عن اية صورة وردية في العراق يجب ان  يتحدث الصحفي ؟؟

 

 

 كاظم نوري الربيعي

 

تحدث  السيد نوري المالكي رئيس الحكومة  في  عيد الصحافة العراقية الذي يصادف الخامس عشر من حزيران وجرى الاحتفال به في الثامن والعشرين من الشهر نفسه احتفاء بوفاة موسى الكاظم " ع" ولاندري ماهي  العلاقة بين وفاة موسى الكاظم وعيد الصحافة" الذي ارتات نقابة الصحفيين ذلك كما ذكروا  تحدث المالكي عن صورة وردية للاوضاع في العراق  واتهم وسائل اعلام دون ان يسميها بانها لاتنقل سوى السلبيات  عندما تتحدث عن الاوضاع في البلاد  وان العراق  يتعرض لصورة تشويه اعلامي .

 واكد امام الصحفيين العراقيين انه لايوجد في المعتقلات او السجون العراقية صحفي واحد لكنه لم يتطرق الى  الالاف المعتقلين من الذين لم يبت القضاء في  الاتهامات الموجهة لهم مشيرا الى فسحة الديمقراطية التي يتمتع بها الصحفي دون ان يتطرق الى عمليات الاغتيال والتصفيات التي طالت  المئات من الصحفيين الذين وصل عددهم منذ غزو العراق واحتلاله الى 350 صحفيا واعلاميا  وفي مقدمتهم المرحوم شهاب التميمي نقيب الصحفيين العراقيين  السابق الذي قتل دون ان يكشف النقاب عن الجهة التي كانت وراء عملية تصفيته بل ان " الحكومة" لن تكلف نفسها عناء البحث عن القتلة .

 السيد المالكي كما يبدوا يعيش في برج "عاجي" تحيط به شلة من الحمايات تحت مسميات مختلفة من بينها" سوات"و مغاوير الداخلية " وان تكلفة تلك الحمايات السنوية تقدر بملايين  الدولارات.

السيد المالكي نسي انه تعهد بان ينجز" مصيبة الكهرباء" خلال عامين لكنه لم يف بوعده وهاهي ايا م حزيران وتموز واب تمر تباعا تحرق اليابس والاخضر  مثلما لم يف بوعوده الاخرى  المتعلقة بتوفير الخدمات وغيرها الكثير.

عن اي صورة وردية يجب ان يتحدث الصحفي؟؟ عن  المفارز والسيطرات  التي تغص بها الشوارع العامة والتي توحي للمشاهد وكان البلاد تعيش  احتلالا عسكريا  للعام العاشر ام عن الفساد المستشري في  الدوائر الحكومية ام عن السرقات  والاموال التي  تنهب من خزينة البلاد وتهرب الى خارج  العراق ام عن البطالة المتفشية في صفوف الخريجين ام عن مزوري الشهادات الذي  تهدد كتب رسمية صادرة من مكتب رئيس الوزراء المستشارين الثقافيين في سفارات الدول الاخرى بالويل والثبور اذا لم يصادقوا على التزوير وقد حصل ذلك في لندن عندما  رفض اول مستشار ثقافي  وطني شريف ذلك  وقدم استقالته وطلب اللجوء في بريطانيا  وتم استبداله باخرين من اجل تنفيذ مهمة تصديق الشهادات المزورة ؟

 ام عن ملايين الاطفال المشردين والايتام الذين لم يكترث بهم احد ام عن الارامل ام عن الفقر الذي يضرب اطنابه في العراق وتحولت مكبات النفايات الى مصارد رزق يبحث بها عشرات المواطنين ام يتحدث عن المحسوبية اوعن التعالي لدى المسؤولين في المؤسسات الحكومية على الشعب وهم يلوكون مقولة بالية انهم" اعضاء في البرلمان" تم اختيارهم من قبل المواطن. ام عن  ظاهرة الرشوة المستشرية في الدوائر الحكومية وبات من لا يدهن السير يرى العجب العجاب للحصول على حقوقه.

هل تريدون من الصحفى ان يصور التفجيرات والمفخخات التي تحصد ارواح العشرات من الابرياء وبشكل متواصل  على انها " افلام  كاوبويز "؟؟ وهل تريدون ان يعتبر الصحفي الكواتم التي تزهق ارواح الابرياء على انها مجرد العاب يلهوا بها الاطفال ؟؟ وهل تريدون من الصحفي ان يصور النيران التي تنطلق من العبوات اللاصقة او المتفجرات على انها"  العاب نارية"؟؟ وهل تريدون ان  يعتبر الصحفي مايسرق من امول من الخزينة على انها امول تحفظ للعراقيين في  مصارف وجيوب امينة  تستخدم لخدمة العراقيين ايام المحنة ؟؟

 وهل تريدون ان  يسمي الصحفي الامتيازات  التي تحصلون عليها وتتمتعون بها في جميع مفاصل السلطة  سواء كانت مادية او معنوية بانها نزلت عليكم بقدرة قادر لان فيكم من  يؤدي الصلاة باوقاتها بعد ان مرت  المكواة على جبينه كشاهد زور؟؟

 وبصريح العبارة لاتوجد دولة في العراق لها هيبة الدول المتعارف عليها  لو وجدت مثل هذه الدول لاحترمت الدول الاخرى المواطن العراقي  وجواز سفره  وتمتع بالسفر بحرية بين الدول دون عقبات كبقية شعوب  العالم  لا ان نراه  يبحث عن  " الفيزا" للوصول حتى  الى جيبوتي ولم يحصل عليها بل ان حامل الجواز العراقي بجميع طبعاته" اس ايج جي " تحول الى متهم في نظر الدول الاخرى واجهزتها  ما ان تعرف انه يحمل جواز سفر عراقي  لان ماموجود الان ومنذ الاحتلال هو اقرب الى المافيات  انها بحق " دولة مافيات" يادولة رئيس الوزراء ". 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا