لعبة" اردوغان"  في اخذ "الهاشمي" بالاحضان

 

 

  كاظم نوري الربيعي

 

تحدثت الانباء عن منح السلطات" الاردوغانية" في تركيا الاقامة الى طارق الهاشمي نائب رئيس العراق المطلوب الى الشرطة الدولية" الانتربول" وفق مذكرة اصدرتها بهذا الشان استناد الى طلب من السلطات العراقية  التي تتهم الهاشمي بالمشاركة في  اعمال ارهابية اودت بحياة العديد من العراقيين او باصداره تعليمات الى حمايات تابعة له بتنفيذ مثل تلك الاعمال الاجرامية .

اردوغان الذي  انخدع العالم الاسلامي بتصرفاته في بداية الامر  باعتباره  حاملا لراية "  الاسلام  الجديد" افتضح دوره مثلما افتضح دور قطر و" فضائية الجزيرة" التي كانت  سباقة بالدفاع عن حريات  الشعوب واعتبرها البعض نموذجا  للاعلام  العربي " الحر" و" الصادق" و"الموثوق به" واذا باردوغان ومؤسسي  الجزيرة في قطر  يسيران على خط تخريبي واحد وانكشف زيف ادعاءات الاثنين معا في الاحداث التي شهدتها المنطقة وكيف تصرف  الاثنان " تركيا وقطر" فكانت تركيا حاضنة للارهاب ومصدرة له الى المنطقة بعد ان استقبلت الالاف على اراضيها وتم تسريبهم الى سورية وتكفلت قطر والسعودية بتوفير الدعم المالي لهم والسلاح  بمشورة ودعم امريكي اسرائيلي لقتل الابرياء من المواطنين السوريين والعبث بامن البلاد  واشاعة الرعب  بين ابناء الشعب.

لاغرابة اذا عندما نسمع ان " حكومة اردوغان" منحت   الاقامة  لشخص مثل " الهاشمي" يطالب به الانتربول  لارتكابه اعمالا اجرامية في العراق وهي التي تمارس الارهاب  علنا وفتحت حدودها للمخربين بهدف تهريبهم الى دول الجوار لاثارة الفوضى والعبث بالامن.

 الان فقط عرفنا لماذا فشلت تركيا ولعقود في الحصول على عضوية الاتحاد الاوربي ولماذا  يصر الاتحاد ولسنوات على رفض قبول تركيا ضمن الاتحاد الاوربي كونها غير مستوفية للشروط التي تؤهلها للانضمام الى الاتحاد.

 اما مسالة انضمامها الى حلف "  ناتو " واعتبارها  الجناح  الشرقي للحلف  فان دورها التخريبي العدواني يؤهلها الى ذلك لاسيما وان الحلف نفسه الذي تقوده الولايات المتحدة هو بمثاية اداة عدوانية لتنفيذ المخططات والمشاريع الامريكية ويدها الى تتطاول على الدول والانظمة التي  لاتروق للسياسة الامريكية وقد اتضح ذلك جليا في احداث  يوغسلافيا السابقة قبل سنوات مثلما افتضح دور الحلف التخريبي والاجرامي  في   ليبيا.

 تركيا اوردغان التي لاتتردد عن شن الغارات الجوية ضد الاكراد في العراق  وممارسة شتى صنوف القهر والاضطهاد ضدهم وجدت ان مصلحتها  تلتقي مع قادة اكراد بالشمال العراقي   في هذه المرحلة مستغلة ضعف  الحكومة المركزية في بغداد بعد احتلال البلاد ومستفيدة من بارزاني الذي ابدى استعداده لتقديم كل ماتريده انقره مثلما التقى  بارزاني واوردغان في خط التامر الامريكي الاسرائيلي على سورية والعراق فنرى  الاول يستقبل  مجموعات من الاكراد على الاراضي العراقية ويقدم لهم الخبرة والمساعدة من اجل اثارة  الفوضى في سورية بينما يقدم الثاني كل التسهيلات للارهابيين بالدخول الى الاراضي السورية  ويحشد القوات التركية على الحدود بهدف ممارسة الضغوط على الحكومة والدولة  السورية وصولا الى ماتسعى له واشنطن وتل ابيب من اجل اسقاط النظام الحاكم.

لانجد شيئا يثير التساؤل من تصرف حكومة اردوغان عندما  احتضنت الهاشمي   ومنحته الاقامة بل انها ستحركه لاثارة المشاكل في العراق متى رغبت بذلك من اجل غايات واهداف " ذات طابع طائفي مقيت.

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا