حظر الطيران في سورية عودة الى  السيناريو الامريكي في العراق

 

 

كاظم نوري الربيعي

 

المح مصدر امريكي رفيع الى امكانية قيام الولايات المتحدة  بفرض منطقة محظورة  على الطيران  في سورية دون ان يحدد تلك المنطقة لكن من الواضح ان تلك المنطقة تشمل وجود " العناصر  المسلحة" التي تم تسريبها ومدها بالسلاح والاموال عبر الحدود  السورية مع دول الجوار وخاصة تركيا اي ان واشنطن عازمة على " توفير الحماية" للارهابيين  القتلة " الذين يعبثون بالامن السوري ويرتكبون الجرائم ضد الابرياء.

  السيناريو الامريكي هذا جاء بعد ان شعرت واشنطن ان  مشروعها الاستعماري بات  على طريق هزيمة مريرة    مثلما حدث في عام 2006 عندما شنت اسرائيل عدوانها على لبنان وتمكنت المقاومة  اللبنانية من افشال العدوان بل والحاق  الهزيمة ب" الجيش الذي لايقهر" وذهبت تصريحات غونزاليزا رايس التي كانت وزيرة للخارجية الامريكية انذاك وهي تبشر ب" الشرق الاوسط الجديد" ادراج الرياح بل صمتت الى الابد رغم تلك التصريحات  التي تزامنت مع العدوان الاسرائيلي مثلما تعرض" المشروع الامريكي الاسرائيلي الشرق اوسطي" للاجهاض في تصدي المقاومة الفلسطينية في غزة  للعدوان الاسرائيلي وافشاله وعدم السماح له بتحقيق اهدافه .

واشنطن اخذت  تفكرالان ب" سيناريو" منطقة حظر الطيران في مناطق بسورية  وهو ذات السيناريو الذي اوصل العراق الى ما هو عليه الان بعد ان  سمح النظام السابق بذلك ورضخ رغم كون قرار حظر الطيران كان امريكيا وليس قرارا دوليا بل انه كان قرار  مدعوم من قبل حلفاء واشنطن التي  تمكنت في نهاية المطاف من اسقاط النظام .

سورية لابد ان تعي هذه اللعبة وعليها ان لاتسمح بفرض حظر للطيران او اي حظر في اي منطقة سورية لان ذلك يعد تدخلا سافرا في شانها الداخلي بل يعد عدوانا خارجيا صريحا وواضحا على السيادة  الوطنية السورية وعليها ان ترد على اي تدخل للطيران الغربي والامريكي وان لاتسمح به تحت اية ذريعة بما في ذلك  ذريعة حماية " المدنيين" وهي كذبة الهدف منها حماية الارهابيين الذين يعبثون بامن سورية بعد ان تلقوا الضربات ولحقت بهم الهزائم في المدن السورية وفي مقدمتها دمشق وحلب .

الظروف التي فرضت فيها واشنطن منطقة حظر الطيران في العراق في  حينها تختلف عن الظروف الحالية فقد لزمت روسيا والصين  انذاك الصمت دون ان تستخدما " الفيتو" وهو ما استغلته الولايات المتحدة وتمادت في عدوانها على العراق مثلما اتخذت من حجة" اسلحة الدمار الشامل" كذبة اخرى تساندها بريطانيا في ذلك الوقت لغزو العراق واحتلاله وكان غزوا واحتلالا   منافيا للاعراف  الدولية بعد ان تاكد للعالم  "  لا اسلحة دمار شامل ولاهم يحزمون" انه النفط الذي ينهب وللعام العاشر دون حسيب اورقيب  واخضاع العراق للمشاريع الامريكية في المنطقة.

 القيادة السورية واعية لابد وانها تدرك اللعبة جيدا وعليها ان  لاترضخ مثلما رضخ النظام العراقي السابق لمثل تلك القرارات التي يراد تنفيذها خارج اطار مجلس الامن الدولي او  الامم المتحدة " انه  السيناريو الامريكي الذي تلوح به  سيكون بمثابة عدوان عسكري وتدخل سافر في الشان السوري خاصة وان تركيا اوردغان حليف واشنطن والعضو  في حلف " ناتو" كانت قد جربت حظها  وبايعاز من الحلف لجس نبض سورية   عندما ارسلت طائراتها الحربية  وكانت الدفاعات الجوية السورية  مستعدة عندما اسقطت  احداها  في المياه الاقليمية السورية وقد علق خبير عسكري روسي على الحادث في حينها بالقول ان لدى سورية دفاعات جوية بامكانها اسقاط الطائرات المعادية مثلما يسقط الصياد الماهر اسراب البط .

  دمشق تعي جيدا ان" قاعدة "انجرليك العسكرية هي  تركية بالاسم فقط "    لانها تخضع لحلف " نانو" حيث وجود القوات الجوية الامريكية والبريطانية التي لعبت دورا عسكريا مباشرا في حظر الطيران على شمال   العراق وسوف  يستغلها الحلف في عدوانه على سورية الذي تمهد له الولايات المتحدة تحت ذريعة" حظر الطيران لحماية المدنيين".

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا