<%@ Language=JavaScript %> عناد عبد الصعب موسيقى القرب في بابل من مذكرات سفير بريطاني الى العراق

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

موسيقى القرب في بابل

 

من مذكرات سفير بريطاني الى العراق

 

 

عناد عبد الصعب

 

 توفي قبل اكثر من سنتين كلنكيرن بلفور بول سفير بريطانيا الى العراق.  قبل وفاته نشر خواطره و بعض من ذكرياته عن الدول التي عمل فيها مثل العراق و لبنان و الاردن و السودان و دول غيرها.  كان الرجل يتحدث بالعربية و يتخاطب مع المسؤلين العرب بلغتهم اذا لم يرغبوا بوجود شهود على ما يقولون.  الكتاب من القطع الصغير و يقع في اكثر من 300 صفحة.

يبدأ فصله الاول الذي عنوانه " اصولي العائلية و غرائب" برواية لقائه الاول بصدام حسين.  قال: "احتضني صدام و احاط ذراعه بكتفي و سار بي في مكتبه قائلا (الا تستطيعون ايها البريطانيون ان تفهموا انني لا اكره احدا اكثر من الشيوعيين السوفيت غير الشيوعيين العراقيين؟  ان سياسة لندن الخرقاء بمعاداتنا دفعتنا نحو موسكو.  انقل هذه الرسالة الى حكومتك)  كان هذا في نهاية 1969.  مناسبة اللقاء كانت تعارفي الاول مع صدام حسين.  تحدثنا باللغة العربية لانه رفض ان يستخدم مترجما.  في النصف الاول من اللقاء كان رسميا و باردا كرجل اعمال و لكني ما ان اخبرته بموقف حكومتي المعارض لتوثيق العلاقات بين بغداد و روسيا السوفييتية <هكذا وردت - عناد>، قفز صدام من مقعده و صار يذرع مكتبه طولا و عرضا.  نهضت من مقعدي كما تقتضي اصول البروتوكول الدبلوماسي و وجدت نفسي بين ذراعي صدام كما اسلفت اعلاه.

لم تكن تجاربي الدبلوماسية ميلودرامية كالتي مع صدام.  صدام، آنذاك، لم يظهر حقيقته كدكتاتور بشع، و انا اعتقدت انه اظهر تغيرا مقبولا جعلنا نظن اننا اذا غيرنا طريقة تعاملنا معه نستطيع ان نستفيد منه.  لكن التأريخ و صدام اتخذا منحى آخر.  الآن نعرف كيف لقي صدام مصيره لكن التأريخ استمر يعرج في مساره. "

ثم يسرد الكاتب نسبه العائلي فنكتشف انه قريب اللورد بلفور صاحب الوعد المشؤم في 1917 بدعم حكومة بريطانيا لقيام وطن قومي لليهود في ارض فلسطين.  لمن يشك بترجمة السطور يستطيع شراء الكتاب او تصفحه على موقع امازون كما في الرابط التالي:          

http://www.amazon.co.uk/Bagpipes-Babylon-Lifetime-World-Beyond/dp/1845111516/ref=sr_1_1?s=books&ie=UTF8&qid=1347953721&sr=1-1

 

لا اكتم انني صٌدمت حين قرأت تلك السطور.  هذا دفعني لقراءة ما كتبه السفير السابق عن العراق الذي افرد له فصلا كاملا.  الآراء التي اطلقها الكاتب تتباين في سدادها.  فهو ضد الغزو الانكلو-امريكي للعراق.  لكنه في اماكن اخرى يعرب عن آراء متسرعة غير دقيقة لتجارب شخصية محدودة. 

الكتاب ظهر في كانون الاول 2005 لكني لم اقرأ عرضا له او نقدا و تصويبا لما جاء فيه.  كانت فترة خدمة السفير الايام الاولى لحكم البعث في العراق بعد تموز 1968 و اختارت بريطانيا سفيرا يتقن الحديث (الكتابة؟) باللغة العربية. ماذا كان الرفاق في لندن يفعلون في تلك الفترة؟  رغم ان الدبلوماسيون و السفراء لا يصرحون بآرائهم الشخصية في المحافل العلنية لكنهم يتبادلون الاراء في الاجتماعات المتخصصة و تلزمهم وظائفهم بتقديم الرأي و المشورة لاصحاب الاعمال و المصالح المالية في التعامل مع مختلف الحكومات.  فهل سعى الرفاق في بريطانيا لمعرفة سياسة حكومة "صاحبة الجلالة" تجاه العراق في تلك الفترة؟

الادهى من ذلك كله اين كان عامر عبد الله و جاسم الحلوائي و باقر ابراهيم و زكي خيري من هذا الكشف الفريد؟  ماذا قال لهم "الرفاق السوفيت" عن صدام؟  لماذا تذكر بريماكوف في 1991 انهم كانوا يشكّون بعلاقة صدام بالمخابرات الامريكية منذ 1969؟   


 

عناد عبد الصعب

18 ايلول 2012

 

 

Enadabdulsaab@yahoo.com


 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا