<%@ Language=JavaScript %> يوسف علي خان انتخابات الرئاسة  في مصر فخ كبير الفصل الاول

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

انتخابات الرئاسة  في مصر فخ كبير

 

الفصل الاول

 

 

يوسف علي خان

 

كلنا يعلم المنهاج الذي يسير عليه الاخوان في مفهومهم لادارة شؤون البشر وهي طريقة الخلافة في بلاد المسلمين.. وبلاد المسلمين يجب ان تشمل كل البشر المتواجدين على الكرة الارضية الذين يطلق عليهم بالرعية  والخلافة هذه ينزعمها امير المؤمنين فليس هناك دولة او حكومات بالمفهوم الدارج في العصر الحديث وعليه فاي بلد على الكرة الارضية يجب ان يخضع لسيطرة امير المؤمنين ومن لا يخضع فعلى المسلمين الجهاد من اجل فتح تلك البلدان بالقوة وارغام اهلها للدخول بالاسلام ومن يتخلف فعليه دفع الجزية .. وهذا المفهوم هو ما تؤمن به التيارات الاسلامية بمختلف فصائلها وعلى راسها الاخوان المسلمين الذي اسسها المرحوم حسن البنا سنة 1928 ووضع مبادئه العشرين الذي يجب ان تسير عليها الجماعة التي ابتدأت في مصر وامتدت الى جميع انحاء العالم واشتبكت مع السلطات المصرية في جميع عهودها التي تواجدت فيه بصراعات دموية تخللتها العديد من العمليات خلال تلك العقود الثمان التي مرت على تأسيسها وتبنت العديد من العمليات التي وقعت في مصر منذ تأسيس الحركة وحتى الان والتي راح ضحيتها الكثير من رؤساء الحكومات مثل النقراشي باشا رئيس الوزراء وامين عثمان واتهموا كذلك بحريق القاهرة في الخمسينات من القرن الماضي ثم محاولة اغتيال الرئيس عبد الناصر واخيرا اغتيال السادات التي قامت بها منظمة الجهاد المنبثقة عن الاخوان انفسهم .. كما انبثق عن حركة الاخوان العديد من الفصائل مثل حماس الفلسطينية في غزة وكتائب القسام وغيرها من الفصائل المنسوبة للتيارات الاسلامية المتمركزة في مصر .. وقد ادى قيامهم بعملية اغتيال السادات دخول المئات منهم الى السجن كما صدرت احكام الاعدام بحق البعض منهم وبقي الكثير منهم في السجن حتى تم اخراجهم بعد قيام ثورة 25 يناير حيث دخلت العديد من فصائل حماس الى مصر من خلال الانفلات الامني واقتحمت السجون وهدمت الاسوار  واخرجت من فيها من المسجونين مما لم يكمل مدد محكوميته وقد قامت مجاميع الاخوان بالاشتراك في الثورة بعد ان قام بها الشباب المتحمس من الشعب المصري مثل منظمة 6 ابريل  والثورييي الاشتراكييين  باشعال نيران الثورة لعدة ايام حتى تأكد الاخوان من نجاحها فبدأوا بالمساهمة فيها وطالبوا باسقاط النظام مع الشباب الثائر وادى ذلك في نهاية المطاف الى تنحي حسني مبارك وتولي المجلس العسكري مقاليد حكم مصر .. فلعب الاخوان المسلمون الدور الفعال مستغلين الضروف وبسبب تنظيمهم المحكم وبدأوا بمشاركة الفصائل الشبابية بعد انتصار الثورة  التي كان للشباب الفضل الحقيقي بقيامها واستمرالاخوان يتظاهرون مشاركين الشباب بثورتهم المباركة واخذوا يسيطرون على الاوضاع ويتحدثون باسم الثورة واخذوا يفاوضون المجلس العسكري والضغط عليه بشدة من اجل تسليم مقاليد الحكم لهم وبدأ الصراع يتأجج يوما بعد يوم ,  محرضين التيارات اللبرالية للوقوف الى جانبهم من اجل تسليم السلطة لهم تحت غطاء المطالبة بالحكومة المنية واستمروا في التظاهر والاعتصام وقاموا بالعديد من عمليات الحرق والتخريب للمؤسسات الحكومية والتراثية المهمة وتحشيد القوى العا لمية خاصة الولايات المتحدة الامريكة التي اخذت تدعم بالخفية وعن طريق قطر من اجل ضرب القوات المسلحة والقضاء على الجيش المصري تحت هذه الضغوط للاستجابة لمطايبهم باجراء الانتخابات وحيث ان المجلس العسكري هو الذي يتولى جميع السلطات بعد سقوط النظام لعدم وجود برلمان او حكومة وقام باصدار بعض التشريعات التي اطلق عليها بالاعلانات الدستورية باضافة بعض المواد او تعديلها ثم شكل حكومة موقتة  لادارة البلاد في الفترة الانتقالية اختير رئيسها من بين الثوار المجتمعين في ساحة التحريروهو عصام شرف  ومارس مهماته وبدأ المجلس العسكري  بالتحضيرلتشريع دستور جديد للبلاد فعين هيئة مختصة من فقهاء القانون وباشرت اعمالها لكن لم تستطع ان تستمر حيث ان الاخوان المسلمون يضغطون على المجلس العسكري لاجراء الانتخابات قبل وضع الدستور  متوقعين بشكل اكيد بحصولهم على الفوز المؤزر  وقد اعلنوا في اول الامر بانهم سوف لن يشاركوا إلا ب 35 % من اعضاء مجلس الشعب غير انهم عادوا وصرحوا بانهم سيساهمون بنسبة 50% ثم عادوا فنقضوا تعهداتهم وشاركوا بثلثي اعداد المجلس مستفيدين من الوازع الديني المسيطر على المجتمع المصري وحالة الفقر المدقع والساكنين في العشوائيات.... فبالامكانيات المالية التي يمتلكها الاخوان المسلمون والتي ارسلت اليهم من قطر والسعودية وغيرها من البلدان العربية النفطية التي اخذت تتدخل وبشكل مكشوف لدعم الاخوان مكنتهم من توزيع الكثير من هذه الاموال نقدا او على شكل هبات عينية من المواد الغذائية على الفقراء والمحتاجين لشراء اصواتهم .... كما ان الغنى الفاحش للعديد من منتسبيهم ووجود اصحاب الشركات الكبيرة فيما بينهم استطاعوا ان يفوزا بثلثي مقاعد مجلسي الشعب والشورى غير انهم وعلى ما يبدوا قد وقعوا بخطأ جسيم ورطهم به المجلس العسكري وهيئاته القضائية التي تعمل معه والتي ناصبها العداء الاخوان المسلمون بسبب الاحكام التي اصدرتها المحاكم المصرية بحقهم وادخلت المئات منهم السجون بسبب التخطيط والمشاركة في اغتيال الرئيس انور السادات فحملوا القضاء جريرة سجنهم وعدم وقوفه معهم والافراج عنهم واعتبروا تطبيق القوانين الوضعية مواقف عدائية لهم مما اثار حزازاتهم وحملوا العداء السافر  للقضاء المصري برمته.... وحيث قد شعر الاخوان المسلمون بانهم قد سيطروا على الوضع في مصر خاصة بعد فوزهم بالانتخابات البرلمانية.... وقد خالفوا القوانين التي نصت على وجوب ان يكون ثلث مجلس الشعب من المستقلين بل انهم قد رشحوا حتى المستقلين من مؤيديهم ما احدث خلللا بينا  في تشكيلة البرلمان وعوقا دستوريا ما دفع الهيئة القضائية الدستورية لاصدار القرار بعدم شرعية المجلس واعتباره باطلا وبعد دوامهم في قبة البلمان اكثر من ستة اشهر لم يقدموا خلالها ما يفيد ناخبيهم بما وعدوهم به من الفقراء والمعدمين ما افقدهم الكثير من الاصوات التي دعمتهم وصوتت لهم في انتخابات مجلس الشعب نتيجة الاحباط الشديد الذي اصاب اصحاب الاصوات من الفقراء والمحتاجين الذين اوصلوهم الى قبة البرلمان كما اكتشف العديد منهم زيف ادعاءاتهم الدينية والتمسك بشرع الله وتحقيق مطالب الفقراء وتحسين احوالهم وانقاذهم من الاوضاع المزرية التي يعيشونها فاتضح وخلال الستة اشهر التي قضوها داخل قبة البرلمان انهم اهتموا بشؤونهم الخاصة وتحقيق مصالحهم فقط واغفال جميع من انتخبهم من هذه الشريحة المسحوقة كما اتضح بان العديد منهم يحملون الحنسيات الاجنبية التي لاتجيز القوانين المصرية الحق لهم بالترشح على رئاسة مصر او الاشتراك في الاعمال السياسية التي تتعلق بسيادة البلاد  كما كانت تصرفاتهم ومواقفهم بعد فوزهم في مجلس الشعب مع بقية التنظيمات  اللبرالية التي دعمتهم وكان لها الفضل في قيام الثورة تصرفات اقصائية وتهميش تام  حيث انحاز الاخوان الى جانب المجلس العسكري في اول الامر  وتخلوا عن رفاق الامس مثل منظمة 6 ابريل والاشتراكيون الثورييون  والعديد من الشخصيات الللبرالية السياسية الاخرى  وامتنعوا عن الاستمرار بالمشاركة معهم ضد المجلس لالعسكري الذي اعتبرته جزء من النظام القديم المنتمي الى عهد مبارك  الذي طالبته  بتسليم السلطة الى حكومة مدنية والانسحاب الى ثكناته  فسبب  ذلك للمنظمات الشبابية ردة فعل عنيفة تجاه الاخوان  وشعروا بان الاخوان قد غدروا بهم  حيث اتضح بان هذه المنظمات اللبرالية تحركها الادارة الامريكية التي كانت تدفعها لضرب الجيش وتدمير القوات المسلحة غير ان الاخوان المسلمون ومن منطلق الانتهاوية التي عرفوا بها على امتداد عمرهم الممتد لاكثر من ثمانين سنة يتجهون با تجاه مصالحهم الذاتية فا ينما يجدونها يلتجأون  لها... فعندما ازرهم المجلس العسكري للوصول الى قبة البرلمان اتفقوا معه وتخلوا عن بقية المنظمات التي شاركت في الثورة 000وعندما بدأت مرحلة الرئاسة لانتخاب رئيس جمهورية مصر كان الموقف قد تغير كثيرا بالنسبة للاخوان فقد خسروا الكثير من الشرائح الشعبية بسبب انكشاف زيفهم كما تخلت عنهم المنظمات اللبرالية وبدأ الترشيح وتقدم له عدد كبير من المرشحين بلغ تعداد المرشحين عن الاخوان المسلمين اكثر من عشرة اشخاص مع انهم كانوا قد تعهدوا بانهم سوف لن يشاركو في سباق الرئاسة ويتركوها لغيرهم من الكتل السياسية فقد نكثوا العهد ايضا 00 كما رشح العديد من اللبراليين والقادة العسكريين انفسهم لخوص معركة الرئاسة وبلغ تعدادهم 23 مرشح ولا سباب كثيرة ليس الان مجال لذكرها استقر الترشيح على اثني عشر مرشح دخلوا حلبة الانتخابات وكان من ضمنهم احمد شفيق الذي حاولوا استبعاده الجميع من تحالف الاخوان المسلمين مع القوى اللبرالية التي انظمت مضطرة ثانية للاخوان المسلمين لاستبعاد ما اطلقوا عليهم بفلول العهد الماضي او الحلقة التي كانت تعمل في عهد مبارك او كانوا اعضاء في الحزب الوطني المنحل.. فقد اضحت القوى اللبرالية بين خيارين احلاهما مر فهي لاتريد الاخوان المسلمين وبنفس الوقت لاتريد أي مرشح ينتسب الى عهد مبارك ...غير ان كل تلك المحاولات فشلت فقد اصدرت الللحنة الدستورية قرارا برفض جميع الطعون المقدمة لها من تجمع الاخوان المسلين وقررت اشراك احمد شفيق في معركة الانتخابات  وشارك احمد شفيق وبدأت المرحلة الاولى بمرشحي الاحزاب المختلفة والمستقلين في خوض غمار المسابقة وتم اجراء الفرز تحت اشراف دولي وداخلي من قبل مراقبي الكتل وظهرت النتيجة بفوز اثنين فقط لم يحصلا على النسبة التي تؤهل احدهما  لكي يكون رئيسا للجمهورية فقد تشتت القوى المناوئة لاحمد شفيق الى عدة مرشحين بينماحصرت القوى التي سميت بالفلول ترشيحها بشخص احمد شفيق لوحده وجرت انتخابات الاعادة وهنا تكثفت الجهود بشكل محموم خاصة من قبل الاخوان المسلمين مدعومة بجميع الكتل اللبرالية المتمثلة بالاشتراكيين الثوريين ومنظمة 6 ابريل وغيرها من المنظمات المدعومة من قبل الولا يات المتحدة لانجاح مرشح الاخوان بعد فشل جميع المرشحن المدعومين من الامريكان ولم يحصلوا على الاصوات الكافية فانقسم هذا الفريق الى قسمين قسم اتجه الى تأييد احمد شفيق كي يتخلص من الاخوان ومما يتوقعه منهم من تشدد لايتلائم وتوجهاته المتحررة فهو يعتقد ان الاخوان سيطبقون الشريعة الاسلامية بحسب مفهومهم الخاص والتي تتعارض مع الحياة المصرية التي تعودوا عليها خلال عقود طويلة والتي تتشابه والحياة الاوربية بشكل كبير  وقسم اخر وجد في الانظمام الى الاخوان خلاصا من اثار الماضي معتقدا بان الاخوان هم اهون الشرين كما بقي قسم اخر منعزلا منسحبا من الميدان لم يشارك في التصويت لعدم ثقته بالاثنين .. وعليه فقد دأبت كل التيارات الدينية التي دعمتها قطر وغيرها من المؤسسات الدينية لانجاح مرشح الاخوان واخذ الاتهام المتبادل يطغى على الموقف بالتزوير... كما قامت فرق اخوانية بتوزيع الاموال والهدايا بل وقسم اخر منع العديد من الاقباط من الحضور الى الدوائرالانتخابية في بعض المناطق ذات الكثافة القبطية  لعلمهم باتجاههم التصويت لصالح احمد شفيق تخلصا من التشدد الاسلامي الذي يمارسه الاخوان..  ولكن اتضح بان الفريق احمد شفيق مع كل ذلك هو الحائز على اعلى الاصوات... وتأخر اعلان النتائج الى عدة ايام حيث اخذ منتسبوا الاخوان الضغط  والاعتصام في الساحات العامة  ويهددون المجلس العسكري والهيئات القضائية  التي اعتبرها الاخوان عدوهم اللدود خاصة بعد ان اصدرت الهيئة الدستورية قرارا ببطلان شرعية البرلمان واعتباره لاغيا فتوعدوا  بانهم سيقومون باعمال انتقامية كبيرة فيما اذا فا ز الفريق احمد شفيق .. ثم ظهرت اللجنة العليا للانتخابات كي تعلن فوز مرشح الاخوان الدكتور محمد مرسي  على غير ما كان يتوقع الجميع تحت ضروف غامضة غير طبيعية  ..وقد شاب اعلان النتائج لغط شديد لازال قائم حتى الان .. مما يدفع الكثيرون من المحللين الى وضع عدة سيناريوهات لما سيحصل في المستقبل القريب وهل ستمضي الامور كما هي الان اما هناك ما يبيت في الخفاء .. وسنقوم بطرح جميع السيناريوهات المحتملة في الجزء الثاني من هذا المقال للضروف المتشابكة التي شابت الانتخابات وما قبلها بعد ثورة 25 يناير ..!!

 

 

يوسف علي خان

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا