<%@ Language=JavaScript %> يوسف علي خان الحرية وهم كبير وسلاح بيد المستعمر

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

الحرية وهم كبير وسلاح بيد المستعمر

 

 

يوسف علي خان

  

الحرية كلمة عذبة وحلم جميل تتغنى بها جماهير الشعوب تطالب بها في كل وقت ويسكت عنها ويتاغفلها الحكام وحواشيهم من المستفيدين مما كانوا قبل وقت قريب يشاركون الشعوب في المطالبة بها ووجوب تحقيقها فحالما تتحقق لهم تخلوا عنها وعتموا عليها واغفلوها ووقفوا ضدها وحضروا الحديث عنها ورموها خلفهم طي النسيان و في عالم الكتمان... مثلها مثل كل المباديء التي يطرحها المغبّبون المظلومون مثل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وحقوق الانسان وغيرها من القيم والفضائل التي ذكرت في كتب المصلحين والدعاة والكتاب وبالطبع وردت اطنان منها  في الكتب المقدسة وفي جميع الاديان .. وتشمل الصدق والوفاء بالعهد وعدم الغش واجتناب الكذب وكل الخصال التي يتبناها ويرفع شعاراتها المحروم ويطالب بتحقيقها..  وهي راسخة في ذمم وضمائر كل شعوب ودول العالم وذلك عندما يفتقدونها ولا تضر بمصالحهم او تؤثر عليها.... فهم يدعون غيرهم كي يكون صادقا وهم يكذبون وهم يدعون غيرهم كي يكون عادلا وهم يظلمون ويعضون غيرهم كي يكون امينا نزيها وهم مشروخي الذمة وخونة وغدارين .. فلا تجد من يطبق ما يدعو له ومع ذلك لانجد من يعترف بتجرده من هذه الخصال .. وقد لاتكون هذه الظواهر المنافقة بارزة عند الناس العاديين البسطاء لكنها تكون في اجلى مظاهرها عند اصحاب القرار الذين بيدهم القدرة فلا ينفذون ما يعدون... ويدعون في منابرهم خلاف ما يبطنون ويفعلون .. فعالمنا عالم منافق دجال يقع ضحيته الجميع فمهما تقمص واتقن فنون الخداع غير انه لابد ان ينكشف بعد حين .. فان مارس الكذب مع جماعته فلا بد ان يقع ضحية جماعة اخرين تكون ابرع منه في فن الخداع فالناس غير متساو ون حتى في قدرات الخداع والتحايل كما وقع الكثيرون وكان من بينهم مثلا صدام فقد خدع العرب فخدعه الامريكان حتى قبل ان يدفع الى حبل المشنقة بساعات .. فهذه الخصال والقيم مثل كلمة الحرية فلا يمكن ان تكون مطلقة فهي مقيدة بحريات الاخرين .. ومع كل ما تفعله النخب في الاستحواذ على المكاسب فقد تنجح وتحصل على المأرب لكنها سرعان ما تخسر ليحل محلها نخب مخادعة اخر ويبقى الشعب هو الخاسر على مديات التاريخ مضحوك عليه ومركوب.... ويكون مطية للمغامرين من القادة المفترين الذي لايتركون وسيلة من وسائل الخداع بطرحهم سيل من القيم والفضائل والوعود  كي يسرقوا وينهبوا ويرتفعوا ولا يؤمنون بانهم سيسقطون (( ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع )) هذه هي حال الدنيا وليس هناك من يعتبر... وكذا الحال بالنسبة لكل الشعارات التي ترفعها الجماهير مثل الديمقراطية التي يرفعها اليسار واليمين والتي يجد فيها كل طرف  بحسب تصوره كل فضاءات الحرية وفسح العدالة الاجتماعية وتحقيق الحياة الرغيدة التي تعيش فقط في مخيلته الخصبة .. فان هذه الامور غير متحققة في الكون وليس في عالم الانسان فقط بل وفي عالم الحيوان الذي يعيش في الغابات والصحاري والفيافي فهو لا حرية له فهو مقيد ليس بقانون البشرية المتعارف عليه بل بشريعة الغاب التي كثيرا ما نتحدث عنها ونذمها ونصف المستبدون بالتعامل بها... فالحيوانات معرضة لمخاطر بعضها  لبعض اذ القوي فيها يأكل الضعيف منها لانه لاقانون لها او سلطة تنظم حياتها وتخضع لها.. فالحريات التي ينادي بها الشباب ويرفعون شعاراتها او من خلال منظماتهم التي ينتمون لها فهم لايفكرون بفوضويتها وينكرون وجود اي قيود لابد وان ترتبط بها .. وقد يعتقد الكثير منهم بان الغرب يعيش بحرية لاتحدها قيود ولا تقيدها اعراف بما يشاهدونه من حياة منفلتة مركزين نظرهم وتفكيرهم الى العلاقات الغريزية وانتشار اماكن ومجالات اللهو المتنوعة من نوادي ليلية ومراقص وحانات شرب الخمر ولكنهم لا يتنبهون للقوانين الصارمة التي تقيد المواطن الغربي في العديد من الانظمة الصارمة التي سوف يتعرض لاعبائها لوحاول مخالفتها ولم يتنبهوا كذلك بان كل هذا الحرمان الذي يشعرون به قد يكون بالنسبة  لقوانين الغرب الصارمة نوع من الانفلات والحرية المرفوضة .. ثم على الشعوب الشرق اوسطية ان لا ترفع شعار المطالبة بالحرية فقد اضحى سلاح بيد الامبريالية كي تخلق حالة الفوضى فعلى الاقل ان يستبعد المطالبة بها في الوقت الحاضر حتى تصل شعوب هذه المنطقة الى درجة من الثقافة والوعي ما يمكنه من ادراك حدود حرية كل فرد فيه كي تتواجد الموازنة الاجتماعية ولا تتحول الحرية الى حالة من الفوضى العارمة التي تؤدي بالنتيجة الى الصراعات والاقتتال وتمزيق اوصال الوطن ... فهناك لا زال وقت طويل لربما يستغرق عدة عقود او قرون من الزمن خاصة ونحن نعيش في خضم هذه الموجات الدينية الرجعية التي تثيرها بعض التيارات الدينية  التي شوهت الدين الاسلامي الذي هو سمة هذه الشعوب والاكثرية فيه وادت بشعوب المنطقة الى تشوش واضطراب فكري ادى الى تراجع حضاري وثقافي وعلمي وتخلف حياتي على عكس ما يحدث في العالم الغربي .. ففقدت المجتمعات الاسلامية القدرة على التمييز بين الحرية والفوضى ما يدفعنا للمطالبة بالتروي وتجنب شعار الحرية من بين مطاليب الشعوب  لحقوقها المهضومة كي لا نقع فريسة لمكائد ومخططات الامبريالية ونكون اداة مساعدة لخلق الفوضى الخلاقة التي تعمل على الترويج لها ونشرها بين صفوف الثوار المتمردين على السلطات والانظمة  الفاسدة .. وان نرفع بدلها سيادة القانون كي نسد جميع الثغرات في وجه العدو المتربص فنكون قد حصنا انفسنا من مؤامراته ونواياه الخبيثة  فالحرية بحد ذاتها احساس رائع وبديع ولكن لانجدها إلا في الخيال فهي مثل عصافير الجنة الجميلة التي نشاهدها ترفرف في الفضاء او تقف فوق الغصون فان اصطدتها ماتت ففقدت رونقها وجمالها وعليه فانك مهما بحثت وتحريت وتخيلت بان هناك اناس يعيشون وينعمون بنعم الحرية فانت واهم بكل تأكيد فمثل هذا الاحساس يفتقده الجميع فحتى الذي يغتصب حريتك هو نفسه فاقد لها ويعيش في خوف ورعب شديد ولا يشعر بالامان كما تتصور ويذهب به خيا لك الخاطيء مهما علت مرتبة المغتصب .. فالحرية لا يمكنها ان تتوائم مع الخوف فهو امر مستحيل .. فاي انسان على هذه الكرة الارضية يشعر بخوف دائم اما من قانون وضعي او من معتقد سماوي  وقد كانت الاديان على مختلف صورها ومعتقداتها الروحانية  تشكل حالة خوف من نهاية المصير.... فهي في شك مستمر هل هي قد ارضت من تعبد او انها قد اخلت واخلفت وقصرت  معه ببعض الامور وما ظاهرة الطقوس الدينية  من صلاة وصوم وزكاة وحج البيت الحرام  والتردد على دور العبادة يوم الجمع والاستماع بشكل مستمر للعديد من الدعاة والوعاظ  لطلب الرحمة والاسترشاد ليس إلا مظهر من احاسيس الخوف وحتى الملحدين الكفار فهم لا يتجردون من مشاعر الخوف فقد تتغير مصادر الخوف واماكنها ولكن سيبقى الخوف راكب فوق رؤوس الجميع حتى بعضهم تجاه البعض رؤساء ومرؤسين رعايا ومستبدين وسوف تبقى البشرية تنتظر الفرج كي تمزق احاسيس الخوف ولكن ليس هناك من فرج في الافق القريب او البعيد  ... !!! 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا