<%@ Language=JavaScript %> يوسف علي خان مشاكل العراق في اسلام جارودي

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

مشاكل العراق في اسلام جارودي

 

 

يوسف علي خان

 

كنت اتجول بين القنوات الفضائية فاوقفتني احدى الفضائيات وهي تقدم ندوة تلفزيونية يجتمع حول كاميرتها مجموعة خليط من الافندية ذوي القمصان البيضاء وبعض المعممين من اللونين الابيض والاسود وانتبهت الى النقاش الدائر بينهم وهم منهمكون بنقاشات محتدمة استطعت ان اتفهم موضوعها فقد كانت تدور حول المفكر الفرنسي  روجيه جارودي الذي وافاه الاجل قبل مدة قصيرة وقد كان الحديث يدور بين السادة الفلاسفة المتحدثين  حول حقيقة معتقده الديني الذي اشيع بانه كان قد اعلن اسلامه حيث تمسك البعض من المتحدثين بصحة هذه الاشاعة ووقف الاخرون ضد هذا الادعاء مفندين هذه الاشاعة وقد احتدم النقاش وتوترت الاعصاب وبقيت اتابع المناقشة حتى نهاية الندوة .. وانا في ذهول غريب من هذا النقاش العقيم وتصورت للحظة بان مشاكل العراق بل ومصير الاسلام لربما قد توقف على اسلام جارودي بما شاهدته من حماس دفاع البعض في اثبات اسلام هذا الفرنسي ورد البعض الاخر بتقديم الحجج على عدم مصداقية جارودي فيما يصفه الطرف المؤيد لاسلامه فقد قدم احد الاطراف دليل اسلامه بمواقفه لقضية فلسطين واتهمه الطرف الاخر بانه ابراهيمي الديانة أي انه يدعو الى جمع الديانات وتوحيدها في ديانة واحدة ورد على ذلك احد الافندية بانه كان يستغل دعوته للتبشير للديانة المسيحية واختلطت الامور فيما بينهم وكأن مصير العالم متوقف على حقيقة معتقد هذا المفكر  الفرنسي حيث انبرى احد المعممين ليتكلم بطلاقة أأمة المساجد بان الدين الاسلامي هو اخر الاديان وقد جب كل الاديان التي سبقته وعليه فلم يعد من هو غير مسلم غير كافر وذمي ومن اصحاب النار ..  وقد استمر ذهولي واستغرابي من مواقف هؤلاء الشلة من المتحدثين فان الجميع لم يتطرق الى كتب ومؤلفات جارودي في الادب والفلسفة وعلم الاجتماع.. فقد تركوا كل ذلك واغفلوه وانصرفوا في مناقشاتهم حول معتقده الشخصي الذي لايهم احد غيره اما ما يهم الناس في جارودي ما نشره من افكار وتوجهات فلم يتطرقوا له او يشيروا اليه فكل ما كان يعنيهم هي ديانته فان كان مسلما فانه رجل عظيم امتدحوه وان كان ملحدا او معتنقا لدين اخر ذموه وناصبوه العداء .. فالغرب يقيم مواطنيه بعلمهم وادبهم وثقافتهم وعبقريتهم ومواهبهم بغض النظر عن معتقداتهم الشخصية  ونحن نقيم الاشخاص بدينهم وكأن كل العباقرة من العلماء الذين ظهروا بعد الثورة الصناعية حتى يومنا هذا كانوا مسلمين حتى انشتاين ومدام كوري ودافنشي وبتهوفن وغيرهم من العلماء والعباقرة  وقلت في نفسي الم يكن من الاجدر ان يكون الحديث حول ما يعانيه الناس من اوضاع مزرية وما يفتقرونه من خدمات ويقدمون الحلول الناجحة لابناء وطنهم لانتشالهم من هذا الكابوس الجاثم على صدورهم بدلا من التحدث عن عقيدة جارودي وهو شأن شخصي  وعلاقة روحانية مع الخالق .. فهو الذي يقدر حقيقة ايمان الناس وصدق نواياهم ولكن على ما يبدو من ان هذه الشلة التي التفت حول مقدم البرنامج قد حضيت بكل متطلبات حياتها من اموال وما يتوفر لها من خدمات افقدتها الاحساس بمظالم الناس ومعاناتهم وكما يقول المثل (( الشبعان لايعرف بقهر الجوعان )) وهذا ما تفعله العديد من القنوات الفضائية التي تأتي بالشلل الشبعانة المنتفخة باموال النفط العراقي كي تقدم مثل هذه الندوات التافهة التي لاتهم المواطن من قريب او بعيد فان كان جارودي مسلما فهو لن يزيح الغمة عن ملايين الفقراء ويخفف عنهم معاناتهم وان كان كافرا وملحدا فامره بين يدي خالقه وليس بين ايدي البشر .. ثم هل استطاع هؤلاء المتحدثون ان يثبتوا صحة دياناتهم وصدق عقيدتهم هم انفسهم حتى يذهبون للبحث في عقائد غيرهم من ابناء البشر ام انهم يريدون ان يبعدوا عنهم الشبهات باتهامهم للاخرين والتبش في صحة عقائدهم .. ثم لماذا تركوا المليار مسلم في العالم وذهبوا للبحث في صحة اسلام من كان بالامس مسيحيا او بالحقيقة لربما كان يؤمن بمباديء لا علاقة لها بالاسلام لامن قريب او بعيد.. حيث اننا نتحفظ عن اتهام الناس بما نجهله فيهم فالعقائد مخزنة في قلوبهم وليست مكتوبة على باجات يعلقونها على  صدورهم كما يفعل بعض الساسة في المؤتمرات .. فانصرفوا يا من تدّعون الاسلام الى مساعدة ابناء جلدتكم بما يصلح احوالهم ويخفف معاناتهم  وحافظوا على اموالهم من البعض فيكم خير من ان تبحثوا في معتقدات الفرنسيين الاوربيين كما تأكدوا من هويات الكثيرين مما يعيشون بينكم  داخل بلدكم من مواطنيكم واتركوا الاجانب يؤمنون بما يرغبون  ..!!!

 

 

01.07.2012

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا