<%@ Language=JavaScript %> جمال محمد تقي الربيع العراقي استحقاق مؤجل !

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

الربيع العراقي استحقاق مؤجل !

 

 

جمال محمد تقي

 

صراعات ورثة الاحتلال الامريكي في العراق تحتدم ، ولم يسعف اصحابها القسام الشرعي الذي دستره المحتل نفسه بالتوافق مع المفتتنين بالتقاسمات الطائفية والاثنية ، حيث كان هو بعينه معينا لا ينضب للتناقض الذي يغذي نزعة التفصيص والاقلمة التي تتدحرج على التوالي نحو قاع التقسيم غير المعلن .

 الامر كله قيد التأسيس ، والتأسيس نفسه تقسيمي ، فالدولة منهارة وليست هناك سوى سلطة يتصارع للانفراد بها او الانفلات منها بعد الانفصال من اقليمها ، الورثة انفسهم  ، وهؤلاء يتخذون من التقاسم شريعة ودستورا لا يقبل التعديل ، لان متطلباته تعيد المتصارعين الى المربع الاول ، وربما الى المربع صفر الذي يصفر عمليتهم السياسية برمتها ويجعلها في مهب الريح اما باتجاه احتلال جديد ، او لثورة شعبية تنقض عليهم جميعا وتحقق للعراق من شماله الى جنوبه استحقاق الربيع الذي طال انتظاره واجتر زمنه بفعل التدخل السافر لجحافل الغزو الامريكي !

المالكي يطلب من اوباما منع شركة اكسون موبايل النفطية من الاستثمار في المناطق المتنازع عليها بين حكومة اقليم كردستان وحكومة بغداد ، والمالكي نفسه يطلب من ايران الضغط على مقتدى الصدر حتى يعدل عن قراره بالاشتراك في عملية سحب الثقة عن حكومته ، وهو بنفس الوقت يطالب ايران بتصليب موقف الطالباني حتى يصمد بوجه ضغوط البرزاني عليه كي لا ينساق الى تحالف الداعين لسحب الثقة عن حكومته  !

بايدن يرسل مبعوث عنه في محاولة منه لايقاف التدهور الحاصل بين ورثة الحكم الاحتلالي في بغداد واربيل ، ممثل الامم المتحدة في بغداد يبدي استعداده للتوسط بين الفرقاء بعد ان قال : بان الاوضاع في العراق تمر بازمة خطيرة ، قاسم سليماني يلتقي في اربيل مسعود برزاني بزيارة خاطفة وغير مسبوقة ، السفير الايراني في بغداد حسن دانائي فر يلتقي وبشكل شبه دائم بمسؤولين في حزب الدعوة وفي التحالف الوطني الداعم لبقاء المالكي بمنصبه !

اعوان المالكي يتهمون  خصومه بالتآمر على الحكم في العراق بدعم من تركيا والسعودية وقطر !

المالكي بنفسه يتهم النواب الموقعين على طلب سحب الثقة منه بالتآمر ، ويقول : بانه لو كان دكتاتورا لكان قد سحق المتآمرين لتنتهي تلك الازمة التي يفتعلها خصومه من اجل تحقيق مكاسب غير شرعية وغير دستورية !

عباس البياتي احد قادة حزب الدعوة الذي يتزعمه المالكي يتهكم في لقاء متلفز مع احدى الفضائيات العراقية قائلا : نحن والتحالف الوطني متمسكون بالمالكي وليس لدينا بديل عنه ، وحتى لو مات فاننا سنستنسخه !

المالكي يخير مخالفيه بين حوار يعالج المطالبات والاشكالات العالقة وبين حل البرلمان والذهاب الى انتخابات مبكرة لا يمكن ان تفلت نتائجها من قبضته ، لانه قد تمكن من احتواء مفاصل مهمة في اغلب التشكيلات المستقلة والتي قامت على اعتبارات الاستقلال عن السلطة التنفيذية ، وكانت جهود الامريكان وممثلي الامم المتحدة حثيثة لجعل هذه الهيئات قريبة من المهنية والحيادية لتحقق نوعا من التوافق والتوازن بين ممثلي الورثة ، فالقضاء ، ومفوضية الانتخابات ، وهيئة الاعلام ، وهيئة النزاهة ، والجيش والشرطة والمخابرات ، هي جهات لا يجب ان يسيطر عليها من في السلطة المتدولة ، حتى لا تخلد تلك السلطة نفسها ، لم يبقى الا البنك المركزي خارج قبضة المالكي ، وتجري حاليا محاولات حثيثة ليكون تحت عباءته !

في كل الاحوال فان المالكي لايستبعد استرضاء جماعة علاوي بتعيين وزير للدفاع من الاسماء التي ترشحها ، وكذا الحال بالنسبة لعودة المطلك او استبداله بشخصية اخرى يرشحها المطلك نفسه ، ولا يستصعب تكوين مجلس شورى تقتصر صلاحياته على التوصيات للرئاسات الثلاث ـ الجمهورية والوزراء والنواب ـ يديره علاوي ، ويبدو ان الجميع مستعد لتناسي الهاشمي وقضيته ، حتى ان هناك من يقول بضرورة تنسيب جماعة علاوي لمن يحل محله ، اما جماعة البرزاني فموقفهم اصعب لان تجاوزاتهم السابقة واللاحقة تفضح حقيقة نواياهم وتباين مواقفهم مع اقرانهم من المعارضين الاكراد الذين يتغازلون مع المالكي ، وحتى من اتباع الطالباني نفسه الذي يخضع لضغوط ايرانية لا تسمح جغرافيته بصدها ، كل هذا يجعل جماعة البرزاني عرضة للانكشاف وبالتالي عرضة للتراجع ، وهم مستعدون للتصالح مع المالكي ، وذلك بعد تجميد بعض خطواتهم الاستفزازية بشأن ابرام العقود النفطية الجديدة ، والتوقف عن الشروع بتنفيذ خط كردي لنقل النفط المنتج من حقول الاقليم الى ميناء جيهان التركي ، مقابل ضمان حصة الاقليم المتصاعدة من الميزانية العامة واعتماد حصة من ميزانية وزارة الدفاع لتمويل حرس الاقليم ، وعدم فتح ملفات الكمارك والمنافذ الحدودية ،  واما جماعة التيار الصدري الذين ادركوا مبكرا ان استمرار الحال على ماهو عليه يعني تغول المالكي وحزبه وبالتالي استفراده بالشارع الشيعي على حساب شعبيتهم التي لا بد ان تجد اكثر من مبرر مقاومة الاحتلال لاستمرار وجودها ، وهنا برزت ملامح التحول الى كتلة سياسية تريد الخروج من العباءة الطائفية الى ماهو وطني ومدني ، وهذا الهاجس هو نفسه ما يقلق المالكي لان بروز الصدريين كتيار جامع ومعبر عن معاناة المتضررين والناقمين والمعدمين سيجعله ند انتخابي يصعب ترويضه خاصة وان مقتدى الصدر يعتبر نفسه وريثا شرعيا للتراث السياسي والشعبي للصدرين ـ محمد باقر الصدر و محمد صادق الصدر ـ وهو يعتبرالمالكي والجعفري ومن لف لفهم معتاشون على هذا التراث ، وعليه فهم على يقين بان عرقلة تفرد المالكي بالسلطة سيتيح لهم نفوذا اكبر ، وهم بالتأكيد سيستجيبوا لمسعى حلول الوسط هذه من دون ان يخسروا مواقفهم بل سيكونون بحالة افضل شعبيا وسياسيا خاصة اذا اطلق سراح اتباعهم المحكومون وايضا اذا تم تلبية المقترح الصدري الخاص بتوزيع ريع الزيادات الحاصلة على متوسط سعر برميل النفط المعتمد بالميزانية العامة على العراقيين ضمن دفعات موسمية !

ان كل الدلائل تشير الى امكانية اتفاق الاطراف كافة على هدنة يكتفي بها المتخاصمون على تناول مسكنات لتهدئة الخواطر حتى الانتخابات القادمة ، وذلك بتنفيذ حزمة من الاجراءات الترقيعية التي تحافظ على ماء وجوههم جميعا ، وفي هذه الحسبة ستكون قائمة علاوي اكثر المتضررين لانها الاكثر عرضة للضغوط والاحتواء ، هذا وهي تملك اكثر من 80 مقعدا برلمانيا ومناصب وزارية عديدة ومنها رئيس البرلمان ونائب رئيس الجمهورية ومنها من يقود مجالس محافظات ديالى ونينوى وصلاح الدين ، فكيف سيكون حالها عندما ستفقد الكثير من مقاعدها في الانتخابات القادمة ، لاسيما وهي غير مؤهلة لتكوين معارضة حقيقية مستندة على قواعد شعبية وبرامج وطنية اصيلة !

المشهد السياسي العراقي سيزداد تعقيدا كلما اقترب الاستحقاق الانتخابي القادم وماسيجعلنا اكثر تشائما من نتائجه هو حجم التدخلات الخارجية المؤثرة فيه والتي تفعل فعلها بترجيح طرف على حساب اخر ، فضرب ايران واشتعال حرب محتملة معها بالتزامن مع اشتداد الصراع داخل سوريا واحتمالات تدخل الناتو على خط الاوضاع فيها سيقلب الحسابات القائمة ويعيد ترتيب الاولويات ، ويبقى الخاسر الاول من كل هذا الاجترار هو شعبنا العراقي الذي يدفع يوميا من دمه وثروته ومستقبله ثمنا لهذا التكالب المسعور من قبل ورثة الاحتلال في الداخل ومن اطماع واستباحات اغلب دول الجوار ومن وصاية الراعي الامريكي البغيض ، والحال هذه ، لا خير يرتجى الا باستعادة شعبنا لسيادته وارادته التي صادرها ورثة الاحتلال على اختلاف تلاوينهم ، ولا تتم هذه الاستعادة من تلقاء نفسها ، انما بثورة شعبية يمهد لها بعصيان مدني تحميه فصائل المقاومة الوطنية الاصيلة والقوى المغيبة !

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا