<%@ Language=JavaScript %> سليم نقولا محسن  عوامل إنتاج جماعات هدم الدولة..؟

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

عوامل إنتاج جماعات هدم الدولة..؟

 

 

سليم نقولا محسن

 

من المؤسف أن جماعات الخطاب العفن الغريب، التي تصدت لطموح شعب سوريا العربية في التقدم والعزة، ولوحدتها مع مصر عام 1958، وربطت نفسها في الأحلاف الغربية، استجرت نفسها منذ إحداثها الانفصال المشؤوم في 28 أيلول عام 1961 وفي ما بعد الانفصال، لتبث سمومها على الأرض العربية إلى يومنا هذا، حتى استطاعت عبر هيمنة ذات دول الأحلاف وتآمرياتهم ومساعداتهم من ركوب موجة احتقان المجتمعات العربية، وثورات شبابها المطالبة بالحرية والتقدم والكرامة والديمقراطية، وحرفها، لتستولي بعدها على مقدرات الأمور في دول عربية عديدة وتتحكم في مصائرها، للوثوب إلى دولة شعب سورية الحرة العربية..؟

من الممكن أن نعزي أسباب تكون هذه الجماعات ونشوئها، هو افتقارها لمفهوم الوطن والدولة، العائد إلى نمطية حياتها، وتضادها بشكل ما مع الدولة ونظام انضباطها، فلا يعقل لشعب منتج مستقر، أن يجانب العقل والمحاكمة الذهنية في تصريف شؤونه، وأن يتعارض مع الاستقرار والانتظام، أساس أي دولة، فطبيعة سكان الوطن العربي تتشابه، ويمكن أن يشذ عنها من تواجدوا في مكامن الثروات، ووهبوا ثروات مجانية ارتبطوا بها، حيث من يسيطر على هذه الثروة ويعتبرها ملكا، هو من يُكون الدولة وشعب الدولة، ويمنح المواطنة فيها لا شعبها مصدر السلطات..؟ على عكس طبيعة نشوء الدول، وربما كانت دول الخليج هي إحدى نماذجها..؟

أما في بقية بلاد الوطن الكبير حيث تتوزع القرى والمدن كمواطن للاستقرار، ويساهم الكل في الإنتاج على تنوعه واختلافه، وفي عمليات التبادل وما بنجم من علاقات الإنتاج، فالأمر مختلف، لأن الكل المشارك، يحتاج إلى الاستقرار والعدل..؟ لكن من ناحية أخرى صادفت أقاليم الوطن العربي في بعض أنحائه موجات من عدم الاستقرار، نجمت عن الغزو والقلاقل، أو هجرات شعوب من مناطقها إليه ملاصقة له كانت أو بعيدة عنه، احتضنتها أراض البلاد، فسكنت فيها، كجاليات أو طوائف، إلى أن سكناها كان غالبا على أطرافها كتجمعات سكانية هامشية في البداية، لها حساباتها وتخوفها، خاصة بعد أن دخلت في تكوين الدولة، وشبيهها من اضطرتها ظروف تحصيل رزقها على حساب ضعف الدولة، فهذه الجماعات على اختلافها هي من تدفعها ظروفها الحذرة، لأن تتكون لديها مسألة الخشية من هيمنة قوة الدولة..؟ ومن هذه الجماعات المشار إليها ممكن أن تنشأ العناصر المضادة المتحالفة مع الغير الأجنبي ضد قوة الدولة، والجدير بالذكر أن الدول الغربية الطامعة في المنطقة لم  تزل تلاحق هذه الجماعات وأعدادها ومناطق سكناها وظروفها الحياتية والمعاشية، لدراستها والتواصل معها، ولديها سجلا وافيا عن أدق تفاصيلها..؟ وقد عزى البعض من الباحثين إلى مواقف هذه الجماعات وانتماءاتها السياسية التي اتخذت أشكالا حزبية عقائدية، إلى أصولها القومية السابقة..؟

فشعب سوريا المديني الذي يعاني من تدخلات دولية منذ ما قبل آذار عام 1911 وجد نفسه يصادم إرهاب ذات الجماعات الغريبة في تفريخاتها التكفيرية واستنسالاتها المتعددة، في المدن والقرى والأرياف وشرائط المناطق الحدودية، فلقد تم استبدال أساليب الحرب التقليدية في المواجهات الحدودية، عبر نقلها إلى الداخل السوري، وإلى حرب عصابات مركبة معقدة هدفها الفوضى، تنشط من قبل أوساط سورية مهمشة خرجت عن الاجتماع السوري، تغريرا أو شراء، في إطار طمع جزائها الموعود بالغنائم؟، ومن قبل عملاء مدربين، يتسللون عبر الحدود لصنع الموت والقتل والخراب والتدمير..؟

 ولقد تكفلت قدرات الإعلام العالمية في تزوير الحقائق، لإقناع الرأي العام العالمي والمحلي على أن هذه الحرب القذرة الفريدة، (حرب الجيوش الشبحية)، التي تستهدف وحدة شعب سوريا وقهر إرادته، والعبث في كيان دولته وفرط عقدها، ليست بحرب خارجية تدميرية، بل هي ثورة شعب هدفها الحرية والديمقراطية والعدالة..؟

وهكذا كما الهدف التدميري، تم استبدال تسلسل الأهداف والتباساتها وشعارات الأهداف، وأسماء أيام الجمع المضحك، وعلم البلاد، فمن مسيرات احتجاجية سلمية مطلبية، إلى مختلطة مع العنفية، إلى إصلاحية، إلى عمليات مسلحة تغييرية، إلى إسقاط النظام بما يعنيه ذلك من إسقاط الدولة، إلى عمليات حربية إجرامية تخريبية وإبادية، تزعزع الأمن وتنشر الرعب، لضرب الثوابت في بقاء الدولة ووحدة مجتمعها، تبدأ من تدمير مؤسسات الدولة التعليمية، والمستشفيات ومعامل الإنتاج، والمؤسسات السيادية والمديريات والمخافر ودور العدل، إلى أماكن العبادة ورموزها، إلى نهب المؤسسات المالية وقوافل التموين الغذائية، والوقود، وصولا إلى احتلال القرى والبيوت وتهجير أهلها، إلى الخطف والذبح على الهوية المناطقية أو المذهبية..؟

نحن لا نشك في الأهداف المبيتة من هذا الهجوم الدولي الكوني على شعب سورية ودولته، الذي يُختزل عادة توصيفه من قبل السلطة السورية والدول الحليفة القريبة، أنه يستهدف المشروع التحريري المقاوم الممانع الذي تتصدى لقيامه وبقائه وتعزيزه سورية، لكن هذا لا معنى له إن لم يرتبط في مصالح الشعب السوري، ومصالح شعوب المنطقة، ولعل الأحداث الشرسة الجارية كشفت حتى للبسطاء من الشعب السوري، أن أمن داره وعياله، وأمن رزقه، لا يبدأ عند شريط حدود إقليم سورية الدولة، إنما يبدأ من شواطئ فلسطين وأرض غزة امتدادا إلى مصر وما بعدها، وأيضا في الشمال إلى إسكندرون وسفوح طوروس، وهكذا في الشرق والجنوب..؟ فليس للوضع السوري خيارا ولدولته وحكومته خيارا آخرا سوى هذا المشروع الوطني القومي، لبقاء وجوده واستقراره..؟

لكن هذه الدول أيضا وفي مقدمتها الولايات المتحدة لا خيار لها أمام تهديد وجودها الامبريالي، إلا استكمال مشروعها الإستيلائي التفتيتي للمنطقة العربية بالمشاركة والتواطؤ مع الجماعات التكفيرية المتأسرلة على حساب شعب سورية، أو المأجورة كعناصر خائنة لا هوية سياسية لها..؟ لذا أمام انعدام الأفق في استعمال قواها العسكرية الفائقة، كنتيجة للتوازنات الدولية، وقوة الردع التي باتت تمتلكها الدولة السورية، كان لا بد لها من ابتكار أنماط وأشكال أخرى من الحروب النوعية، تحتل وتدمر بواسطتها الوطن السوري، وهذا ما يشاهد في سوريا الآن..؟ ولقد أصبح مكشوفا للشعب السوري وشعوب المنطقة والدول الصديقة الحرة، آليات المشروع الغربي، وأدواته في المنطقة، مما بات من المتعذر خداعه، كما زاد هذا في قوة تماسكه وفي إصراره على المقاومة، والالتحام بقيادته..؟

*أما أن يُغيب كل هذه الحقائق من قضى عمره يبيعنا الوطنية والمواقف القومية، ليصف كل هؤلاء المرتزقة الهمج من القتلة واللصوص، مقابل القليل من المال، بالشرفاء، وبالثوار الأبطال، ويشيد في انتصاراتهم ..على من.. على الشعب؟  وأن كل هذا التخريب والدمار للعمران، أعمال فخار وانجازات، وأن يتهم من هو مخول بردعهم كواجب وطني أخلاقي، ومن هم مناط بهم الدفاع (أفراد الجيش البواسل، أبناء البلاد) عن أمن البلاد وسلامة المواطنين وأرزاقهم وممتلكاتهم وأعراضهم، بالسفاحين، لا يمكن وصفه إلا بالغبي المحدود الإدراك، وليس في قول هذا مَن كان، كل العجب في المقدرة على قلب الحقائق وتزييفها، بل ما فيه من انحطاط أخلاقي لم تألفه شعوبنا في سماحتها، جَرَأه على الاستهانة من حلم وصبر وحكمة شعب، بنى الحضارات ووهبها للغير، كي يعم السلام الدائم..؟

 

http://almufaker.blogspot.com/

 http://mnicolas.maktoobblog.com

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا