<%@ Language=JavaScript %> د. كاظم الموسوي في ذكرى العدوان ومجد المقاوم

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

في ذكرى العدوان ومجد المقاوم

 

 

د. كاظم الموسوي

 

ذكرى العدوان الصهيوني على لبنان، الذي وقع في 12 تموز/ يوليو 2006، مرت هذا العام مثل سابقاتها، رغم كل ما حصل من متغيرات في المنطقة العربية، دون ان يجري استخلاص الدروس منه، ودون تمحص واستقراء موضوعي لأسبابه والتعريف بمخططات العدوان والحرب والاحتلال التي مارستها القوى الاستعمارية للمنطقة خصوصا. فهل ست سنوات غير كافية؟، وماذا يفيد كشف ما خفي من اسباب العدوان على لبنان وقبلها على افغانستان والعراق؟، وهل ما بعدها يزيدها وضوحا وكيف يستفاد منه في ما يجري اليوم؟.

لعل مرور الذكرى يعطي انتباها جديدا لما حصل ولأسبابه وعدم التوقف عنده وحسب وإنما الاعتبار منه وقراءة وقائع ما هو متواصل من العدوان والحرب وان بأساليب اخرى. كما هو مهم وعي ذلك وتفهمه علميا وباخلاص. ومن ابرز اسباب واهداف العدوان والحرب هو التدمير الشامل لكل مقومات المقاومة للمشاريع والمخططات الصهيونية في المنطقة، وشمول التدمير والخراب مختلف الصعد السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية والثقافية والنفسية، الشعبية والرسمية،  وغيرها وأخذت هذه الاسباب سبيلها في كثير من المواقع لاسيما في تزييف الوعي وتضليل قطاعات في العالم العربي. كما صار معروفا انه قد وظفت لها جهود كبيرة، منها اغلب وسائل الاعلام التابعة للقوى العدوانية الاستعمارية للقيام بهذه المهمة، واشتركت فيها سلطات وأحزاب وشخصيات سياسية واعلامية تفتخر بالتحاقها بماكينة الاستعمار وقوات حلف الناتو وأجهزتها المعروفة والمخفية في المنطقة. كما ان هذه المهمات المكشوفة متواصلة في التنفيذ العملي منذ تلك الحرب وطيلة تلك السنوات دون توقف، بل وأشركت فيها قوى اخرى وأضافت لها امكانات جديدة لتعمل كلها في استمرار العدوان وأهدافه في العالمين العربي والاسلامي.

معلوم ان كل حرب لها اهداف وخطط متوالية وما حصل في حرب العدوان على لبنان وتلته غزة وما بعدها ما يحصل في بعض البلدان العربية وجيرانها يعكس تلك الاهداف والمخططات التي لم تعد سرية تماما، بل اصبحت اخطارها المتنامية ثقيلة على مشعليها وعلى الانظمة والقوى التي دعمتها وتوفر لها مصالحها الاستراتيجية واللوجستية وتخدمها بما يتخادم معها ويناقض كل ادعاءاتها بابتعادها عنها او التفرج عليها. كما تضع تلك القوى امام انفسها وشعوبها في مسيرة ومصير المصالح العربية والإسلامية وتعارضها لمصالح المستعمرين ومخاطرها العملية وتداعياتها. وقد كانت الحرب على لبنان احد الاختبارات الاستراتيجية لما حصل بعدها، ووضع النتائج منها امام وقائع جديدة، تتوالى تطوراتها سلبا وإيجابا في العالم العربي حسب توجهاتها وادراكها وتفاعل عوامل النهوض فيها.

ما حصل ويحصل الان من الحرب والعدوان والغزو والاحتلال يوضح بجلاء طبيعتها ويتطلب الانتباه وادراك مخططاتها. ولعل الابرز فيها العمل على تشويه معاني ومدلولات المقاومة لمخططات العدوان والحروب الوحشية، والتركيز على نزع روح المقاومة ونموذجها وتداعياتها وإشغال الشعوب بما يخدر مشاعرها ويسقط هذه الروح عنها. وهو ما يجري اليوم على مختلف المستويات ايضا، وتحويل حتى الكلمة الى مفردة ممنوعة حصريا في التداول في وسائل الاعلام المرتهنة بتلك المخططات الانتقامية، لإضعاف الوعي اليومي والعمل على زرع ما يعارضها ويعاديها ويصنع العكس من تطورها وتقدمها ونجاحها. ولم يجر العمل على تشويهها والتمويه عليها وحسب بل وتشويه رموزها ومثالها وقدراتها على التواصل الحقيقي والنجاحات في مثالها المحقق فعليا والمنجز عمليا. وإدخال كلمات ومعاني اخرى في مواجهتها والترويج لها دون خجل او تردد منها، بل واستثمارها في صناعة حروب اهلية وداخلية والسعي اليها وخدمتها استراتيجيا لما وراء مسمياتها وتاثيراتها. ومراجعة حملات الهجوم على المقاومة ورموزها تفضح تلك المخططات واهدافها. وأية قراءة موضوعية في هذا المجال تؤكد سرا من اسرار تلك الحرب واستمرار العدوان فيها. وإذا كانت المقاومة اللبنانية الباسلة قد انجزت ما تحقق على يديها من تقدم فعلي في مستويات المقاومة للعدوان وتلقين العدو دروسا تاريخية فهي التي صارت مستهدفة قبل غيرها وكذلك وضعت في مواجهة تلك المخططات والحملات العدوانية مرة اخرى وكأنه استمرار للعدوان والحرب التي شنت عليها في تلك الايام. واذ كان من دروس المقاومة وأبرزها اسقاط هيبة العدو "الاسطورية" في المخيلة والإعلام الموجه لخدمته، وهو امر لم يستطع العدو انكار ما حصل له والإقرار بهزيمته الفعلية رغم كل الهالة التي كان عليها وكل الصورة التي كان وهو ومريدونه يصورونها لأنفسهم وللعالم، فان ما تحاوله الحملات المضادة هو استصغار هذا الدرس الاستراتيجي للمقاومة والتشويش عليه. وهو جزء من وسائل العدو الصهيوني المعروفة، اضافة الى استخدام كل اجهزته وإمكاناته في اعادة التخطيط للعدوان والحرب وتوظيف ما يستطيع لها. وخلال السنوات الست يمارس ذلك ويسعى له مستثمرا كل ما يمكنه استخدامه في مجرى اهدافه المعلنة. وهذا ما يراد منه الان وهو الذي لم يستخلص من دروس تلك الحرب العدوانية وما بعدها. بل واستمراره في تزييف الوعي وتشويهه بشتى السبل ووسائل التضليل والتحريف والتخريب النفسي والثقافي ليكسب مجالات اخرى له في مواقع متعددة، وهو ما يتطلب تحديده والاعتبار منه بل والتصدي له اساسا.

ذكرى العدوان تستذكر، من جهة اخرى، مجد المقاومة والوقائع التي وضعتها دروسا واضحة لكل المقاومين، وروح المقاومة وتستدعي، هي الاخرى، اعادة التفكير فيها وبما قدمته لأهلها وللعرب والمسلمين وصولا الى العالم كله بما انجزته وقدمته فعليا في سجل الكفاح الوطني والقومي. وتعكس المقاومة تاريخيا وواقعيا ارادة الشعوب لاسيما في العالمين العربي والإسلامي لما احتوتا من خيرات وطاقات بشرية ومادية تُستهدف دائما وتخطط لها كل تلك الحروب والمشاريع العدوانية التي لا تتوقف.

كاظم الموسوي

www.kadhimmousawi.blogspot.com

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا