــ للمنطقة العربية بأسرها.

فقديما تحدثوا عن إخراج العراق من الحظيرة العربية وأن العراق بلد كبير ولابد من تقسيمه بين شيعة وعرب وأكراد.. وهو ما حدث ولاحظه كل ذي عينين!.. ولا يخفي أنهم يعدون سيناريو مشابها في ليبيا التي يتحدثون عن تقسيمها إلي أقاليم برقة وفزان وطرابلس, ولن تكون سوريابمعزل عن كل الذي حدث في ليبيا والعراق, بالإشارة إلى لواء الإسكندرونة الذي تحتله تركيا منذ الحرب العالمية وأريد هنا أن اتساءل.. هل تحدث أحد في داخل سوريا أو خارجها عن الجولان السورية؟.. والإجابة: لا ـ سوي إسرائيل التي أكدت شيئين: الأول أنها لن تترك الجولان مهما يكن الثمن.. والثاني أن الأسد لابد أن يترك الحكم بعد سنة من الآن.

أقول ذلك وهناك من يعلن من الحكام العرب تنحية بشار الأسد ويدعوه إلي أن يكون ذلك في أقرب فرصة!.. وهو السيناريو الذي كان يقوم به في حال العراق رأس النظام السياسي السابق في مصر!!

سوريا في خطر.. هذا صحيح.. لكن لا تنسى الدول العربية جميعها أنها ليست في مأمن من هذا الخطر.. فتونس كانت قديما ثم مصر واليمن وليبيا, لكن لا ينسى أحد أن مسمار الربيع العربي في النار للبحرين وسوريا.. والبقية تأتي.

إن مصر ـ يا قوم ـ لابد أن تكون في المقدمة وعليها ـ كما اعتدنا ـ أن تعلو على مصابها وأحداثها الداخلية وأن تسجل موقفها الرافض للاستعمار قديما.. وحديثا, لأن سقوط سوريا فريسة للقوى الكبرى سوف يسعد على المدي القريب المعارضة السورية, لكنه سوف يكون مآلا سيئا على المدي البعيد.

سوريا في خطر.. بينما الأمة العربية في خطر داهم.. فاليوم دمشق وغدا سوف تكون طهران ثم بعد غد سيكون حزب الله ولبنان.

فهل يستوعب ثوار العرب النــــــداء؟

الاهرام 26/12/2011

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا