ماذا نسمي التدخل الاستخباري الحالي  في سورية اذا ؟؟

 

 

كاظم نوري الربيعي

 

الخسائر العسكرية والبشرية التي منيت بها قوات الولايات  المتحدة الامريكية سواء خلال غزوها   واحتلالها للعراق او احتلال افغانستان التي يواصل شعبها  وبشكل يومي توجيه الضربات  للقوات  الامريكية وحلفائها في" ناتو " كان وراء ازمتها  الاقتصادية وانهيار العديد من البنوك والمصارف في الغرب وفي الولايات المتحدة نفسها وجعلاها تستبدل خطط التدخل العسكري المباشر في شؤون الدول الاخرى بتدخل من نوع اخر يجنبها الخسائر العسكرية بالافراد والمعدات .

  وبالرغم من  الخسائر  شبه اليومية في صفوف القوات الاجنبية بافغانستان  ولن  يمر  يوم الا ونسمع فيه عن مقتل عدد من  عسكريي حلف " ناتو" بينهم اميركيون وحتى اسقاط مروحيات واستهداف  القوات الاجنبية  بالرغم من كل ذلك هناك تعتيما اعلاميا  متعمدا على مايحصل في افغانستان خاصة عندما تستهدف القوات الاجنبية المواطنين الافغان العزل ولن نسمع سوى احتجاجا خجولا من حكومة كابول العميلة .

هذه الخسائر والانهيارات الاقتصادية التي  تعصف  بدول اوربية عديدة تدعم النهج العدواني الامريكي في العالم  جعل واشنطن وحتى حلفاؤها    يتبعون سياسة جديدة عند  التدخل في  شؤون الدول الاخرى معتمدين على  " تجنيد المرتزقة المسلحين" والاكتفاء بتقديم الدعم"  الاستخباراتي والمعلوماتي واللوجستي  لهم" بعد ان تطوعت دول عميلة بتجنيد هؤلاء المرتزقة وتقديم المال وشراء الاسلحة لهم مثلما تبرعت دول اخرى بتدريبهم في معسكرات خاصة  وتهريب " القتلة والارهابيين" عبر حدودها وهو ما يحصل الان في سورية.

صحف غربية عديدة  ومنها  صحيفة صنداي تايمز  البريطانية   كشفت عن عمليات تجسس تقوم بها  المخابرات البريطانية  لصالح هجمات يقوم بها الارهابيون في سورية مثلما تفعل الشبئ نفسه استخبارات  امريكية والمانية من  بواخر حربية  تتخذ من المياه الدولية القريبة من المياه الاقليمية السورية مواقع لها للتجسس على تحركات القوات السورية الحكومية  وتقديم المعلومات للجماعات  المسلحة والارهابية التي تسللت من  الاراضي  التركية  واللبنانية وحتى  الاردنية وتقوم بالاعمال الارهابية المسلحة في المدن  السورية الان وهو ماجعل الحرب تطول بعد ان تحولت الى حرب شوارع في بعض المدن السورية مثل ادلب وحلب وحمص الهدف منها اشعال حرب اهلية في عموم البلاد وانهاك الجيش العربي السوري الذي تنقصه خبرة"  قتال  الشوارع " الى جانب لجوء الجماعات المسلحة الارهابية الى اسلوب الاحتفاظ برهائن مدنيين عزل واستخدامهم  ك"  دروع بشرية"  والتخفي بين المناطق السكنية مما يجعل الجيش السوري عاجزا عن التدخل احيانا حفاظا على ارواح المواطنين .

 وبالرغم من  ادعاءات واشنطن  والدول التي تنفذ مخططاتها في المنطقة بانها  لن تتدخل في الشان السوري وان مايجري هو قتال بين" قوات معارضة" للنظام وقوات حكومية فان تلك الادعاءات هي  مجرد اكاذيب فقد عرضت السلطات السورية عددا من    الارهابيين القتلى من حملة الجوازات التركية مثلما تحدثت وسائل الاعلام عن مسلحين من ليبيا وافغانستان والشيشان فضلا عن ضبط القوات السورية عناصر  مخابراتية من قطر وتركيا وغيرها من الدول التي تشارك واشنطن في سياستها الحالية ازاء  استمرار تفجير الاوضاع في سورية وصولا الى اسقاط الدولة السورية مثلما حصل في العراق   وليبيا التي لم تستقر الاوضاع الامنية فيهما حتى الان رغم مرور تسع سنوات على احتلال  العراق وكذلك الوضع في افغانستان.

 يحصل كل هذا التدخل الاجنبي في الشان السوري الداخلي  وفقا لاعترافات صحف في  لندن وواشنطن وبرلين فضلا عن انقرة والرياض والدوحة التي تتكفل بتقديم الدعم العسكري علنا ودون وجل  .

مع كل الذي يحصل  هناك من يحلوا له ان بزعم ان الجماعلت المسلحة" هي مجموعات معارضة تنتسب الى الجيش الحر"  تعتمد في قتالها   بالمدن السورية ضد قوات الجيش  النظامي على نفسها وهي كذبة  لاتحتاج الى من يدحضها لان الذي يحصل هو حرب" بالنيابة" حرب تشن ضد سورية من  اجل اطاحة النظام وهدم كيان الدولة حرب الهدف منها  اشعال فتيل حرب  اهلية وصولا الى تقسيم سورية على  اسس طائفية وقومية ومذهبية يتضح ذلك جليا من خلال الطرح الذي تتداوله القوى اتي تدعم التحرك العسكري  الارهابي المسلح   الذي تتعرض له معظم  المدن السورية.

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا