<%@ Language=JavaScript %> سليم نقولا محسن نظرة مخالفة لموضوع الفيلم الأمريكي المسيء إلى الإسلام

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 نظرة مخالفة لموضوع الفيلم الأمريكي المسيء إلى الإسلام..

 

 

  سليم نقولا محسن

 

 لم تعودنا الولايات المتحدة والغرب الأوروبي عموما على التلقائية العشوائية، فيما يتعلق بالأحداث العالمية الصغيرة منها أو الكبيرة، وردود أفعالها، وخاصة ما يحيط في الشأن السوري، بؤرة اهتمامها، ولا نغالي إن اعتبرنا أن حكوماتها، هي من تصنع أهواء الناس وميولهم وقيمهم الخيرة والشريرة في أنحاء العالم، وبالتالي سياقة تحركاتهم الجماهيرية والأحداث المرافقة لها، عنفية أو سلمية، والضابطة لها أيضا، ذلك عبر وسائل التأثير العلمانية أو الدينية ومختبراتها الاجتماعية والنفسية التي تمتلكها، والمنتشرة أنشطتها عبر عملائها في كافة الأنحاء..

 لكن هذا لا يخرج على ما درجت عليه معتقدات هذه الدول المتوارثة، التي ترسخت لدى وجدان أبنائها وسلوكهم في ثنائية الخير والشر المستقاة من خرافيات الإسرائيليات، لدوام النخبوية لديها، وبقاء عمران بلادها؟، فكل ما يختص في شعبها ضمن دولها هو الخير المطلق مقابل الشر المطلق الذي يتجسد في الآخر..؟ اختبرنا ذلك منذ التحريضات الدينية الأوروبية في القرن الحادي عشر ضد مسلمي ومسيحيي الشرق، التي انتهت إلى احتلال كل من القدس، والقسطنطينية 1204 م، وبلاد الشام، في ما يدعى بحروب الفرنجة .. إلى الولايات المتحدة بعدها في حربها ضد الهنود الحمر السكان الأصليين لأمريكا في اعتبارهم شياطين وشر مطلق من الواجب الديني والأخلاقي الخلاص منهم، ثم استبدل ذلك لينطبق على العبيد المستقدمين المُتصَيدين من أفريقيا، ومن ثم وقع الاختيار على غيرهم، وفي حقيقة الأمر أن العقلية التجارية الربحية، في جشعها الإستيلائي على ثروات الغير وتعبهم في بلادهم وفي ما وراء البحار تتجاوز المنطق والعقل، إلى تصنيع الدافع الدفاعي والهجومي الخرافي التبريري، الذي يؤمن استقرار مناطق انطلاقاتها الوطنية، وطرق تجارتها ومعابرها، وضمان تدفق ثرواتها من المناطق التي تم وضع اليد عليها واحتلالها، ضمن منطوق ثنائية الخير والشر..

فواقع الأمر أن الدول الغربية المشار إليها، لا يمكن أن تعيش على عشوائيات الفوضى داخل دولها، وإنما على مجتمعات على درجة عالية من التنظيم القانوني والتشريعي الدقيق، وعلى أخلاقيات وسلوكيات غاية في التهذيب، تكسب الصورة المثالية لمجتمعاتها وإداراتها، ولكنها بالمقابل لا تستطيع أن تعيش دون فوضى الآخرين للحيلولة دون تقدمهم عبر استقرارهم المجتمعي، ولما توفره الفوضى لدى هؤلاء من سهولة في سيطرة الغرب عليهم واستغلالهم، واستنفاذ مواردهم..؟ وهكذا ترسخت أسطورة رجل الغرب الفائق في ذهنية الشعوب، فمن تقربه إليها إدارات دول الغرب وحكوماتها من الأشخاص المحليين أو الغرباء حسب الزعم..؟ يكتسب الميزة النوعية، ويحظى بالثقة الأخلاقية والاجتماعية، أنى كانت وضاعة منابته ومساره وتوجهاته..؟ لكن لا بد أن يبرز من خلال هذه الثنائية بعض التناقض في مسار اللاأخلاقيات المشينة، التي توغل في ممارساتها الحكومات، وقد تواجه بانتقادات من قبل شعب مثالي عبر المقارنة اليومية العيانية في الأداء الحكومي، بين هذا الموقف ومثيله، وازدواجية المعايير.. يمكن أن تخل بالمعادلة الأخلاقية المجتمعية المعتمدة في الدولة وتنقضها.. إذ أن لا وجهين للحقيقة ولا للعدل..؟ لذا تعمد الإدارات في حكومات دول الغرب إلى المبالغة في استباحة مقدسات ومعتقدات الشعوب الأخرى المستهدفة داخل حدود دولها، وإلى تصديرها، وتصوير رموزها في يقينية غير قابلة للنقض على أنها شر مطلق، كما الفيلم المسيء، والرسوم المتتابعة المشينة..؟ فالصلاح إن وجد لديها استثناء..؟ عندها يصبح من واجب الخير والصلاح المطلق المتمثل بالمواطنين أبناء تلك الدول النقية، وكمهام أخلاقية صرفة أن يحارب الشر والشيطان المتلبس تلك الشعوب المبتلاة..؟ وهكذا ظهرت حكومات هذه الدول كواهبة للخير وللحقوق وللديمقراطية والتقدم، عبر العمليات العسكرية الوحشية التي طالت آلاف المدنيين والأطفال والشيوخ، والتي لم تبق زرعا ولا ضرعا، في كل من أفغانستان والعراق، وفي استغلال احتقان الشعوب المستضعفة من فقرهم وبؤسهم، ومن تسلط وطغيان شخوص السلطويات التي نصبوها وحموها، ليفجروا بين الشباب ثورات الحرية الخلبية، التي جرى حرفها عن مسارها وأهدافها، لإعادة تنصيب عملائهم عليها بفكر عفن جديد وثوب مُذهب منافق مخادع جديد في كل من تونس ومصر وليبيا.. والبقية تأت؟ *لقد فشلت المناورات المتآمرة والخطط العسكرية والمخابراتية وعمليات الحصار من قبل دول العدوان في النيل من الشعب السوري ومن صموده وتضحياته، طيلة شهور الجحيم الماضية؟ وجيشه الآن في مؤازرة شعبه ينتقل من نصر إلى نصر في التحرير، والقضاء على المرتزقة المسلحين المحليين، والمتسللين السوريين والعرب والأجانب، وأن استمرار بقاء الدولة ووحدة الشعب والمجتمع السوري، ينذر بانهيار حكومات المنطقة بكاملها بالإضافة إلى إعادة ترسيم حدود دولها بما لا يرضي منظومة دول الناتو وإسرائيل..؟

  فالولايات المتحدة ودول الناتو في عجلة من أمرهم لتنفيذ مشروعهم الشرق أوسطي، وإلا فشلت كل جهودهم، وانهار مشروعهم الاحتلالي المزمع إقامته، وانهارت أنظمتهم الموالية وعملائها وتكتلاتهم المناصرة لهم، ونفوذهم، فهل آن الأوان لشن حرب فوضوية على المنطقة يحضر لها في الخفاء، فعمدت الولايات المتحدة إلى خلط الأوراق، وإلى افتعال هياج شعبي إسلامي عبر تسريب مقاطع من الفيلم المسيء، وإرفاقه في نشر صور مشينة عن الرسول(ص) لإهانة الإسلام والمسلمين، وإلى التمهيد لخلق ردود أفعال مزدوجة لدى شعوبها، تساهم في التأكيد على همجية وشيطانية هذه الشعوب الموصوفة من قبلها بالمنحطة، والضرورات الأخلاقية التي تقتضي منها في السماح لحكوماتها الغربية هذه للقضاء عليها؟، ومن جهة أخرى إعطاء فرصة لأنصارها الإسلاميين التكفيريين في المنطقة للتحرر من تهمة الارتباط الفضائحية بالغرب وإسرائيل، وسعيهم المتواطئ إلى تفتيت المنطقة، ليعملوا وفق الخطط ذاتها، لكن في أجواء أكثر شعبية وطمأنينة..؟ خاصة وأن هذا الزخم الجديد من الإساءة وإشعال الهياج الغاضب، يترافق مع تصريحات نارية إسرائيلية، ومن دول تابعة للحرب على إيران لاشعال المنطقة، ومن قبل أتباعها البائعين لشعوبهم وبلادهم ذوي الاسم السوري، البغبغائيين المتسولين المتزلفين في المجالس السورية المترحلة إلى عواصم اللصوصية والكذب والأذية، للتحريض على ضرورة التحرك العسكري الخارجي ضد سوريا واحتلالها وتدميرها وإبادة شعبها، وفرض الحظر الجوي عليها، وفي تدفق أطنان من شحنات الأسلحة إلى المرتزقة في سوريا، وتحرك سفن إلى البحر المتوسط، والخليج، ومناورات عسكرية معادية، ولعل مثل كل من العراق وليبيا، لم يزل ماثلا لم يمحَ..؟

* فالسيناريو الظاهر من إساءة الولايات المتحدة والغرب للإسلام يتلخص في:

1 – غضب الشارع الإسلامي واحتجاجاته العنيفة عموما..؟

2 - إظهار غضب حكومات الدول التي تدعي الإسلام والموالية للغرب، والمنفذة لمشاريعه الإحتلالية والمباركة لها..؟

3 – ردود أفعال الحركات التكفيرية الدموية كما حدث في ليبيا، وعدد من الدول..؟

4 – تحرك العالم الإسلامي لدفع حكوماته إلى التحرك في جدية عبر مطالبة المجتمع الدولي ومنظماته لوضع حد للإساءة للرموز الدينية لكل الديانات من خلال الأفلام المسربة، ووسائط النشر والدعايات الأخرى..؟ *لكن ما الذي تحصده الولايات المتحدة والغرب وإسرائيل من الإساءة للعالم الإسلامي، وردود أفعال شعوبه:

فمن المعروف عداء العالم الإسلامي والعربي تاريخيا للولايات المتحدة والغرب وإسرائيل..؟

1 – إظهار نوع من التباعد يشوبه العداء المصطنع بين تلك الحكومات ذات الارتباط (الموالية) وأتباعها ومنظماتها، وبين الغرب وإسرائيل؟، مما يعطي هذه الحكومات صك براءة من أفعالها وارتباطاتها المخزية السابقة، ومجالا جديدا (عبر العداء المخادع والإدانة)، يمكن أن يسمح في تكتل شعبي مؤيد حول ذات الحكومات هذه، بعد أن كانت قد انكشفت لديه وأدينت؟، مما قد يسمح من جديد في تمرير تنفيذ المشاريع المضمرة ضد شعوب الإسلام وبلادهم من خلال تواطؤ هذه الحكومات الذيلية المعينة..؟ لصالح الغرب الناتوي في الشرق الأوسط وامتداداته..؟

2 - بعد انكشاف تصنيع الولايات المتحدة والغرب وإسرائيل، لحركات الإسلام السياسي التكفيرية الدموية المتطرفة، ودعمها لها وتمويلها وإمدادها بكل السبل، واستخدامها لها في أنحاء العالم كما يحدث مؤخرا في سوريا، وانفضاض أهل البلاد الإسلامية عنها وعن دعواها.. فإن هذا الغرب يمكن أن يستخدم ردود الأفعال الظاهرة لها ضد منظومته الدولية هذه، الناتجة أصلا عن إساءات متكررة، لا يمكن السكوت عليها، لاستخدام هذه الأفعال مبررا في إعلان تنصل منظومة الغرب عن هذه الحركات الإسلامية المتطرفة وأفعالها وبراءتها منها؟، كما يسمح هذا لهذه الحركات الإسلامية المتطرفة من جهة أخرى في التحرر من عبء الإدانة المرافقة لمسيرتها أينما ذهبت، منذ حرب الأفغان الأولي ضد روسيا السوفيتية، بأنها مجرد تابع ينفذ البرامج الغربية الإسرائيلية باسم الإسلام، مما يساهم هذا في تقويتها وتجديد الحواضن لها بعد أن دثرت..؟ عبر إظهارها مقابل الإسلام الخانع المستسلم الموصوف بالمعتدل، بأنها الرادع الوحيد الفاعل ضد الغرب وإسرائيل..؟ وخاصة أن المشروع الغربي والإسرائيلي التفتيتي، إنما يحتاج إلى مثل هذه الحركات التكفيرية الإلغائية الدموية المدمرة.. في إقامة الفوضى والدويلات الطائفية والمذهبية والدينية والعرقية..؟

 

 

http://mnicolas.maktoobblog.com/

http://zamane2.blogspot.com/

http://almufaker.blogspot.com

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا