<%@ Language=JavaScript %> د. كاظم الموسوي قاعدة استراتيجية

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

قاعدة استراتيجية

 

 

د. كاظم الموسوي

 

لم تعد الاسرار المفضوحة في هذه القضايا حجة. مهما جرى ويجري من كشف أو إنكار. علنا او سرا فهي وقائع معلومة او هي حقيقة مدركة. ولكن قد يفيد كشف بعض ما تستر عليه أو أُعلن بالأسماء والمواقع والأعداد لمن يتساجل عنه حبا في النقاش ودفعا عن الاستعداد له، وتغطية اشبه بما ينقل عن النعامة. ورغم كل ذلك يظل ايضا في اطاره العام. اما ما استجد فهو الاثبات لما هو معروف. حيث كشفت وسائل اعلام صهيونية وغربية عنه الان. وجود ست قواعد امريكية في فلسطين المحتلة. هذه القواعد مليئة بالمعدات والذخيرة العسكرية والطبية والأسلحة المتطورة، وتحدّث باستمرار. هل هذه اسرار عسكرية؟!. ام هي تأكيد لحقيقة صريحة عما هو معروف منذ البداية منذ وعد بلفور وما بعده؟!. فما الهدف منها الان اذا؟.

اظهرت كل الممارسات التي ارتكبت ضد الشعب الفلسطيني هذه الحقيقة. وتشاركت كل قوى الاستعمار فيها. وتناوبت في المسؤولية عنها. ويروى في الكتب عنها صراحة. قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الامريكي في خطاب القاه في 29 آذار/ مارس 1953 في اجتماع حاشد مكرس لجمع تبرعات للكيان:" ان الولايات المتحدة تعتبر اسرائيل بمثابة قاعدتها العسكرية والاقتصادية الأساسية وكذلك سندا للديمقراطية في الشرق الأوسط" (!). وبعد تسع سنوات كتبت صحيفة هاآرتس الصهيونية في 10/7/1962 في مقال بعنوان "اسرائيل: الولاية الواحدة والخمسون للولايات المتحدة الامريكية" ان زعماء اسرائيل وغالبية سكانها يلقون على عاتق الولايات المتحدة المسؤولية عن امن اسرائيل ويبتدئون بالاعتقاد بان اسرائيل هي ولاية امريكية فعلا.

ما قامت به الدول الاستعمارية منذ قيام الكيان والى الان هو في استمراره على حساب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. وهذه ابرز الحقائق التي تعادلها الامدادات العسكرية المعروفة ايضا. ولكن المسكوت عنه من اين تموّل هذه القاعدة الإستراتيجية وما هي المصادر الحقيقية للأموال التي ترفد صناعتها ووجودها؟. وغيرها من الاسئلة التي يتوجب الكشف عنها وفضحها ووضع اصحابها وفرسانها امام انفسهم وشعوبهم. يجب عدم الصمت عنهم وعن ادوارهم فيما حصل ويحصل للشعب الفلسطيني وللأمة العربية وللعالمين العربي والإسلامي. انها وقائع اخرى من التأريخ وللتأريخ!.

هل كشف أعداد القواعد العسكرية الامريكية ومعداتها وأماكنها يغيّر من الواقع المعلوم؟. فحسب وسائل الاعلام الصهيونية التي كشفت ذلك تاكيد على تشاركها الفعلي ودورها الاساسي. كقاعدة استراتيجية تشترك في المخططات العسكرية العدوانية والمناورات وغيرها. بما فيها الاستعدادات لإجراء مناورة عسكرية تتجهز بها خشية تعرضها لمئات الصواريخ الايرانية والسورية. من المقرر، ان تبدأ في شهر تشرين الأول/ اكتوبر المقبل. يشارك فيها نحو 3 آلاف جندي امريكي مع الآلاف من الجنود الصهاينة وتتركز على القدرات الدفاعية من الصواريخ. وهذه واحدة من سلسلة طويلة من المخططات والتهديدات المعلنة.

نشرت وسائل الاعلام الصهيونية بان هذه المناورة هي اكبر مناورة تجريها الولايات المتحدة في قاعدتها الاستراتيجية. وانها الاستعداد الأخير لشن الهجوم العسكري على ايران بهدف تدمير برنامجها النووي، واخذت بعين الاعتبار الرد الايراني على الهجوم. ونقلت وسائل الاعلام آراء في المخططات، عن مسؤولين أمنيين، اكدوا ان للمناورة اهمية كبرى، حيث تُشارك فيها ايضا "منظومتا القبة الحديدية وصولجان السحر". وأشارت وسائل الاعلام الى ان الكيان سوف يستخدم في المناورة نظام (حيتس 2) الجديد والمطوّر، وخاصة في مجال القدرة على الكشف المبكر عن عملية اطلاق الصاروخ. كما من المقرر ان تستخدم الولايات المتحدة النظام الدفاعي (ايجيس) وبطاريات صواريخ (باتريوت). ونقلت وسائل اعلام ان الادارة الامريكية طلبت تصنيع وإعداد 361 صاروخا موجها من طراز (توما هوك)، التي كانت قد استخدمتها خلال غزو العراق في العام 2003. وكل هذه المعلومات المنشورة ليست مجهولة تماما بل هي تأكيدات اضافية لوقائع الاحوال. واستمرار هذه الوقائع يدعم ما بين الادارات الامريكية وقواعدها الاستراتيجية، سواء في فلسطين المحتلة او خارجها، ويصرح بأنها قواعد عسكرية للعدوان والغزو والاحتلال وفرض خطط النهب والاستحواذ على ثروات الشعوب وخياراتها وإراداتها.

تأتي الاستعدادات العسكرية والمناورات والتدريبات وقرع طبول الحرب لإعلان الهيمنة الامبريالية على المنطقة وبإصرار كامل ومقصود سلفا. بل لم تعد مثل هذه المخططات سرية. الزيارات العلنية كافية ولاسيما لمسؤولين عسكريين كبار، كقائد الفرقة الجوية الثالثة في قيادة اوروبا للجيش الأمريكي او رئيس هيئة الاركان الامريكية او وزير الحرب وأمثاله. وهذه الزيارات والاجتماعات متواصلة وتوضح لمن لا يرى ماهية وجوهر القاعدة الاستراتيجية وبقية القواعد العسكرية والأحلاف والمعاهدات العسكرية. وتبين لمن لا يقرأ التصريحات وما تحت سطورها يغفل نفسه عما يرتب لمستقبل الشعوب في العالمين العربي والإسلامي خصوصا.

تاريخ القاعدة الاستراتيجية يعلن عن نفسه. والمعاهدات والاتفاقيات معها تدل عليها وعلى دورها وموقعها وأهداف استمرارها. والالتزامات المتبادلة تعني مكانتها ووظيفتها الاساسية في المنطقة. فكل الحروب فضحت دورها وكل المعاهدات والأحلاف اكدت ذلك. وأشارت الى المصالح الاستعمارية والترابط بينها وبين مشاريعها العدوانية في المنطقة. وتغليفها بأسماء مختلفة لا يغير من طبيعتها شيئا. كتب الجنرال ايريل شارون (هو نفسه، مجرم صبرا وشاتيلا. هل تتذكرون صبرا وشاتيلا؟) في صحيفة ايدعوت احرونوت في 3/12/ 1974: "ان الامريكيين يعتبرون اسرائيل بمثابة برج محصن يمكنهم الاعتماد عليه في حل قضية النفط العربي بالوسائل العسكرية". هذه القضية وهذه المهمة هي التي يجري العمل عليها منذ وعد بلفور والى الان. فهل كشف وجود ست قواعد عسكرية يغير من تلك المعادلات المدفوعة الثمن مسبقا من النفط العربي ومن ثروات الشعوب العربية والاسلامية؟. ولماذا الصمت عنها طيلة تلك السنوات وهي ليست بجديدة أبدا.. هنا اسئلة كثيرة وأجوبة محيرة والسؤال الاهم متى يدرك المتورطون فيها مصالحهم ومستقبل شعوبهم وأوطانهم؟!.

 

كاظم الموسوي

04.09.2012 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا