<%@ Language=JavaScript %> د. خليل سليم الهجمة الامبريالية والمواجهة المطلوبة

 

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                                

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

الهجمة الامبريالية والمواجهة المطلوبة

 

 

 

 د. خليل سليم

 

تشهد المنطقة العربية هجوماً شرساً من قبل الامبريالية العالمية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية والصهيونية والرجعية العربية، حيث تمثل الأخيرة اليوم رأس الحربة لهذا الهجوم الشرس الذي بدأت استهدافاته تظهر يومياً مع اشتداد الحراك الشعبي العربي والهجوم في المرحلة الراهنة يسير وفق خطة باتجاهين أولاً: تتقدم قوى الرجعية من قادة الأنظمة العربية والمتواطئين اللاوطنيين، سواء من داخل أو خارج الوطن على أن تلحق بهم الامبريالية وقواها العسكرية المتمثلة بالحلف الاطلسي وقد مهدت لها الطريق سياسياً واقتصادياً وعسكرياً إن بالحصار السياسي والاقتصادي، وبقيام مجموعات مسلحة إرهابية - وهؤلاء حطب ووقود التغيير كما سماهم بندر بن سلطان-الى جانب فرق الموت التي يشكلها السي- اي- ايه وبقيادة مباشرة من سفراء أميركا أصحاب الخبرة والسوابق من أمثال فورد ونغروبونتي.

. بعمليات اغتيال وكمائن وقتل عشوائي لزرع الرعب والخوف، ومن ثم تقوم الذراع العسكرية لهذا الحلف الجهنمي بضربات مباغتة وفق نظرية البنتاغون "الصدمة والرعب" بتدمير كل البنى التحتية للبلد وينتهي ذلك بتنصيب سلطة سياسية تكمل تحقيق الأهداف وما يملى عليها وتسدد فواتير التدخل من رصيد الثروات الوطنية وسيادة واستقلال البلدان كالنموذج الليبي وهو ما يحضر لسوريا، والاتجاه الثاني: القيام بحركة التفاف على الحراك الشعبي الذي باغتهم في مصر وتونس واستدراك سقوط أقوى حليفين، بإعادة تشكيل السلطة من قوى حليفة لهم تم التوجه إليهم (المسلمون المعتدلون) بناء على نصيحة وكفالة من بندر بن سلطان ووزير خارجية قطر حمد بن خليفة خاصة وأن قيادة هؤلاء المسلمين موجودة بمعظمها في الخارج وتم تحضيرها وتمويلها لتلعب هذا الدور. أما الهدف غير المعلن فهو الالتزام بأمن إسرائيل وإعطائها الضمانات بالتصريح الآن ووضعها موضع التنفيذ بعد استلام السلطة وهذا ما يفسر الخطاب الموحد للإخوان المسلمين في تونس ومصر وليبيا من قضايا التحرير والقضية الفلسطينية والمقاومة. وكذلك في سوريا فقيادة الإخوان كما الناطق باسم المعارضة في اسطنبول برهان غليون أعلن صراحة أنه بعد استلام السلطة سيقطع العلاقات مع كل أصدقاء وحلفاء سوريا وخاصة المقاومة وهذا له تفسير واحد: نسج علاقة مع أعداء سوريا والمقاومة! واتبعها برسالة تطمين لإسرائيل بقوله "أن تحرير الجولان يتم بالمفاوضات وعبر المحافل الدولية" وهذا ما تريده وتجيده إسرائيل! المفاوضات العبثية!

يجري الحديث عن حلول مفخخة يجري الاعداد لها كالحديث عن ممرات إنسانية عبر لبنان تطرحها فرنسا! في حين أرسلت ضباطاً من المخابرات الى الشمال لتدريب المجموعات المسلحة واعدادها للتسلل إلى سوريا عبر هذه الممرات بدون أدنى شك! والحديث عن منطقة عازلة على الحدود التركية حيث يتم نقل مقاتلين عرب من (ليبيا السعودية لبنان) بتمويل قطري كما جاء في قناة "روسيا اليوم" مستندة إلى مصادر استخباراتية وقد قاموا فعلا بأولى عملياتهم وتم احباطها فتنصلت منها تركيا بعد فشلها! أما الحصار على سوريا اقتصادياً فلقد حاصر تركيا فالحصار سيف ذو حدين مما اخرج الشارع التركي للتظاهر والتنديد بسياسة حكومته فأعلنت الأخيرة أنها لن تسمح لانطلاق العمليات العسكرية من أراضيها (كذا).

ان ما يعد لسوريا من سيناريو يستهدف وحدتها وإغراق البلدان العربية في صراعات دينية وطائفية وعرقية لن يسلم منها أحد بمن فيهم لبنان "فالدورات على كل بلد" كما توعد حمد بن خليفة وأرض لبنان خصبة والبيئة الحاضنة لهكذا مشروع وأدوات الفتنة من سلاح ومال متوفرة، أما وسائل الإعلام فجاهزة ليس لتغطية الحدث فحسب بل لافتعاله وفبركته وأصبح صناعة وماركة مسجلة لبعض القنوات المعروفة. ولذلك لا يمكن أن نكتفي بترقب ما سيحدث لسوريا ونجلس أمام شاشات التلفزة نتابع ما يحل بها وكأننا في عالم آخر في حين تداعيات ما سيحدث سينعكس على لبنان منذ اللحظة الأولى فالتحريض في الشمال اللبناني وما يفتعل أحياناً في صيدا وإقليم الخروب ينذر بامتداد النار إلى داخل لبنان سريعاً نظراً لتركيبته المعروفة والأجواء المشحونة إن العنف المضاد لن يتوقف بالمناشدة والخطاب التبشيري وبالنوايا الحسنة فمرجعية هؤلاء تدعوهم الى المزيد من العنف وتمدهم بالمال والسلاح. المواجهة المطلوبة لم تعد تقتصر على المعارضة الوطنية أو قيادة النظام في سوريا فحسب نظراً لطبيعة الهجوم واستهدافاته وشموليته استنفرت فيه الامبريالية الأميركية والصهيونية والرجعية العربية كل أسلحتها في خدمة مشروعها فإن المواجهة يجب أن تكون شاملة أيضاً لأن الفعل يحتاج إلى رد فعل يوازيه وأكثر قوة منه لإيقافه. إن القوى اليسارية والتقدمية والديمقراطية قادرة ومؤهلة ومدعوة لأخذ زمام المبادرة من أجل حماية سوريا وتحصين لبنان وكافة الأقطار العربية المهددة بوحدتها وسيادتها واستقلالها ونهب ثرواتها وكي تكون عملية التغيير لمصلحة الجماهير العربية الثائرة على واقعها المأساوي وليست مجرد استبدال سلطة بأخرى، من القوى الظلامية تعيد مجتمعاتنا قرونا إلى الوراء وتؤدي إلى إفراغ الحراك الشعبي العربي من مضامينه كتغيير ثوري نحو الأفضل. ومن اجل شرق أوسط عربي مقاوم جديد.

 

النداء 176

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا