<%@ Language=JavaScript %> جمال محمد تقي الازمة السورية تزيد الفرقة بين فرقاء الحكم في العراق !

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

الازمة السورية تزيد الفرقة بين فرقاء الحكم في العراق !

 

 

 

جمال محمد تقي

 

لم يكن انقسام شركاء الحكم في العراق حول الموقف من مجريات الاحداث العنيفة في سوريا بعيدا عن الحسابات المتضاربة التي تتمحور على جنباتها دوافع تخندقاتهم وتحاصصاتهم الطائفية والعرقية القائمة اصلا منذ انطلاق مايسمى بالعملية السياسية ، التي ارساها الامريكان في العراق بعد احتلاله عام 2003  ، حيث وجد "الشركاء الفرقاء" انفسهم ، منغمسين وبكل ما يحملوه من اجندة بما يجري حولهم ، وبما هو مؤثر بهم وبادوارهم وبتحالفاتهم الاقليمية والدولية ، التي بدأت تتجلى ملامحها وبقوة مع اشتداد عود الازمة السورية ، حيث انعكست مجرياتها على تموجات علاقاتهم وعلى طبيعة اصطفافاتهم ، فما يجري اليوم في سوريا لا يمكن ان ينتج الا ما تحتمه متطلبات مشروع الشرق الاوسط الكبير ، والذي يسير وبتلاحق حثيث ليشمل لبنان وايران وبطبيعة الحال العراق ايضا ليكون جاهزا تماما لحصد ما زرعه الامريكان فيه ، حيث سيكون موديلا مشجعا لانبثاق دويلات الملل والنحل على الخارطة الجديدة للمنطقة برمتها ، وان لم يكن ذلك بفعل بذرة الشقاق والنفاق التي بذرت في روح وجسد العراق الامريكي فانه سيكون بفعل عوامل الضغط  التي ستمليها متغيرات الجوار ذات اللون الواحد والمحكومة اصلا بنظام الهندسة الامريكي الذي يسعى لتغليب نزوع التجزئة والتفرد على نزوع الجملة والتوحد في كل معاملاته الاستراتيجية سياسيا واقتصاديا .

الجديد القادم سيقزم ادوار بعضهم وسيضخم من ادوار وطموحات البعض الاخر منهم ، بل ان ما هو قادم سيجعلهم جميعا يزدادون تشبثا بخنادقهم الطائفية والعرقية على حساب الروابط الوطنية الجامعة !

المالكي يستخدم الخطاب الطائفي لضمان تأييد قوى التحالف الشيعي له ، وهو يستخدم الخطاب الوطني لكسب تأييد العرب السنة المتضررين من تجاوزات التحالف الكردي ، وفي كلا الحالتين يسعى لتجديد فترة حكمه ومن دون منازع ، اما القائمة العراقية فهي خاسرة لدورها الذي حاولت ان تلعبه بشعارات عابرة للطائفية والعنصرية ، وهي بتحالفها مع الكرد رضخت لابتزازهم ، وانحدرت عمليا لتبرير تجاوزاتهم ، ومن هنا فأن نتائج اية انتخابات قادمة ، ستكون حتما مجيرة لمصلحة المالكي ومن دون منازع ، لكن الاستحقاق الانتخابي سيكون اسيرا لما ستفرزه المعادلة الاقليمية الجديدة من اصطفافات وانقلابات ، ويبدو ان هذا ما يجعل علاوي وقادة العراقية الاخرين ، بما فيهم الهاشمي المقيم في تركيا ، اكثر تصلبا مما مضى تجاه دعوات المالكي للحوار ، فبرغم الانشقاقات وبرغم فشل كل مساعي سحب الثقة وحتى فشل مسعى استدعاء المالكي لغرض استجوابه في البرلمان ، الا ان قادة العراقية يصرون على عدم التجاوب ، بنفس الوقت الذي يغازل فيه المالكي زعامات وقيادات سنية من خارج القائمة العراقية ، ويعيد الى الخدمة اعداد مهمة من ضباط الجيش العراقي السابق ، ويلبي بعض المطالبات الملحة لعدد من مجالس المحافظات السنية ، وفي الوقت الذي يتشدد في مواقفه من التحركات التركية التي تساعد البرزاني على المزيد من الخروقات ، فان قادة القائمة العراقية يتخندقون مع البرزاني ويعتبرون تركيا سندهم في التصدي للمالكي وبالتالي للتغلغل الايراني داخل العراق ، وهذا المسلك افقد العراقية المصداقية حتى امام اجزاء مهمة من جمهورها ، لكن قادتها لا يبالون لان مراهنتهم على التحولات الاقليمية المحتملة والتي ستؤدي لمحاصرة ايران وعزلتها بعد النيل من نظام الحكم القائم في سوريا وبالتالي تقزم الدور الايراني داخل العراق مقابل تعاظم النفوذ التركي والسعودي فيه ، قد طغت على كامل تعاملاتهم الاخيرة ، الصدريون من جانبهم حاولوا الامساك بالعصى من منتصفها ، فهم من جهة مع كل الجهود المبذولة لاستبدال المالكي بسبب من هيمنته على السلطة والاداء الخدمي الفاشل وتفشي الفساد ، لكنهم بنفس الوقت لا يتفقون مع تعاطي الاكراد والعراقية مع الازمة السورية ولا في تماهيهم مع السياسة التركية المضرة بالعراق ، وهم مع انتشار الجيش الاتحادي في المناطق المتنازع عليها ، وهم يتجاوبون مع الضغوط الايرانية الداعية لعدم اقصاء المالكي ، ومع ذلك فهم يعملون حاليا من اجل تحديد ولاية رئيس الوزراء بدورتين غير قابلة للتجديد ، اي حرمان المالكي من ولاية جديدة لرئاسة الوزراء بعد انتهاء مدة ولايته الحالية !

البرزاني وبخلاف قرينه الطالباني الذي جعلته الجغرافية اسيرا للضغوط الايرانية  ، يلتقي تماما مع الموقف التركي تجاه سوريا وايران والمالكي ، وهو يستثمر بهذا الاتجاه كل الامكانيات المتاحة امامه ، انه يسلح الجماعات الكردية السورية ويأوي قادتها وينسق مع المخابرات التركية ومخابرات الدول الغربية لدعم الدور الميداني لتحركات الجيش السوري الحر والجماعات الكردية المسلحة ، وفعلا اصبحت حدود الاقليم مع سوريا موبوءة بالمتمردين ، كما هي الحالة مع الحدود التركية السورية ، حيث اصبحت ممرات سالكة لتمركز عناصر الجيش السوري الحر، البرزاني ومنذ احتلال العراق قد وضع اجهزت امنه وميليشياته تحت التصرف الميداني للقوات الامريكية ، ودعاهم مرار وتكرارا وبشكل علني لاقامة القواعد العسكرية الثابتة في الاقليم ، برغم تعارض دعواته تلك مع الدستور الذي يدعي تمسكه به ، وهو يحاول وبصفقات تسليح سرية تعزيز القوة النارية لقواته بنفس الوقت الذي يعترض فيه على العقود الشرعية المتعلقة بتسليح الجيش العراقي !

لقد اقام البرزاني علاقات مخابراتية وامنية مباشرة مع الامريكان والاسرائيليين الذين كانوا وما زالوا يشرفون على اعداد جيش الدولة البرزانية القادمة ، والبرزاني هنا لا يجد حرجا في الاعلان عن توجهه هذا ، مثلما لم يجد حرجا في الاعلان عن تصديه لعناصر حزب العمال الكردستاني التركي لمصلحة تركيا التي لا يريدها ان تقف بوجه تطلعاته لاقامة الدولة البرزانية طالما انها ستكون عونا لها وشريكا لها بنفط كل ولاية الموصل مستقبلا ، مثلما لم يجد حرجا بالاعلان عن دعمه المادي والمعنوي الصريح للاطاحة بالاسد ، وتركيا من جهتها لا تستبعد دخول جيشها الاراضي السورية المحاذية لها لمقاتلة عناصر حزب العمال الكردستاني المتسللين للاراضي السورية !

البرزاني يضع نفسه تحت تصرف تركيا ومن خلفها الناتو ، وهو يريد تعميق هذا الاتجاه بربط الاقليم بالمصالح الحيوية لامريكا ودول الناتو في المنطقة من خلال رهن ثرواته النفطية والغازية في بورصات الشركات النفطية الغربية العملاقة كشركة اكسون موبيل التي وقع معها عقد مشاركة ليس له حق توقيعه وليس للشركة حق تنفيذه !

في القادم من الايام سيحصد كل الزارعين ثمار ما بذروه في اي حقل من الحقول الداخلية والخارجية ، وخاصة هؤلاء الذين ربطوا مصير حقولهم بمصير حقول الجيران ، سورية كانت ام ايرانية ، تركية او سعودية .

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا