<%@ Language=JavaScript %> يوسف علي خان وتهاوت الاصنام

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

وتهاوت الاصنام

 

يوسف علي خان

 

لقد اضطر العديد من  المسؤولين الذين يحكمون اليوم ان يغادرو ا البلاد في عهد صدام واللجوء الى البلدان الاخرى هربا من بطش صدام وازلامه من اركان النظام السابق انذاك.... بعد ان عمل البعض منهم معه لمدد طويلة وتبوأ مراكز ودرجات رفيعة في الحزب او في الوظائف الحكومية ثم اختلفوامعه لاسباب عدة  ..  وقد عادوا اليوم مناضلين ضد النظام السابق كي يعوضوا انفسهم عما فاتهم خلال تواجدهم خارج العراق بملايين الدولارات فبنوا العمارات وانشأوا المصانع والشركات خارج العراق وملاؤا البنوك الاجنبية بالارصدة الضخمة  ...  ثم اعتلوا المراكز والكراسي داخل هذا الحكم الجديد ليعلنوا مظلوميتهم من النظام السابق  ...  فلا بأس ان يفعلوا ذلك ولكن من الذي يعوض مظلومية الثلاثين مليون من ابناء الشعب العراقي الذين لم يغادروا العراق واستمروا في  تواجدهم  تحت نير وظلم  ذلك الطاغية وتحملوا عذاب جلاوزته ... اليس لهؤلاء حق بالتعويض عن مظلوميتهم تحت حكم صدام اليسوا هم احق من اصحاب المظلومية الذين تنعموا بالهدوء والطمأنينة وابتعدوا عن الرعب الذي اشاعه صدام في جميع انحاء العراق .. فجاء هؤلاء ليتغافلوا وانكروا وجود شعب في العراق وقفزوا على الكراسي والشعب ينتظر منهم ولو القليل من حقوقه التي هدرت والاذلال الذي عاشوا فيه والارهاب الذي قطع الالسن و الاذان ووشم الجباه وفتك بالارواح ولا زال هناك من بقي في الخارج من يعتبره بطل مقدام ...وهل من العدل ان يستحوذ هؤلاء النفر القليل الذين لايشكلون نسبة واحد بالا لف  وربما اقل بكل موارد العراق ويبقى الملايين في نفس الضروف التي عاشوها تحت حكم صدام .. وهل ما حدث هو اسقاط النظام وازاحته فقط ليأتي نظام يجلس محله ويمارس نفس طقوسه وتصرفاته ويبقى الشعب على ما هو عليه ..وهل تبدأ الملايين النضال والكفاح ضد هذه الجماعات الجديدة  ولماذا كل هذا التخبط اليس في العراق ما يكفي الجميع فلماذا الاستفراد بالخيرات ؟؟؟؟.. اليس بين هذه المجاميع الصغيرة من الحكماء الذين يدركون بان الشعب سوف ينتفض ولن يرضخ وسوف تكون ثورته انكى واعظم واشد قسوة ؟

..وهل بامكان الامريكان البقاء في بلد يقض مضجعه في كل حين يفجر من تحته الارض بشكل دائم ومستمر؟ و هل الامريكان مستعدون تحمل كل هذه الخسائر والضغوط الشعبية من اجل مجموعة صغيرة ليس لها القدرة على حماية انفسها فكيف يكون بامكانها حماية المستعمر المحتل ... خاصة وان الضروف قد تغيرت والمجتمعات الشعبية قد صحت وتنورت ..

 فان استطاع صدام ان يحكم قبضته عليه فقد كان في زمان يختلف عن الان فثورة الحاسوب قد غيرت المعادلات جميعها وخلقت وعيا رهيبا وطفرة شعبية عارمة قفزت بالبلدان عشرات السنين الى الامام ... فالشعوب العربية هي ليست تلك الشعوب التي تعيش في الخيم وتركب الجمال... وليست هي نفسها حتى قبل خمسين سنة.. فحركة التطور تضاعفت سرعتها مئات المرات فشبكة البرمجيات قد قلبت الاوضاع .. فثورة تونس احدثتها هذه الالكترونيات وثورة مصر كانت نتيجتها وهذه الانتفاضات تمتد وتكتسح البلدان بفعل هذه الوسائل التي لم يعد بامكان المستبدين ايقافها بالدبابات او الانقلابات... فقدانتهى عهد الجيوش المدججة بالسلاح وجاء عصر المنظمات المجتمعية التي تنظم الشعوب وتقود التظاهرات والثورات وتعلن العصيان والتمرد على طغاتها حتى تسقطهم رغم انفهم كما تتساقط اوراق الخريف... فهو خريف عروشهم المتهاوية واوان زوالها والحكم اليوم لشعوبها ولن يكون هناك غير سلطة الشعب مهما تمادى العتاة.... فاليعي مما لم يستفق مما بقى من المستبدين  وعليه ان يصحو ويتدبر امره فلم تعد الشعوب تخدع بالشعارات او بالمواعظ السفسطائية ولا بالمباديء الزائفة والخطب الرنانة والاقنعة المتغيرة ... فالشعوب لا تلتفت إلا لما تراه على ارض الواقع وما يقدم لها فعلا من بناء وخدمات ولم تعد تصغي للتسويف وتمضية الوقت وتسويق الطائفية العرقية او الدينية ... فهي تريد الملموس ولم تعد تصغي الى المحسوس الملحوس والعزف على تلك الاوتار التي فات اوانها وزالت مخدراتها من اجساد الشعوب ... فمن يريد حقا ان يعمل فعليه ان يعرض ما انجزه لا ما سينجزه كي يصدقه الناس ويثقوا به وليس بالكلام العسول000 فهو مجرد هواء في شبك ... ولابد ان يعلم الانتهازيون ان العزف على الاوتار الدينية مستغلين سذاجة الناس وايمانهم الصادق  قد افل نجمها وزال زمانها ولم تعد تؤثر في الكثير منهم العمائم مهما كبر حجمها  او اللحا مهما طالت شعيراتها فلم يعد يصدق زيف ادعاءاتها .. فان وجد البعض منهم وليس الجميع بالطبع فهناك العمائم النيرة الخيرة واللحا المباركة فان وجد المزيفون الدعم من امريكا فقد يتبدل نهجها في الغد وقد بدت بوادرذلك واضح للعيان .. فقد تأكد لها بان الغالبية العظمى من مواطني الشعوب العربية والاسلامية تتخذ من الدين مجرد واجهات وعناوين مصلحية وليس عقيدة ثابتة راسخة كما كان يبدو لها ... كما ان ما اصاب الشعوب من قتل واغتيال على ايدي بعض التنظيمات المحسوبة على التيارات الاسلامية قد ولدت نفور عارم لدى السواد الاعظم من مواطني هذه الشعوب من المسلمين والغير مسلمين ما اشعر امريكا بوجوب تغيير مواقفها وسياساتها والتخلي عن دعم المنظمات الاسلامية التي ثبت فشلها في اخضاع وخداع الشعوب  باستغلالها الدين واجهات لها00 ولربما ما شاهدته من انتفاضات الملايين في الدول التي حدثت فيها الثورات الربيعية والتي استولت فيها التنظيمات الدينية على السلطة في بداية الامر بانتهازية مكشوفة مستغلة ثورة الجماهير المضطهدة حيث قفزت من فوق كل الجماهير التي كان لها الفضل في اسقاط الانظمة .. فقد عادت هذه الجماهير لتنتفض مجددا على التيارات الاسلامية من جديد وهو ما يحدث اليوم في تونس حيث قفز الاسلامييون على الحكم فانتفض عليهم الشعب ولا زالت المناوشات قائمة هناك  وما حدث في ليبيا حيث لم يستطع الاسلامييون الذين استولوا على السلطة في باديء الامر ان يفوزوا في الانتخابات حيث فاز فيها اللبرالييون .... وما يجري تحت الرماد في مصر التي تنتظر بين ليلة وضحاها انتفاضة عارمة على السلطة الحاكمة الاخوانية التي قفزت على السلطة بعمليات اثير حولها لغط التزوير وتمكنوا من الاستيلاء على مجلس الشعب الذي سرعان ما الغي بقرارالمحكمة الدستورية...وعينوا رئيسا للجمهورية من احد اعضائهم الذي تمكن من الالتفاف على قادة الجيش واحالتهم الى التقاعد   والتي ستزيحها الانتفاضات المحتملة  عن الحكم بكل تأكيد..

وان احداث سيناء التي يرمون من  ورائها اسكان جماعة حماس في غزة واستقطاعها من الجسد المصري لابد وان يكتشف نواياهم الشعب المصري .. كما ان الدعم الذي يحضون به من الادارة الامريكية انما هي عملية مقصودة من اجل كشف جميع خطوط وخلايا ومرتكزات الاخوان المسلمين كي تتمكن بالنهاية من القيام بضربات كاسحة لهم واقتلاعهم من جذورهم.... فقد استفادت امريكا من التجربة التي خاضتها مع القاعدة التي انقلبت عليها بشكل مفاجيء قبل ان تتغلغل في كل مفاصلها وخلاياها مما سبب لها هذه المشاكل مثل عملية الخبر  ثم احداث المركز التجارة العالمي  التي لازالت تعاني من ويلاتها محاولة تصفية جميع اذرعها بصعوبة بالغة كا وجدت بان اعتمادها على التنظيمات الاسلامية كان خطأ استراتيجيا كان يجب ان لا تتورط فيه منذ البداية غير انها كان هدفها ضرب الشيوعية واقتلاعها من منطقة الشرق الاوسط دون الانتباه لمخاطر التنظيمات الاسلامية و تزايد نفوذها فهي تنظيمات عقائدية متشددة لا يمكن ضبط ايقاعاتها كما كانت تتصور فوقعت في المطب ما جعلها تفكر تفكيرا منطقيا جديد يعتمد على طبيعة هذه التنظيمات وعدم الاعتماد عليها والانصراف الى التنظيمات اللبرالية والعلمانية بدلها.... وتقويتها فهي اكثر امانا وضمانا لتحقيق اهدافها في المنطقة والعمل على توسيع نشاطها.. بالاكثار من منظمات المجتمع المدني التي هي ركيزة  للتنظيمات العلمانية وهو ما بدأت فعله في الاونة الاخيرة بشكل متدرج حتى تتمكن من كشف جميع اذرع التنظيمات الاسلامية ولا يمكن ان يتحقق لها ذلك إلا بغض النظر عنها بل  و دعمها في الوقت الحاضر للاستيلاء على السلطات في جميع الدول العربية وبذلك تضمن ظهور وبروز جميع منتسبي ومؤيدي هذه التنظيمات والخروج تحت الاضواء كي تتمكن من الانقضاض عليها وسحقها... كما تعمل وبنفس الوقت على محاولة اضعاف الوازع الديني في نفوس العديد منهم من خلال نشر الفساد المالي واغراقهم فيه وتجنيد العملاء المجلببين بلبوس الدين والذين سيلعبون الدور الفعال في تشويه المعتقات الراسخة في نفوس الملايين واذابتها رويدا رويدا كما فعلت الشيوعية في اواسط القرن الماضي حيث تمكنت من غسل ادمغة الملايين من المسلمين ورسخت في عقولهم بدلها الافكار العلمانية الاشتراكية المبنية على المادية الصرفة التي لا تؤمن بالمعتقدات الروحانية وهو ما تجلى لدى معظم الشيوعيين بل والشرائح العلمانية بصورة عامة....وهو ما تعمل عليه السياسة الامريكية داخل العالم الاسلامي في هذه الايام اذ انها ستتخلى عنها بعد ان تسلط الاضواء على جميع نوافذها وتضع ايديها عليها بشكل تام وهو ما ستفعله في العراق عن قريب جدا بعد ان تنتهي من سوريا وتلتف على لبنان كي تحرك الخلايا النائمة فيها وبعد ان تحاصر حزب الله وتجعله مطوق من كل الجهات فتنفرد به وتبتلعه مثلما تبتلع الافعى فريستها بعد ان تعتصرها فيسهل عليها التهامها 00ثم تعود الى العراق وقد يتزامن الحدثان بوقت واحد وسيشهد العراق احداثا يتغير فيه الجلباب وتقطع الاوصال وتزلزل الجبال وتعيد الابن العاق الى احضان امه ... فقد فهم الامريكان ما يجب ان يكون00وان اللعب على اوتار الطائفية والعرقية قد مهد لها الطريق... ولا بد ان تتغير اشكال اللعبة فقد تمكنت ان تكره الناس في عقائدها فيما احدثته خلال تلك الفترة ومنذ هيمنة البعث على مقاليد الامور وحتى احتلال بغداد وما جرى بعد الاحتلال حتى الوقت الحاضر فاضحت الارض ممهدة .. فقد اكتشفوا وتأكدوا بان التيارات الدينية اضعف مما كانوا يعتقدون وانها لا تشكل سوى نسبة قليلة من ابناء الشعوب العربية وان كل هذا التمظهر انما هو نفاق ورياء وانتهازية حمقاء لا يعتد بها ولا يعتمد عليها.. وان ما يتظاهرون به ليس اكثر من عناوين واسماء فقد غير التعامل معها طيلة تلك المدد القناعات التي كانت قد بنت استراتيجياتها عليها  فمشاكلها اكثر من منافعها واثارها اشد وطأة وسلبياتها اكثر ضررا ... فوسائل الاتصالات والتكنلوجيا الحديثة قد عوضتها عن العديد من التعاملات البشرية الروحانية ووجدت التعامل مع رجال العلم والثقافة  والمنظمات المجتمعية اللبرالية اكثر تجاوبا واشد ثباتا  وهي تشكل الغالبية العظمى من ابناء الشعوب والتي يمكن ترويضها بسهولة ويسر دون خوف وبلا أي محذور فالتعامل مع المنظمات الدينية محفوف بالمخاطر لارتباطاتها بالمعتقدات  السماوية  وتوجيهات  وجال الدين  ودعاتها  وفتاويهم المرتبطة  بالسمع و الطاعة المطلقة للتعاليم  والتوجيهات وما قد تصل به الى التضحية بالنفس.... فهي غير مؤتمنة في كل الاحوال مما يجعل الادارة الامريكية والغرب بشكل عام بقلق دائم على العلاقة التي يرتبطون بها مع المنظمات الاسلامية ..(( والمجرب لا يجرب )) فمن كل هذا فقد يدفع الغرب الى التوجه الى الشرائح اللبرالية مستغلين الفصائل المنتشرة في دول المهجر مما سبق ان لجأوا الى احدى دول الغرب فيكون من السهولة تجنيدهم وترويضهم كي يكونوا البذرة او النواة من اجل العمل على تشكيل القوى اللبرالية من خلال منظمات المجتمع المدني ودعمها ماليا وتشجيعها بمختلف الاغراءات والوسائل الترفيهية كي تكون البديل عن الفصائل الدينية التي كان لابد من العمل معها للفترات السابقة والتي استمرت حتى احداث هذا العصف الثوري من خلال الربيع العربي ومشروع كونداليزا رايس (((الشرق اوسطي))) الذي ستلعب فيه الشرائح اللبرالية الدور الرئيس بعد ان تكون جميع التنظيمات الاسلامية قد تم تفكيك عقدها وتفتيتها.. وبالاخير القضاء عليها باذابتها داخل البودقة  اللبرالية وتتلاشى من خلالها النوازع الايمانية التي لازالت متحكمة في العديد من النفوس الاسلامية وراسخة فيها كما فعلت الشيوعية في الخمسينات والستينات في شرائح كثيرة من المجتمع العربي ... وسلاحها الامضى في تحقيق ذلك هو الدعوى الى زيادة التشدد الديني واستعمال سلاح التكفير الذي يشهروه في وجه أي معارض او حتى مستفسر .. وتكثيف وتظخيم الفرائض وخاصة التعجيزية منها كي تنفر المسلمين اضافة الى ما ذكرناه من اساليب البطش والارهاب والقتل والذبح وقطع الرؤوس  واعتبارها ظاهرة اسلامية وشريعة اسلامية واجبة وركنا اساسيا فيها مما يخلق الرعب المؤكد في النفوس ويدفع الناس للابتعاد عن اجواءه وتجنب تنظيماته والتخلي عن الانتماء له شيئا فشيئا حتى يزول الايمان بشكل تام....وبمرور الوقت ينصرف الكثيرون عن هذا الدين الذي يجلب اليهم المتاعب ويهددهم بافضع المخاطر عند ابسط الزلات ويتجهون الى الايمان بالمباديء العلمانية التي تدعو الى التحرر وحماية ارواح البشر المجردة من هذه القيود  المكبلة  الدينية وبهذا تتها وى اجنحة المجتمعات الدينية ولا يتبقى منها سوى المراكز الدينية المجردة التي يسهل على الغرب التعامل معها والانقضاض عليها وتصبح في النتيجة مثل الكنائس لاتمثل سوى كيانات لاحول لها ولا قوة محشورة في زوايا محددة داخل المجتمعات العربية والشرقية بشكل عام ...!!!  

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا