<%@ Language=JavaScript %> د.هاشم عبود الموسوي ماذا تريد تركيا من سوريا في ظل تآمر اللوبي العربي عليها
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

ماذا تريد تركيا من سوريا في ظل تآمر اللوبي العربي عليها

 

 

د.هاشم عبود الموسوي

 

 

إذا رجعنا إلى التاريخ وإنطلقنا من الحقيقة التي تقول ان شدة قبضة الدولة العثمانية على المناطق التي استعمرتها كانت تتناسب عكسياً مع بعد هذه المناطق عن الاستانة فنستطيع أن نصل الى نتيجة تقول  ان سوريا كانت من المناطق التي سيطر عليها الاتراك بشكل مباشر, نظراً لانها كانت متاخمة ً لحدود تركيا بالاضافة الى العامل الأخر الذي كان يميزها عن اليونان  وبلغاريا وبلاد الصرب ان شعبها كان يجتمع  مع الأتراك العثمانين بدين واحد الا وهو الاسلام  فبعد معركة برج دابق, التي جرت بالقرب من حلب عام 1516 والتي انتصر فيها الأتراك على المغولين بقيادة  قانصوه الغوري, دخلت الجيوش العثمانية الاراضي  السورية, وسرعان ما أستولت على جميع أطرافها.

وأذا علمنا أن الاتراك أنسحبوا من سوريا فبيل أنتهاء الحرب العالمية  الاولى. أي في عام 1917. فأننا نجد ان الشعب السوري  رزح تحت أحتلال الاتراك وتعامل معهم قرابة الاربعة قرون, وهو زمن ليس بالقصير. عندما تترك كل تلك التواريخ القديمة. ونصل الى عام 1998 والازمة التي حدثت آنذاك بين سوريا وتركيا عندما إبتدأت أنقرة  بالتهويش ضد سوريا معيدة تكرار الاتهام القديم الجديد بأن سوريا موطئ قدم للارهاب المتأتي من حزب العمال الكردستاني (pkk). الى الأراضي التركية وإنطلاقاً من ذلك وكما العادة تم قرع طبول الحرب.

وعاد العسكريون الاتراك لينهلوا من إلهامات أبيهم "أتاتورك" الذي لا ينسون قوله الملتبس المشهور: "فبدلا ًمن زيادة الضغوط لدى أعدائنا بملاحقتنا أهدافاً مثالية, لن نقدر ابداً على تحقيقها, ولم نحققها لنتمسك بأحكام العقل, ولنتعرف  على الحدود" والذي ترجموه على الشكل التالي: "أذا كنت غير قادر على النهوض بالعمل الخاص بك اذاً فتحرش بالآخرين". وكان لاتفاقية الصلح التي تمت في واشنطن بين حزبي الطالباني و البارزاني الكرديين (والتي تم فيها الأعلان عن "حكومة مؤقتة") أثر بالغ في أنزعاج تركيا وتفيد مصادر الصحف التركية بأن التصعيد التركي ضد سوريا آنذاك جاء بناءاً على نصيحة اسرائيلية لتركيا, أثناء زيارة وفد تركي رفيع المستوى الى تل أبيب, حيث أقنعت هذه الاخيرة تركيا بأن الفرصة مناسبة أكثر من أي وقت مضى لتهديد سوريا بغية الحصول منها على تنازلات  في مجال دعمها "للارهاب الكردي" ومسألة المياه وباقي المسائل العالقة بين تركيا وسوريا.

ومما يجدر ذكره كانت تحاول خلق حصان طروادة آخر من التحالف التركي- الأسرائيلي, لإستكمال حركات التحرش والحروب الصغيرة. ويكفي هنا بفرض دعم هذا الرأي أن نشير الى قول لوزير الدفاع التركي, عشية الأزمة, وجهه لنظيره الأسرائيلي إسحاق مردخاي. "أنتم الآن في القدس, ونحن غداً في الحجاز". هذا وقد كانت رئاسة أركان القوات المسلحة التركية قد قدمت الى مجلس الأمن القومي في وقت سابق تقريراً تحت عنوان "آفاق التحالف مع أسرائيل" يرسم تصوراً لحرب مع سوريا والجدير بالذكر هو أن دمشق كانت وستبقى بنظر العسكريين الأتراك العدو الاكثر إحتمالاً, فحسب رأي قيادة الاركان التركية فان سوريا "تدعم التجمعات الأرهابية" المتمثلة بحزب العمال الكردستاني وحزب الله وسواهم وتهيئ الظروف لزيادة ثروة هذه التجمعات من خلال تجارة المخدرات, كما تعمد دمشق حسب رأي هؤلاء الى فرملة العملية السلمية الشرق أوسطية نتيجة "المواقف غير الواقعية" للقيادة السورية, وبنفس الوقت تعتبر دمشق خلفية لطهران وتشكل خطراً على اسرائيل التي ترتبط تركيا معها بعلاقات صداقة إضافة لذلك فدمشق هي العدو الرئيسي للولايات المتحدة الامريكية في منطقة الشرق الاوسط و حليفة لليونان والقبارصة اليونانين, عدا عن ذلك فالمحور الذي تشكله الولايات المتحدة-اسرائيل- تركيا والموجود فعلياً هو بمثابة محور مواز للتحالف روسيا- اليونان- سوريا, حسب رأي الاركان التركية. لكن نظراً لعدم وجود علاقات تحالف وثيقة بين روسيا و اليونان و سوريا حالياً يسقط هذا الطرح من الحسابات.

وتبقى دمشق و أثينا جبهة موحدة, حسب رأي الجنرالات الأتراك. والجدير بالذكر أن وجهة النظر هذه تتعزز كثيراً لدى قيادة الاركان التركية.

 

ويوماً بعد آخر يتضح بأن اسرائيل تحقق من جراء هذا التحالف بالإضافة  الى ميزته الأستراتيجية  ذات الأبعاد الاقليمية  المكاسب المباشرة التالية:

1- الضغط على سوريا ومحاصرتها بهدف الحصول على تنازلات  هامة في عملية التسوية.

2- عزل ايران وردعها من خلال استخدام تركيا كموطئ قدم لضرب المفاعل النووي الايراني في بوشهر

3- الوصول الى عمق الجمهوريات الاسلامية في آسيا الوسطى الغنية بالنفط والغاز

4-  تقديم خدمة للولايات المتحدة من خلال تحقيق الأعباء الأمنية الامريكية المتعلقة بمراقبة وموازنة تزايد القوة الايرانية,

5-    محاولة اسرائيل شراء المياه من تركيا بسبب أزمة المياه التي تعاني منها.

6-    فتح أسواق جديدة في تركيا.

7-    يساعد التعاون مع اسرائيل في دفع طموح تركيا قدماً في توسيع إستثماراتها في

       آسيا الوسطى.

8-    الحصول على الخبرات الاسرائيلية في مجال الزراعة والأمن ومكافحة الأرهاب .

9-    جذب السياح والاستثمارات الاسرائيلية الى تركيا.

10-  محاولة كسب اسرائيل في المواجهة مع اليونان وقبرص.

11-  كسب دعم اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة لمواجهة ضغوطات اللوبي اليوناني والارمني.

12- كسب دعم اسرائيل لمحاولة تركيا الوصول الى الاسواق والمؤسسات  المالية العالمية, التي يمارس فيها       رجال الأعمال اليهود دوراً رئيسياً, وأيضاً في قبولها في الأتحاد الاوربي.

 

ماذا بعد كل هذا إذا كانت تركيا (التي تحتل من حيث حجم القوى العسكرية المرتبة الثالثة, في المنطقة بعد اسرائيل و مصر) تريد ان تحتل سوريا بمباركة عربية  وبتضامن مع الحلفاء في حلف الناتو، وأمريكا لا ولن تنسى مساعدة تركيا لها في خمسينيات القرن الماضي, عندما أرسلت الأخيرة 25 ألف جندي تركي لدعم أمريكا  في عدوانها على كوريا.

سؤال لا استطيع الأجابة عليه لوحدي .. فلا بد للقوى والنخب السياسية النظيفة في الوطن العربي, من أجل ان تتهيأ للرد, على مثل هذا التحرش أن توحد قواها, وتتناسى خلافاتها وتعلن رفضها لأي عمل عدواني من هذا النوع والذي ظاهره حماية الشعب السوري وباطنه وجوهره خدمة أعداء الامة العربية.

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا