<%@ Language=JavaScript %> محسن عبد الكريم الغزل عند الشاعر محمد سعيد الحبوبي

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

الغزل عند الشاعر محمد سعيد الحبوبي

 

 

محسن عبد الكريم

 

رجل لم يتخذ الشعر بضاعة او مهنة كان ينظم لصديق لتهنئه او تأبين يقصد في مشاركته الشعرية هذه رفعته وشأنه كان ينظر الى الشعر انها وسيلة التي يعبر عن ذاته في تجسيم مناظر الطبيعة وتصوير مشاهد الكون وتحسين نظام المجتمع ويقدمها الى القارىء على طبق من الشعر0 لم يقف شعره على ابواب الملوك ومعالي الامراء والوزراء فكان يخشى من ان شعره ينفخ بارواح الجبابرة ومن اجل حفنه من الدنانير الذهبية او ما يبهر العيون من الابيض والاصفر0 كانت صنيعته لخدمة شريعة الدين والادب وترويجا لذوق العصر بعد ما ترك ورائه حب الذات وأنانية الالقاب مثل أمير الشعر او شاعر الغري او شاعر الوادي او الوطن أو مغرد الشعر انه الشاعر العلامة  المجاهد السيد محمد سعيد بن السيد محمود المشهور بالحبوبي الحسيني وينتهي نسبه الشريف الى الحسين بن علي (ع).

 ولد في مدينة النجف الاشرف وبها نشأ ونال من علم وادب كثير ثم رحل الى نجد حيث عمل أسرته في التجارة بعدها عاد الى النجف لاتمام علومه .

لم يرضى كما ذكرنا بان يوصف ب ( اشعر الشعراء) فقد ترك الشعر وهو ابن الستة والعشرين من العمر وعكف على دراسة العلوم الدينية بحثا وتحقيقا فنال غاية جهده واصبح مرجعا وأستاذا لاكثر طلاب العلوم الدينية في مدينته فقد درس الاخلاق والرياضيات عند العلامة ميرزا حسين قلي ودرس الفقه والاصول عند الاستاذ محمد حسين الكاظمي وعند وفاته كان من طلاب الشيخ محمد طه نجف , تمرد على طريقة التدريس القاتله كما وصفها وناصر الشيخ (محمد كاظم الخراساني) في دعوته لايجاد طريقة حديثة للتدريس فقد هذب علمي الاصول والفقه من التطويل والزيادات وجعل الطالب المجد في اربع سنوات ان يحصل شهادة ما تساوي كل عمره في الدراسة لقد ترك محدثنا وشاعرنا الحبوبي التدريس ردحا من الزمن بعدما التف حوله لفيف من الطلاب العرب والزموه باتباع دراسة حديثة فاختص بطريقه تدريسية خاصة به وتخرج على يديه الكثير من النوابغ هم اليوم مراجع دينية واسسوا مدارس دينية في بلدانهم ,يعجز الوصف عن اخلاقه وسنعرفها عندما نقرأ أبيات شعره فهي لسان حاله وثقافته وأخلاقه بل ناطقة لروحه التي شابت في بادية الجزيرة العربية وصقلتها أزقة وبيوت مدينة النجف التي تزاحمت  بالمدارس الدينيه والمجالس الادبية والمحافل الشعرية ومعاركها , أنه شاعر الفطرة والشعر الحقيقي وذات الالفاظ السهلة والجامعة لكل المفاهيم تؤطرها جمال الاسلوب وبداعة الديباجة واهتزاز الشعور تلعب أوتارها على قلب العاشق والسامع فوصف الخمرة وقال( والله ما شربتها ), لقد خرج شاعرنا عن اسلوب الشعراء الذين سبقوه بقرون عديدة وكذب نبؤة المتنبي وأبي نؤاس والحمداني من وصف خيالي فكان شعره كله وصفا حقيقيا وتصويرا مألوفا وبين أبياته تغفوا الحكمة والامثال , ولو نتصفح دوواينه الشعرية فنجدها على الترتيب التالي : موشحات , المراسلات , المديح , التخميسات , المراثي , ومن الموشحات فهو يصف موسم الحج غزلا فيقول :

قسما بالراقصات الضمر* تترامى للمصلى والحجون

وبمن تحملن من معتمر*  مسعر القلب بنيرات الشجون

بادر النسك بقلب  مقصر * وقضى من منسك الحج شجون

وبمن بات ثلاثا في منى * ضارعا في همة المعتلج

ذاهل اللب عناه ما عنى * فالتجى حيث يغاث المعتلجي

             **********************

وبمن يجرون ربط الأزر * يختلسن الخطو تيها لاحذار

كل غيداء سعت للمعشر * قد جلى معصمها رمي الجمار

وأنتنت في بدنها للمنحر * ولها اشفار عينيها شفار

ليت شعري لم تسوق البدنا *ولمن تفدى بسفك المهج

كل من حج اليها أفتتنا * قد أصاب البر من لم يحجج

                       *******************

لقد أثاقلت عن دين الهوى * وتخلت عن يدي أفراسه

أن ذوى غصن شبابي والنوى *ونسيمي ركدت أنفاسه

أو للغيد أرى نهجا سوا *والصبا قد عريت أفراسه

كان ذاك الورد غصن المجتنى*وشفيعا موليا ما ارتجى

خلته تبقى فلن يبقى لنا * وتفضي ليله في دلج

          ******************************

وفي مجال شعر المراسلات له قصيد يصف حبيبته وهو بلا حبيب فيقول :

مالقلبي تهزه الاشواق * خبرينا أهكذا العشاق

كل يوم لنا فؤاد مذاب * ودموع على الطلول تراق

عجبا كيف تدعي الورق وجدي*ولدمعي بجيدها أطواق

فأرحمي يأميم لوعة صد * شفه الوجد بعدكم والفراق

كاد يقضي من الصبابة لولا* أن تحاماه في الوداع العناق

*************

دموعي وهي حر مرسلات *وشت بي عند أهلك لا الوشاة

أتنكر ياأخا القمرين لثمي *وفي شفتيك من شفتي سمات

فلو نزعت لحاضك عن قوسي *لما أختارت سواهن الرماة

***************

وفي مجال التخميسات وهو لونه المفضل فكل بيتيين من الشعر يختمها عجزا من الشعر أي خامسا وقد تفنن شاعرنا في هذا اللون ويعتبر من رواده فيقول في تخميسة للامام علي(ع)

بعيشك ان ناجت سراك  النواجيا * والذكوات البيض قدت المذاكيا

فعرج على وادي الغري مناديا * الا أيها الوادي أجلك ماديا

      تضمنت ميمون  النقيبة حيــــــــــــــــــــــدرا

************

وأحرم ولب وأعتمر في جمعهم * وأذكر ربارب  سرحهم في جمعهم

وأتل بذكرك آية في شرعهم  * وأحجج بأبناء الغرام لربعهــــــــــــــم

             واربع على دمن الخليط وخيف

**************

وفي الشعر العمودي قصيدة الى العراق يقول فيها:

بشرى العراق بمن وافاه بشرانا*بطلعة عاد فيها المجد جذلانا

سرت بمقدمك الايام فأبتدرت * ترجى بشائرها مثنى ووحدانا

اليوم أصبح وجه الدهر مبتسما* وعاد طلق المحيا مثلما كانا

قد أذنب الدهر ذنبا جاء معتذرا* منه اليك يرجى منك غفرانا

***************

وفي شعر الغزل يقول في بعض قصائده :

ودع سعاد فوشك البين أزعجها*وأسمع العيس حاديها فهيجها

بيضاء تصفر يوم البين من وجل *كأنهافضة والتبر د بجها

كأنها الشمس في برج قد أعترضت * لاغادة شهدت عيني تبرجها

مليكة عرشها قلبي به سكنت* ودر دمعي حياها  فتوجها

************

لاتدر لي أيها الساقي رحيقا * أنا من خمر الهوى لن أستفيقا

ورشيق القد قد أرشفني * في مغاني لهوه خمرا وريقـــــــا

في رياض خلت من أزهارها * وجنتيه جلنارا وشقيقا

عج على الزوراء وأحبس ساعة* فأليها تقطع الفج العميقا

وعلى الكرخ فسلم ان لي * رشا  في ذلك الحي عشيقا

أسروا قلبي وأجروا مدمعي * فأنا اشكو أسيرا وطليقا

لي دموع صبغتها زفرتي * فجرى لؤلؤها الرطب عقيقا

**********

فتكت بي سيوف تلك اللحاظ * في مغاني منى وسوق عكاظ

كدت ان أملك الشهادة لولا * ان حمتني عذوبة الالفاظ

كم تخوفتها فلما لقتني * لم يفدني تخوفي وأحتفاظي

فالثرى من دم الجفون ندى * وفؤادي من حره في شواظ

            ********************************

 

محسن عبد الكريم  

  mohssin _53 @ yahoo . com

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا