<%@ Language=JavaScript %> تشاؤم الإبراهيمي له ما يبررهما جريدة الوطن

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 
تشاؤم الإبراهيمي له ما يبرره

 

 

جريدة الوطن /

ما تمخض عنه اللقاء الأول بين الرئيس السوري بشار الأسد والأخضر الإبراهيمي مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا، في دمشق أمس يؤكد وجود نقاط اتفاق وتفاهم، حيث دعا الرئيس بشار إلى حوار سوري يرتكز على رغبات جميع السوريين، في حين أكد الإبراهيمي أن الحل لا يمكن أن يأتي إلا عن طريق الشعب السوري نفسه. الأمر الذي يمكن أن يمهد الأرضية المناسبة لحلحلة الأزمة إذا ما توافرت الشروط والأجواء والظروف والعوامل المساعدة على ولادة حلول منطقية وعقلانية تجنب سوريا وشعبها الشر المستطير وتحفظ لها كرامتها وكبرياءها وأعراضها ودماءها.
الرئيس السوري نبه إلى أمر مهم جدًّا وهو عدم الخلط بين المحور السياسي وما يحصل على الأرض، فالمحور السياسي أبوابه مفتوحة من قبل الحكومة السورية أمام المعارضة السورية الرافضة للعنف وللتدخل الأجنبي، وما يحصل على الأرض بسبب العنف المستشري للمعارضة المسلحة وبقية العصابات الإرهابية يدعو الحكومة قانونًا إلى فرض الأمن وحماية الشعب السوري. أما الإبراهيمي فقد حذر بعد لقائه الرئيس الأسد ومن قبل المعارضة السورية في الداخل من أن الأزمة في سوريا تتفاقم وتشكل خطرًا على الشعب السوري والمنطقة والعالم.
مايلاحظ من هذه الزيارة الاستكشافية ـ وحسب التصريحات الواردة ـ أن المسافة لاتزال بعيدة بين الأطراف الأصيلة في الأزمة السورية، وكلما مر يوم تزداد المسافة بعدًا، ولذلك من الملاحظ أن الإبراهيمي لا يزال يحافظ على مناخ التشاؤم منذ قبوله تولي المهمة وحتى نهاية زيارته الاستكشافية وذلك بالتأكيد على أن الأزمة تتفاقم، الأمر الذي يشي بأن المبعوث الأممي يحتاج إلى معجزة لكي يقرب المسافات بين أطراف الأزمة السورية.
إن من المهم أن يستفيد الإبراهيمي من سابقه كوفي أنان وخطته ذات النقاط الست، من حيث إن الخطة مفصلة تفصيلًا كاملًا على مقاسات المعارضة السورية المسلحة، وليس من أجل مصلحة سوريا واستقرارها وصون دماء شعبها، وكذلك عدم تحلي أنان بالشجاعة الكافية في تسمية الأشياء بمسمياتها بنسب الأفعال المارقة إلى مرتكبيها، بل إنه كان لا يوزع اتهاماته إلا على طرف واحد وهو الحكومة دون ذكر المعارضة المسلحة ولا من يقف وراء تمويلها وتسليحها تصريحًا أو تلميحًا أو تعريضًا، وهو ما رآه الطرف الآخر وهو المعارضة وداعموها ضوءًا أخضر للاستمرار في ضخ أموال صفقات السلاح وتدريب المرتزقة والمتمردين وفتح الحدود لهم وتشجيع التنظيمات الإرهابية والتكفيرية على مغادرة مواقعها في بلدان عربية وإسلامية والقتال في صفوف المعارضة السورية المسلحة، ما وسع رقعة العنف وسفك الدماء. ولذلك على الإبراهيمي أن يقف على مسافة واحدة بين الأطراف السورية المتواجهة، ويحدد الدول الداعمة لعنف المعارضة السورية المسلحة والإرهابيين والمتمردين بالمال والسلاح، ويسميها بأسمائها ويطلب من الأمم المتحدة منع هذه الدول من تمويل التمرد والعنف داخل سوريا، فليس من قبيل المصادفة أن يتزامن وصول الإبراهيمي إلى دمشق ولقائه القيادة السورية ومعارضة الداخل مع وصول سفينة أسلحة ليبية تعد الأكبر من نوعها، محملة بأربعمئة طن من الأسلحة وتشمل صواريخ أرض ـ جو مضادة للطائرات من نوع سام ـ 7 وقذائف الآر بي جي ومدافع رشاشة وقنابل وذخائر، والتي أفرغت حمولتها في ميناء الاسكندرون التركي، حيث ختمت السلطات التركية على الأوراق الخاصة بها ـ وفق ما نشرته صحيفة التايمز البريطانية ـ ووصلت بالفعل إلى المجموعات السورية المسلحة.
واقع الأمر يؤكد أن المهمة صعبة وشاقة وحل الأزمة أقرب إلى المستحيل في ظل هذا التدفق الضخم للأسلحة والمسلحين والإرهابيين إلى سوريا، وإصرار الدول الداعمة لهم على خيار العنف وسفك دماء الشعب السوري لحل الأزمة في سوريا. وفي تقديرنا أن نغمة التشاؤم ستظل على لسان الإبراهيمي ولن تفارقه إلا بعد أن تتخلى تلك الدول الداعمة للعنف عن خيارها.


رأي جريدة الوطن 16/9/2012

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا