<%@ Language=JavaScript %> خالد حسين سلطان الى متى يبقى حميد مجيد موسى سكرتير للحزب الشيوعي العراقي ؟

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

الى متى يبقى حميد مجيد موسى سكرتير للحزب الشيوعي العراقي ؟

 


 

خالد حسين سلطان

مع بوادر انعقاد المؤتمر التاسع للحزب الشيوعي العراقي، أخذ الشيوعيين العراقيين ( وخصوصا ممن هم خارج التنظيم لسبب او لآخر ) واصدقائهم وانصار اليسار بالعراق عموما بالتهامس والتشاور عسى ان يكون هذا الحدث بادرة ايجابية لوضع الخطوات الاولى لتصحيح مسيرة الحزب، وذلك من خلال انتخاب سكرتير جديد للحزب، وخصوصاً بعد تأجيل انعقاد المؤتمر في وقته المقرر لأكثر من مرة ولعدة أسباب، أهمها تردي الوضع الصحي للسيد حميد مجيد موسى واجراء عملية كبرى له خارج العراق وبالتالي احتاج الى فترة نقاهة طويلة نسبياً. وتوقع الجميع انه بعد العملية الطبية لا يستطيع ممارسة مهامه كسكرتير للحزب وبالتالي سوف يحال الى التقاعد الحزبي أو يصبح مستشاراً للقيادة الجديدة بحكم خبرته الناتجة من الفترة الطويلة التي قضاها في مركز سكرتير الحزب والمنعطفات الحادة التي حصلت خلال تلك الفترة. وعلى هذا الأساس بدأ خلف الكواليس الحديث عن البديل المناسب في تولي القيادة وبرز على السطح أسماء لاثنين من قادة الحزب وهما السيدين مفيد الجزائري ورائد فهمي وان كان الاول الأوفر حظاً في الترشيحات، وتحدث البعض عن خيارات اخرى ستكون مفاجئة مع انعقاد المؤتمر، وعلى أثر ذلك بدأ السيدين الجزائري وفهمي بالنشاط والتنافس الخفي من خلال البروز في وسائل الاعلام والزيارات للجهات السياسية الاخرى والبروز كوجوه نشطة واساسية في قيادة الحزب. ولكن مع تماثل السيد حميد مجيد للشفاء وعودته الى العراق، بدأت الاستعدادات مجددا لعقد المؤتمر التاسع للحزب وبطريقة استعراضية من خلال استمرار عرض البرنامج السياسي والنظام الداخلي  للمناقشة والتحليل العلني عبر صحافة الحزب والمواقع الالكترونية، وبنفس الوقت تم وضع المرشحات الدقيقة  والفلاتر الخفية الساندة لها في عملية انتخاب ( اختيار ) المندوبين للمؤتمر من خلال التسقيط والتشهير والتهميش للعناصر غير المرغوب بها او العناصر التي لها اراء وافكار مخالفة لقيادة حميد مجيد ولكنها لا تزال تؤمن وتعمل بالاسطوانة المعطوبة والتي تردد بان الاصلاح يجب ان يكون من الداخل في الوقت الذي يشير فيه الواقع العملي ان تلك القاعدة أكل الدهر عليها وشرب، بعد ان تمرست قيادة السيد حميد مجيد على رفع تلك القاعدة كشعار تثقيفي دائم مع كشف وكسر شوكة كل من يجرؤ على استخدامها والعمل بها، وكل ذلك لضمان عدم تكرار ما حصل في المؤتمر الثامن من خلاف وشقاق ادى الى انفصال مجموعة تصحيح المسار، واستمرت تلك العملية داخل اروقة المؤتمر للعناصر غير المرغوب بها والتي تمكنت من النفاذ بشكل أو آخر للحصول على بطاقة المؤتمر، وقد شهد على ذلك شاهد من اهلها فكتب السيد حيدر النعيمي احد الحضور في المؤتمر التاسع مقالا بعنوان ( المؤتمر التاسع  للحزب الشيوعي العراقي .  . اسئلة المعنى ) المنشور في موقع الحوار المتمدن / العدد 3763 بتاريخ 19 / 6 / 2012 ونشر كذلك في مواقع اخرى ومما جاء فيه بخصوص المؤتمر التاسع حصرا : ( . . . ما جرى في المؤتمر التاسع اقرب الى التلفيق من التجديد ويعرف ذلك جيد من ادار اللعبة، ومن اجل ذلك يتم التلاعب بالمبادئ العامة .. ففي حين ينبغي ان يكون الجدد في القيادة اكفأ من سابقيهم الذين وجدناهم في مواقعهم " مناصبهم " اياٌ يكن اداؤهم واياً يكن رأي القاعدة الحزبية فيهم، وما وجدناه يذكرنا بالمثل القائل : " الطيور على اشكالها تقع "، وهذا مؤشر على انحطاط قيمي، وقاد ذلك الى تناسخ للسلوك الشمولي وتكريس ظاهرة التأليه والشخصنة وما يرافقهما من نوازع وطموح وحسد وتنافس وحقد وانتقام وبغض وطلب للشهرة وغيرها وكلها قادت الى ذلك الضياع المحزن. وقد شاهدت ومثلي الكثير من المشاركين في المؤتمر التاسع كيف كان يتحرك البعض من القياديين واتباعهم على المندوبين للتعبئة ضد بعض المرشحين غير الموالين للسكرتير، ويتهمونهم بشتى التهم ومن بينها العداء للحزب وقيادته. فالتسقيط السياسي اصبح عرفا في مؤتمرات الحزب، أحتفظ ببعض الأسماء من الذين اشرفوا على هذه الممارسات ونفذوها في المؤتمر التاسع، فاذا كان الحزب الشيوعي يتعامل مع رفاقه بهذه الطريقة فعن اي نضال ثوري نتحدث وعن اي مشروع ديمقراطي نكافح ...؟ !!! هذه السلوكيات وغيرها اثارت العديد من المندوبين ، ولا اقول كلهم ، وزادت من استغرابهم لما جرى ويجري وهي موضع احاديث استمرت لما بعد المؤتمر الذي اعتبرته القيادة عرسا وطنيا وحدثا تاريخيا فريداً ..!!  ) ومن يريد الاطلاع على مقال السيد النعيمي كاملا اليكم الرابط :

www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=312424

عقدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر في بغداد وهي عبارة عن جلسة احتفالية لا اكثر القيت فيها الكلمات وتلتها بعض الفعاليات الفنية المهرجانية، وهي حالة غريبة وطارئة على مؤتمرات الحزب السابقة من حيث فعالياتها الفنية ولكنها تتماشى مع الصفة الموسمية للنشاط الحزبي حيث الاحتفال بيوم ميلاد الحزب والمناسبات الوطنية ومن ثم الانشغال بالسفرات والمغانم الوظيفية ومعاودة النشاط في فترات الانتخابات. بعدها انتقلت الجلسات الى اقليم كردستان في مدينة شقلاوة وبدون اسباب واضحة او معلنة ما عدا شماعة الوضع الامني، في اشارة واضحة لجميع المندوبين مفادها، ان ما حصل في المؤتمر الثامن لا يمكن تكراره هنا ومن لا يروق له الحال يرمى خارجا وبدون ضوضاء ويمكن ( فرك خشمه ) بهدوء وتحت حماية الحلفاء بعيدا عن العاصمة بغداد واجهزتها الاعلامية.

ان تمسك السيد حميد مجيد موسى بالعروة الوثقى يثير استغراب الكثيرين من الشيوعيين واصدقاءهم وانصارهم ويثير استغرابهم اكثر المبررات الحزبية التي تطرح لتعليل ذلك، ومنها ان كاريزما شخصية ابو داود لا تسمح لاحد من الرفاق في الترشيح لمنافسته او عدم وجود قائد مؤهل يحمل مواصفات ابو داود يصلح للمركز في الوضع الراهن، وما شابه من هذا الكلام المعسول وتناسى هؤلاء ان الحزب الشيوعي ولود دائما وبإمكانه ايجاد القيادي المناسب لوضعه في المكان المناسب، الا اذا تم كسر تلك القاعدة على عهد ابو داود وذلك بعدم تأهيل او ابراز اي رفيق نشط لمهام القيادة حتى لا يكون منافسا للقادة الحاليين .

ويبدوا اني بحاجة الى طرح بعض الاسئلة لإيصال صورة متكاملة او شبه متكاملة للقارئ العزيز :

هل هي محاولة لتسجيل رقم قياسي جديد في قيادة الحزب الشيوعي وتحطيم الرقم السابق المسجل باسم استاذه عزيز محمد ( ما يقارب 30 عاما ) ؟؟ الم تكن نتيجة فرز الاصوات في انتخابات اللجنة المركزية الجديدة في المؤتمر التاسع وحصوله على المرتبة الثالثة مؤشر خجول من مندوبي المؤتمر بعدم رغبتهم في استمراره بمركز السكرتير ؟؟ هل ابو داود بحاجة الى تذكريه بظروف وصوله الى قمة الهرم القيادي في المؤتمر الخامس 1993 وعدم أهليته لهذا المركز ؟؟ الم يكن المعيار الاساسي لتقدم الكادر الحزبي وخصوصا للمراكز القيادية في الصف الاول هو مدى الصمود والتمسك بالمبادئ والقيم عن التعرض للاعتقال من قيل الاجهزة الامنية ، وذلك يعتبر محك مهم لمن يستلم امانة حزبية مهمة فكيف الحال بمركز السكرتير الأول، وكيف الحال وابو داود لم يمر بهكذا اختبار، ام ان ابو داود يتعكز على تاريخ شقيقه الاكبر المرحوم عباس البياتي في الحزب وهو تاريخ معروف وخصوصا لمناضلي مدينة الحلة وبالتالي فانه لا يجدي نفعا في تلميع حزبي لصورة ابو داود بل بالعكس. بالإضافة الى ذلك هنالك محطة في مسيرة ابو داود، لا تؤهله لمركز السكرتير وهي رفضه تنفيذ امر الحزب بالتفرغ وترك الوظيفة في مرحلة قاسية بالنسبة للحزب كان فيها بحاجة الى كوادر غير مكشوفة ومعروفة مفضلا الوظيفة وراتبها على الحزب والنضال الوطني وذلك في عام 1971، وقد وثقها المناضل عدنان عباس ( ابو فراس ) في مذكراته وهو يكتب عن الضربة الموجعة التي تلقتها لجنة منطقة بغداد في بداية 1971 وتوليه مسؤولية المنطقة : ( ... اما حميد البياتي فكانت لديه صلات مع بعض تنظيمات خط الطلاب ولم يدم الاتصال معه طويلاً بسبب عدم استجابته لقرار المكتب السياسي آنذاك القاضي بترك وظيفته الحكومية في وزارة النفط، والتفرغ للعمل الحزبي. مما ادى الى قطع العلاقة معه في تلك الفترة العصيبة من عمل الحزب ) .

هل تناسى ابو داود اشتراكه في اجتماع خمسة اعضاء للمكتب السياسي للحزب في موسكو تشرين الاول 1989 وقرروا فيه اقصاء وطرد خمسة من خيرة قادة الحزب بسبب الاختلاف حول الحفاظ على الطابع الوطني لمسيرة الحزب، في عملية انقلاب سطحي وفوقي وبطريقة بهلوانية وبالإجماع ؟؟ هل تناسى ابو داود لقاءه الاول مع بول بريمر الحاكم الامريكي المدني للعراق بعد الاحتلال ورضاه عن ابو داود والذي افضى الى اشتراكه في مجلس الحكم  وكذلك تأييده للاتفاقية الامنية مع المحتلين واصفا اياها بـ ( أفضل السيئات ) في حين كافة ثوار واحرار ووطنيي العالم يرددون القول المأثور ( اذا وجدتني اعمل على التردد الامريكي فانا على خطأ ويجب اصلاحي ) كل على طريقته الخاصة، وقد رددها الزعيم الديني الامام الخميني وكذلك الزعيم القومي جمال عبد الناصر فكيف الحال مع الزعيم الشيوعي ؟؟ أم انها شيوعية على الطريقة الأنكلوأمريكية ؟؟        

ان ابو داود يطبق المثل الشعبي العراقي القائل : ( إذان من طين وإذان من عجين ) فهو لا يسمع ولا يقرأ كل تلك الآراء الداعية الى التغيير والتجديد وفسح المجال للآخرين، وعلى سبيل المثال لا الحصر ما طرحه السيد رزكار عقراوي في موقع الحوار المتمدن وبشكل هادئ حول ضرورة تنحي ابو داود من القيادة وما رافق ذلك من ردود افعال وتعليقات هادئة وصاخبة ولكن كل ذلك بدون جدوى : اسمعت لو ناديت حياً   ولكن لا حياة لمن تنادي .  

وهنا لا بد من الاشارة الى ان عملية تغيير السكرتير لا تمثل بحد ذاتها المفصل الاساسي بعملية التصحيح بقدر ما هي ضوء في نهاية النفق أو مؤشر ايجابي لبداية عملية التصحيح ومن باب اضعف الايمان  وليست اكثر .

ختاما نجد انفسنا مع آلاف الوطنيين والخيرين من ابناء البلد والذين لا زالوا يعقدون الآمال على اليسار العراقي  ليكون جزء من جبهة وطنية شاملة لكل ألوان الطيف العراقي الذي لم يلوث بقاذورات الاحتلال، جبهة تمثل الخيار الامثل لمعالجة الوضع الشاذ في عراق ما بعد الاحتلال، نردد وبحالة من اليأس ما تعلمناه في دروس القراءة الاولية : الى متى يبقى الـ  ..........

ونسمع صدى صوتنا يرجع الينا وهو يردد وبيأس أيضا : يبقى الـ ................

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا