<%@ Language=JavaScript %>  يوسف علي خان الاستثمار الاجنبي في العراق

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

الاستثمار الاجنبي في العراق

 

 

 يوسف علي خان

 

لقد وجدت من الضروري ان اتحدث عن الاستثمار الاجنبي في العراق بعد ان اضحى حديث الساعة وحديث الاوساط السياسية والاقتصادية في العراق وبقية البلدان العربية الاخرى على حد سواء... إذ اعتبره الكثير من الشخصيات الفاعلة في شؤون التنمية الاقتصادية  بانه ركيزة التقدم والتطور للبلدان بل وضرورة ملحة لا يمكن ان تنهض الدول بدون الاستثمار الذي احدث كل هذه الضجة ما دفعني لولوج نشاطه واختراق خفاياه وحقيقة جدواه في الحياة الاجتماعية والانسانية والاقتصادية للعراق خاصة.. ومديات نجاحه في البلدان التي شرعت ابوابها دون قيد او شرط للشركات الاجنبية لتوظيف اموالها في مشاريع نفعية عمرانية وصناعية  في بعض البلدان العربية بشكل مكثف كالامارات العربية وفي مصر بشكل خاص وقبل قيام ثورة 25 يناير ... فالاستثمار نوعان استثمار داخلي تقوم به الشركات والمؤسسات المالية او اصحاب رؤوس الاموال الكبيرة الذين يتواجدون من العراقيين داخل العراق او من العراقيين المتواجدين والمقيمين في بعض الدول العربية او الاجنبية المختلفة الذين يرغبون بالاستثمار داخل العراق  والنوع الثاني هو الاستثمار الذي يتم عن طريق الشركات والمؤسسات الاجنبية الصرفة  التي ترغب بتوظيف اموالها في العراق لما تجد فيه منفعة ومصلحة ومكسب كبير لها فيه .. ..وقد يكون للضروف التي مر بها العراق خلال الحكم الصدامي الذي دمر نصف البنية التحتية وجميع المنشأت الحيوية فيه بسبب الحروب الكارثية التي اغرق العراق في اتونها خلال فترات حكمه ثم جاء الاحتلال الامريكي الامبريالي ليقضي على البقية الباقية من البنية التحتية والمنشأت الحيوية التي ظلت قائمة يمارس فيها صدام وجلاوزته الحكم من خلالها فقضى عليها الاحتلال باطنان قنابله التي قذفها على العراق دون رحمة او وازع من ضمير ثم ما اعقبه من تنظيمات اجرامية نشرها بعناوين واسماء مختلفة كي تقضي على البقية الباقية عن طريق التفجيرات اليومية دون انقطاع...  والتي تعذر على قنابل الاحتلال تدميره  .. وبهذا فقد اضحى العراق البيئة المثالية للمستثمرين على مختلف صورهم واشكالهم وبكل طرق الاحتيال والنصب ان ينتشروا في الساحة العراقية تحت يا فطة الاستثمار ساعدهم في ذلك بعض السياسيين الذين فقدوا الشرف والغيرة والضمير كي يسحقوا العراق سحقا كاملا تحت شعار الاستثمار الكاذب ...وقد قامت الحكومة العراقية بتأسيس الهيئة العامة للاستثمار وعينت لها الكوادر الخاصة بها واستطاعت ان تصدر لها عن طريق مجلس النواب قانون الاستثمار الذي ظن الشعب العراقي بانه قارب النجاة للعديد من مشاكله التي عانى منها خلال الاربعين سنة الماضية... وان الفرج اضحى قاب قوسين او ادنى من حل جميع ازماته عن طريق هذه المؤسسة التي راح ينتظر انجازاتها كي تخفف عنه ولو جزء يسير من معاناته المظنية ..وقد شجع هذه  الخطوات الكثير من السياسيين وتتدافع لتشريعه العديد من اعضاء مجلس النواب حرصا على مصالح ناخبيهم وتحقيقا لطموحاتهم وامانيهم فهم خدام الشعب لا يبتغون جزاءا ولا شكورا .. واستبشر الكثير من المغفلين من ابناء الشعب كعادتهم بما ستنجزه لهم هذه المؤسسة الكبيرة التي عين معظم اعضائها من المستثمرين العراقيين الذين كانوا يقيمون في دول الخليج وغيرها من الدول الاوربية الذين جاءوا تضحية منهم لخدمة ابناء وطنهم وقد وظفت لهذه العملية الاستثمارية معظم القنوات الفضائية الاجيرة والمدفوع الثمن لها.... وتعددت الندوات التي حضرها العديد من الاقتصاديين المنافقين الاجراء ايضا كي يقدموا المشاريع الوهمية التي سوف يقيمونها في العراق وقدم العديد من المستثمرين او من اعضاء هيئة الاستثمار الخرائط للشقق السكنية الفاخرة المغرية التي سيسلموها للمشتركين  في الموعد المحدد بالضبط..   والتي ستجعل من العراق خلال اشهر قليلة جنة عدن وانها ستشكل نقلة حضارية نوعية لا مثيل لها في المنطقة سوف تعيد العراق الى احسن مما كان فيه في العهود السابقة بل وبشكل متطور جديد (( وجيب ليل وخذ عتابة )) وسوف تعيد كل ما خربه صدام وما هدمه الاحتلال الامريكي من مرافق ومنشأت وتقيم محطات الكهرباء لينعم العراق بالضياء الازلي ليلا حيث تشع فيها الانوار  في كل مكان... وتدور عجلة المصانع كي تنتج وتصنع الطائرات والقاطرات والدبابات والسيارات الفارهة .. ويعاد ما خرب منها... وسوف ترصف الشوارع بالسجاد بدلا من الاسفلت وتبنى المدارس والمعاهد وتطلى بالذهب الخالص  ويتخلص الطلاب من ازدواجية الدوام ويكون في كل محلة وشارع مستشفى صغير ليكون مهيأ للطواريء واستقبال المرضى.. فرصدت الاموال الطائلة لكل هذه المشاريع .. غير انها اخطأت الاموال  طريقها فدخلت سهوا جيوب المستثمرين من السياسيين والعراقيين اللذين سجلوا انفسهم زورا كشركات استثمارية اجنبية كي يستفيدوا من الامتيازات ويلعبوا على راحتهم دون حسيب او رقيب وظل الشعب العراقي  ينتظر الانجاز كي يرى صور العمارات والشقق السكنية التي شاهدها على الورق من شاشات التلفزة  ليراها على الارض ولكنها بنيت سهوا ايضا في السماء وفي الفضاء .. واستمر الاعلان عن وصول المستثمرين من الشركات الاجنبية يتوالى ولكن على شاشات التلفزيون فقط وقدمت العروض المغرية باسعار الشقق وباقساط شهرية ولمدة الف سنة تسدد بالدفع المريح (( فهل على الكلام ضريبة فاليتكلم كل انسان بما يحلو له  )) ومرت الايام ( ودارت الايام على رأي ام كلثوم) ولم يتحقق أي شيء.. فلا شقق ولا عمارات ولم يسمع الناس سوى المواعيد واستمر الشباب العزاب ينتظرون فرص الزواج وهم يعانون الكبت والحرمان وبقيت الفتيات اليافعات تنتظر فرصهن في الزواج وتهافت الخطاب  حتى اضحت في دائرة  العنوسة وفاتها القطار ولا من طارق يطرق الابواب والكل بانتظار المستثمرين  وخدع السياسيين... واستمرت ازمة السكن وارتفعت الايجارات اضعاف الاضعاف دون ان يجد المستأجر أي متنفس من الوعود الكاذبة وهيئة الاستثمار مرة تظهر ومرات في اختفاء... فمعظم اعضائها مقيمون في الامارات .. فكلما شعرت بتململ ابناء الشعب ظهر احد اعضائها على شاشة التلفزيون ليعلن عن قرب البدء بالمشاريع ويعد بانتهاء الازمات عن قريب فتطمأن النفوس فالشعب العراقي ساذج وبسيط يصدق الوعود والادعاءات ولا يأخذ العبر من ((  القرصات واللدغات  )) من دبابير المستثمرين ولكن لاشقق ولا عمارات ولا دور سكن ولا فلاّت فكلها اضغاث احلام واوهام ولا شوارع مبلطة ولا مرافق صحية ولا مدارس او مستشفيات ولا كهرباء بل ظلام في ظلام .. إلا اللهم ازدياد عدد شركات الاتصالات والانترنت التي تكسب الملايين والمليارات من الدولارات لاصحابها.. فيشترك اصحابها لدى الشركات العالمية برزمة واحدة  بمليون دولار لتبيعها  الى المواطنين بمليار من الدولارات ولآ اكثر من عشرة الاف مشترك مع انها قد خصصت لمائة مشترك .. وتكون الخدمة اردأ ما يكون وبسرعات بطيئة جدا تثير اعصاب المشتركين من المواطنين المتورطين اضافة لانقطاعها بشكل دائم.. والمشرفون  لايعلمون وهل للبعض نصيب من الارباح الله اعلم  ؟؟؟؟؟؟ وهكذا تهدر حقوق المواطنين والحكومة في  شغل شاغل وكأن الامر لا يعنيها كغيره من الامور... حتى اصبح العراق اشد سوءا من الصومال ولم يعد المواطن يعرف من هو المسؤول عن كل ما يجري من المستثمرين... وهل نرمي كل شيء على عاتق الامريكان وهل هم السبب في كل ما كان ويكون... ام ان هناك ايدي خفية تعمل في الظلام من بعض اللئام ام انه الشبح الي يخيفون به الاطفال والارهاب الذي يرعبون به الكبار ومن خلفه مادته الشهيرة 4 ارهاب .... فقد كان صدام يشم الجباه ويقطع الاذان لكل من يحتج ويتظلم من عهده الزاهر.... واليوم اوجد لنا الامريكان 4 ارهاب فايهما تفضل يا مواطن من هذه المكرمات وكما قال طارق ابن زياد (( البحر من خلفكم والعدو امامكم )) فاختاروا ما ترونه انسب لكم وكلها في الحقيقة  هدايا الامريكان من ايام زمان ... اذا افلا ينطبق على المستثمرين بما يفعلونه بابناء الشعب  المادة 4 ارهاب....؟؟؟ ام ان الشعب كله متهم بهذه المادة وهم ابرياء....؟؟؟ وفي منجاة من كل عقاب ...؟؟؟؟ ثم وبغض النظر عن ما يريد ان يفعله المستثمرون الاجانب او العراقييون المقيمون في دول الخليج والذين قدموا الى العراق بهويات واسماء ملفقة وعلى شكل شركات استثمارية اجنبية كي ينهبوا الاموال ويهربوا دون ان تتمكن الحكومة العراقية من محاسبتهم لكونهم يحملون جنسيات البلد الذي قدموا منها ان كانت احدى دول الخليج او اية دولة اجنبية اخرى يحملون جنسيتها ... الم يكن بامكان الحكومة العراقية ان تستغني عن الاستثمار الخارجي ان كان من الشركات الاجنبية التي تدعي بانها تريد ان تستثمر اموالها بالعراق لاعادة ماخربته السنون الماضية في مختلف مناحي الحياة العراقية من بنية تحتية ومنشأت او هؤلاء المخادعين النصابين من العراقيين المقيمين في الخارج ان تقوم هي أي الحكومة بما تمتلكه من موارد نفطية هائلة باعادة بناء العراق وانشاء المنشأت دون الحاجة الى الاستعانة بهذه الشركات الوهمية التي حضرت الى العراق لابتزاز امواله والهرب دون اكمال المشاريع التي تسند اليها... بل عن طريق التنفيذ المباشر وهي قادرة على ذلك بما يمتلكه العراق من اموال و خبرات متواجدة حاليا والاستفادة من الاف الخبراء المنتشرين في دول العالم والذين اضطرتهم الضروف القهرية الى مغادرة العراق والبحث اما عن ملاجيء امنة او البحث عن فرص عمل التي افتقدتها في العراق قبامكان الحكومة العراقية اغراء هؤلاء الاكفاء باعادتهم الى بلدانهم وهم بلا شك مستعدون للعمل في العراق لو توفرت الفرص الملائمة لهم .. فان استطاع اقليم كردستان التي تدعي الحكومة بانه جزء لا يتجزأ منها ان يقيم كل هذه الحضارة العظيمة وانشاء هذه المنشأت الفخمة من عمارات وشقق وفنادق ومولات وملاعب ومتنزهات ومدن العاب وغير ذلك مما يشاهده القاصي والداني مما يزورون كردستان ومن خلال حصتها من الموارد النفطية التي لا تتجاوز 17% ....فكيف يتعذر على الحكومة ان تقوم هي بنفسها ببناء العمارات والشقق السكنية عن طريق وزارة الاسكان مثلا وتلغي هيئة الاستثمار التي فشلت بعمد وقصد او لعدم الكفاءة ان تقوم ولو بمشروع واحد سوى قدرتها على التجوال المستمر في دول العالم للتنزه وقضاء الوقت .. فالاستثمار الاجنبي قد يكون صالحا وضروريا للدول الفقيرة التي لا تتوفر لها الاموال الذاتية للصرف على المشاريع إلا عن طريق استقدام المستثمرين الاجانب الذين يقدمون الاموال مقابل ما يتحقق لهم من ارباح مع ما تقدم لهم من امتيازات مهينة وتمس السيادة الوطنية في بعض الاحيان ..من اجل تحسين ضروف بلادها وتقديم الخدمات لشعوبها .. اما مثل هذا فلا يمكن ان يسري على العراق الذي يمتلك هذه الموارد الهائلة من الاموال التي تمكنه من القيام باضخم المشاريع وبما يمتلكه من قدرات ذاتية وكفاءات عالية تستغلها دول العالم في الوقت الحاضر .. فالعراق يمتلك من الاموال الكثيرة  لو لم تسرق من قبل بعض الساسة الوطنيين جدا...  ما يمكنه ان يبني ابراجا سكنية اكثر ارتفاعا من برج خليفة او نرج ماليزيا او ما سوف يبنى الان من برج في دول الخليج بما يزيد ارتفاعه عن 700 متر ونحن لا زلنا نحبوا ونستجدي عطف اللصوص من الشركات الوهمية التي لم تجلب لنا سوى التسويف والاهمال وسوء العمل .. وهناك الملايين من العراقيين الذين ينتظرون فرص عمل يتوقعونها من المشاريع التي يعلن عنها من خلال شاشات التلفزة اوبعض وسائل الاعلام العميلة التي تروج مثل هذه الاشاعات الكاذبة عن شركات النصب والاحتيال والحكومة ساكتة صامتة صمت ابي الهول... فهل هي مع الشعب ام ماذا ؟؟؟؟؟ ولكنها سوف لن تكون قادرة ان تفعل شيئا وهي في خضم حكومات متداخلة ليس لها مثيل إلا في الصومال بلد العشرين حكومة فهل سنكون نحن بلد الواحد والعشرين حكومة ام ستتمكن حكومة واحدة تثبت وطنيتها وعراقيتها اولا كي تعمل دون شركات الاستثمار الاجنبية في بناء العراق الجديد بقدراتها الذاتية الموحدة ...!!! 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا