<%@ Language=JavaScript %> نص مقابلة سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مع قناة "الميادين"

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

نص مقابلة سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله

مع قناة "الميادين"

في حوار خاص جداً أجرى غسان بن جدو وقناة الميادين مقابلة مع سماحة السيد حسن نصرالله تحدثا فيها عن السياسة والأمن والمقاومة والإستراتيجية وعن التحولات واللعبة العالمية الكبرى والصراعات العالمية والإقليمية وعن فلسطين ولبنان وسورية والعراق والخليج وإيران وتركيا وإسرائيل وغيرها، عن الحركات الإسلامية وانتفاضات العصر والثورات العربية وعن أفعى الفتن المذهبية.

فجاء الحديث على الشكل التالي: سماحة السيد مرحبا بكم وشكرا جزيلا على تشريفكم في قناة الميادين هذه اول إطلالة لكم في قناتنا الفتية والناشئة والصغيرة والمتواضعة ولكنها طموحة.

س:سماحة السيد نحن تحدثنا عن الكثير من العناوين إذا اردنا أن نصف المنطقة والوضع بعنوان استراتيجي كبير. كيف يصفه وماذا يقول السيد؟

ج: بسم الله الرحمن الرحيم يمكن باختصار ان نقول اننا امام مرحلة تحصل فيها تحولات كبرى على مستوى المنطقة والعالم، يرتسم من خلالها نظام إقليمي جديد ونظام عالمي جديد وبالتالي ما يجري الآن في منطقتنا خصوصا في السنوات الأخيرة وعلى مدى سنوات مقبلة سوف يرسم واقع ومستقبل ومصير هذه المنطقة بالحد الأدنى لعقود من الزمن.

س: أين تجد تشكل النظام العالمي الجديد، أين تجده وأين ارهاصاته وأين يتمظهر؟

ج: طبعا يكتفي ان نستمع مثلا الى قطب اساسي اليوم يحاول ان يستعيد موقعه في النظام العالمي الجديد وهو روسيا ومعها الصين.

هم يقولون حتى عما يجري في سورية ان ما يجري لم يعد مسألة داخلية بحتة وانما هناك معالم نظام عالمي جديد ترتسم والمؤشرات تبدأ في مجلس الأمن، إذا تحدثنا عن نظام عالمي جديد وعن إصطفافات جديدة ومحاور جديدة، عن انتهاء سلطة القطب الواحد والزعيم الأوحد للعالم والعودة إلى نظام ليس نظام القطبين وانما نظام متعدد الأقطاب، وهذا الآن بدأ يتشكل، لم يعد المشهد تقاسم امريكا والإتحاد السوفياتي سابقا، ثم زعامة امريكا العالم. الآن نحن لا نعود الى ثنائية امريكا وروسيا وانما نعود الى وضع يوجد فيه اقطاب متعددة في العالم ومؤثرة جدا، هناك دول كبرى في العالم مؤثرة جدا وهناك دول في الإقليم بات لها تأثير يتجاوز حتى حدود الإقليم. هذا على المستوى الدولي، ايضا على مستوى المنطقة من الواضح ان هناك انظمة عمرها عقود من الزمن تساقطت، هناك انظمة جديدة تتشكل وهناك محاور وتحالفات جديدة تتشكل. هذا يعني اننا سنكون أمام وضع ونظام اقليمي جديد.

س:عندما تتحدث عن الدول الإقليمية وربما تركيا وإيران باعتبارهما قوتين اساسيتين في المنطقة ولاعبين في الحقيقة، تركيا على الأقل هي عضو في الحلف الأطلسي لا يزال له دور، وإيران تبدو صاعدة. العالم العربي والبلدان العربية ونحن حتى كتيارات ونخب هل نحن لاعبون في هذا النظام العالمي الجديد المرتقب ام ملعوب بنا؟

 

ج: حتى الآن بنسبة أكبر ملعوب بنا، ولكن نحن نستطيع ان نصبح لاعبين كبار على مستوى المنطقة وعلى مستوى العالم أتحدث عن الشعوب العربية والحكومات والدول العربية.

الآن مثلا في مصر. مصر امام استحقاق جديد وتحدي جديد وهو استعادة موقعها القومي والإقليمي. مصر لو عادت الى هذا الموقع تستطيع بقوة ان تكون مؤثرة في الوضع الإقليمي وايضا في الوضع الدولي.

تعرف العراق في عقود سابقة، صدام حسين اخرج العراق من المعادلة الإقليمية عندما زجه في الحرب الأولى مع إيران وفي الحرب الثانية مع الكويت. في نهاية المطاف اصبح العراق معزولا ومحاصرا إلى ان انتهى الى ما انتهى اليه.

اليوم العراق يمكن ان يعود وان يتشكل من جديد وان يلعب دورا إقليميا مهما غاب لعقود من الزمن.

هذا مثل، ولدينا امثلة كثيرة وفي الحد الأدنى كانت مصر غائبة، الآن يمكن ان تعود ،العراق كان غائبا يمكن ان يعود، ونحن نعرف انه دائما في العالم العربي هناك مجموعة من الدول العربية تأثيرها عالٍ جدا ومؤثر جدا.

في مرحلة من المراحل كانت مصر والمملكة العربية السعودية وسورية والعراق عندما خرج العراق بفعل ما حصل بقيت مصر والمملكة العربية السعودية وسورية حتى هذا الثلاثي تفكك نتيجة الظروف المتأخرة.

اليوم هناك الدول التي تحاول ان تستعيد دورها، تستطيع ان تلعب دورا إقليميا كبيرا وبالتالي اذا جمعنا هذه الأدوار الأقليمية استطيع ان اقول: نعم العالم العربي يستطيع ان يلعب دورا عالميا وليس دورا إقليميا فقط.

ولكن هذا مرهون بإرادة الشعوب التي ثارت والتي صحت والتي تحاول ان تمسك بزمام امورها وتحدد مستقبلها.

س:هذا على مستوى الحكومات والأنظمة والدول بطبيعة الحال هي المحدد بشكل اساسي، فيما يتعلق بالتيارات عندما نتحدث على سبيل المثال عن تيار المقاومة.

هل ترى ان تيار المقاومة هو ايضا مرتبط بهذه التحولات التي تحصل في البلدان والدول والسلطات ام هو لاعب، لاسيما انه يسير عكس التيار. بكل صراحة المنطقة تسير باتجاه معين وترى حركات المقاومة ونحن نتحدث معكم كأنكم تسيرون بعض التيار؟

ج: بتقديري هناك فاصل. الى ما قبل تطور الأحداث في سورية، ولقد تناولت هذا الجانب في يوم القدس، الى ما قبل تطور الأحداث في سورية التحولات التي كانت تجري في المنطقة كان من الواضح انها تصب في إطار خدمة تيار المقاومة على مستوى العالم العربي والإسلامي من خلال الثورة في تونس ليبيا مصر اليمن والبحرين. ما كنا نشهده من حركات شعبية وتيارات شعبية، نحن نعرف هذه القيادات وهذه التيارات وهذه الأحزاب ونعرف موقفها من القضية الفلسطينية وموقفها من اسرائيل وموقفها من المقاومة.

عندما قدر في بعض البلدان لهذه التيارات ان تنتصر وان تتغلب على النظام الذي كان قائما، هذا من الطبيعي ان يوجد أملا كبيرا عند المقاومين في المنطقة وقلقا شديدا عند العدو الاسرائيلي، وخصوصا ما جرى في مصر. كنا نتابع الإعلام الإسرائيلي والمواقف الإسرائيلية، استطيع ان اقول باختصار اسرائيل كانت في عزاء لم تشهد له مثيلاً في عقود من الزمن عندما كانت تشهد سقوط حسني مبارك.

والبديل الذي من المفترض ان يتقدم في تلك اللحظة هو التيارات الإسلامية والوطنية والقومية والعروبية التي نعرف موقفها من اسرائيل ومن فلسطين ومن حركات المقاومة وكان من الطبيعي جدا ان هذه الحركات في هذه البلدان التي وصلت الى نتائج محددة ان تأخذ فرصة ومن ثم يتبين موقفها في المسألة الرئيسية وهي الصراع العربي الإسرائيلي. حتى هذه اللحظة انا اعتقد ان ما يسمى بالبيئة الاستراتيجية كانت تتشكل لمصلحة مشروع المقاومة وخط المقاومة وعلى حساب اسرائيل.

عندما بدأت الأحداث في سورية تتطور بهذا الشكل الدامي وسقطت كل مقولات الحوار والتسوية للوصول الى نتيجة (ان شاء الله في المحور السوري نتحدث به)، وبدأ الإعلام يتجه باتجاه سورية والسلاح والمال باتجاه سورية، على اساس الفرز السياسي، على مستوى حكومات وقوى ودول وشعوب وتيارات واحزاب شعبية، هنا دخلنا في مرحلة الشك، ولا اريد ان اقول ان البيئة الاستراتيجية ـ التي قلنا انها تشكلت ـ انها قد انتهت، لا.

دخلنا في مرحلة الغموض والشك على ضوء التطورات السورية وطريقة مقاربة هذه التطورات والاحداث ومعالجة هذا الحدث سترسم بيئة استراتيجية واضحة.

انا اعتقد انه من حيث القوة وبنسبة كبيرة من الفعل والآن اذا عدت لنفس الشعوب والقوى السياسية، نفس التيارات "تحكّها" قليلا ونخرج من اللحظة التي يفرضها علينا الإعلام والعالم هي اللحظة السورية، انا لا اشك ان هؤلاء الناس الذين كانوا دائما وعلى مدى عقود مع المقاومة مع تيار المقاومة ومع خيار المقاومة، هم كذلك الآن أيضاً.

والانقسام شبيه بما حصل في مسألة العراق عام 2003 لكن ليس بهذه الحدة نتيجة اختلاف في بعض المعطيات وبعض الظروف لا اريد ان ادخل بها الآن، ولكن تم التغلب على ذلك لاحقا كما شهدنا الموقف العربي والإسلامي في حرب تموز 2006 وفي حرب غزة اواخر العام 2008. لذلك انا ما زلت آمل اننا ان شاء الله نستطيع جميعا على ضوء ما يمكن ان نقول ونعمل ان نتجاوز هذه المرحلة ونساهم جميعا بتشكل بيئة استراتيجية حقيقية على مستوى العالم العربي والإسلامي تعود لتخدم القضية المركزية هي فلسطين.

س: في كل الأحوال وكل هذا المخاض الذي تشهده المنطقة والعالم لاتزالون مصممين ومتمسكين بان المقاومة هي خيار استراتيجي وليست مجرد عمل عسكري، هي نهج هي فكر هي اداة مشروع كامل.

ج: أنا اقول لك اكثر من ذلك، بالنسبة لنا المقاومة هي ماهيتنا، هي طبيعتنا.

الانسان لا يمكن ان ينفك عن ماهيته وعن طبيعته. انا هنا احب ان اخاطب الرأي العام واقول له من خلال كل ما يجري في المنطقة أن هناك عملاً اساسياً من اهدافه، بالحد الأدنى من نتائجه، ان تصبح فلسطين منسية، وان تصبح القدس خارج دائرة الاهتمام والتفكير والمتابعة، بل اكثر من هذا، ان يتحول المقاومون الى جماعات لها حساسية في الموضوع الفلسطيني، وانا اعني ما اقول ومن يسمعني اعتقد انه يفهم علي جيدا، وهذا له تاريخ وله سوابق. على كل انا احذر من هذا الأمر واقول للجميع: أياً تكون الانقسامات أياً تكون المواقف أياً تكون التباينات فلسطين والقدس هي مسؤولية عقادئية ودينية وشرعية وانسانية واخلاقية. فلسطين والقدس بالنسبة لاي حركة مقاومة هي توحيدها ودينها وصلاتها وصيامها. وبالتالي الاخطار والانقسامات والتباينات والحساسيات لا يجوز ان تمس اصل هذا الموقف واصل هذا الاتجاه، لذلك نحن في مسألة المواجهة مع المشروع الصهيوني والعداء لاسرائيل بالنسبة لنا موقف حاسم أياً تكون التحولات في لبنان والمنطقة.

س:نحن عندما نتحدث عن حزب الله نتحدث عن تاريخه بالمقاومة بعد الفاصل سماحة السيد سوف نبدأ بهذا المحور مباشرة انتم مقاومة بما يتعلق بمواجهتكم لاسرائيل ولاسيما وانكم ختمتم الآن وقلتم فلسطين والقدس تبقى هي البوصلة.

سماحة السيد هذا جزء من المحطات، هل نستطيع ان نفهم منكم اهم المحطات التي استوقفتكم وتؤثر فيكم تعتبرونها مفصلية سواء من ناحية عسكرية استراتيجية سياسية شخصية ؟

ج: كل هذه المحطات مهمة جدا واساسية ومؤثرة، طبعا في هذه اللحظة اذكر الشهداء الاعزاء، الشهيد القائد السيد عباس الموسوي (رض) والشهيد القائد الحاج عماد مغنية (رض) كل الشهداء، سماحة الشيخ راغب، الاخوة الذين اذا حصلت هذه الانجازات وهذه الانتصارات وهذه التوفيقات بعون الله سبحانه وتعالى فببركة ثباتهم وجهادهم ودمائهم وتضحياتهم الى جانب جهاد المجاهدين المضحين الذين ما زالوا ينتظرون وما بدلوا تبديلا ولن يبدلوا تبديلا..

س: على كل حال ذكرتم الشهداء وايضا فيهم نجلكم الشهيد هادي (رحمه الله)، ولكن على المستوى الاستراتيجي أي محطة مفصلية هل هي ...المقاومة الفلسطينية ، هل هي الثورة الاسلامية في ايران، هل هو غزو لبنان، هل هي حرب تموز، هل هو عناقيد الغضب ...؟

ج: في الحقيقة هذه الاحداث هي مثل "السبحة"، مثل نظام الخرز في حبل واحد، وهذه احداث متصلة ببعضها البعض، لا يمكن ان تفك حدثاً عن حدث آخر بشكل عام، يعني وجود قيام دولة اسرائيل الذي ادى الى نشوء المقاومة الفلسطينية كرد فعل، قيام الثورة الاسلامية في ايران وتداعياته الاستراتيجية على مستوى المنطقة وعلى المستوى العالمي، غزو لبنان، انطلاقة المقاومة اللبنانية بفصائلها المتنوعة والمختلفة ولانه قبل العام 1982 كان عنوان المقاومة فلسطينياً اكثر مما هو لبناني. اللبناني كان رديفا او مساندا ، 82 وما بعد صار عنوان المقاومة لبنانياً باشكاله وعناوينه المختلفة وصولا الى الاحداث.

انا اعتقد في الصراع مع اسرائيل انتصار عام 2000 مهم ومواجهة 1993 و1996، يعني ما سمي بتصفية حساب عناقيد الغضب بالاصطلاحات الاسرائيلية، لكن مفصل 2000 كان مهماً لأن هذا انتصار واضح نظيف كامل بلا قيود وبلا شروط. يعني قبل ايام عندما كنا نتابع احداث سيناء وما تطالب به اسرائيل من الحكومة المصرية انه اذا تريدون ادخال الدبابات يتطلب اذن وطائرات ايضا يتطلب اذن والدبابات التي ادخلتموها يجب اخراجها، انا لم اطلع على التفاصيل، ولم أسمع معلومات دقيقة من هذا النوع، ولكن في الملحقات ان هناك شروطا تم املاؤها على الدولة المصرية.

اليوم لدينا نتيجة انجاز عام 2000 الكل ذهبوا الى الحدود اللبنانية. على الحدود، اللبناني يستطيع حفر الآبار التي يريد، ويبني البيوت التي يريد، يفعل ما يشاء، يرسل الجيش، لا يرسل الجيش، دبابات ملالات مدافع، ليس لإسرائيل أي شرط علينا، هناك انجاز حقيقي وكامل عام 2000 أسّس لانتصارات بلا شروط.

س: سماحة السيد، اتفاقية كامب دايفيد تشترط على الجانب المصري ألا يضع قواته العسكرية على جانب كبير، حتى قسموا الحدود الى فئات، بينما في لبنان العكس هو الذي يحصل والعالم كله واسرائيل بنفسها تطالب بان يذهب الجيش اللبناني وبقوات اكثر وباعداد متزايدة...

ج: نعم معاكسة تماما، إذن العام 2000 مفصل مهم واكيد، مفصل 2006 مفصل مهم ، طبعا استشهاد الرئيس رفيق الحريري مفصل مهم على مستوى تأثيراته اللبنانية وعلى المنطقة، والبعض أخذ هذا الامر باتجاه لا يخدم مصلحة الصراع مع العدو الاسرائيلي ونعتقد ان هذا كان احد استهدافات اغتيال الرئيس الحريري. مفصل 2006 طبعاً تاريخي استراتيجي بكل ما للكلمة من معنى. أنا أستطيع بكلمة موجزة أن أقول: إذا كان الإنجاز والانتصار في 2000 دق المسمار الاخير في نعش اسرائيل الكبرى انتهى فان حرب تموز دقت المسمار الاخير في نعش اسرائيل العظمى. نحن الآن أمام اسرائيل العادية، لا كبرى ولا عظمى ولكن بايدينا كشعوب عربية وحكومات ودول في المنطقة نستطيع ان نعيدها لتصبح من جديد كبرى او عظمى، لكن هذا انجز..

س: هذا هو الاساس سماحة السيد يعني نحن الان في حديثنا اذا سمحت لنا ان ننطلق من هذا البعد الاستراتيجي الاسرائيلي بشكل رئيسي. المفارقة سماحة السيد بكل صراحة الآن الوضع العربي يعيش ملفات معينة، وانا اشرت اليكم بالمقدمة ان هناك بركاناً وهناك وضع يغلي، والكل الآن يتحدث عن سوريا، بشكل رئيسي فاذا بكلامكم دائما انه عكس التيار، خارج عن السياق تماما، دائما تصرون على اسرائيل ولا تزالون تتحدثون عن اسرائيل. مدخلنا بهذا الاساس لماذا بهذه اللحظة بالتحديد تتمسكون بالحديث عن اسرائيل وليس هذا فقط، توجهون لها الوعيد والتهديدات والتحذيرات؟؟

 

 

ج: هناك بعدان في الموضوع ، البعد الاول: انه منذ عقود الاميركي والاسرائيلي ومن معهما كانوا دائما يعملون على ان تصبح القضية الفلسطينية خارج اولويات الشعوب والحكومات العربية والاسلامية او خارج الاهتمام، ولذلك يقال خلال عقود من الزمن الاحداث والتطورات والانقلابات والفتن والمنازعات على الحدود والمختلف على ترسيمها ووو الف مصيبة وقعت على رؤوس الشعوب العربية والاسلامية حتى تبقى فلسطين آخر هم، ويكون المنطق دائما: عندنا مشاكلنا دعونا نحل مشاكلنا ونحل قصصنا وبعدها نرى موضوع فلسطين .

يتم استغلال أي احداث لا اقول بان الانتفاضات التي جرت هي مؤامرة اميركية هذا اتكلم عنه لاحقا ، أي احداث تقع في المنطقة ولو كانت بفعل ارادة الشعوب ولو كانت لها اهداف محقة يتم استغلال هذه الاحداث وتسليط الضوء عليها بشكل كبير واغفال المشهد الفلسطيني والموضوع الاسرائيلي ويقال لاسرائيل اغتنمي الفرصة كما يجري الآن. الآن لان العالم كله مشغول في مكان اخر الاسرائيلي يقتطع اراضي جديدة من الضفة الغربية يضمها الى القدس الكبرى. القدس الكبرى تكبر مساحتها والاستيطان يزداد في القدس الكبرى وهذا على مراى ومسمع العالم كله ولا احد يحرك ساكناً، لا جامعة الدول العربية ولا منظمة الدول الاسلامية ولا التعاون الاسلامي ولا الامم المتحدة ولا مجلس امن وهذا خارج الاهتمام. ما يجري على المقدسيين في القدس وما يجري على المقدسات الاسلامية والمسيحية خصوصا على المسجد الاقصى خارج الاهتمام.

نحن ما هي وظيفتنا ؟ طلبة العلوم الدينية، وانا اتحدث عن نفسي، وعلماء الدين، رجال الدين القيادات السياسية والنخب، الاعلام والاحزاب والقوى، يجب ان نعمل لتعطيل هذا الهدف، او ان لم يكن هدفا لتعطيل هذه النتيجة. هم يريدون ان ننسى فلسطين والقدس، نحن يجب ان نذكّر الناس دائما بفلسطين وبالقدس حتى لو في اصعب الظروف الداخلية، حتى لوكنا نقاتل في هذا الزاروب او في هذا الشارع، يجب ان نذكر العالم ان القضية الاساسية هي القدس، تبقى البوصلة هناك. هذا البعد الاول.

والبعد الثاني او السبب الثاني لكلامي هو التهديدات الاسرائيلية. انا استغرب أنبعض السياسيين اللبنانيين لما علقوا على خطابي بيوم القدس تساءلوا انه :خير ان شاء الله" ما الامر، لماذا فلان يهدد، يريد ان يخلق لنا مشكل مع اسرائيل. هذا مؤشر سيء جدا، هؤلاء لا يقرأون اصلا أي شي يصدر عن اسرائيل او يقوله المسؤولون الاسرائيليون. هؤلاء لا يقرأون او لا يسمعون ـ اذا احسنت الظن طبعا ـ طيب يا اخي هؤلاء المسؤولون الاسرائيليون منذ 3 او 4 اسابيع أو شهرين بشكل متلاحق يهددون بتدمير لبنان وبتدمير المنطقة والبنى التحتية بلبنان وبسحق المقاومة في لبنان وبفرض الشروط على لبنان، ولبنان ساكت. للاسف الشديد هذه الحكومة وان كنا نؤيدها وندعمها حتى الآن لم تصدر أي موقف لانها تقول بان هذا الموضوع عند طاولة الحوار وعندما تذهب الى طاولة الحوار، طاولة الحوار هذه لا يصدر عنها موقف واضح ومحدد بسبب تركيبتها وتكوينها. عندما اسرائيل تنذر وتهدد بتدمير لبنان نحن من واجبنا ان نقف ونقول لا، هذا الزمن انتهى. هذا البعد الاخر .

اذن نحن ننطلق فيما نقول اولا لتبقى البوصلة الى فلسطين والى القدس وان المشكلة الرئيسية والاولى في المنطقة ام الفساد والغدة السرطانية الشر المطلق كما كان يقول الامام موسى الصدر هي اسرائيل. وثانيا نحن في موقع الدفاع عن انفسنا عن بلدنا عن اعراضنا عن بيوتنا عن سيادتنا وعن كرامتنا ولذلك نحن معنيون ان نواجه التهديد بالتهديد ، التهديد الذي ينتسب الى وقائع ليس حشو كلام، بل يؤدي الى نتائج ردعية ايضا .

س: ما الذي يقنع الرأي العام العربي الذي هو خارج لبنان والتهديد الحالي بان فلسطين بهذه اللحظة بالتحديد ينبغي ان تكون هي البوصلة والقضية الاساسية وان يعتبر بان اسرائيل ما تزال تشكل تهديدا وما الذي يقنعه بذلك؟ هل هو وجود اسرائيل ام هي السياسات الاميركية وهل هو التحالف العربي القائم وهل هو ماذا بالتحديد؟

ج: المسالة بالاساس، انا اعتقد اخ غسان ، ان العالم العربي والشعوب العربية والنخب العربية لا تحتاج الى اقناع. يعني الموضوع ليس موضوع استدلال واقناع. الان اذا انت تجمع ـ حتى ما يسمى الاعتدال العربي ـ انا التقيت ببعضهم ولا اذكر اسماءهم، بعض قادة دول وبعض اساسيين في دول هم يقولون لي مثلا: انتم تقولون ما لا نستطيع ان نقوله نحن، انتم تعبرون عن ضميرنا عن تاريخنا عن وجداننا عن كرامتنا وما تقولون هو الحق وهو الحقيقة لكن نحن في ظروف دولية، اميركا وغرب وشرق الى اخره، اذن ما في مشكلة قناعة.

نعم ما نحتاج الى هو تنظيم الاولويات، يعني الان مثلا هذا الذي يتطلب نقاش ليس اصل الموضوع وبالتالي اصل وجود اسرائيل خطر اسرائيل على المنطقة هذا مسلّم به، 60 سنة من التعبئة الفكرية والثقافية والعقائدية والاعلامية والنفسية واخطاء وعدوان ووحشية اسرائيل كافية. نعم نحتاج دائما الى مناقشة الاولويات وتنظيم الاولويات .

س: استميحك عذرا سماحة السيد قبل اشهر قبل عام عندما حصلت عملية ايلات صدرت وقت ذاك مواقف وتصريحات وحتى كتابات تقول حتى هذه العمليات ان كانت مشروعة هذه المسالة ارجوكم ان يتم تاجيلها بعض الشيء لانها ستفتح علينا جرحا جديداً اسمه معركة مع اسرائيل، والحال ان الاولويات الان هي اولوية الانتفاضات العربية، اولويات الثورات العربية وليس التغيير، بل اكثر من ذلك هناك حتى بعض المفكرين الاسلاميين ولا اقول الاخرين الذين بدأوا يتحدثون بلغة: الاردن أولاً، مصر أولاً، لبنان أولاً، تونس أولاً وغير ذلك؟

ج: هذا خطأ ، نحن نقول للجميع: اسرائيل هذه اذا تركت تستعيد قوتها وردعها وعنفوانها ومشروعها فإن اطماعها واحلامها ما زالت قائمة. ليست بحاجة الى استعادتها، ما تحتاج الى استعادته هو القوة والسطوة والهيبة والخ

وكلنا متفقون ان مشروعها قائم ، طيب تاجيل هذا الامر سيؤدي الى ان تذهب كل حكوماتنا، كل دولنا، كل مناطقنا امام التهديد الاسرائيلي والوعيد الاسرائيلي. دائما المشكلة كانت هنا، يعني في تنظيم الاولويات.

طبعا نحن نخوض نقاشات داخلية وانا اعتقد انه لا يتنافى كما حصل معنا في لبنان يمكن ان تبقى اولويتك مواجهة المشروع الصهيوني بالاشكال والادوات والاساليب المختلفة وتهتم بالشان الداخلي. لكن هناك شبهة عادة موجودة عند بعض الناس لما تقول أولوية يعني الأول ولا أحد ، الاولوية لا تعني الاول ولا احد. الاولوية تعني هناك ثاني ثالث ورابع وخامس .. ولكن هناك اول. يمكن ان ننتبه للثاني والثالث والرابع دون ان ننسى الاول، دون ان نغفل عن الاول، دون ان نعمل على حساب الاول. القيادات طبعا هي المعنية بادارة هذا الامر.

يعني مثلا في لبنان انا اريد اصلاحاً ومؤمن بالاصلاح واريد ان اعمل اصلاحاً، لكن ايضا انا عندي سقف، وهنا ممكن ان نختلف في الممارسة مع قوى سياسية اخرى حليفة، انه انا حدود الاصلاح عندي او حدود العمل السياسي او حدود الصراع السياسي الداخلي تقف عند الاولوية الاولى، وانا اعتبرها مصلحة استراتيجية اعلى واكبر واهم. العقل البشري وسيرة العلماء وحتى الآن كل العالم يشتغلون وينظمون اولوياتهم. نحن لا نقول اتركوا شعوبكم، اتركوا دولكم، اتركوا حكوماتكم، لا تهتموا للاصلاح والحرية والديمقراطية، ولا تهتموا لرغيف الخبز والتنمية وما شاكل. لا، كل هذا يجب ان نهتم فيه ونعمل ترتيبات له، لكن يجب ان يبقى الاول لما هو الاخطر، والذي يهدد الامة كلها ويهدد أمنها مستقبلها واستقرارها ومياهها ونفطها وخيراتها ومقدساتها وهوالموضوع الاسرائيلي، لذلك نحن دائما ندعو الى الانتباه الى هذه الاولوية.

س: فوكوشيما هذا مصطلح اسرائيلي وليس من (عندنا)، سماحة السيد الآن عاودنا التذكير بما تفضلتم بذكره "نحن نستطيع ببضعة صواريخ أن نحول حياة مئات الالاف من الاسرائليين الى جحيم " ، هل يمكن أن توضح لنا هذا الامر من فضلكم؟

ج: نعم، أولا من المفيد ان ألفت الى السياق، لأن السياق أيضاً مهم ، وقتها عندما تحدثت في خطاب يوم القدس كنت مضغوطا بالوقت، وبالتالي هناك شيء جيد وعلى الناس أن تعرفه، كيف يفكر الاسرائيلي؟

دائما هو يخطط للضربة الأولى، وأنا عندما تحدثت في خطاب حرب تموز عن موضوع عملية الوزن النوعي، كنت أريد أن أشير الى هذا. حسنا، الضربة الاولى في سنة 1967 كانت ضرب المطارات في مصر، في حرب غزة الضربة الاولى كانت ضرب التجمع للاخوة في الشرطة الفلسطينية، وأستشهد المئات، دائما الاسرائيلي في عقله هناك شيء إٍسمه الضربة الاولى. في عملية الوزن النوعي كنا نعتبرها هي الضربة الحساسة والاساسية، الذي يفكر فيه للمستقبل أنه أين توجد الان صواريخ حزب الله يريد أن يفترض، في هذا المكان أو هذا أو هذا ..... هذه واحدة من الفرضيات أنا لا أقول إنها الضربة الوحيدة، يقوم سلاح الجو بالاغارة ويدمر هذه الاماكن وهذه المراكز باكملها وبالتالي يقول حسنا أين قوة الردع التي تملكونها، وقوة الردع هي ليست ال "كلاشن كوف" وال "ار بي جي" أو ال" البي كاسي" او "الكاتيوشا". طبعا الكاتيوشا كان في مرحلة من المراحل رادعا، ولكن الآن الوضع مختلف فهو ينتزع منك قوة الردع، وبالتالي يذهب الى إستباحة البلد.

الرسالة الاولى والتي أحببت أن أوصلها، أنه لا حتى لو فرضنا جدلا،على أسوء الاحتمالات، وأنكم تستطيعون (أيها الإسرائيليون) ان تضربوا هذه الاهداف، في نهاية المطاف هناك أهداف أو هناك مواقع صواريخ أو منصات صاروخية سوف تبقى بمنأى عن معطياتكم وتبقى بمنأى عن إستهدافكم في الضربة الاولى، لو بقيت لنا فقط هذه الصواريخ، فقط، يعني أسوأ فرضية، يمكن لك أن تأخذها في عين الاعتبار بالنسبة لنا، أحسن فرضية ممكن الاسرئيلي يأخذها في عين الاعتبار هي هذه. حسنا، أنا ما أردت أن أقول لهم أولا الرسالة الاولى، أن بقاء عدد قليل من الصواريخ بعد الضربة الاولى لو فرضنا لا سمح الله، الامور مشت في هذا الاتجاه، هذه الصواريخ القليلة قادرة على أن تحول حياة مئات الالاف الاسرائيليين الى جحيم. هذا واحد، إذاً لا تراهنوا على ضربة أولى.

ثانياً إذا أتينا الى النقطة التي سألت عنها، بالحقيقة أنا بالخطاب، والليلة لن ألزم نفسي بأهداف محددة "ندع يدنا مفتوحة"، لكن هذه الاهداف ليست قليلة بحسب معطياتنا ومعلوماتنا، وحسب ما أشاروا هم له ببنك الاهداف. نعم نحن لدينا بنك أهداف ويوجد عدد كبير من الاهداف من هذا النوع، وإحداثياتها موجودة لدى المقاومة وصواريخنا تطالها، وموجهة أيضا في ذلك الاتجاه ونحن بنينا على أسوأ الاحتمالات وبالتالي هذا ماذا يشكل

س: قدرة وقوة ردع حقيقية، هناك أهداف عسكرية فقط أو غير عسكرية أيضاً؟

ج: لا، عندما يريد هو ان يتكلم عن تدمير لبنان وتدمير البنية التحتية في لبنان، لم يعد الكلام في الاهداف العسكرية. تعرف أنه في بداية حرب تموز نحن في اليوم الاول واليوم الثاني، إقتصرنا على ضرب الاهداف العسكرية، ولم نتعرّض لا للمستعمرات ولا للأهداف المدنية، ولكن عندما بدأ العدو بقصف قرانا ومدننا وطرقاتنا والخ... قمنا بردة فعل على هذا النوع من الاهداف.

حسناً عندما أكون انا امام الاسرائيلي ويقول لي أريد أن أدمر البلد، فأقول هو بالمقابل كل ما أستطيع أن أفعله سأفعله، والذي أستطيع ان أقوم به لا يحتاج الى كمية كبيرة من الصواريخ، يعني هنا هناك شيء أسمه نقاط الضعف الاسرائيلية، من نقاط الضعف الاسرائيلية هي وجود أهداف ذات طابع مدني، ذات طابع إقتصاد أو صناعي أو كهربائي كميائي نووي ـ يعني دعهم يسرحون في بالهم الى كل الاحتمالات ـ إذا هو كإسرائيلي عليه أن يعرف أنه لم يعد هناك ضوابط بالعدوان، نحن ليس لدينا ضوابط، طبعا، أنا وحزب الله، حسناً، ممكن في الغد يقول أحدهم "نحن ليس لدينا سلاح كيميائي ولن نستخدمه" يعني هذا بالنسبة الينا محسوم لكن انا لا أحتاج الى سلاح كيميائي بمعزل عن الموقف الشرعي أو الموقف العقلي، أنت لديك مصانع وقواعد ومجمعات وأنا لدي صواريخ، وصواريخي مقابل هذه، وأهدافك مقابل ما تهددنا به على مستوى البلد، لذلك، دعنا أن لا نلزم نفسنا

س: حتى بما يتعلق بالسلاح الكيميائي، نحن لم نسمع ولا مرة أنه يمكن أن لا تستخدموه، طبعا لم تتحدثوا بالامر سابقا ولكن أنتم الزمتم أنفسكم الان بعدم إستخدام الاسلحة الكيميائية

ج: في السابق كنا لا نتحدّث عن هذا الامر ولكن عندما يبقى وضوح شرعي

س:. يعني ليس لديكم سلاح كيميائي ولن تستخدموه،

ج: لا، لأسباب شرعية وإنسانية، لكن إسرائيل لديها سلاح كيميائي وسلاح نووي لكن نقطة القوة عندنا اننا لسنا بحاجة الى سلاح كيميائي وسلاح نووي، هناك اهداف في إسرائيل لو قصفتها تستطيع ان تحقق نفس النتائج،

س: صراحة أنتم لم تلزموا أنفسكم الان بالحديث عن التفاصيل، ولكن الاشارات التي تفضلتم بها صراحة كذلك ليست بسيطة وهي خطيرة. أنتم تتحدثون عن أهداف عسكرية ومدنية وكهربائية وكيمائية وصناعية ونووية، حسنا ماذا أبقيتم في إسرائيل؟ يعني بمعنى أن حزب الله الآن يمتلك سماحة السيد قدرات عسكرية وصاروخية تستطيعون بها انتم كمقاومة ان تستهدفوا او تضربوا أي هدف ولديكم القدرة الجدية والقرار والارادة على إستهداف هذا الهدف، أرجو أن أسمع الجواب من قبلكم وليس إستنتاجا.

ج: هذا صحيح،

س: قولوه جملة مفيدة من فضلكم .

ج: نعم، هذا ليس كلام جديدا والاسرائيليون أيضا يقبلون هذا الكلام، قد يكون بسبب معلوماتهم ومعطياته، أيضا الوقائع الميدانية التي برزت من خلال حرب تموز، انا وفي اكثر من مناسبة أعود وأؤكد: أي هفف على إمتداد فلسطين المحتلة، من الحدود الى الحدود، أي هدف يخطر في بالك يمكن أن تطاله صواريخ المقاومة الاسلامية، نحن الذين نختار الاهداف، طبعا، ضمن جدول، ضمن اولويات ضمن جدوى، لأنه ليس مطلوبا ضرب اهداف كيف ما كان، بل الحرب يجب ان تذهب الى ما هو مؤثر، إلى ما هو موجع، إلى ما هو رادع. نعم نملك هذه الصواريخ وأياً يكن هذا الهدف، عسكري او غير عسكري حتى لو كان فضلا عن المدن والمستعمرات، هذا صار خارج النقاش. نعم هذه الامكانية متوفرة، والاسرائيليون يعرفون انها متوفرة وانا أقول لك من ال 2006 الى اليوم هذا داخل في حسابات الاسرائليين، بشكل واضح وأكيد.

نعم اليوم هناك رادع، هو عندما يقول لك، طبعا يتكلمون عن نتائج حرب تموز، يقول لك الردع على الطرفين، حسنا حرب تموز لم يكن هناك شيء في الجنوب، من ال 2000 الى ال2006 لم يكن هناك لا جبهة ولا قتال على الحدود الجنوبية، كان هناك شيء كنا نعتبره عمليات تذكيرية في مزارع شبعا. لكن حرب تموز كان هدفها سحق المقاومة في لبنان، فشلوا في سحق المقاومة في لبنان، لكن من يومها الى اليوم طبعا هناك ردع حقيقي، هناك ردع حقيقي نتيجة المعلومات والمعطيات الاسرائيلية ولذلك يعني هنا انا قادر ان أقول لللبنانيين واقول لشعوبنا ولمنطقتنا، نعم، إذا توفرت الارداة وشغلنا عقلنا ووضعنا اولوية بإمكانات لا تحتاج الى إمكانات ضخمة، هذه إسرائيل.

في سنة الالفين أنا قلت جملة، بعض الناس إعتبرو أنها جملة عادية، أو وقفة عاطفية أو كلام شعري، لما خاطبت الفلسطينيين وقلت لهم إن إسرائيل هذه أوهن من بيت العنكبوت ، اليوم أقول لك "إسرائيل هذه أوهن من بيت العنكبوت"، لكن هذا بيت العنكبوت محمي بترسانة بباطون مسلح تصنعه حكوماتنا ودولنا والدول الداعمة لإسرائيل، أما إسرائيل فهي بيت عنكبوت، ولذلك من الالفين الى اليوم ترى في المناقشات إذا أنت تتابع الموضوع الاسرائيلي مناقشات انه "نحن بيت عنكبوت أو لا". فإذا كان كلمة عابرة لماذا سوف تترك أثراً في الوجدان الاسرائيلي وفي العقل الاسرائيلي، لأنها لمست حقيقة وواقعاً في الواقع الاسرائيلي.

اليوم هذه إسرائيل لديها الكثير من نقاط الضعف، كل ما نحتاجه أن نكتشف نقاط الضعف وأن نعمل عليها، إذا جلسنا امام عناصر القوة، نخاف، إذا قلت لي أنك تريد فقط أن تقدّم لي المشهد، إسرائيل أقوى سلاح جو في المنطقة، الجيش الاسرائيلي رابع أو خامس او سابع جيش في العالم، إسرائيل معها أميركا، إسرائيل معها الغرب إسرائيل إقتصادها متقدم، تضعني أمام هذه الامور كما يعمل بعض العرب، إنتهى الموضوع. إذا ماذا علينا ان نفعل؟ أن نستسلم وأن نقبل بالفتات التي تعرضه إسرائيل على الفلسطينيين وعلى العرب.

ولكن هذه إسرائيل إيضا لديها نقاط ضعف مهمة جدا وخطيرة جدا وهذا بعضها، حسنا أنا أعمل على نقاط الضعف، وأحاول أن أعطل تأثيرات نقاط القوة، وهنا أهمية طريقة المقاومة عندما نتناقش في لبنان، أنه سلاح جو، أقوى سلاح جو في المنطقة، نعم يستطيع أن يدمر أي جيش نظامي كلاسيكي موجود في الثكنات، ولكن لا يستطيع أن يدمر مقاومة شعبية، لا يستطيع أقوى سلاح جو في العلم.

هذه تجربة يوغسلافيا، كل التجارب تقول ذلك، أنا عندما أقول إن هناك نقاط ضعف في الكيان الإٍسرائيلي وأعمل على نقاط الضعف هذه، وأخاطب العدو في نقاط ضعفه التي يعرفها هو بنفسه. عندما سألتني لماذا هم يصدقونني لأنهم هم تحدثوا بها، وأنا لم أخترع أي شيء من عندي. حسنا، عندما نرى الاسرائيلي في الجدل الداخلي، هم في النهاية لديهم مجتمع عدو ومتوحش ولكن لديهم نقاط يجب الوقوف عندها، إسرائيل دولة مؤسسات، شئنا أم أبينا، دولة ديمقراطية في الاطار اليهودي شئنا أم أبينا، لديهم نقاش، لديهم قيادة جماعية، لديهم سجال يدور في الكنيست في الحكومة في الجيش في الاجهزة الامنية في الصحافة في الشارع، حسنا نحن نتابع هذه السجالات كلها، هناك بعض الاشخاص لكي يثبتوا رأيهم يأتون بأدلة، حسنا هذه الادلة نحن نعرفها وهو عندما يأتي بها، هو يؤكد لي قناعتي، ومعطياتي ومعلوماتي. حسنا، يمكن أن يقول لي بعض الاشخاص لن يعودوا (الإسرائيليون) يتكلمون بعد في هذه المواضيع، أنا أقول لهم لا يمكنهم أن لا يتكلموا بهذه المواضيع، سوف يستمرون بالكلام.

 

يعني هم لا يعرفون ان حزب الله يتابع هذه مواقفهم ومقالاتهم وتحليلاتهم ونتائج فينوغراد وقبلها وبعدها؟ هم يعرفون، لكن على كل حال تركيبة هذا المجتمع سوف تستمر على هذه الحال، ولكن اليوم انا أقول لا، نحن نملك قوة. أنا لا أقول قوة جبارة ولكن قوة مؤثرة، يعني لا أحد يفهم كلامي ويذهب الى الكم والنوع، لا لا، هذه القوة المتاحة اليوم لدى المقاومة في لبنان، نعم تستطيع أن تشكل قوة ردع حقيقية وقد شكّلت.

س: أيضا سماحة السيد الفرق بين قوة ردع وقوة انك تستهدفه بشكل مباشر يعني سابقا نحن نذكر جيداً، إذا قصفتم مطار رفيق الحريري رحمه الله، سوف نقصف مطار بن غوريون، قصفتم شركة كهرباء سوف نقصف محطة كهرباء، قصفتم بناية سنقصف بنايات.

ج: المقاومة كل بُعدها دفاعي

س: حسنا اليوم انتم تتحدثون عن ما هو اكثر من ذلك، انتم تقولون انكم ستضربون مواقع ليس فقط تحول حياة مئات الالاف إلى جحيم، ولكن ستقتل عشرات الالاف، ماذا يعني ذلك ؟

ج: عندما هو يريد ان يدمر بلدنا، انا ماذا أستطيع ان أفعل؟ هناك سوف أفعل، من حقك ان تتفاجأ. يمكن نحن في العالم العربي لسنا معتادين على هذا المستوى من التحدّي. ولكن نحن الآن وصلنا الى هذا المستوى من التحدّي، نعم في حل عند الاسرائيلي هو ان كل هذه المصانع وهذه المجمعات وهذه محطات الكهرباء الضخمة، يعني نحن إذا إفترضنا لما نخاف على محطات الكهرباء التي نمتلكها التي جميعها تحتاج الى تغيير وتصليح ولكن هم يمتلكون محطات كهرباء ما زالت موجودة في مكان الوسط، إذا ضربت ليس فقط سوف يدخلون في العتم ولكن تأثيراتها الاقتصادية ضخمة جدا، حتى هم يقولون أنهم يحتاجون الى ستة أشهر لإعادة تكوينها وبناءها، وخلال هذه الفترة ما هي الخسائر الاقتصادية التي سيصاب بها العدو؟ حسنا هذا كله عليّ أن أحسب له حساباً، عندما أقول له إنني أستطيع أن أضرب محطة الكهرباء.

س: نفهم من ذلك سماحة السيد أنه لديكم إحداثيات جدية لهذه المصانع لهذه المواقع لهذه المحطات ولهذه المطارات لأقصى ما هو موجود في فلسطين المحتلة، تملكونها بشكل اساسي حتى تهددوا بهذه الطريقة، أنتم تملكون صاروخ، نعم، ولكن عندكم كل هذه ..

ج: نعم، يعني لو لم يكن هذا موجودا لما كنا قلناه، انا أحب هنا ان أقول شيئا، حزب الله وانا على المستوى الشخصي، صح، يعني الكل يفهم ان هذا جزء من الحرب الرادعة، الحرب النفسية، لكن تارة الحرب النفسية تستند الى وقائع وحقائق وتارة تستند الى أكاذيب، تهويل. نحن منذ البداية نقود حرباً نفسية على أساس وقائع، اليوم إذا الاسرائيلي يصدقنا، لأنه يوجد ثلاثون سنة صراع. الاسرائيلي مع المقاومة الاسلامية في لبنان، ليس معي أنا، يوجد ثلاثون سنة صراع، ولا يوجد يوم من الايام هذه المقاومة كذبت على جمهورها وعلى صديقها وعلى عدوها، "ما في يوم من الايام" وعدت ولم تفِ، "ما في يوم من الايام" إدّعت وتبيّن أن إدعائها فارغ، ولا يوم وهذا عمره ثلاثون سنة. هذا تراكم مهم جدا. حسنا اليوم شعبنا يصدّقنا وعدونا يصدّقنا، حسنا، هذا من أين؟ طبعاً أول شيء توفيق من الله سبحانه متعالى، ثانياً، نتيجة هذه التجربة ثلاثون سنة، وبالتالي أنا يا أستاذ غسان والمشاهدين الكرام، لما أذهب الى أي تهديد إذا لم اكن واثقا ومتيقنا ومتأكداً من ان كل عناصر تنفيذ هذا التهديد، كاملا متوافرة، لا يمكن ان أقول كلمة في هذا الامر، ولذلك كان يجري أحياناً أنه هذا شيء يخصّني يعني انه في بعض الخطب وعندما نكون قد أخذنا قراراً أن نرسل رسائل الى الاسرائيليين، انا أتصل بهذه الشبكة الداخليّة، على الاخ المعني، من قادة المقاومة العسكريين وأقول له انا أريد أن أقول هذا وهذا، هل أنت "إمّللي إيدك" أنت معطياتك صحيحة فيقول لي نعم، إذا لديه أدنى تردد انا لا أقول ذلك، أنا لا أبحث هنا أنني أريد أن آتي بجمهور، أنا من خلال ما أقول أخوض معركة مع العدو وبالتالي لا أخوض معركة خاسرة.

س: حتى داخل البلاد العربية أن تهديداتكم في الآونة الأخيرة لا تعبر عن حرب نفسية بالضرورة ولكنها تريد أن تغطي عن يأس وعن حرج وعن أزمة حقيقية يعيشها حزب الله بفعل الأزمة السورية؟

ج: هذا طبعا غير صحيح. أولا لو لم يكن هناك تهديدات إسرائيلية وتوعد إسرائيلي كان من الممكن أن يبحثوا عن تفسير، مثلا أن يخرج أحدهم ليقول ماذا هناك في هذه الدنيا، ليس هناك من شيء. الإسرائيليون ساكتون، والجبهة هادئة.. "على شو حزب الله يرعد ويزبد ويهدد"؟ أما أمام سيل التهديدات الإسرائيلية في الآونة الأخيرة (فالوضع مختلف).

اليوم مثلا اليوم احد كبار العسكريين والجنرالات الإسرائيلية: يقول نحن نعتبر أن التهديد الحقيقي في منطقتنا التي تحيط بنا هو حزب الله، نعتبر حزب الله هو التهديد المركزي. التصنيفات الأخيرة صنفت حزب الله التهديد الإستراتيجي لإسرائيل، والقضية ليست قضية حدود ومستعمرات والقليل من الجنود ومزارعين، بل تهديد إستراتيجي لكيان إسرائيل. عندما يكون هناك هذا المستوى من التهديد نحن معنيون أن نجيب، هذا أولاً. إذا وجود تهديد الإسرائيلي هو الذي يفسر جوابنا وليس كما يقولون.

ثانيا: إن القصة التي يقولونها كل مدة عن أننا مرتبكون وقلقون وضائعون، أنا أريد أن أسألك سؤال وأنت لك تجربة شخصية معنا في حرب تموز جنابك قمت بزيارتي في الضاحية الجنوبية.

س: ... سماحتك تقول في الضاحية

ج: لا بأس التقينا في الضاحية الجنوبية، نحن اشترطنا عليك أن لا تقول، ولكن أنا أستطيع أن أقول. التقينا في الضاحية الجنوبية، كان العالم بأغلبه ضدنا. الآن في الحد الأدنى هناك روسيا والصين والهند وجنوب إفريقيا ودول البركس الخ.. يوجد محور آخر، ويوجد محور ثان. كل العالم، المجتمع الدولي، مجلس الأمن، والدول الصناعية، مجموعة العشرين، في وقتها جميعهم عقدوا اجتماعات وأصدروا بيانات في حقنا، وجزء كبير من الوضع العربي وجزء من الوضع الداخلي اللبناني.

س: وصفتم بالمغامرين.

ج: نعم...

 

وسلاح الجو الإسرائيلي يدمر كل شيء وكل جمهورنا خارج منازلهم، ومنازلنا هدمت ومراكزنا هدمت وكنا نخوض أشرس المعار.ك هنا أريد أن أشهدك أمام المشاهدين: هل كنا قلقين؟

المقابلة مسجلة وموجودة، يستطيعون مراقبة تلك اللحظة ـ لا نتكلم بعد الحرب بل في أجواء الحرب ـ هل كنت أنا أو حزب الله كان قلقا مرتبكاً أو خائفا أو ضائعا أو تائهاً؟

لا، كان لدينا وضوح في تكليفنا، وضوح في سلوكنا، وضوح في موقفنا، وضوح فيما سنصل إليه. لم يكن لدينا أي شك بأننا سنخرج من هذه المعركة منتصرين مرفوعي الرأس، ووعدنا الناس ووعدنا أنفسنا طبعا بالتوكل على الله سبحانه وتعالى دائما.

الآن نفس الشيء، الآن الوضع أفضل بكثير من حرب تموز، أي إذا أراد أحد أن يجري قراءة سياسية للوضع الدولي للوضع الإقليمي، لوضع المنطقة وللوضع المحلي، طبيعة المحاور والتحالفات والانقسامات، الوضع أفضل بكثير من أيام حرب تموز. إذا لم نكن في تلك الأيام لا قلقين لا ضائعين ولا مرتبكين، لماذا سنكون اليوم؟؟؟

س: لقد ألزمت نفسي منذ ست سنوات أن لا أتحدث بهذه النقطة لكن طلما أشهدتني أنا أقول ما يلي أولا قيل الكثير سماحة السيد على أنه تم تخديري وتم خطفي وتم وضعي في الصندوق ولا أعرف.. وأنا أقول أنها كانت أسهل واهين زيارة على الإطلاق إلى سماحتك حتى كنت اعرف المكان

ثانيا: قيل إن تلك المقابلة كانت تحت طابق ثالث أو رابع تحت الأرض ويحق لنا ان نقول أنها في الطابق الثالث من احد البنايات لم يكن هناك أي مشكلة.

ج: الآن خذ راحتك الآن تكلم بما تريد

س: يكفي يكفي ذلك.. ثالثا: حتى الإخوان المسؤولين الأمنيين معكم أذكر جيدا دخلوا وقالوا فلان تعرف الوضع أرجوك في الحد الأقصى نصف ساعة ولكن حين تفضلت ودخلت قلت لكم أقل من ساعة قلت خذ راحتك وبالفعل بقينا ساعة ونصف وهناك تفاصيل أخرى لا أريد أن أذكرها الآن.

سماحة السيد تفضلت أنه ليس هناك أزمة في هذه المسألة؟

ج: هناك توضيح في هذا الضوء هذه رسالة إضافية لكل محب وصديق وأيضا لكل عدو وخصم ولكل مراهن، الذي يراهن إذا كان خصماً، ولكل محب إذا كان قلقا: أنا أؤكد لهم بالعكس نحن مرتاحون مطمئنون واثقون، ولدينا قراءة. وأنا لا أتكلم مغيبات، بل بناء على قراءة موضوعية لما يجري الآن في العالم على المستوى الاقتصادي والسياسي والأمني والعسكري والتحالفات والتبدلات والمحاور، وبناء على ما يجري في المنطقة وتركيبة المنطقة وتحولات المنطقة وفي سوريا وفي لبنان وفي شمال إفريقيا وكل المنطقة. نحن بالعكس، قراءتنا للمستقبل متفائلة جدا. الآن من الممكن أن يقولوا كيف ؟؟ نرد: مثلما قالوا كيف في الأيام الأولي من حرب تموز، لكن إذا جلسنا وقرأنا أن الذي حصل في حرب تموز، الآن لا أريد أن أشهدك، بل أريد أن أشهد السادة على طاولة الحوار الوطني اللبناني، هذا السيناريو القتال الذي حصل في حرب تموز هذا أنا عرضته على طاولة الحوار، على مسمع اللبنانيين، أنه إذا حصل قتال مع الإسرائيلي، هذه نقاط ضعفه، هذه نقاط قوته، هذه نقاط ضعفنا، هذه نقاط قوتنا، هكذا نستطيع ان نعمل، نحن لدينا القدرة على الانتصار في هذه الحرب. لم أكن أتحدث عن مغيبات ومنامات، هو تفاؤل اطمئنان اليقين الثقة، طبعا جزء منها أساسي له علاقة بالخلفية الإيمانية والعقائدية، والتوكل على الله صبحانه وتعالى لكن الله سبحانه وتعالى أيضا أمرنا أن نأخذ بالأسباب، ونعد العدة بالأسباب، بالعدة، بالقوة، بالقراءة، بالموضوعي، بدون تهويل، بدون تخويف، بدون مبالغات، بدون إفراط، وتفريط على ضوء القراءة نحن نقول لا.

س: على كل حال هناك بعض الخلاصات الآن إذا هاجمتكم إسرائيل فرد فعلكم سيكون الإكتفاء بالدفاع ورد الفعل أم خياراتكم العسكرية ستكون أبعد من ذلك؟

ج: خياراتنا كلها ستكون مفتوحة، كل الخيارات واردة بشكل أساسي، قد لا نكتفي بالدفاع، في يوم من الأيام أنا قلت شيئاً، عندما قال باراك وزير الحرب الإسرائيلي لجنوده إستعدوا للدخول إلى لبنان، قد يأتي يوم نعود فيه إلى لبنان،أنا قلت للمجاهدين إستعدوا، قد يأتي يوم ندخل فيه إلى الجليل، وهذا ما زال قائماً.هذا من الخيارات المتاحة أمامنا.

س: أنتم لا تكتفون فقط بالتحذير والتهديد والوعيد، طبعاً الرد على التهديدات الإسرائيلية تقولون لديكم القدرات والطاقات والإمكانات، بل أيضاً ستكون أبعد من ذلك، لن تكتفوا بالدفاع ولكن إذا فرض عليكم الإسرائيلي المعركة فقد تدخلون الجليل.

ج: من الجيد أن يعرف الناس، كلامي ليس جديداً لكن التأكيد عليه هو أمر مهم، هل ترى كل الذي يحدث في لبنان، منذ الألفين إلى اليوم، ومنذ ال 2005 إلى اليوم، هناك أناس يتصورون أن حزب الله هو مشغول ويوجد ألف ملف داخلي يستنزف حزب الله، نحن في حزب الله لدينا فريق كبير، هو فريق المقاومة، هذا ليس له شغل في كل الوضع السياسي وفي كل الوضع الداخلي وفي كل الأزمات والمشاكل الموجودة. ليس له شغل نهائياً، وهذا الفريق يعمل وكأنه لا يوجد وضع داخلي، زعلانين فرحانين مبسوطين، ومثلما يقولون مزعوجين محشورين مرتاحين، هو ليس له شغل بالموضوع، هو خارج هذا السياق ، يعمل في الليل وفي النهار، تدريب وتجهيز وتسليح وخطط وتعديل خطط وجهوزية وعينه هناك، وهذا ليس فريقاً صغيراً، ولذلك منذ ال2006 إلى اليوم قدرة حزب الله تنامت، يعني هذا ليس شعراً وليس شخصاً يقوم بكتابة قصيدة، عندما يتم الكلام عن عشرات آلاف المقاتلين وعندما يتم الكلام عن عشرات الآلاف الصواريخ، وعندما يتم الكلام عن إمكانات ضخمة، وعندما يتم الكلام عن إمكانية الدخول على الجليل، هذا كله خلفه تعب وعرق وجهد ومال وإمكانات وشباب وزهرة شباب تصرف في هذا الصعيد، طيب بال 2006 فلو كنا في 2000 نائمين لكنا سحقنا في ال 2006، الفرق أننا منذ ال2000 إلى 2006 كنا نشتغل ونستعد، الآن أنا جالس معك، وفي مكان ما وليس في مكان واحد بل في أماكن كثيرة، هناك كادر في حزب الله عمله ليومٍ قد يأتي، ونحن هنا لا يمكن أن نتخلى عن هذه المسؤولية، من هنا لا تتفاجأ ولا تتعجب إذا أنا مشغول والحزب مشغول صغيره وكبيره بالتفاصيل السياسية، أنا أقول لك أن المقاومة ليست فقط لم تتقدم وتتطور،بل هي سوف تتراجع وتضعف وتصاب بالخلل والوهن، لكن الأمر هو ليس كذلك.

س: في مهرجان الإنتصار قلتم أكثر من عشرين ألف صاروخ، أي رقم يمكن أن تعطينا، ليس بدقة لكن أكثر من ماذا؟

ج: بزيادة إستاذ غسان، يوجد كما يقولون "خير الله".

س:إسرائيل تعتبر أن الخطر الأساسي وإن كان الخطر الإستراتيجي هو حزب الله، ولكن التهديد هو تهديد حقيقي وكبير من قبل إيران، هناك جدل عالمي كبير،أميركا ، أوروبا ، البلاد العربية، إسرائيل كلها تتحدث عن خطر إيران، هل تتوقعون جدياً بأن إسرائيل قد تذهب بإتجاه ضرب إيران خلال الأسابيع والأشهر المقبلة؟

ج: أنا أعتقد أن الإسرائيليين مختلفون، بل من الواضح أنه يوجد جدل كبير وخلاف شديد بين الإسرائيليين حول هذا الموضوع، نتنياهو وباراك هما جادان وجديان في الذهاب إلى هذه المعركة، هما لديهما قراءة بأنه لا يمكن ترك الأمور هكذا، والموضوع هو ليس موضوع النووي، هم يعلمون علم اليقين، الأميركان والمجتمع الدولي والإسرائيليين، أنه ليس هناك نووي عسكري في إيران، إيران لا تذهب في هذا الإتجاه، لكن المطلوب ضرب إيران لأن إيران هي هذه الدولة الإسلامية القوية الحديثة المتطورة،التي تزداد قوة وعنفوان وحضوراً على المستوى الإقليمي، والتي تشكل عدواً مطلقاً لإسرائيل.

مشكلة إيران ليست النووي، هم يعرفون أنه لا يوجد نووي عسكري، لكن هذه إيران التي منذ إثنين وثلاثين سنة لم تتبدل ولم تتغير، لا في سلوكها ولا في موقفها ولا في أدبياتها في موضوع فلسطين، فلسطين من البحر إلى النهر، فلسطين حق الشعب الفلسطيني، القدس يجب أن تعود إلى الأمة، إسرائيل غدة سرطانية تجب أن تزول من الوجود، هذه الأدبيات من يومها ونحن نسمعها، ليس في مظاهرة يوم القدس في شوارع طهران بل كنا نسمعها في مؤتمر عدم الإنحياز، يعني حيث ينبغي أن يكون القادة الإيرانيون دبلوماسيين قليلاً، و يدوّرون الزوايا مثلما يقول اللبنانيون، يحاولون أن يفتشوا عن المساحات المشتركة ، لكن في هذا الموضوع لا يوجد ذلك، هذا جزء من دينهم، الإسرائيلي يعتبر أن إيران هي مشكلة، والموضوع النووي هو حجة لضرب إيران،هو حجة وليس حقيقة.

إذاً باراك ونتنياهو لديهما قراءة أنه لا يمكن ترك إيران تقوى وتتطور، يجب أن نضربها ويجب أن نجر كل المنطقة إلى حرب، هم يعرفون ردات الفعل ،هم يعرفون، ولذلك جزء من عقل باراك ونتنياهو يقول يجب أن نجر المنطقة إلى حرب، يجب ان نجر الأميركان إلى حرب، وبعض الدول العربية أيضاً إلى حرب، ويجب أن نقلب الطاولة على الجميع، يجب أن ندخل في مغامرة لأننا في هذه المغامرة قد نخرج سالمين، ولكن لو تركنا إيران، سنة وإثنين وعشرة وعشرين، المستقبل واضح، المستقبل هو زوال إسرائيل، الجماعة ليسوا بلا عقل، هم يحكون بعقل، وهذه عندما يتكلمون عن الجدوى، على طول هناك في إسرائيل نقاش عن الجدوى والكلفة. هناك فريق آخر لديه نقاش في الجدوى أولاً، وثانياً لديه نقاش في الكلفة، نتنياهو وباراك يحاولان تعظيم الجدوى ويحاولان تزهيد الكلفة، ثلاثمئة وأربعمائة قتيل، هذه حرب تموز مع حزب الله وليس مع إيران ولم يحدث شيء بالمنطقة، يوجد مئة وخمسون إلى مئة وسبعين قتيل إسرائيلي، طبعاً هذا هو المعلن، وأغلبهم عسكريون، طيب حرب مع إيران ماذا يحدث؟، المنطقة أين تصبح؟ فريق آخر يقول كلا، يقول الجدوى فيها نقاش والكلفة ضخمة جداً.

برأيي أنا وضمن المعطيات الموجودة داخل الكيان الإسرائيلي، دولة مؤسسات عندما ترى العسكر الصف الأول كله مخالف، والأمن الصف الأول كله مخالف، اليوم أو أمس فينوغراد الذي عمل تحقيق في كل وضع الجيش والجبهة الداخلية والمقدرات الإسرائيلية في حرب تموز يقول نحن غير جاهزين، وزير الجبهة الداخلية الذي اقاله نتنياهو ، قال قبل أن يُقال نحن غير جاهزين، والمعارضة أيضاً هي ضد ذلك. إسرائيل عندما تذهب إلى حرب فإنها تحاول أن تعمل إجماعاً وطنياً. المشكلة اليوم في قلب الحكومة وفي قلب الإئتلاف الحاكم، وفي قلب الامن. أنا أستبعد، أنا لا أجزم ولا أعلم الغيب، لكني أستبعد أن تُقدم إسرائيل على حرب من هذا النوع.

اليوم يضاف إلى الجدل الإسرائيلي الداخلي الوضع الإقتصادي في أميركا والوضع الإقتصادي في اوروبا، تعلم أن منذ كم يوم أن ميركل قد قاطعت نتنياهو شهرين، تلفنت له وتكلمت معه عن موضوع ضرب إيران. الفرنسي اليوم كان واضحاً أيضاً، أميركا وتصريحات رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال ديمسي، هذا شيء كبير طبعاً يمكن بعض الناس يمر عنه، كلا إسرائيل وقفت أمامه طويلاً، هذا يعبر عن توجه أميركي، والمجتمع الدولي لا يسير في هذا الموضوع، ليس بسبب وجود أخلاق وقيم وأعراف وقانون دولي، كلا، هو لا يسير في إتجاه الحرب لأن إيران قوية، لأن ضرب إيران لا نعرف إلى أين سوف يأخذ هذه المنطقة.

بناءً على كل هذه المعطيات أنا شخصياً أستبعد قيام العدو الإسرائيلي في الحد الأدنى في الأشهر في المدى المنظور بعدوان على الجمهورية الإسلامية أو منشأتها النووية، وأعتقد أن نتنياهو وباراك من خلال هذا التصعيد هما يحاولان الإستفادة، من أن يقال لهم ، لا تضربوا إيران لتأخذوا كذا مليار دولار ولا تضربوا إيران مقابل أن تأخذوا هذا النوع من الطائرات، ولا تضربوا إيران مقابل أن تأخذوا هذا النوع من الصواريخ الذي يطال الأنفاق مثلاً، هما يبتزان الأميركي ويبتزان العالم.

س:فيما يتعلق بالمعلومات هل تجزمون لنا بأن إيران إذا أستهدفت عسكرياً فإن إيران سيكون ردها كما يقولون رداً كبيراً وحاسماً، وما الذي يعنيه الإيرانيون بالرد الحاسم والكبير الذي سوف يدمر ربما حتى إسرائيل؟ما الذي يعنونه بهذا الامر؟

ج: هذا يجب أن يُجيب عليه الإيرانيون، أنا لا أستطيع أن أُفسر كلامهم، لكن في أصل الموضوع، نعم انا أؤكد لك معلوماتي وليس تحليلي أو إستنتاجي، معلوماتي هي أنه ما سمعته من المسؤولين الإيرانيين أصحاب القرار من جهة والإيرانيين من جهة أخرى ليس فقط أصحاب القرار أن القرار خالص أي يعني جاهز، هناك قرار صادر بالرد، وأن الرد سيكون كبيراً جداً، وأن إيران لن تسكت ولن تتسامح على ضرب أي من منشأتها النووية، وأن حدود الرد لن تكون فقط داخل الكيان الإسرائيلي، القواعد الأميركية في كل المنطقة قد تكون أيضاً أهدافاً للإيرانيين.

س: يعني إسرائيل ولو إستهدفت إيران حتى ولو كانت لوحدها؟

ج: أميركا تتحمل مسؤولية هذا الإستهداف، يوجد خطأ موجود في العالم العربي، في موضوع العلاقة بين إسرائيل وأميركا، ونرجع نعيده ونكرره، هذه هي أكذوبة اللوبي الصهيوني، أن اليهود هم يحكمون أميركا وأنهم هم الذين يأخذون القرار وهم الفاعلون وما شاكل. كلا، أميركا هي صاحبة القرار، في أميركا توجد شركات كبرى، يوجد مثلث أو ثالوث: شركات النفط وشركات السلاح وما يسمى بالصهيونية المسيحية، هذا التحالف، إسرائيل كانت في الماضي أداة بريطانية والآن هي أداة أميركية، نحن بفهمنا وثقافتنا، هذه ثقافة وهذا فهم الإمام الخميني رضوان الله عليه، الإمام الخميني يعتقد، وهذه هي ثقافة إيران، لا يوجد شيء أن إسرائيل تمشي وتجر وراءها أميركا، كل ما تفعله إسرائيل تتحمل اميركا مسؤوليته، وإسرائيل هي مجرد أداة أميركية، نعم لديها وسائل ضغط تحاول بها أن تُقنع الإدارة الأميركية، الإثنان لديهما علاقات مع بعضهما، مثل الولد مع أبيه، يمكن الولد لا يستسلم لأبيه ببساطة، أريد هذا وأعمل لي هذا وإحدث لي هذا ببساطة، لكن في النهاية الأب هو صاحب القرار، فيما يجري في المنطقة أميركا هي صاحبة القرار، وهي تتحمل المسؤولية عن كل فعل تقوم به إسرائيل.

س: بالتلخيص، إذا إسرائيل ضربت إيران فإن إيران سوف تتعاطى على أنها ضربة إسرائيلية – أميركية، وسوف تضرب إسرائيل مباشرةً وتضرب أيضاً القواعد الأميركية في المنطقة، كل القواعد أو أي قاعدة موجودة؟

ج: حيث تطال أيديهم، وأيديهم طويلة، طويلة بالخير إن شاء الله.

س: لا شك أنكم تعلمون أن موقفكم فيما يتعلق بسوريا جلب عليكم إنتقادات شديدة وعنيفة، مع ذلك بعد أكثر من سبعة عشر شهراً لا تزالون متمسكين بموقفكم بل أكثر من ذلك، كأن قناعتكم قد زادت بأن ما قلتموه بالأسابيع الأولى قد تثبت لديكم بعد كل هذه الفترة، هل يمكن أن نشرح بوضوح على ماذا يستند موقفكم مما يخحدث في سوريا الآن؟

ج: نحن دائماً كنا نحاول أن نشرح موقفنا في مناسبات مختلفة، هذه الآن فرصة جديدة، نحن في بداية التحركات العربية، تذكرون في السنوات السابقة كلها، كان حزب الله ينأى بنفسه عن أي وضع داخلي في العالم العربي، وأنا في أكثر من خطاب كنت أقول لكل الشعوب التي ناصرتنا في المقاومة قبل الألفين وفي حرب تموز لا تتوقعوا منا ولا تنتظروا منا أن ندخل طرفاً في صراع داخلي بين شعوب وأنظمة، داخل النظام وداخل كذا، وإلتزمنا بهذا الموقف، ولذلك عندما بدأت الثورة التونسية كما تتذكر أول أسبوع وأول عشرة أيام نحن لم نُعلق ولم نصدر بياناً ولم نأخذ موقفاً،والبعض فهمنا خطأً كأننا ضذ الثورة التونسية، وإنما كنا نمشي على القاعدة، لكن في نهاية المطاف، الذي كان يحدث في العالم العربي،في تونس واليمن وليبيا واليمن ومصر ثم لاحقاً في البحرين، وصولاً إلى سوريا، لم يعد بإمكانك أن تقول إنني ليست معنياً ولا أريد أن أعبر عن موقف ولا أريد أن آخذ موقفاً، أتينا ووضعنا مباني وأسس، وأنا دائما عندما نناقش مع الأطراف الأخرى، نقول لهم أن أي قرار يجب أن يبنى على أسس، هذه الأسس تكون أسساً واحدة، لا تتغير من مكان إلى مكان آخر، نحن لا ننقل بارودة من كتف إلى كتف ، ولا نغير موقفنا بمجرد أنه توجد معطيات لها علاقة ببعض المصالح الآنية تغيرت، كلا نحن لدينا ثوابت وأسس، أتينا منذ اليوم الأول وقلنا لدينا أساسان: الأساس الأول موقف هذا النظام العربي من إسرائيل من القضية الفلسطينية ومن المقاومة ومن حركات المقاومة ومن المشروع الأميركي – الصهيوني في المنطقة، إذا هذا النظام مع المشروع الأميركي، وكذا وكذا وكذا... يعني سلبي، هذا ليس لمصلحة المقاومة ، لذا هذا يكفي أن نكون ضد هذا النظام ومع أي ثائر ضد هذا النظام، يعني من زاوية الصراع في المنطقة وأيضاً من زاوية الموضوع الفلسطيني.

الأساس الثاني: أن يكون هذا النظام ليس لديه إستعداد لا للحوار ولا للإصلاح، إذا كنا أمام نظام هو ضمن المشروع الاميركي، أو في الحد الأدنى سلبي في قضية الصراع مع العدو، وأيضاً هذا النظام ليس لديه أي إستعداد لحوار أو لإصلاح، أنا مع الناس الثائرين عليه، سواء ثاروا عليه مدنياً أو حتى عسكرياً، لا توجد لدي أي مشكلة في هذا الموضوع، ولذلك في ليبيا وفي تونس وفي مصر وفي البحرين نحن سرنا على هذه القاعدة، ولا نقول لا أحد يلجأ إلى السلاح، لكن في المقابل عندك نظام لا يريد حوار ولا يريد أن يحقق إصلاحاً ولا يريد أن يعمل معالجة، والحل عند الجهة الحاكمة في البحرين أن يعود الناس إلى بيوتهم، لكن عندما أتينا إلى سوريا منذ الأيام الأولى ، على ضوء هذه الأسس، بعض الناس يقولون ما هو دينك وما هو شرعك وما هو فقهك، طيب هذا القرآن وهذه السنة النبوية وهذا وإتفضلوا، لنحتكم إلى كتاب الله وسنة رسوله، طيب أنا في بلد إذا عندي نظام ضد إسرائيل وضد المشروع الإسرائيلي بل ضد المشروع الأميركي، تعرف أن النظام في سوريا لم يقف فقط مع المقاومة اللبنانية والفلسطينية، بل وقف مع المقاومة العراقية وبوضوح وبشكل معلن، يعني هناك واحد يقول: أنا ادعم من يقاتل القوات الأميركية المتواجدة في العراق، إذاً نظام أبلى بلاءً حسناً، الآن يقول لك أنه لم يفتح جبهة الجولان، ولكنه فعل ما هو أهم وأخطر من فتح جبهة الجولان، وأنتم لا تجرؤون أن تفعلوا أقل منه بكثير، في مشروع المقاومة وفي حركات المقاومة، طيب عندي نظام من هذا النوع، ثانياً: هذا النظام نعم فيه مشاكل كبيرة، هل أحد يستطيع أن يقول لا توجد أي مشاكل؟، كل ما يمكن أن يُقال من مشاكل، أن كلها أو أغلبها هو صحيح ، وهذا يعترف به أهل النظام نفسه، لكن هذا النظام أبدى الإستعداد للحوار والإصلاح، طيب إذا يوجد نظام ضد إسرائيل ومع المقاومة ومستعد يعمل حوار وإصلاح، أذهب لقتاله وأدمر سوريا، وأستعدي كما كنا نسمع في الموجز أن رئيس المجلس الوطني يطلب تدخل عسكري دولي لحماية المدنيين في سوريا، ماذا فعل التدخل العسكري في العراق؟، قتل مئات آلاف العراقيين، المسؤولون العراقيون يقولون ذلك، عندما يأتي ليقول ما هو الفرق، أنكم مع الثورة في تونس وفي ليبيا وفي اليمن وفي مصر لكن موقفكم هو مختلف في سوريا، طبعاً موقفنا هو مختلف لأن النظام في سوريا هو مختلف، على الأسس التي تحدثنا عنها، فهو مع المقاومة ضدّ إسرائيل، وثانيا أبدى استعداداً للحوار والإصلاح، حسناً فلنذهب للحوار، هنا أُنظر الخطر الأساسي أين، وأنا هنا نصيحتي للمعارضة السورية وطبعاً نحن لا نتهم ونقول خونة أو عملاء، والأكيد هناك أناس عملاء "يعني فاتحين وموظفين عند البنتاغون والـ CIA ويقبضون معاشات" هذا موجود، وهناك أناس وطنيون وعندهم قناعات بما يقولون ولديهم رؤية قد نختلف معهم فيها.

أنا الذي أقوله إنّ التشخيص منذ البداية كان خطأ، ونحن في حزب الله عندما نأخذ موقفاً وحتى إيران عندما تأخذ هذا الموقف بوضوح وهذا المعطى لمسناه لمس اليد، حسناً لنحكي تفاصيل : أنا منذ بداية الأحداث في الأسبوع الأول ذهبت إلى سوريا والتقيت مع السيد الرئيس بشار الأسد وقلت له يا سيادة الرئيس هذا الوضع "مْبَيّن بدا تكبر الأمور" وهناك مطالب شعبية ومطالب محقة هذا صحيح، وهناك مجموعة ملفات يجب أن تعالج وقد تحدث الرجل أكثر مما تحدثت أنا، قلت له طيّب ما الحل هل لديك استعداد ونحن لدينا أصدقاء لنا في المعارضة السورية تحدثوا معنا وأنا من المعروف أنّ لي صداقة وعلاقة مع الرئيس الأسد، هل هناك باب وهل هناك إمكانية للحوار قال نعم هناك إمكانية للحوار، يريدون حواراً مباشراً أنا جاهز، يريدون دولة ضامنة أنا جاهز.

س : هذا في الأسبوع الأول؟

ج : نعم هذا في الأسبوع الأول. سيادة الرئيس هل أنت حاضر أنت تعمل إصلاحات، قال نعم أنا حاضر أعمل إصلاحات.

(نعلم أنّ) الرئيس في سوريا يأتي بالإستفتاء، هل تقبل أن يجري تعديل وأن يأتي بالإنتخاب، أي يترشح اثنان أو ثلاثة أو خمسة ويتنافسون وينتخب الرئيس ؟ قال نعم.

هل تقبل بكذا نعم أقبل وهل تقبل بكذا نعم أقبل وصولا ـ ويومها قال لي هذا يبقى سراً لأنه علينا أن نتفاوض ولا يمكننا أن نتحدث بهذا لكن أبدى الرجل نيته وبعدها عمله والآن لم يعد سراً ـ وصولاً إلى سؤالي له أنّه حتّى لو أدّت المفاوضات مع المعارضة وقالوا لا يكفينا هذا ونريد إلغاء المادة الثامنة من الدستور، يومها قال لي إنه من أجل معالجة الوضع الداخلي في سوريا ولَمْ الوضع والحفاظ على سوريا أنا جاهز آخر الخط وأذهب لإلغاء المادة الثامنة من الدستور (وفيها ) اعتبار حزب البعث العربي الإشتراكي قائداً للدولة والمجتمع.

أنا ومَنْ اتصلت بهم ومَنْ تابعت معهم وبعضهم من الحركات الإسلامية إضافة إلى إيران وغير إيران ...

س : هل من الصعب أن نوضح سماحة السيد؟

ج : لا داعي أن ندخل في الأسماء.

س : معارضة إسلامية ؟

ج : كلا حركات إسلامية على صِلَة بالمعارضة الإسلامية السورية. الإيرانيون اتصلوا بالمعارضة الإسلامية السورية والمعارضة الوطنية السورية.

 

عندما يكون أمامي هكذا نظام وهكذا رئيس ويقول أنا جاهز للحوار وأنا جاهز للإصلاح وصولا إلى إلغاء المادة الثامنة، وإذا أردنا أن نعمل إصلاحاً في سوريا ماذا يُعْمل أكثر من ذلك؟ هذا تغيير دستوري. لكن ما الذي حصل؟ المعارضة رفضت الدخول في حوار وأنه لا نريد إصلاحاً ولا نريد حواراً ونريد إسقاط النظام. إسقاط النظام موضوع مختلف وهنا نختلف، في موضوع إسقاط النظام لا يوجد نظام يقول لك "تفضل في أمان الله" خصوصاً إذا كان عنده رؤية وموقف واستراتيجية وعنده مشروع فهو يريد الدفاع عن موقعه فذهبنا إلى الصدام والمواجهة والقتال يعني ذهبنا إلى النزيف والدمار.

ونحن منذ ذلك اليوم وما زلنا حتى هذه اللحظة ورغم كل ما حصل في سوريا (...)، في الإعلام هناك إعلام وتحريض على القتال في سوريا وإصدار فتاوى للقتل في سوريا وإرسال السلاح إلى سوريا وإرسال المال إلى سوريا ـ وطبعاً هذا لم نره بمواجهة إسرائيل على الإطلاق ـ أنا ماذا أقول، أنا لا أعطي فتاوى قتال في سوريا ولا أرسل سلاحاً إلى سوريا ولا أرسل مالاً إلى سوريا، أنا أقول تفضلوا أوقفوا القتال في سوريا وتفضلوا إلى الحوار ولْتُعْمَل تسوية سياسية وهناك دُول ضامنة وهذه إيران حاضرة أن تكون دولة ضامنة وهذه روسيا حاضرة أن تكون دولة ضامنة.

ألم تدعو روسيا المعارضة إلى حوار في موسكو مع أنّ القيادة السورية قالت لا نقبل حواراً إلا في دمشق وتراجعت وقبلت بالحوار في موسكو، لم يقبلوا وهنا الخطأ في التقدير. نحن ماذا نقول، نقول هذه سوريا لا تدمروها ولا تمزقوها ولا تخربوها، احقنوا دماءها واحفظوا شعبها واحفظوا جيشها ، الجيش الوحيد المتبقي خارج الهيمنة الأمريكية. حتّى هذه اللحظة مع كل الذي جرى من الناحية الأخلاقية والإنسانية والشرعية والسياسية المنطق الوحيد المقبول أن توقف العالم القتال وتعود للحوار وتعمل تسوية سياسية.

س : بعد كل هذه الدماء، آلاف ...

ج : هذا قدر، هذا لبنان، لبنان 200 ألف قتيل والبلد دُمّرَ وخرب ماذا كان أمام اللبنانيين من خيار، هل نكمل التدمير والخراب وندمر بعضنا ونمحو بعضنا أم نعمل تسوية ونعمل معالجة؟

أنا عندي مقاربة مختلفة لنظام صدام حسين ـ والآن بعض العروبيين سوف "يزعلون مني" ـ أنا أعتقد أنّ نظام صدام حسين قدّم خدمات جليلة لإسرائيل : حربه على إيران وحربه على الكويت واستحضار الأمريكيين إلى منطقة الخليج، لكن عندما أتى الأمريكيون يريدون احتلال العراق نحن حزب الله ـ وبعضهم يقول موقفنا طائفي ـ أعلنا موقفاً ضدّ الحرب الأمريكية على العراق وضدّ احتلال العراق، ودعينا إلى حوار وطني عراقي، مَعْ مَنْ! دعونا المعارضة العراقية إلى حوار وطني عراقي مع صدام حسين، دعونا إلى طائف عراقي ودعونا إلى الإحتكام إلى صناديق الإقتراع وأن يصير هناك انتخابات وأن يصير هناك مجلس تأسيسي في العراق ودعونا إلى تغيير دستوري، ويومها شُتِمْتْ من الكثير من الناس في العراق وفي الكويت وفي أماكن أخرى، لكن هذا لم يغير الموقف.

 

أكثر من ذلك ذهبنا واتصلنا مع المعارضة العراقية ولم يكن موقفنا فقط لتسجيل موقف، اتصلنا بالمعارضة العراقية وتحدثنا مع الإيرانيين وفي آخر زيارة لوزير خارجية العراق (ناجي صبري) الحُديثي إلى طهران كان الدكتور (كمال) خرازي في ذلك الحين وزير خارجية إيران وعرض عليه المشروع، يعني الإيراني تبنّى الطرح الذي تحدثت به دون تنسيق مع الإيراني، لكن الحُديثي أخطأ مثلما تخطئ الآن المعارضة السورية وقال له : "شو هاو" نقدر على تحميلهم في "بولمانين ونزتْهم في نهر دجلة" يعني لم يعترف بوجود معارضة عراقية ولم يقبل أن يعمل حواراً مع المعارضة، ومع ذلك هذا كان موقفنا في موضوع العراق.

اليوم في سوريا آخذ نفس الموقف حتّى نجنّب سوريا المزيد من الدمار والقتل ونزف الدماء والخراب ولدينا رئيس ونظام يقول أنا جاهز للحوار والإصلاح وللتسوية ولوقف الدم وحتى أنّه في الأول كان يقول بحوار وطني الآن جاهز لأنّه هناك دولة ترعى الحوار.

س : دول عديدة ودول خليجية وكل العالم تقريباً الآن يطالبون بتغيير النظام ووضعوا شرطاً أساسياً هو إزاحة الرئيس بشار الأسد، هل تعتقدون أنّ هذا الأمر يمكن أن يكون حلاً؟

ج : في المعارضة قد يختلف الأمر بين معارض وآخر، لكن هذه الدول هدفها إسقاط النظام، ليس هدفها إسقاط بشار الأسد كشخص، هذا النظام هذه الإستراتيجية وهذا الموقع وهذا الخيار السياسي على المستوى الإقليمي والداخلي هذا المسار مطلوب أن يتغير، الموضوع ليس موضوع رئيس فقط، المطلوب من النظام السياسي في سوريا أن يبدّل خياراته وأن يتحول إلى نظام تفريط عربي، وليس اعتدال (عربي) وليس هناك شيء اسمه اعتدال عربي، هذا كذب ونحن نخفف الأمور على بعضنا، هناك نظام تفريط عربي حقيقي بكل شيء، المطلوب من النظام في سوريا أن يتحول إلى تفريط عربي. الآن إذا الرئيس بشار الأسد شخصياً ومن معه يقبلون بأن يتحولوا إلى نظام تفريط عربي ينتهي الموضوع في سوريا، وسيكتشف بعض أفرقاء المعارضة أنهم كان يتم استخدامهم في مشروع لا علاقة له لا بالإصلاحات ولا بالتغيير ولا بالديموقراطية ولا بالإنتخابات .

وأزيدك، في قلب الأزمة إحدى الدول العربية الأساسية الداعمة للحراك المسلح في سوريا أرسلت للرئيس بشار الأسد وجهات أمريكية أيضا من خلال وسطاء أرسلت للرئيس بشار الأسد (أنّه) غيّر موقفك من الموضوع الإسرائيلي واقطع العلاقة مع إيران ومع حزب الله وحماس وحركات المنطقة واعتبر الموضوع منتهياً.

س : دول خليجية نافذة فاعلة ؟

ج: أنا قلت دولة عربية وما "تغمّق أكتر من هيك" ويأتي وقت يمكن أن نحكي الأمور بالأسماء.

إذاً الموضوع ليس موضوع إصلاحات فالرجل حاضر أن يعمل إصلاحات وعمل جزءاً كبيراً من الإصلاحات، ويمكن أن يقولوا هذه إصلاحات غير قابلة للتنفيذ، حسناً نأتي بدولٍ ضامنة : أصدقاء سوريا الذين تهاجمونهم وتتهمونهم، طالبوهم أن يكونوا ضمانة أن تنفذ هذه الإصلاحات. الموضوع لا موضوع إصلاحات ولا موضوع تغيير شخص الرئيس، الموضوع نظام والموقع والخيار السياسي، هذه هي الحقيقة. وهذا أسميناه في موضوع مصر مرحلة عدم اليقين، وهذا الذي قالته السيدة كلينتون قالت نحن في مرحلة عدم اليقين. حتّى الآن الذي نراه اليوم خسارة قد لا تكتمل، ما الذي يعوّض في البيئة الاستراتيجية؟ خسارة مصر تعوّض بأن يخسر محور المقاومة سوريا، أنا أقول لك لن يخسرها على كل حال.

س : المرشد السيد علي الخامنئي بنفسه تحدث وقارب الموضوع ودافع وكأن إيران مستعدة للدخول في أي ـ ولا أقول مجازفة ـ ولكن في أي خيار، هل وصلت الأمور على هذا الحد إيرانياً؟

ج : المقاربة الإيرانية هي أنهم يعتقدون أنّ البديل هو نظام تفريط بل قد يكون الأمر أسوأ من ذلك، هذا لو قام النظام على أثر الأخطاء التي ترتكب، الآن من غير المعلوم إلى أين يمكن أن تذهب سوريا. لكن لنبقَ في النظام والنظام البديل، قيام نظام تفريط عربي وهذا خَطِر جداً على المنطقة وعلى سوريا وعلى لبنان وعلى فلسطين وعلى المقدسات، نعرف أن موقف إيران من موضوع إسرائيل حاسم. أمريكا سياستها في المنطقة وسياستها الشرق أوسطية إسرائيلية أي ترى مصلحة إسرائيل، وسياسة إيران في المنطقة سياسة شرق أوسطية فلسطينية أي تنظر إلى المنطقة من بوابة فلسطين ومن بوابة بيت المقدس، لذلك يأخذ هذا الموقف لأنّه يعرف تداعيات هذا الموقف. لكن أريد أن أوضّح أنّ الجمهورية الإسلامية أو الإمام الخامنئي عندما يأخذ هذا الموقف يقول في نفس الوقت بقاء النظام مع الإصلاحات، لا أحد يقول نريد بقاء النظام كما هو.

في موضوع البحرين على سبيل المثال، جرت في مرحلة من المراحل لقاءات إيرانية سعودية على مستوى عالٍ في الأشهر القليلة الماضية، المسؤول السعودي يقول للإيراني ـ والإيراني لم يأتِ وسيطاً لكن كانوا يتحدثون في ملفات المنطقة ـ يقول له الحل في البحرين هو أن يُطلب من الشعب البحريني أن يعود إلى بيته والسلام. قال أكثر من ذلك، أتى وقال هؤلاء متدينون وحركة إسلامية ويعتقدون بولاية الفقيه، فليقل لهم الولي الفقيه "يا شباب" عودوا إلى بيوتكم فيعودون إلى بيوتهم فتنتهي القصة في البحرين، بهذا التبسيط، أنه هذا النظام يبقى مثل ما هو. لم يقل أحد في سوريا نريد أن يبقى النظام مثل ما هو، نقول هذا النظام بحاجة إلى إصلاح والجماعة جاهزون للإصلاح لكن تغيير هذا النظام وإسقاطه يخدم أمريكا وإسرائيل وتعبير الإمام الخامنئي كان واضحاً وحازماً.

س : ماذا يعني هذا إيرانياً؟

ج: إيران تبذل جهداً حقيقياً في (حركة) عدم الإنحياز، على مدار السنة وخمسة أشهر أو ستة أشهر إيران أرسلت وفوداً إلى تركيا ودخلت في مناقشات ومحادثات مع الأتراك، عندما أعلنت مصر عن تشكيل أو مشروع تشكيل لجنة ـ رغم أنها غير متوازنة ـ من مصر وتركيا والسعودية وإيران، إيران لم تتردد، عندما أتى كوفي أنان تعاونوا معه "على الآخر"، عندما كان يُدعى إلى أي إطار دولي أو إقليمي للمساعدة إيران تساعد وهي لا تأخذ موقفاً، هي تقول تعالوا يا جماعة نوقف الحرب ونذهب إلى حوار ونحن جاهزون لتقديم الضمانات التي تريدون، وهي تعرض ذلك وليس أنها ألقت الحجة وأدارت ظهرها، كلا هي تعمل على هذا الأمر وتعمل على تشكيل مجموعة اتصال جدية وحقيقية لكي نقدر للوصول إلى نهاية مطلوبة في سوريا.

س : إذا حصل تدخل عسكري في سوريا بهدف إسقاط النظام وإنقاذ الشعب السوري كما تقول المعارضة ما الذي يمكن أن تفعله إيران في هذه الحالة؟

ج : لا أعرف.

س : هل تتوقعون تدخلا عسكرياً في سوريا ؟

ج : استبعد ذلك، أولا الأوروبيون تحدثوا ـ وطبعا هناك مشكلة في الإمكانية ـ والفرنسيون كانوا واضحين أن الناتو من دون الأمريكيين لا يقدرون أن يعملوا شيئاً. الأمريكيون لديهم مشكلة الآن، لقد خرجوا من العراق وانسحبوا وكان من الممكن أن يكون المشهد أفضل من ذلك، كان يمكن أن يخرجوا أذلاء رغم أنه في زاوية معينة خرجوا أذلاء، يعني يجب أن يسجل للحكومة العراقية وللمكونات السياسية العراقية عندما أجمعت على رفض إعطاء الحصانة للضباط والجنود الأمريكيين الذي كان حاصله وناتجه أن يخرجوا.

أن يخرج الأمريكيون من العراق ونعرف ماذا يعني العراق، واليوم هو يبحث عن أي طريقة للتفاوض مع طالبان، والمكتب لطالبان في قطر هل هو فقط قرار قطري، هو أبعد من ذلك، الأمريكيون يفتشون عن طريقة للجلوس مع طالبان ويتحدثون معهم ليخلصوا من حكاية أفغانستان.

س : أبعد من ذلك يعني هل هو مقر للتفاوض بين أمريكا وطالبان؟

ج : مثلاً.

إذاً، الأمريكي ليس في وضعٍ (يسمح له) أن يذهب إلى حروب جديدة ويتحمل عبء ومسؤولية حروب جديدة. أعتقد أيضاً أنه حتّى بموضوع مستوى الإهتمام الإسرائيلي بشأن ضرب إيران الامريكي يخاف أن يأخذهم إلى حرب، وبالتالي لماذا يريد أن يعمل حرباَ في سوريا، هذا أولا.

الأمر الآخر، تداعيات التدخل العسكري في سوريا إلى أين يمكن أن يأخذ المنطقة، هذا مفتوح ولا أحد لديه ضمانات. هناك نقطة ضعف أساسية للتدخل العسكري الغربي أو الأمريكي أو الناتو في سوريا اسمها إسرائيل وهذا لم يكن موجوداً في ليبيا.

ثالثاً، مَنْ قال إنّ الأمريكيين يريدون أن تُحسم الأمور في سوريا، اسألوا المعارضة السورية ألا يشككون بالموقف الأمريكي؟ هذا لا يعني أنّها تريد بقاء النظام، كلا، أمريكا تريد أن تطول الحرب في سوريا وأن تدمر سوريا وأن لا يبقى لا جيش ولا شعب وهذا ما تريده أمريكا وهذا ما عملت عليه في العراق، أول ما دخلت إلى العراق حلّت الجيش العراقي وذهبت العالم إلى بيوتها مع أنّها كان باستطاعتها أن تستخدم الجيش العراقي. ثانياً فتحت الباب على مصراعيه أمام الفتنة الداخلية والحرب الأهلية، أنا أتحمل مسؤولية هذا الكلام وأقسم الأيمان المغلظة عليه: أن كثيراً من الإنتحاريين أي الإسلاميين الذين فجروا أنفسهم في مساجد للشيعة والسنة وفي كنائسٍ للمسيحيين أدخلوا إلى العراق وتمّ تسهيل مهماتهم من قبل ضباط أمريكيين لأنّ أمريكا تريد الفتنة في العراق، ولكن موقف العلماء في العراق والمرجعيات الدينية والقوى السياسية ـ والعراقيون دفعوا ثمناً كبيراً ـ هو الذي حال دون حرب طائفية بهذا المستوى. ما أرادته أمريكا في العراق ولم تنجح فيه بسبب المقاومة العراقية للإحتلال الأمريكي وبسبب الأداء السياسي والموقف السياسي والصمود السياسي تريده الآن لسوريا.

أمريكا قد تكون قادرة وقد تكون غير مهتمّة أنه بسبب رد فعل إسرائيل في المنطقة قد تتدحرج المنطقة أو لا، لكنها بالتأكيد غير مستعجلة، يعجبها هذا المشهد في سوريا، لماذا ـ وأنت أشرت في المقدمة ـ لأنّ هذا المشهد لا يبقى في سوريا، هذا المشهد ينعكس على كل المنطقة ويرجع ويعيد تنظيم التحالفات والإصطفافات، الحلم الأمريكي الإسرائيلي في المنطقة هو الفوضى لتبقى إسرائيل درة التاج وتعم في المنطقة الصراعات على أساس عرقي وقومي وطائفي ومذهبي ومناطقي وعشائري وقَبَلِي، أفلا نرى أنّ المنطقة تسير في هذا الإتجاه؟

أستبعد، وهذا الصراخ الصادر عن المعارضة السورية دليل، أي لماذا يصرخون كل يوم، لأنهم ذهبوا والتقوا واستمعوا عدم استعداد في المرحلة الحالية، أنا لا أنفي في المستقبل، وأنا أقول للمعارضة السورية كما أقول للشعب السوري كما أقول للجيش السوري، هذا يجب أن يزيدكم جميعاً سوء ظن بالأميركيين وبالإدارة الأميركية ومن خلفها إسرائيل.

س: لكن كيف يمكن أن تستمر سوريا وهناك انقسام داخلي، انقسام شعبي، انقسام حتى على مستوى العلاقة مع دول الجوار، حتى على مستوى العلاقة مع تركيا، مع الدول العربية، سوريا أبعدت من الجامعة العربية، أبعدت من منظمة التعاون الإسلامي، علاقاتها سيئة جداً مع تركيا، ما الذي يبقى لسوريا حتى لو بقي هذا النظام؟

ج: الصحيح هو أن تأتي تركيا والسعودية وقطر ومصر أيضاً، باعتبار أن لديها الآن مقاربة مختلفة قليلاً، الدول الإقليمية المهمة التي لها علاقة بما يجري في سوريا، وبمساعدة أيضاً دولية، وتفضلوا نجري حواراً وتسوية وحل سياسي في سوريا. لا يوجد حل إلا بهذه الطريقة. لا أحد يستطيع أن يطلب، لأكون منصفاً وفي النصف، لا تستطيع أن تطلب من النظام أن يستسلم وهو نظام وليس شخص، ولا تستطيع أن تطلب من المعارضة أيضاً أن تستسلم، أي على الطريقة البحرانية فتقول لهم اذهبوا إلى بيوتكم. الحل المنطقي حتى أكون منصفاً وتراعي الطرفين تقول: وقف قتال، دول ضامنة ، تفضلوا إلى الحوار، ونذهب إلى التسوية السياسية. هذا الذي يحفظ سوريا للجميع ويحفظنا جميعاً. أكبر خدمة يمكن أن تقدم اليوم لفلسطين ولبيت المقدس، وأقول لعلماء المسلمين جميعاً القلقين على المسجد الأقصى ومن حقنا جميعاً أن نقلق على المسجد الأقصى، وقلقين على القدس من التهويد. أكبر خدمة في هذه اللحظة يمكن أن تقدم للمسجد الأقصى وللقدس ولفلسطين والقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني ولوحدة هذه الأمة أن تأتي هذه الدول مجتمعة وتفرض على النظام في سوريا وعلى المعارضة في سوريا وقف إطلاق نار وطاولة حوار وتسوية سياسية والسلام. وأي كلام غير ذلك، هو كلام لا يريد أن يصل إلى نتيجة تتحكم فيه العواطف أكثر مما تتحكم فيه العقول.

س: طالما أشرتم إلى هذا الجانب هذا يحيلنا إلى الانعكاسات الخطيرة للأزمة السورية على العلاقات المذهبية الطائفية في بلادنا العربية، أنتم معنا سماحة السيد بأن هناك انشطار، هناك ما يشبه الفتنة، هناك احتقان كبير، سواء في سوريا أو خارج سوريا، حتى المقاربة التي تفضلتم بذكرها الآن، ألستم تنطلقون من القاعدة الفكرية الحركية الإسلامية ذاتها مع جزء كبير من الحركات الإسلامية التي ناضلتم معها سويةً، كنتم في المعارضات سويةً، الآن جزء منها في الحكم، كلكم مع ذلك الآن في اختلاف، الآن كيف يمكن أن نئد هذه الفتنة وما الذي يمكن ان تقوله لنا بالتحديد فيما يتعلق بهذا الاحتقان الشيعي السني في هذه الآونة.هناك سنّة كثيرون يعتبرون ان عمق المسألة طائفية مذهبية، هناك هلال شيعي يتشكل هنا وهناك رغبة في الهيمنة على هذه الغالبية.

في الوقت نفسه قد تكون هذه المجموعات صغيرة ولكن هناك حركات إسلامية وهناك علماء دين كبار أيضا يفكرون بالمنطق ذاته.

ما الذي يمكن ان نفعله حتى نقي الأمة هذه الويلات الأساسية بما يتعلق بالفتنة الشيعية السنية؟

ج: من الخطأ الجسم والكبير اعطاء ما يجري في سورية بعداً طائفياً، وهو ليس كذلك، وانما هو صراع بين خيارات سياسية وفي داخل سورية هناك من هو مع النظام ومن هو ضد النظام. هناك علماء يعترف بعلمهم ودينهم ولديهم رؤيتهم الفقهية والفكرية والسياسية لما يجري، علماء السنة سواء في سورية او في خارج سورية.

نعم اليوم الصوت الأعلى ان صح التعبير وهذا له علاقة بالقدرات الإعلامية وببعض المواقع هو الصوت الأعلى الذي يحاول ان يعطي الموضوع كأنه بعد طائفي أو بعد مذهبي وهذا خطر وهذا ليس لمصلحة المعارضة في سورية وليس لمصلحة الإصلاح في سورية وليس لمصلحة التغيير في سورية لأن من يحرص على سورية على وحدتها وعلى تغيير النظام أو اصلاح النظام يجب ان لا يلامس هذا الجانب الخطير وهو الموضوع الطائفي والمذهبي لأن الإيغال في هذا الجانب يعني اما تدمير سورية او تقسيمها لا يعني لا إصلاحها ولا تقسيمها لا يعني لا إصلاحها ولا تغييرها.

أولا يجب الإلتفات لهذا الأمر. صحيح نحن امام مشكلة ليس لها علاقة فقط بسورية. هناك مشكلة وهي اللعب على وتر الفتنة السنية الشيعية وامام كل حدث يجري استغلالها وتوظيفها طائفيا ونصبح كلنا معنيين بالعالم الإسلامي كيف سنتعاون لمحاصرة هذا الحدث ومنع امتداداته.

على سبيل المثال ما كان يجري في العراق. ليس من السهل ما كان يحدث في العراق تتحدث عن عشرات ألاف الشهداء والضحايا والقتلى والجرحى.

 

في اللحظة التي اقدم فيها تكفيريون، وأنا اعتقد ان الc I a والقوات الامريكية تقف وراءهم، على تفجير مقام الإمامين العسكريين في سامراء. يومها نظمنا مظاهرة وتحدثت وقلت للناس هناك من سيتهم السنة بتفجير مقام الإمامين العسكريين في سامراء، مع العلم ان هذا المقام تحتضنه مدينة سامراء السنية منذ اكثر من 1000 سنة وهي تحفظه برموش العين الآن نأتي ونقول السنة فجروا مقام الإمامين العسكريين؟ اذهبوا وابحثوا عن التكفيريين ومن يقف وراءهم، هذا التكفيري الذي يقتلني يقتلك والذي يفجر هذا المقام يفجر مسجداً امامه سلفي.

أنا مرة في باكستان سمعت خبر تفاجأت به. قلت من هو هذا الامام هل هو امام صوفي قالوا لا امام سلفي وقتل معه في عملية تفجيرية 100 مصلي في صلاة الجمعة والسبب انه انتقد اداء حركة طالبان العسكري والسياسي في خطبة الجمعة التي سبقت ودافع عن الجيش الباكستاني فارسلوا له انتحارياً قتله ومعه مئة مصلي.

الموضوع ليس موضوع سني وشيعي. هناك عمل تكفيري يستهدف الجميع ويتم توظيفه من قبل اجهزة مخابرات.

يومها اما كان يمكن ان يتحول هذا الأمر إلى فتنة شيعية سينية عارمة على امتداد العالم الإسلامي؟ اينما يوجد سنة وشيعة يقتلون بعضهم؟ لكن موقف المرجعيات الدينية وموقف القيادات السياسية داخل العارق وخارجه كله لمّ الموضوع، حدث التفجير لنلمّ، آلاف الشهداء على الطرقات، زوار الحسين إلى كربلاء، 100 و200 و400 لنلم، لا نذهب الى الفخ الذي ينصبه لنا التكفيريون ومن يقف خلفهم.

دائما اكبر خطر نواجهه نحن، يحدث خلاف سياسي، نعطيه طابعاً مذهبياً، كما الخلافات التي تحدث في لبنان.

هذا يفتح الباب الى ان هناك مسؤولية امام النخب العلمائية والمرجعيات الدينية سواء كانت مؤسسات او شخصيات في العالم العربي والإسلامي سنة او شيعة، ان تحدث مقاربة ونجلس وكذلك النخب السياسية وقادة الحركات الإسلامية، ان يحدث حوار جدي وحقيقي وليس مسرحياً، وليس مؤتمرات. المؤتمر يصنع مناخاً جيّداً الناس جلست مع بعضها البعض وصافحت بعضها، عانقت بعضها، يشكل انطباعاً يريح الأعصاب. ما نحتاجه ليس مؤتمرات تلفزيونية، بل ما نحتاجه جلوس ونقاش جدي فيما بيننا.

ونسأل ما هي الأمور التي تؤدي الآن إلى اثارة الحساسيات الشيعية السنية والسنية الشيعية. موضوع سورية هو احد هذه الموضوعات، يتم استخدامه بهذا الاتجاه ولكن لا علاقة له بالحقيقة لكن يتم توظيفه.

نشكل جدول ونذهب للمعالجة. هناك امور مطلوبة من الشيعة كذلك هناك امور مطلوبة من السنة. مثلا اضرب مثلين واقعيين حتى لا نبقى نتحدث بالعموميات.

 

يقال عن المدى الشيعي ودائما شيخ الأزهر الأكبر يحذر من هذا المد في مصر ويؤكد على انه سيمنعه. أين المد الشيعي في مصر يا سماحة الشيخ يا مولانا يا حبيبنا يا عزيزنا لا نود ان نخترع وهماً اسمه عدو. اين هو المد الشيعي؟

أنا اذكر، ولاحقا ساعود للارقام، مستشار لأحد الأمراء العرب تحدث معي قبل عامين وقال إن هناك موضوعاً يجب معالجته عند بعض حكام الخليج، قلت له ماذا، فاجاب هناك قناعة بانكم والرئيس بشار الأسد تشيعون سورية وبان هناك سبعة ملايين شيعي في سورية. هذا الكلام اين يصرف؟ لكن هذا الكلام يصدق. نحن نأتي الى الطاولة ونقول يا اخوان ما قصة المد الشيعي، نتحدث بالأرقام. بالتأكيد غير صحيح، وذهبت الى الشام وقلت لهم هذا الكلام ويومها ايضا المخابرات السورية عملت على الموضوع. لا يوجد مئات في سورية.

وهناك مئات من الشيعة تسننوا. اليوم العالم مفتوح على بعضه الناس تشاهد تلفزيونات وفضائيات وانترنت. هناك شيعة يتسننون وهناك سنة يتشيعون. حالات فردية لكن ليست مداً. تتحدث عن الملايين الذين يتشيعون. اين هذا؟ إن كان هذا صحيحاً، من المسؤول كي نعالج.

نقول هذه مشكلة.

هناك بعض الشيعة يسيء لصحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومطلوب موقف من مرجعياتنا الدينية. سماحة الأمام خامنئي اتخذ موقفاً صريحاً وواضحاً ان اي اساءة لأم المؤمنين السيدة عائشة او لصحابة رسول الله او للرموز الإسلامية هو حرام

س: وسماحتك ماذا تقول؟

ج: كلنا نقول هذا وانا لست مرجع تقليد انا مقلد في هذا وأؤيد هذا المنحى والاتجاه.

نأتي للمعالجة ونقول: هذا الشيعي الذي فتح فضائية من لندن هذا ماله من اين؟ اذهبوا وفتشوا عن جماعتكم الانكليز والمخابرات البريطانية التي اعطته المال وامنت له الإقامة وفتحت له تلفاز حتى يؤججج الفتنة بين السنة والشيعة. عظيم هذان مثلان.

اقول لهم الفضائيات الفلانية والفلانية دون ان نسميها ونعمل لها دعاية والذي عملها الدائم ليل نهار تكفير المذاهب الأخرى وليس فقط الشيعة عالجوها وحلوها. هذه اموالها من عندكم وليس فقط هذا بل هي تابعة لكم وهي تبث من بلادكم.

هذه الموجة التكفيرية قائمة على القتل، واود ان اكون صريحا في نهاية المقابلة. انا لا اطلب شهادة بإسلامي من احد ولا اريد شهادة باسلامي، قالوا انهم في القمة الإسلامية يودون اقامة حوار بين المذاهب واعتبروا الشيعة الجعفرية واحداً من المذاهب الثمانية التي اعترفوا بها. انا لا اطمح الى ذلك.

لنبقَ كفاراً عندكم لكن لا تستبيحوا دماءنا واموالنا واعراضنا.

 

والأخطر من التكفير هو القتل، استباحة دماء الآخرين بل استباحة دماء المسلمين تحت عنوان التترس، كي نفجر جندياً امريكي او نفجر سيارة ولس صغيرة لا مشكلة في حال سقط 50 عراقياً قتيلا او 50 سورياً هذا خطير.

هذه المشكلة كيف نحلها وهذا التكفيري من اين أتى، ماله من اين، ومن اين يُدعم، غطاءه من اين؟ تعالوا لنعالج.

تعالوا يا اخوان، مشاكلنا نحن الشيعة والسنة اين؟ ما عليكم تعالوا لنعالجه كما الذي علينا. وهناك مشتركات عظيمة جدا في الدين والعقيدة والفقه والقيم وبالتعاليم وبالمصالح كأمة اسلامية... تعالوا لنثبت هذه الاشتراكات ولا يوجد حل الا بنقاش داخلي وجدي صادق وحريص.

س: كيف يمكن ان تنأوا بلبنان عن هذه المسألة؟

ج: نحن في لبنان نبذل جهد كبير جدا، وانا دعوت لابرام ميثاق شرف لأنه في لبنان هناك عمل على مسألة الفتنة عندما اقول انا ولا اود تحميل المسؤولية لناس دون ناس.

بالوضع الشيعي نحن مسؤولون و"جيب الأرشيف" منذ العام 2000، نسيان ما قبل العام 2000، او يا خي من العام 2005 حتى اليوم اذا كان هناك عالم ديني شيعي في لبنان او شخصية شيعية نائب او وزير شيعي استاذ شيعي صحيفة شيعية او قناة شيعية اساء لاهل السنة لرموز ومقدسات السنة نحن نتخذ موقفا منه، لكن في المقابل ايضا مطلوب من اخواننا قيادة السنة وعلماء السنة والقوى السياسية في الطائفة السنية الكريمة ان تتخذ موقف.

احيانا انا انتقد تيار المستقبل كموقف سياسي وانا لا انتقد السنة وكثير من السنة هم حلفاؤنا واصدقاؤنا واحباؤنا واعزاؤنا ويقفون معنا باشد الأوقات الصعبة، انا خلافي مع تيار المستقبل خلاف سياسي، لكن عندما يأتي مفتي من هنا في بعض المناطق او شيخ من هنا او استاذ جامعي من هنا او صحيفة من هنا تفتح الملف: انتم شيعة لبنان، انتم الشيعة طوال تاريخكم "انتم هيك" هناك هجوم على الشيعة وعلى رموز شيعية، هذا سيصل الى مناخ صعب. من المطلوب ان يسكت ابواق الفتنة، هذه المسؤولية على القيادات السنية.

وان كنت احاول دائما ان اتجاوز هذا الامر عندما يأتي شخص في الليل وفي النهار وفي خطبة الجمعة وفي موقفه السياسي وفي المقابلة يسب ويشتم، هو لا ينتقد ولا يناقشنا، يسب ويشتم رموز شيعية في لبنان، من المطلوب ان يسكتوه.

 

نحن حتى الآن نمارس توعية، نمارس ضبطاً وهذا سنبقى نمارسه وليس لنا فضل به، وهناك كثير من القيادات السنية والعلماء في لبنان يبذلون جهوداً مضنية، اعرف هذا وانا لا اتحدث بالمجاملات، الاهم دائما عندما تحدثت عن ميثاق شرف تجاوز الخطاب المذهبي نبدأ بكلمة مثل كلمة طيبة نبدأ من هنا.

انا اقول المعالجة في لبنان الجدل السياسي والخلاف السياسي يبقى وتناقض المصالح او توافقها يبقى لنتجب الخطاب الطائفي والمذهبي ولنختلف ما اختلفنا هذا ان ضمناه بنسبة عالية جدا نستطيع ان نتجاوز ما نحن عليه.

س: وصلنا إلى لبنان، سؤال مشروع بعد كل هذه المرحلة، لماذا لا تزالون تتمسكون بهذه الحكومة؟

ج: سوف أدافع عن شيء تظلم فيه هذه الحكومة، هذه الحكومة ليست أقل انتاجية من حكومات سابقة، من سابقتها، وسابقتها وسابقتها. فليخرج الفريق السياسي الآخر ليقول لنا ما هي الانتاجية العظيمة التي قامت بها الحكومات السابقة وعجزت عنها هذه الحكومة؟ نحن في لبنان لدينا أزمة حكومية هي تجلي للأزمة السياسية وتعقيد التركيبة السياسية في البلد، ليس لها علاقة بالتركيب الحالي للحكومة الحالية، هذا أولاً.

إذاً أنا لا أريد أن أنطلق من الانتاجية وعدمها، أنا أعتقد أن هذه الحكومة منتجة كبقية الحكومات التي سبقت، لا تعبر لا عن طموحات الناس ولا عن طموحات القوى المشاركة فيها، وإذا كانت بعض القوى المشاركة فيها تنتقدها فلأنها تطمح إلى تحسين انتاجيتها. لكن الأهم، نحن في نظرنا ضمن المعطيات الحالية الداخلية والإقليمية، هناك من يريد أن يدفع الأمور في لبنان إلى الفوضى، ويعمل في هذا الاتجاه، ونسمع تهديدات كل يوم. نحن نعتقد أن الحفاظ على الاستقرار والأمن في لبنان بنسبة كبيرة جداً متوفر من خلال بقاء هذه الحكومة واستمرارها. ذهاب هذه الحكومة يعني أننا ذاهبون إلى المجهول، بين المعلوم والمجهول، نحن مع المعلوم أياً تكن الملاحظات عليه.

س: لماذا لا تشكلون حكومة حيادية، حكومة تكنوقراط تشرف على الوضع إلى الانتخابات المقبلة؟ لماذا لا تعاودون تشكيل حكومة وحدة وطنية؟

ج: من يعرف لبنان، يعرف أنه لا يوجد في لبنان حكومة حيادية، هذا كلام في الهواء. والتكنوقراط في لبنان كله سياسي. نحن لدينا في لبنان الأولاد مسيسون ، والخبز سياسي ، والموظف مسيس، لا يوجد شيء اسمه أن هؤلاء حياديين أو هؤلاء تكنوقراط أو ما شاكل.

حكومة الوحدة الوطنية، الرئيس ميقاتي قال أنا أريد أن أشكل حكومة وحدة وطنية وعطّلوه شهراً. الطرف الآخر هو الذي كان يرفض تشكيل حكومة وحدة وطنية، ولم نكن نحن نرفض ذلك.

س: والآن أنتم معها، ليس لديكم مشكلة في تشكيلها الآن؟

ج: أنا أعتقد في المعطيات الحالية الداخلية والإقليمية إذا استقال الرئيس ميقاتي مثلاً ، أو سقطت هذه الحكومة، وكلف أي كان ولو على قاعدة تشكيل حكومة وحدة وطنية لا يمكن تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال خمسة أو ستة أشهر. ليس حكومة وحدة وطنية، حكومة فريق الأكثرية الحالية كم بقينا حتى شكّلناها؟ نحن فريق الأكثرية الحالية بقينا بين أربعة وخمسة أشهر نتجادل فيما بيننا ومع رئيس الحكومة ومع رئيس الجمهورية حتى استطعنا تشكيل هذه الحكومة. إذا أردنا تشكيل حكومة وحدة وطنية سوف نحتاج إلى سنة وليس إلى خمسة أشهر. البلد لا يتحمل أي فراغ حكومي.

س: سماحة السيد هناك قضية المخطوفين، هي ربما قضية مأساوية، قضية مؤلمة، أنتم نأيتم بأنفسكم في الآونة الأخيرة عن الخوض فيها، تحدثتم فيها عندما حصلت، لكن بعد كل هذه التطورات لا يمكن إلا أن نتحدث عن هذا الملف، أين وصل هذا الملف؟

ج: في هذا الملف منذ البداية، نحن قلنا هذه مسؤولية الدولة. حصل أمر في مكان ما التباس ما، أي حتى أعود لأصل الموضوع ، عندما قيل لرئيس الحكومة ولرئيس المجلس وقيل لنا إن الجماعة أصبحوا في تركيا وسوف يأتون من تركيا إلى لبنان، من الطبيعي أن يحتفل الناس في لبنان.

س: في ذلك الوقت سماحة السيد قلتم إنهم في أمان، فجأة وجدناهم في شيء آخر؟

ج: الجهة التي كانت تقوم بالوساطة، بالتحديد الرئيس سعد الحريري وأصدقاؤه، هم أبلغوا رئيس المجلس ورئيس الحكومة ورئيس الجمهورية ونحن تم إبلاغنا من خلال بعض المسؤولين في الدولة اللبنانية الذين هم من أصدقاء الرئيس سعد الحريري وقالوا الجماعة أصبحوا الآن في تركيا، والآن سوف نرسل الطائرة إلى تركيا حتى تعود بهم إلى بيروت. ولذلك الناس احتفلت. ولذلك أنا اطلعت ووقتها كان لدي خطاب وتشكرت وإلى آخره، ثم تبين أن الأمر على غير هذه الصورة. حصل التباس لن نقف عنده مطولاً، ثم لاحقاً جاء الخاطفون وأرادوا استغلال هذا الالتباس حتى يطالبوا بمطالب سياسية. نحن نتيجة حساسية الملف والدولة هي التي يجب أن تتحمل المسؤولية حوّلنا الموضوع إلى الحكومة والدولة وهم يتابعون، وهناك أمل أن تصل الأمور إلى ..، وهناك أيضاً بعض العلماء المسلمين في الشمال يقومون بالمساعدة، وهم مشكورون ومأجورون في هذا الأمر.

في النهاية أحب أن أقول شيئاً، إذا أراد أحد اقناعنا في الموقف مما يجري في سوريا، نحن حاضرون للنقاش، نحن لا نغلق مع أحد ولا نقفل الباب بوجه أحد، تعالَ واجعلني أقتنع، واستمع لمنطقي وأستمع لمنطقك، لكن لا تأخذ مجموعة أبرياء وتحتجزهم وتبعدهم عن عيالهم وتستخدمهم في الإعلام حتى تضغط علي أنا وعلى غيري حتى أغير موقفي السياسي. هذا ليس موقفي السياسي، هذا موقف مبني على رؤية، يمكن أن يسموه "اجتهاد" أو "فهم"، على كل حال، هذه الطريقة خاطئة، إذا كانوا هؤلاء ضيوف فأنا رسالتي الليلة من خلال الميادين، إذا هؤلاء ضيوف وأنتم تقومون بإكرامهم وتستضيفونهم عندكم، "يكتر خيركم" أما آن لهذه الضيافة أن تنتهي؟ العرب يستضيفون ثلاثة أيام أو أربعة أيام وينتهي الموضوع. إذا هؤلاء أبرياء، ليس هذه هي الصورة التي تستطيعون أن تقنعوا بها عن المستقبل الآتي إلى سوريا. أي أن تحتجز أبرياء حتى تضغط على فريق سياسي أو على أكثر من فريق سياسي حتى يبدل رأيه. إذا أنتم حقاً طلاب حرية فلا تحتجزوا أبرياء، إذا أنتم طلاب عادلة لا تظلموا أناساً مظلومين، وبالتالي هذا الموضوع لا يعالج بهذه الطريقة.

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا