قضية بديهية:

 

 عندما يتحدث الجنرال الامريكي ديمبسي ينصت الاخرون !

 

 

 كاظم نوري الربيعي

 

 

 من الطبيعي ليس الولايات المتحدة الامريكية وحدها  التي تنفرد بخصلة التعامل مع الحكام الذين تنصبهم وكانهم طلبة ابتدائية  بل كل دولة  تغزوا وتحتل دولة اخرى وتنصب سلطة فيها وفق المقاسات التي تريدها هي لاشعب تلك الدولة (مثلما حصل في العراق)  لابد وان يجري التعامل  مع المسؤولين الجدد فيها بالاوامر وممارسة الضغوط والتلميح الى الكثير من التهديد العلني و المبطن وحتى اللجوء الى التخويف و الاستخفاف في احايين كثيرة وهو ماحدث قطعا خلال زيارة رئيس هيئة الاركان الامريكية الجنرال ديمبسي  الاخيرة الى العراق .

قد يتساءل البعض ماذا بشان الولايات المتحدة  الامريكية بعد سحب  قواتها من  العراق هل تبقى تتعامل مع السلطة الحاكمة بذات الطريقة التي بداتها مع بدايات  الغزو  والاحتلال.

الجواب نعم.

 الولايات المتحدة انسحبت عسكريا من العراق لكنها بقيت فيه من خلال اجهزة استخباراتها وقد اكد ذلك اكثر من مسؤول امريكي رفيع يضاف الى ذلك انها تغلغلت في كل صغيرة وكبيرة في العراق ولها عيون في كل مكان الى جانب وجود "جماعات اعدادها  بالالاف تعمل تحت" واجهة " الحمايات الكاذبة" وفي مقدمتها " بلاك ووتر" الاجرامية سيئة االصيت .

قد يتصور البعض ان زيارة الجنرال الامريكي مارتين ديمبسي الاخيرة الى بغداد التي وصلها قادما من بلد هو  الاخر محتل وجرى تنصيب حكومة فيه لاتختلف عن  ماهو موجود في العراق تاتي حتى يتوسل هذا العسكري الامريكي بالمسؤولين العراقيين من اجل اقامة العلاقات العسكرية مع الولايات المتحدة عندما قال" حكومة العراق ابدت رغبتها في تعزيز العلاقة العسكرية مع الولايات المتحدة لاسيما في ظل  محاولات ايران تعزيز نفوذها داخل العراق".

وقال ايضا لااعني بما اقول اننا سنعود الى العراق .

تصوروا يحاول رئيس هيئة الاركان الامريكي ان" يكسر ويجبر" فهو يصور الامر وكان الولايات المتحدة غير موجودة في العراق وغادرته الى الابد  وان العراق اصبح صاحب قرار "  حر  للكشر " يمكنه ان يقيم علاقات  مع من يشاء دون التشاو ر مع" ماما  امريكا " اما زيارته التي سبقتها مكالمات هاتفية اجراها نائب الرئيس الامريكي بايدن مع معظم المسؤولين العراقيين وهي مكالمات لاتخرج عن  اطار التعليمات  و الطلبات وطلبات واشنطن كلها اوامر لكن زيارة ديمبسي  كانت لتلطيف الاجواء  لان الامريكيين لن يعودوا الى العراق نعم هذا صحيح  ان  الامريكيين لن يعودوا بملابسهم العسكرية وان المواطن العراقي سوف لن يرى جنديا امريكيا في الباب الشرقي  لان هناك من " ايوفي وايكفي" ويستطيع ان  يشعل البلاد بالمفخخات والاغتيالات بالكواتم والتفجيرات متى ارادت " سي اي ايه" وفي اي وقت تحدده .

 اذا كان الامر  يعني ان الولايات المتحدة الامريكية غير موجودة في العراق مالغاية اذا من هذه الزيارة يا سيد" ديمبسي" وفي هذه المرحلة الخطيرة التي تعيشها المنطقة جراء الاحداث المؤسفة في سورية والتي هي "  من صنع ديمبسي وغيره من كبار المسؤولين في البيت الابيض؟؟

 لاندري كيف وصل ديمبسي ومن الذي كان في استقباله وهل انه هبط بطائرته في" قاعدة عسكرية امريكية قديمة باتت خالية من العسكريين  ام هبط في  قاعدة عسكرية امريكية لم يشملها رحيل ابناء واحفاد ديمبسي عن العراق ام هبط بالمظلة ام  انه جاء خلسة وعلى طريقة اللصوص من المسؤولين الامريكيين الذين سبقوه ولم يعرف بالزيارة سوى السفير الامريكي واجهزة الاستخبارات  الامريكية المنتشرة في العراق؟؟

 لم يبق الا ديمبسي يريد ان يضحك على العراقيين  من الذين استمعوا الى تصريحاته وهم يدركون ان لزيارة رئيس هيئة الاركان الامريكي للعراق صلة باوضاع المنطقة والتهديدات  بضرب  ايران امريكيا واسرائيليا بعد ان تنجلي الاوضاع في سورية  التي تخضع لمؤامرة دولية تقودها الولايات المتحدة  وحتى يتوضح الامر الذي سيتم التصرف في ضوئه.

 اما هزيمة لمعسكر الشر والعدوان تبدا من سورية واما اشعال فتيل حرب في  منطقة تجول ديمبسي قبل  اندلاعها ليتعرف اين سيكون دور العراق فيها وما هو المطلوب منه في كلا الحالتين وقد القى درسا  وموعظة على الذين التقى  بهم في العراق لياتي  الاعلان من واشنطن عن ان صفقة طائرات اف 16 سوف تتم لكن  اول طائرة ستسلم  للعراق في عام 2014 اي عيش " ياحمار لمن يجيك الربيع".

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا