<%@ Language=JavaScript %> فياض موزان اما حان لنا  ان نخلص شعبنا

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

اما حان لنا  ان نخلص شعبنا

 

 

فياض موزان 

 

سبق قيام الدولة العراقية في 1921 مجتمعا تتنازعه اعتبارات مختلفة ومصالح متضاربة تستوحي استمراريتها وبقاؤها من قيم مختلفة منها البداوة, الدين الطائفي, العشيرة ,المحلة (في المدن) الا ان نشوء الدولة والنقلة النوعية التي سببها هذا النشوء لم تغير او تؤثر كثيرا في حلحلة بنية المجتمع العراقي وكان المعوّل على هذه الدولة الفتية من خلال رؤيتها ومنهجها في احداث هذا التغيير الا انها بالنتيجة فشلت في اعداد شعب متنور ذي حس وطني وشعور انساني, انه خلل كبير لا يمكن معالجته الا من خلال المكاشفة وتشخيص العلة دون الاختباء خلف الماضي والتغني بالعظمة الفارغة والتعلق بالاوهام في محاولة لتغطية الفشل .

منذ تأسيس الدولة العراقية الوطنية والعراق يعاني من وضع شاق وصعب الى يومنا هذا فلم تستقر فيه الهوية الثقافية الوطنية وتتحدد  بصورة واضحة مبنية على ولاء العراقيين وانتماءهم للوطن من خلال دولة وطنية حقيقية تقوم على بناء ثقافتهم الوطنية والانسانية , فقد  اعتمدت الدولة العراقية ومنذ تأسيسها على اسس مهلهلة ما كان منها متعلقا بالانسان العراقي, النظام السياسي, السيادة الوطنية الناجزة, المؤسسات. القيم. ورغم تعدد الانظمة السياسية التي حكمت العراق بقي العراق نظاما سياسيا هشا وهلاميا.

لقد كان تأسيس الدولة العراقية من قبل الانكليز حدثا مهما وكانت قد لامست اذهان الناس فكرة الوطن , المواطنة, الوطنية والشعب وراوحت في مكانها كمفاهيم نخبوية بلا عمق مدرك لقيمها يمتد الى الانسان العراقي وتكونت مؤسسات مدنية ومصرفية وخدمية والمتعارف عليه ان تكون اساسا لبناء اي دولة حديثة الا ان هذه الدولة فشلت من خلالها في بناء مواطن حر ومتحرر من القيم البائدة التي اسلفنا ذكرها وبدلا من هذا البناء اعتمدت الدولة المفهوم القسري نهجا لمواجهة التحديات التي مرت بها رافضة فكرة الاختلاف في الرأي واحترام الآخر وعنّفت وقست على مخالفي رأيها تخلله رفضا للتعددية السياسية ومصادرة للرأي الاخر والاستبداد بشكل عام ورغم التباين لدى سلطة الحكم فقد كانت التداعيات نتائجا لهذا النهج كما ظهر في جريمة فرهود اليهود عام 1941حيث عاد العراقي الى بدويته من نهب وقتل واغتصاب طال الالاف من اليهود العراقيين دون اية اعتبارات وطنية او اخلاقية او انسانية وكان مؤشرا واضحا على قصور الدولة وهشاشة المجتمع.

 وقد تهاوت الدولة صبيحة الرابع عشر من تموز 1958 على يد ثلة من العسكر ايدها العراقيون ومنهم من لزم الصمت ازاء تصفية الخصوم بوحشية وهمجية مرعبة رغم محدوديته الا انه يعكس الواقع الذي اشرنا اليه سابقا . وقد كانت صورة اخرى عكست ذات الفعل الذي حصل مع اليهود سابقا وقد تساوى الجميع افرادا ومؤسسات ومرجعيات ولاذت بالصمت المخجل رافعة شعار التبرير دون ادنى رد فعل او موقف ازاء ما جرى ,

وانبثقت الجمهورية الاولى 1958 ورغم شعاراتها التحررية والانسانية التي كانت ترفعها الا انها مارست القسوة والعنف ولم تتخطاها فسالت الدماء مرة  اخرى في اداء غير منضبط احيانا اكتملت حلقاته في 8 شباط 1963 بابشع واقسى واعنف من السابق لتسود المجتمع ثقافة الرعب والخضوع والعبودية والنفاق والانتهازية وخاصة فترة الثمانينات التي ترسخت فيها المفاهيم الدونية المنحطة  بعد فترة حربي ايران والكويت كان شعار الحاكم فيها الغزو والنهب ترافقهما القسوة والوحشية والتدني الخلقي والانساني وبرزت روح البداوة الكامنة في دواخل النفس العراقية وبتوجيه متعمد  من الحاكم .

وتوجت هذه الفترة بعملية أسقاط النظام على يد الامريكان عام 2003بعد ان اودعوه غرفة الانعاش يحيط به شعب مشتت منهك - مع تغييب كامل لاحزاب سياسية وطنية كانت قادرة على ان تسهم في قيادة الناس نحو الوجهة الصائبة, - ولتتواصل وتتعامل مع قوى وشخوص جديدة منحطة وفاسدة غارقة في مستنقع العنف والقسوة والسلوك  الطقوسي الاعمى رافعة شعار الدين الطائفي المسيس وما زالت مستمرة عليه الى يومنا هذا رغم مرور ما يقارب العشرة سنوات دون ان تكون لديها القدرة على ايقاف هذا التهاوي والسقوط المريع والمتفرد عن كل الحقب السياسية التي سبقته,

ان هذا التردي البائس في جميع المفاصل انما هو نتاج  للصراع الدائرعلى السلطة و المنافع والمصالح بين هذه الكيانات و الصراع من اجل التفرد بالسلطة والبقاء فيها مهما كان الثمن غير مبالين  بما يسببه من ضرر للشعب وغير ملتفتين لتهاوي الوطن وتداعياته.

وتجدر الاشارة الى ان" اختزال الدولة في شخص فرد هو امتداد لموروث ثقافي مترسخ ومتجذر في ذهن الفرد العراقي وهنا تظهر معضلة الدولة في غياب مؤسساتها ومتى ما بنيت على اساس مؤسساتي فعندها تكون ثقافة الدولة مبنية على الضوابط والقيود التي تلجم اي خروج  للحاكم  كان عادلا او جائرا".

ان اخفاق الدولة الوطنية العراقية وغياب دورها في اداء رسالتها الوطنية التنويرية على مر المراحل الانفة منذ نشأتها هي سبب اساسي في توارث هذه الاطراف التي تطفوا الان على سطح السياسة العراقية للحكم,

ان الدولة العراقية وسلطتها هي التي خلقت هذا الدمار والتخلف لدى العراقيين وهي التي تتحمل مسؤوليتها لكن هذا لا ينفي او يبعد المسؤولية عن الاحزاب, المرجعية, العشيرة ,

ان الاستمرار تحت ضغط هذا التهاوي والذهاب الى المجهول يدعونا ان نقف قليلا بعد هذا التشخيص الذي يدفعنا ان نطرح سؤالا محددا   مالعمل ؟

ان الانقسام الطائفي الذي تعمق بعد الاقتتال الطائفي ومحاولة خنق المواطنة العراقيةباسلوب الترميم المحاصصي وارتفاع عقيرة بعض الاحزاب الكردية لتحقيق مصالح اثنية على حساب المواطنة العراقية يدعو النخبة من العراقيين الوطنيين الذين يمارسون الديمقراطية حقا فكرا وسلوكا  للعمل على بروز تيار عراقي يتجاوز الطائفية والاثنية يتصف رواده بالنظرة السياسية العميقة والثاقبة والشعور الوطني المخلص غير الملوث بالمصلحية ومعولها الفساد الذي يتخر بكيان الوطن ويؤمنون بالديمقراطية فكرا ويمارسونها سلوكا,

ان وضوح الرؤيا وانسجامها لدى هذا الفريق ذو المرجعية السياسية والفكرية النيرة والملمة بالصراعات السياسية والاقليمية والعالمية والذي يمتلك نظرة ثاقبة وممحصة لمجريات الامور وله ثبات ومطاولة كي تستطيع  قواه ان تقف وتمارس عملها امام هذا التيار  ذو الامكانيات المادية الكبيرة والنفوذ السلطوي المبني على استغلال النفس الطائفي او الاثني.

ان الكوة الصغيرة المفتوحة من الحرية تجعل الباب مفتوحا لتشكيل كتلة نيابية تستطيع ان تحدث خرقا في هذا الجدار لتصبح قوة معارضة في البرلمان المقبل ذات منهجية واضحة ولها برامج ناضجة ومكتملة من خلال مرجعية فكرية وسياسية متخصصة تدعمها ببرامج واقعية  معدة من لجان متخصصة  تضع حلولا للمشكلات التي تجابهنا من اصلاح للنظام التعليمي الذي هو عماد اية امة وطنيا ومعرفيا وحضاريا وخلق ثقافة وطنية و اختيار التوجه التنويري والحضاري المفتوح على التنمية الاقتصادية والقيمية رافضا ان يكون جزءا او تابعا لدولة ريعية فاشلة, واصلاح صحي متطور وبناء جيش وطني مهني وايجاد الحلول الناجعة  لكل ما يواجه الوطن والمواطن. انها دعوة مخلصة علها تجد اذانا صاغية وقبولا قناعيا لدى النخب الوطنية العراقية  للدعوة لها وللخروج من ازمتنا الحالية,

فياض موزان

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا