هل اخوان الاردن في إجازة خلال شهر رمضان؟!

 

 

سالم قبيلات 

 

الأسباب الحقيقية لإعلان الإخوان عن عدم تنظيمهم لأية مسيرات أو اعتصامات طيلة الشهر الفضيل في الاردن جاءت ليس ببعيدة عن سياقات الترتيب للعملية الإرهابية الأخيرة في دمشق، والمسارات المرسومة لمخطط التصعيد الإرهابي في سورية خلال شهر رمضان المبارك، فقد كان كل ذلك من وحي الخطة وترتيباتها التي نقلها الفرنسي الصهيوني هنري ليفي في زيارته الأخيرة  الشهر الماضي إلى عمان، وتم تمريرها خلال لقاءاته مع إطراف المعسكر الإرهابي المعادي لسورية، الذي تنتمي إليه بطبيعة الحال الحركة الإسلامية، وحثه لها التركيز على دعم العمل العسكري في سورية،  وخاصة انها باتت ضرورية امام المأزق الذي يعيشه الغرب في ظل ثبات الموقف الروسي الداعم لسورية داخل مجلس الأمن ، الأمر الذي يتطلب إزاحات ملموسة على الأرض تقنع المتابعين بان نظام الأسد ضعيف ومفكك.

ويقول مطلعون من بيت الإخوان الزجاجي، بأنهم إي الإخوان لم يكن لديهم تحفظات على هذا الطلب، بل كانوا متحمسون جدا لتنفيذه، ولكن الأمر يتطلب وجود مبررات لخروجهم من عنق زجاجة الحراك المحلي الذي يخوضونه منذ ما يزيد عن أكثر من عام، ويتمثل ذلك المبرر بضرورة تحقيقهم لبعض مطالب الحراك داخل الساحة الأردنية، وبالذات فيما يخص موضوع تغيير قانون الانتخاب القائم على الصوت الواحد، إلى جانب إجراء تعديلات دستورية تفضي إلى تشكيل حكومات بأغلبية برلمانية منتخبة. ولتحقيق هذا الهدف جرت بعض الاتصالات واللقاءات غير المعلنة مع الحكومة،احد هذه اللقاءات جرى مع رئيس الوزراء الأسبق فيصل الفايز بشأن التفاهم على الترتيب للعملية الإصلاحية والمشاركة في الانتخابات خاصة وإن الطرفين هم جزء من التحالف الدولي في مواجهة سورية، إلا أنه لم تحصل أية بوادر انفراج في هذا الملف ، فالحكومة تصر على عدم إعطائهم أية مكاسب لكون الحركة دخلت طرفا في تبادل الملفات الاقليمة، وحصلت على ما تريد عندما قايضت ملف حماس وفك الحصار عنها، مقابل دخولها المباشر في حلف تدمير النظام في سورية وتسليم الحلف بحصة لإخوان سورية في النظام القادم . ويرى إستراتيجيو النظام الأردني إن هذا هو حدود حق الحركة الإسلامية حسب الاتفاقات التي تمت بين الطرفين وبرعاية السفارات الغربية، فنتائج حوارات الحركة الإسلامية منفردة مع السفارات الغربية غير ملزمة للحكومة، في ظل إن الحكومة تعلم حجم الأموال التي تلقتها الحركة من قطر بتوصية من هذه السفارات ثمنا للدخول في الحلف المناهض لسورية، وهي أيضا أي الحكومة تخشى من استخدام هذه الأموال في الانتخابات الأردنية لصالح مرشحي الحركة، وربما بمساعدتها ستحقق فوزا كبيرا في الانتخابات النيابية القادمة وهذا ما يخشاه النظام في ظل الظروف الإقليمية والدولية التي تتناما لصالح  التطبيع الغربي مع الحركات الإسلامية في المنطقة، فالتجارب عن مدى مصداقية الغرب في تحالفاته، لا يمكن الركون اليها ،فقد شاهد العالم اجمع كيف أنهم يتخلون عن أصدقائهم بسرعة وفي أية لحظة لمجرد الشعور بأدنى خطر يهدد مصالحهم .

   واليوم في الاردن تجهد الحركة الإسلامية وهي تحاول فتح بابا للحوار مع جهات مسئولة مؤثرة في القرار للتفاوض على مكاسب داخلية تقدمها على انها انجاز لجماهيرها، وحيث ترى بأن الخروج من المشكلة، بات يستدعي ضرورة وجود لقاء مع المرجعية العليا في البلاد لغلق الثغرة الأخلاقية المشينة في عملها، فليس خافيا إن قطاعا واسعا من جماهير حلفاء الحركة وجماهير الحركة نفسها بات يدرك خيانة الحركة لمطالب الحراك الشعبي لصالح انخراطها في ملفات إقليمية على حساب قضايا مبدئية مثل تحقيق موضوع الإصلاح الداخلي،بل أكثر من ذلك باتهامها الدخول في مجال التسويات السياسية على حساب حركات المقاومة الفلسطينية والعربية، عندما عملت على إقناع حماس بالخروج من صفوف حركات المقاومة والدخول في منافسة رئيسية مع حركة فتح وأسالوبها في التهافت على التفاوض الذي اوصلها الى التفريط بالحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني.   

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا