<%@ Language=JavaScript %> د. كاظم الموسوي قمة حركة عدم الانحياز في طهران

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

قمة حركة عدم الانحياز في طهران

 

 

د. كاظم الموسوي

 

تعقد الدورة السادسة عشر لمؤتمر قمة حركة عدم الانحياز في طهران (26- 31 آب/ اغسطس 2012) ويحضر له اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء، وسبقته اجتماعات عنه وتقديما لعدد من الموضوعات الاساسية التي يتناولها المؤتمر وتشكل وثائق رئيسية في عمل الحركة. وهذا العنوان زمنيا ومكانيا له ابعاد كثيرة وأهمية جغراسياسية اقليمية ودولية ويعطي للحركة ولأعضائها الفاعلين مجالات عمل واسعة لمواجهة تحديات خطيرة، ومتزايدة تصاعديا ومصيريا من جهة، ويضع امامها بسببه صعوبات وعرقلة وضغوطا متنوعة من جهة اخرى. ويتطلب ايضا تجديدا وتغييرا في آليات عمل ونشاط الحركة وخطابها ومؤسساتها ازاء ما حصل ويجري في مجالها ومحيطها من متغيرات وتحولات في مختلف الاصعدة والوسائل والمجالات.

صحيح الحركة اليوم اكبر تجمع دولي بعد الامم المتحدة بمشاركة 138 دولة ومنظمة دولية من جميع انحاء العالم، ( اعضاؤها 120 دولة) ولعب مؤسسوها وواصلت هي منذ تأسيسها ادوارا فاعلة في مواجهة التحديات والأخطار التي اعترضت مسيرتها ومازالت تسعى الى احباط فرصها وتشويه وتخريب فعاليتها، إلا انها في المحصلة تتحمل اعباء كبيرة وعليها مهمات ليست يسيرة في كل الاحوال. وهذا يعني انها حركة يمكن ان تلعب دورا اكبر وهاما وترسم مواقف مؤثرة وهي تدرك انها تواجه عداء غير قليل من القوى والدول التي لا يروق لها خطها ونشاطها. وستواجهها اكثر بعد هذه الدورة وتسلم طهران لرايتها خلال السنوات الثلاث القادمة. وقد بدأت منذ فترة حملات هجوم من آلات اعلام صهيونية وحكومية رسمية ضدها وإثارة المواقف الرافضة والمشككة في دورها الجديد وقيادتها ودبلوماسيتها الفاعلة.

موقع حركة عدم الانحياز، استراتيجيا، يؤهلها ان تلعب دوراً هاما على الصعيدين الاقليمي والدولي. ونظرا لانتشار اعضائها على مساحة المعمورة قد تكون أفضل منظمة دولية تسهم في معالجة الأوضاع الحالية التي تواجه كل منطقة في العالم. كما يمكنها ان تلعب دوراً مهماً في القضايا الدولية ومعالجتها بما يحقق مصالح الشعوب وأن تنشر السلام والأمن في ربوع العالم. وهي المبادئ التي اتفق عليها العالم، سواء في ميثاق الامم المتحدة او في ميثاقها وبرامج عملها منذ تأسيسها. ورغم ذلك فان استمرارها وحده وفي هذه الظروف يقدم لها امكانات اخرى في ادارة القضايا والإشكاليات التي تعيشها مناطق او بلدان من اعضائها.

لعلها في القضية الفلسطينية خصوصا يمكن ان تسجل مواقف متطورة اخرى وإضافات لما قامت به في اجتماعاتها السابقة. فقبل انعقاد دورتها السادسة عشر واجهت منعا من سلطات الاحتلال الصهيوني لفلسطين لعقد اجتماع لأعضاء لجنتها الخاصة بفلسطين في رام الله، مما اضطرها لإلغاء الاجتماع وإدانة القرار الصهيوني، وورد في تصريح لوزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو (مصر رئيس الدورة 15) في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة الاردنية عمان ان حركة عدم الانحياز "تستنكر هذا الاجراء من قبل الجانب الاسرائيلي، الذي يتعارض مع القوانين الدولية وواجبات اسرائيل كقوة احتلال". وقال "إن إسرائيل انتهكت القانون الدولي" مضيفا ان القرار "لن يزيد حركة عدم الانحياز إلا اصرارا على مساعدة الفلسطينيين في مسعاهم المشروع وحقهم في الدولة".

تعمل الحركة على اساس  الأهداف الأساسية لها، والتي ركزت "على تأييد حق تقرير المصير، والاستقلال الوطني، والسيادة، والسلامة الإقليمية للدول؛ ومعارضة الفصل العنصري، وعدم الانتماء للأحلاف العسكرية المتعددة الأطراف، وابتعاد دول حركة عدم الانحياز عن التكتلات والصراعات بين الدول الكبرى، والكفاح ضد الاستعمار بكافة أشكاله وصوره، والكفاح ضد الاحتلال، والاستعمار الجديد، والعنصرية، والاحتلال والسيطرة الأجنبية، ونزع السلاح، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والتعايش بين جميع الدول، ورفض استخدام القوة أو التهديد باستخدامها في العلاقات الدولية، وتدعيم الأمم المتحدة، وإضفاء الطابع الديمقراطي على العلاقات الدولية، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وإعادة هيكلة النظام الاقتصادي العالمي، فضلا عن التعاون الدولي على قدم المساواة".

ومنذ بداية قيام الحركة، بذلت جهودها لضمان حق الشعوب الواقعة تحت الاحتلال والسيطرة الأجنبية، في ممارسة حقها الثابت في تقرير المصير والاستقلال. ونال العديد من اعضائها حقه في الاستقلال والتحرر من الاستعمار وشكل بعده قوة للحركة وللتحرر الوطني في العالم. كما كافحت الحركة من أجل إنشاء نظام اقتصادي عالمي جديد، يسمح لجميع شعوب العالم بالاستفادة من ثرواتها، ومن أجل إجراء تغيير أساسي في العلاقات الاقتصادية الدولية، والتحرر الاقتصادي لدول الجنوب. كما ناضلت ضد انتشار الاسلحة المحرمة وسعت في سبيل منع تصنيعها وتصديرها وعقدت العديد من المؤتمرات والاجتماعات في هذا الشأن ووضعت توصيات كثيرة لحماية الامن والسلم العالميين.

تستطيع الحركة بعد دورتها القادمة ان تلعب ادوارا اوسع في العلاقات الدولية وتنظم نفسها بمؤسسات عملية واليات عمل قادرة على التأثير الدولي والإقليمي وانجاز اهدافها المشروعة. وقد ورد مثل ذلك في خطاب وزير الخارجية الايراني علي صالحي في المؤتمر العلمي للحركة الذي عقد ايضا في طهران (16-17/8/2012)  مؤكدا على ضرورة تأسيس امانة عامة دائمة لحركة عدم الانحياز وتعزيز حجم تأثير هذه الحركة على الصعيد الدولي، واعتبر الشعار الرئيسي لحركة عدم الانحياز هو "الادارة المشتركة للعالم"، وأضاف ان الوقت قد حان لإخراج ادارة العالم من تصرف بعض القوى الخاصة ويتعين لهذا الهدف، اعادة النظر بشكل جاد في آلية ادارة العالم. وقال ان هذا المؤتمر يعقد في الوقت الذي تشهد المنطقة تطورات كبيرة لاسيما خلال العامين الماضيين، لذا فان مناقشة هذه التطورات يمكن ان يعد المحور المهم لهذا المؤتمر..

ان نجاح الحركة في وضع برنامجها وتجديد اسس عملها مهمة اساسية لها ولدورها وإمكانيات الاستفادة من طاقات وقدرات شعوب اعضائها يضع من جديد الحركة امام مهمات اثبات واختبار لقواها امام التحديات الاقليمية والعالمية المواجهة لها.

 

كاظم الموسوي

23.08.2012

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا