جردة حساب

 

 

د. كمال خلف الطويل

 

 : جردة حساب لوقائع الميدان تحفل بمؤشرات دالة , رغم ان بعضها يناقض سواه ... طالما المعطيات مشوشة بعض الشيء

 

  عندما قيّمت أداء الكونترا في الخريف الفائت كانت التقديرات انها في حدود تشكيل الفرقة لجهة الكم .. مذذاك ارتفع العدد , بتسارع لافت , ليصبح عشرات الالوف ( في حدود 60 الف ) , وتصاحب ذلك مع تحسن , متباين الامكنة , لجهة الأداء ... ساعدته هدنتا ديسمبر وابريل , وتراكم معونات التدريب

 

 والقيادة والسيطرة , وخبرات المواجهة , والتزود بأنواع أفضل من السلاح ( بعضها - وإن في الأقل - مبتاع من فاسدين في  في  الجيش النظامي ).. وصل معه الأمر الى ما يشبه استعصاءً غير متواز : اي ان الجيش أقوى , بما لايقاس , من الكونترا لكنه غير قادر على سحقها.. فيما هي أضعف بمرات 

 

المرات منه , وعاجزة عن الفوز في الميدان , لكنها مثابرة على التوفر على قدرة مفاجأته هنا وهناك وفي كل مكان .. وامتلاك المبادرة .. والتشبث بالأمكنة , سواء تحت ساتر بيئة شعبية حاضنة كانت ام صاغرة

 

ماهي المغيّرات الحاسمة لهذا الاستعصاء ؟  توقف الامداد الخارجي للكونترا : وهذا لم يحن وقته بعد  ... انخفاض حاد في منسوب الاحتضان - أو الرضا الصامت حتى - الشعبي للكونترا : يحدث ذلك بتزايد متفاوت في المدن , لكن لا أثر له في الأرياف , و لا أتوقعه  .. انهيار متسارع لمعنويات المسلحين 

 

ليس ملموساً لتاريخه , مع الأخذ بالاعتبار تفاوت سوياتهم بين مؤدلجين غير هيابين , الى غاضبين مصممين , الى هواة ذوي سوابق ....انهيارات كبيرة في بنيان الجيش : وهو غير منظور الا في حالة واحدة هي تغييب الرئيس.. وهو بدوره بلا أساس  ,,,,,  ثم انهيار الحائط الروسي - الايراني : وهو خارج :

 

الحساب

 

 ما معنى ذلك كله اننا أمام أحد مسارين : إما المسار الجزائري 92 - 97 ( كان النظام هناك مؤازراً من باريس وواشنطن , فيما النظام هنا مؤيد من موسكو - بكين وطهران ) ... والذي انتهى بنزول مدني مرزاق ومسلحيه من الجبال مسلّماً بهزيمة التمرد , أو , توصل واشنطن مع نهاية 012 للقناعة ان

 

 مخاطر الاستمرار بالرهان الكونتروي تفيض عما يبدو في الظاهر من جدواه وقلة كلفته

 

 كيف ؟.... بقراءة متكيفة مع معطيات الاقليم المتغيرة 

:

 -  اشتعال التمرد الكردي المسلح والتهاب السخط العلوي السلمي في تركيا ( المجموع 30 من أصل 80 مليون ).. التوتر الكردي - الكردي في الشمال العراقي .. صراعات الحكم المستعرة بين ظهراني ال سعود .. اهتزاز الاوضاع في الاردن .. تكبيل اليد التركية على التدخل المباشر في سوريا ايرانو  

 

روسياً .. عطب القدرة القطرية بنضوج سوء الاحوال تركو - سعودياً ... ثم  , " الاحتمال " الاخواني في مصر ( لذلك حديث منفصل ) ... أقول 

:

 هل محصلة كل تلك المتغيرات تكفي واشنطن لتثيب الى رشد براغماتي ؟

 

من يدخل في الحساب ان الولايات المتحدة موشكة على الوصول الى حافة جرف قد يأخذ اقتصادها الى قاع سحيق , معطوفاً على حال أوربي فيه من العجز ما يُقعِد , يدرك ان التعقل هو الافتراض الأرجح.. حتى بعلم ان الاّفل أخطر من الواثق 

 

ستتأكد واشنطن من ان الشهور الاربع القادمة هي طلقتها  الجازمة لاستئصال النظام : شهور من دم ونار تعلو في منسوبها عن كل ما سلف 

 

 وبرغم ان خسائر الجيش السوري في الأرواح ملموسة , وتصل الى حجم فرقة .. مع ضعف الرقم من جرحى , وبعلم ان أداء وحداته الميداني متباين , الا انه صاحب اليد العليا في الميدان , بصرف النظر عن استطالة أمد الصراع

 

  هل يدلف مع الوافد - 013  مايقصّر من عمره - أي الصراع - في خاتمة ربيعية  ؟        سنرَ

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا