عصام العريان يهاجم اليساريين ويثير غضبهم:

 

ضربة استباقية لتحركات ذات طابع اجتماعي؟

 

 

أثار القائم بأعمال رئيس «حزب الحرية والعدالة» التابع لجماعة «الإخوان المسلمين» عصام العريان موجة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي بعدما هاجم اليساريين، متهماً إياهم باحتقار الدين وتلقي التمويل من الخارج.

وكتب العريان في حسابه على موقع «تويتر» إن «النفوذ الأجنبي والتمويل الخارجي والهاجس الأمني والتشرذم والتفتت وإهمال دور الدين بل احتقاره والنخبوية والتعالي على الشعب أبرز أسباب فشل اليسار»، مضيفاً «إن القيم الإنسانية كالحرية والعدل والمساواة والكرامة الإنسانية جاءت بها الشرائع السماوية».

وأضاف إن «المذاهب الوضعية تجارب بشرية وتطور تاريخي للشعوب لا يمكن نقلها ويصعب استنبات تجارب الشعوب في غير بيئتها ضد ثقافات قوية كالإسلام». وختم «ليدرس الليبراليون العرب أسباب فشل الحركة الشيوعية واليسارية في العالم العربي».

وأثار هذا التعليق موجة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اتهمت شخصيات وناشطون يساريون «الإخوان» باعتماد خطاب الحزب الوطني المنحل وأجهزته الأمنية، مطالبين «الإخوان» بالكشف عن مصادر تمويلها.

واعتبرت أستاذة العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في القاهرة الدكتورة رباب المهدي، عبر حسابها على موقع «تويتر»، أن «اتهام الفصائل السياسية الأخرى بالعمالة وتخوينهم من شيم الحزب الوطني وأمن الدولة».

واعتبر الناشط اليساري وائل خليل أن المشكلة ليست في رأي للعريان بل في تزامن هذه الاتهامات مع حملات «إخوانية» ضد حمدين صباحي ومحمد البرادعي، والآن اليسار، معتبراً أن ذلك يعني توجه «الإخوان» ضد الفصائل الأخرى، فيما توجه الناشط السياسي حازم عبد العظيم إلى العريان قائلاً «ألا تستحي يا دكتور عريان؟ هل تعلم كم يساريا عصر على نفسه شوال ليمون لتوصيل مرسيكم للحكم؟ (في إشارة إلى الرئيس محمد مرسي) هذا ليس غريباً عليكم والتاريخ شاهد»، معتبراً أن «تصريحات العريان بداية حملة إقصاء لمن لم تؤلف قلوبهم إخوانياً».

وقال رئيس «حزب التجمع» رفعت السعيد، في تصريح لـ«الأهرام» إن «آخر من يتكلم عن التمويل الأجنبي هم الإخوان المسلمون، لأنهم ابتدعوا التمويل في مصر عندما تموّل حسن البنا، مؤسس الجماعة، من شركة قناة السويس، ثم من البريطانيين والأميركيين ومن بعدهم الألمان»، موضحاً أن «الوثائق التي تدل على ذلك موجودة وموثقة في المتحف البريطاني... وأخيراً قبل الإخوان المسلمون التمويل من دولة قطر».

بدوره، قال القيادي في الحزب الشيوعي المصري عصام شعبان إن «العريان يعلم جيداً أننا غير ممولين ونقف إلى جانب الفئات المهمشة في المجتمع المصري من العمال والفلاحين ونتبنى مشاكلهم وقضاياهم وليس لنا أجندات خارجية، ولكن لنا أجندة وطنية مصرية خالصة»، وأضاف «إذا تحدث العريان عن التمويل وأننا ممولون، فنحن نتساءل من أين يأتي الإخوان المسلمون بتمويل الجماعة خاصة أنها ليست حزباً ولا جمعية أهلية».

ونقلت صحيفة «الأهرام» عن المرشح اليساري السابق لرئاسة الجمهورية خالد علي قوله إن اتهامات العريان «غير مستغربة على قيادات الإخوان»، مشيراً إلى أن قيادات الإخوان لا يألون جهداً في رد جميل التيار اليساري الذي ساند محمد مرسي في انتخابات الرئاسة. واعتبر علي أن تصريحات العريان تأتي استعداداً لمعركة اليسار المقبلة المتوقع اشتعالها بسبب سياسات جماعة الإخوان المسلمين الاقتصادية والاجتماعية والتي لن تختلف عن سياسات الحزب الوطني في انحيازها للأغنياء على حساب الفقراء».
ووجهت الناشطة السياسية سميرة إبراهيم رسالة إلى العريان عبر «تويتر»، حيث كتبت «من أين تمويل جماعة الإخوان... ولماذا تتميز هذه الجماعة (الإخوان) بالغباء السياسي؟»، مضيفة «خيانة وتكفير وسرقة وطن... هؤلاء هم الإخوان المسلمون».

وربط ناشطون بين هجوم العريان على اليسار المصري، وبين المفاوضات مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض لمصر، حيث اعتبرها البعض بمثابة «قنبلة دخان» من قبل «الإخوان» أو «ضربة استباقية» لليسار لمنعه من تصعيد الاحتجاجات الشعبية والعمالية ضد القرض واشتراطاته التي قد يصاحبها رفع الدعم عن الطاقة وتخفيض العملة. «

 

جريدة السفير

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا