<%@ Language=JavaScript %>

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

بعد العثور على جثة الكيخيا في ليبيا متى تظهر جثث ضحايا صالح في اليمن؟

 

علي محسن حميد
18/09/2012 18:33:48

 

أعلنت مصادر بمكتب النائب العام الليبي أن عبد الله السنوسي ، آخر رئيس للمخابرات الليبيبة في عهد القذافي ، اعترف بقتل منصور رشيد الكيخيا ، المعارض الليبي الذي لجأ إلى مصر في تسعينيات القرن الماضي ، بعد أن تم اختطافه من مصر إلى ليبيا وقتله ودفنه بحديقة إحدى الفيلات بالعاصمة الليبية طرابلس. المرحوم الكيخيا وزير خارجية سابق وسفير سابق لدى الأمم المتحدة وقد أدرك مبكرا أن القذافي لم يكن يعنيه بناء دولة ولم تكن تعنيه الثورة ولا الأمة العربية ولا الوحدة العربية ولامصالح الشعب الليبي الحقيقية ولا الكتاب الأخضرالمحشو بمقولات لاتغني ولاتسمن من جوع.عبثية القذافي بمصالح الشعب الليبي قادت الكيخيا إلى أن يقف مع الشعب المغلوب على أمره منذ وقت مبكر وإلى تولى الأمانة العامة للتحالف الوطني الليبي المعارض . ولإخراسه مدى الحياة اختطفته قوة أمنية في القاهرة قبل 19 عاما وانقطعت أخباره ماعدا متابعة أسرته لمعرفة مصيره مع المنظمة العربية لحقوق الإنسان الذي كان واحدا من مسؤوليها. ومع الثورات تظهر الحقائق ونتأكد مرة تلو المرة أن الحق فوق القوة وأن شعبي ليبيا واليمن لم يكونا يُحكمان من قبل دولة نظام وقانون وقضاء مستقل وإنما من قبل عصابات ونظامين عائليين( نظامي عميد الحكام العرب ونائبه) لاعلاقة لهما بالجمهورية و بالجماهيرية ولاصلة لهما بأية قيمة وطتية أو قومية.
في اليمن لدينا قضايا مشابهة لعشرات تم اختطافهم وقتلهم ومجهول مكان دفنهم وبعضهم كعبدالوارث عبد الكريم( ضابط شرطة وقيادي في الحزب الديمقراطي الثوري اليمني) وسلطان القرشي( وزير ومسؤول أمني وقيادي بعثي). عندما سئل صالح عن مصيرهما ادعى أنه لا علاقة له باختفائهما وأن الأمن قتلهما بدون علمه . ولأن النفس البشرية هينة عنده فلم يأمر بالتحقيق ولم يعاقب أحدا من مرتكبي الجريمة من جهاز الأمن .والحقيقة هي أن الأمن لم يكن ليرتكب جريمة كهذه بدون علمه وموافقته. ولأن الله يمهل ولايهمل وهذه حقيقة أزلية لم يستوعبها أي حاكم مستبد زينت له خفة عقله وحفنة من المنافقين والوصوليين وصولجان السلطة فعل كل شيء وكأنه في مأمن دائم من كشف الحقيقة ومن العقاب. ومن الشهداء الذين قتلهم صالح مخالفا بذلك الشرع الشهيد عيسى محمد سيف زعيم التنظيم الناصري الذي قام ورفاقه عبد السلام مقبل ، محمد أحمد إبراهيم، سالم السقاف، محسن فلاح،عبدالله الرازقي،أحمد مطهر مطير ، مهيوب العريفي،محمد مبخوت الفليحي ،حسن عبد الباري الأديمي، محمد محسن الحجاجي ، حسن عبدالله منصر ، عبد الواسع الأشعري وغيرهم بانقلاب في 15 اكتوبر1978 انتقاما لمشاركة صالح في قتل الشهيد إبراهيم الحمدي الذي لاذ صالح بالصمت المطبق عن اغتياله وهو في الحكم وطالب في 3 سبتمبر 2012 ، بعد 35 سنة، بالتحقيق في اغتياله وكأنه لم يكن مخططا ومشاركا في جريمة الاغتيال البشعة. الانقلابيون لم يسفكوا قطرة دم واحدة لأن انقلابهم فشل ومن أفشله هو اللواء علي محسن الأحمر الذي حاول صالح خلال حروب صعدة القضاء عليه. صالح أحال الانقلابيين إلى محكمة صورية حكمت في 27 اكتوبر على 21 منهم بالإعدام أي بعد 12 يوما من الانقلاب وهي فترة زمنية غير كافية بمعايير العدالة لمحاكمة عادلة لعشرات ونفذ الحكم في 5 نوفمبر المصادف لانقلاب نوفمبر 1967 .وكان توقيت التنفيذ رسالة صالح الأولى لتأصيل انتمائه السياسي وإشعار الغير بأن قوى انقلاب نوفمبر باقية في الحكم. أما رسالته الثانية التوكيدية للأولى فكانت الإعلان عن تأسيس المؤتمر الشعبي في 24 اغسطس 1982 أي في اليوم الثاني والأخير لأحداث اغسطس1968 الذي شكل بداية لتراجع دور قوى التحديث ومطاردتها وتصفيتها من القوات المسلحة والأمن وتحويل الأخيرة إلى قوات مناطقية قبل أن تنتقل إلى حضن وهيمنة أسرة صالح وعشيرته. جثث عيسى ورفاقه وعبد الوارث وسلطان القرشي غير معروفة أمكنتها حتى تاريخه وقد رفض صالح بتعال واستهانة بمشاعر أسر الشهداء الإفصاح عنها. هكذا كان نظام أزهى عصور الديمقراطية وباني اليمن الحديث يتصرف ويمنع عن أسر المكلومين والمكلومات معلومة هي حق من حقوق الإنسان. لقد عاب البعض على الإمام الراحل أحمد قتل الشهداء عبدالله الثلايا وإخوته في انقلاب 1955 الفاشل لأنهم لم يزهقوا قطرة دم واحدة ولم يقتلوا نفسا وعزوا تفكك الأسرة المالكة إلى هذا الشرخ الذي صنعه الإمام أحمد بتهوره وانتقامه . صالح الذي واجه الانقلاب بعد ثلاثة أشهر فقط من حكمه وتوقعت المخابرات الأمريكية أنه لن يبقى في السلطة لأكثر من ستة اشهر ارتكب نفس الغلطة القاتلة وغرف من نفس ثقافة غير ناضجة لضباط ثورة 26 سبتمبر 1962 الذين أعدموا بدون وجه حق قامات كبيرة بريئة تحت ضغط رأي غير صائب بأن فشل انقلاب 1948 ضد الإمام يحيى كان نتيجة للتهاون في إعدام أسرة حميد الدين وأعوانهاوأخذ العبرة منه.
حصحص الحق :
صالح لايزال على قيد الحياة وبين ظهرانيا ولامناص من أن يقول الحقيقة وهذا حق خاص وعام وواجب شرعي لا فرار منه وعليه القيام طائعا أو مكرها بكشف المستور ودوافع الحكم غير الشرعي بحق عيسى ورفاقه وتوضيح مكان دفن عبد الوارث وسلطان ولماذ سمم محمد الربادي وعبداللطيف الربيع والقاضي غالب راجح الذي كان أداته في إصدار حكم غير شرعي بإعدام الناصريين ولماذا اغتال محمد خميس ويحيى المتوكل وأولاد الدميني وأحمد فرج ومحمد إسماعيل وماهو دوره في اغتيال جار الله عمر وأحداث 13 يناير 1986 في عدن واغتيال 150 قياديا من الحزب الاشتراكي بعد الوحدة. سلسلة جرائم صالح طويلة ولم يكن يقيده أي رادع أخلاقي أو ديني وقد حاول قتل الرئيس علي ناصر محمد في مستشفى الجامعة الأمريكية ببيروت بنزع جهاز القلب عنه وبعد توليه السلطة في عام 1978 بأشهر قليلة طلب خطف اللواء مجاهد القهالي ونقله في صندوق من براع إلى صنعاء. و بين المحاولتين أقدم على محاولة فشلت استهدفت اغتيال سنان أبو لحوم.
أولاد الشهداء بلغوا سن الرشد وبعضهم ولد بعد استشهاد آبائهم وهم الآن في العقد الرابع من أعمارهم ومن حقهم معرفة أين دفن صالح آباؤهم ولماذا خالف الشرع والدستور بإعدامهم. ويضاف إلى ماسبق قضية ابن أخيه غير الشقيق علي صالح الأحمر الذي أقيل في 11 سبتمبر 2012 ضمن حركة تصحيح محدودة بعد محاولة اغتيال وزير الدفاع أمام مقر مجلس الوزراء وقد قتله صالح بنفسه ولم يوكّل أحدا لفعل ذلك كما اعتاد. صالح تحدث بدون وخز من ضمير أو صحوة عقل نظيف عن اغتيال الحمدي وعن ضحايا صراعات الجنوب وكأنه المسيح عليه السلام وأنه لم يرق قطرة دم واحدة. من المفارقات المثيرة للسخرية والألم معا أن صالح كان يردد الآية الكريمة "ولاتقتلوا النفس التي حرّم الله إلاّ بالحق" ويرفع المصحف أمام الملأ كحكم بينه وبين خصومه السياسيين. سيدخل صالح التاريخ كحاكم لم يشهد اليمن اغتيالات سياسية في كل تاريخه كالتي شهدها في عهده. معلومة أخرى لم يهتم بها أحد من قبل وهي عن موت العشرات من حراسه بسبب سرعة مواكبه التي كانت تتحرك مثل حركة عصابات المهربين أو الهاربين من العدالة وعن حق أسرهم في مقاضاته لأنه السبب في وفاتهم وفي معاناة أسرهم بعد وفاتهم.
معرفة الحقيقة:
لاينبغي أن يشعر صالح تحت أي ظرف بأن ضحاياه أصبحوا جزءاً من ماض منسي وأنه لن يُسأل عن أرواحهم التي أزهقها وعن معاناة أسرهم لعشرات السنين. والخطوة الأولى هي قيام أسرهم ورفاقهم وناشطي حقوق الإنسان بإحياء الذاكرة في اليوم الذي أعدموا فيه والتجمهر في مكان محدد قد يكون الذي شهد المحاكمات أو الإعدامات وتشكيل هيئات بأسمائهم وتنظيم مسيرات سنوية ورفع دعاوى قضائية مدعومة بالحقائق ضد صالح كحاكم مسؤول عن تطبيق العدالة وليس مخالفتها. سيتذرع صالح بالحصانة وفي وضع كهذا القضاء وحده هو من سيفصل في شمولها لجرائمه قبل توليه السلطة وأثنائها. المصلحة الوطنية وعبور المرحلة الانتقالية بأقل الخسائر تتطلب تحويل حياة
صالح إلى جحيم وبالقانون لكي ينتقل من وضع الهجوم
إلى وضع الدفاع.

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا