<%@ Language=JavaScript %> يوسف علي خان السياسة فن الخدع

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

السياسة فن الخدع

 

 

يوسف علي خان

 

هو كلام صحيح فطالما هي كذلك فلا بد ان يكون هناك خادع ومخدوع .. ولو توغلنا في الطبيعة البشرية او من خلال تعاملات الناس مع بعضهم البعض لا اكتشفنا كون الغالبية العظمى من البشر هم المخدوعون وقلة منهم هم الخادعون ..فالسياسة علم وفن ومباديء واسس غير ان هذه المباديء خالية من كل القيم الاخلاقية فليس في السياسة نيات حسنة ولا فضيلة ولا ذ مة او ضمير ولا صدق او اخلاص او عهود او وفاء بالعهود .. فكل هذه القيم الموجودة في الكتب المقدسة وفي الخطب والمواعظ التي نستمع اليها في المساجد ودور العبادات للطوائف والملل  ومن فوق المنابر يتخلى عنها المتحدث  والسامع  حال نزول الاول من فوق المنبر وفور خروج الثاني من عتبة المسجد ..وتبقى حبر على ورق حتى يبلى الورق التي كتبت عليه ويتلاشى ما كتب فيه من قيم ... فالسياسة مصالح واهداف فقد تتفق المصالح في جزئية معينة وفي وقت معين وتسير الامور على ما يرام .. فليس هناك مصالح مشتركة دائمة  في كل شيء  كما يدعي البعض فقد تتفق في بعض الامور وفي حالات معينة بذاتها وتختلف في غيرها من الكثير من الامور .. فهي كالرمال المتحركة ليس لها قرار فمن هو خصمك اليوم قد يكون صديقك في الغد بل قد تتشتبك المصالح حتى بين الاعداء .. فبالامكان ان نضرب مثالا على ذلك كما هي الحالة بين امريكا وايران .. فقد يدعي البعض بانهم على عداء سافر وخصوم الداء وهو امر صحيح ولكن مع ذلك فقد زودت امريكا ايران بالسلاح بحربها مع العراق في فضيحة روبرت كيت  كما تقف اليوم مع ايران لتدمير العراق اذ تلاقت مصالحهما في قضية معينة بالذات هي تدمير العراق مع كونهم اكبر الخصوم والد الاعداء اذ تعتبر ايران امريكا الشيطان الاكبر وتعتبر امريكا ايران حامية الارهاب الديني المتشدد فهما متفقان ضمنيا وليس بموجب اتفاقات دولية معلنة وموقع عليها فيساعد كل منهما الاخر لتحقيق هدف يهم الطرفان وفق سياسة المصالح  مع بقاء الكراهية والعداء السافر قائم على قدم وساق ...وعليه فلا يمكننا اصدار القرارات الشاملة وتعميمها في كل الاحوال ونصفهما بكونهم احبة واصدقاء لكونهما شركاء في هدف معين ولا اعداء الداء وفق ما تتخذه امريكا من اجراءات ضد ايران بسبب مفاعلها النووي .. فالعلاقات الدولية لا تبنى وفق هذه المفاهيم الساذجة ولا تفهم وفق هذا المنطق الذي يتغير بتغير المواقف .. فقد ساعدت امريكا وبريطانيا الاتحاد السوفييتي خلال الحرب العالمية الثانية وهيأت له ضروف النصر على النازية الالمانية مع وجود العداء الايديولوجي والاستراتيجي  بين الشيوعية والرأسمالية ولكن المصلحة اقتضت ان تقف امريكا الى جانب الاتحاد السوفييتي فحالما انتصر واندحر الالمان عاد العداء من جديد ..وهذا الامر يسري مع كل الدول دون أي استثناء بل وتسري كذلك على كل التعاملات التي تجري بين بني البشر .. وعليه فقد قلنا بانه طالما هناك خادع فهناك بالمقابل مخدوع ويكون هو الضحية في جميع الاحوال .. ويكون بشكل قاطع هو ذلك الشعب الذي لا زال يؤمن ويصدق ما جاء في المواعظ وكتب الارشاد وخطب السياسيين فوق المنابر وفي المؤتمرات الصحفية فكل ما يقال مجرد اكاذيب واراجيف ومع ذلك فيصدقها الناس السذج وهم بالملايين  ويقعون في احابيلها ومهما يطلق اليهم من محاذير ويدق لهم من اجراص فهم يستكينون الى الناعم من الكلام الذي يسحرهم وينقلهم الى عالم الاحلام وتجرهم النوازع الدفينة المترسخة في نفوسهم مما استنبطوه من الكتب المقدسة من قيم رفيعة او ما تهتز له طبلات اذانهم من كلام رجال النصح والارشاد من سياسيين وولاة امر من فوق المنابر او من شاشات التلفزيون بما يذكرونه من مباديء وقيم فيصدقوها عن طيب خاطر ..فمع ان التاريخ قد ذكر لنا ((عرقوب ))واحد غير اننا اليوم نجد امامنا الالاف من العراقيب (( وما مواعيد عرقوب إ لا الاكاذيب )) وفي النهاية لا يجنون من تصديق المرجفين سوى المتاعب والمهالك ومع ذلك فهم يقولون (( ما اصابنا إلا ما كتب لنا )) وكأن الله يريد ايذاء البشر حا ش لله  فالذي اصابهم من اخوتهم بنو البشر من القادة والزعماء والسياسيين من منطلق الخديعة واستغلال طيبة الناس وحسن سرائرهم وتمسكهم بالقيم والفضيلة وما جاء في الكتب المقدسة فيكونوا الضحية .. في الوقت الذي يحصل فيه المخادع الذي يضرب عرض الحائط كل القيم ولم يقرأ بما جاء فيها الفوز العظيم ويجني المكاسب ويترك المغفلين يلعقون جراحهم ويتلقون المصائب ... وللاسف فقد استغلت القيم الدينية ابشع استغلال من قبل ذوي الضمائر الميتة وما نراه اليوم يحدث في مصر ما وقع فيه العراق قبل ذلك هو نتاج الشعارات الزائفة والخطب الرنانة والوعود الكاذبة والسذاجة المفرطه والعقول المتخلفة التي تصدق كل ما يقال لها دون ان توظف ما في الجمجمة من عقل بسبب غبائها .. فالدماغ يخلق خاليا عند الولادة من أي معرفة او خبرة وبالتالي يكون فاقدا للادراك والتمييز والقدرة على التحكم واصدار القرار وقد يستمر مخ الانسان طيلة حياته فارغ من المعرفة والخبرة 888888 اذا لم يتلقى العلم ويكتسب الخبرة من المحيط او المدرسة فالشيخ القروي الكبير قد يبقى عقله كعقل الطفل او الصبي فارغ وجاهل ومتخلف لانه لم يتلقى العلم والمعرفة وعلى العكس فتجد المثقفين يبرزون كعباقرة وهم في سن مبكرة فقد نبغ العديد من العباقرة وهم صبايا وصغار السن كالرسامين والموسيقيين .. فالادراك لا يقاس بالسنين فعالم الذرة قد يبرز في العشرين من عمره لانه درس الفيزياء واتقن خفاياها .. فالموهبة لاتكفي فقد تولد في الشخص وتختفي عند موته ولا يعلم بها احد .. وهكذا الحال بالنسبة للقادة والسياسيين فلن يكون قائدا او سياسيا ناجحا إلا بعد دراسة وممارسة طويلة وكذا الحال بالنسبة للزعيم فكلما مارس العمل الوطني ازداد خبرة في معرفة شؤون البلاد ويسري الحال على المواطن العادي نفسه فالجاهل لايفرق بين القائد الخائن والزعيم المخلص فتجده يقع في حبائل الخونة من العملاء من السياسيين المحنكين الذين يعرفون كيف يخدعون شعوبهم وهو ما اكده الواقع مع كل الشعوب المتخلفة الجاهلة فهي اكثر عرضة للتسلط ان كان من الاستعمار الخارجي او من الاستبداد الداخلي على عكس الشعوب الواعية التي ترفض وتتصدى لاي محاولة فتثور على حكامها او تقف في وجه الدخيل الاجنبي بكل اشكال المقاومة وتطرده باسرع وقت فهي لاتنخدع باحابيل الزعماء وادعاءاتهم الكاذبة فسرعان ما تكتشف زيف ادعاءاتهم وتنتفض ضدهم مهما يجربون مع شعوبهم من اساليب الاقناع وممارسة فن الخدع فسيفشلون لامحال امام شعوب واعية مدركة .. فالثقافة هي ركيزة الوعي وادواتها الفعالة وهو ما يتحقق من خلال وسائل التعليم واستلهام المعرفة التي لم تكتفي الشعوب اليوم بما تقرأه في الكتب التي كان كثيرا ما يمنعونها المستبدون ويحجبون نشرها قبل انتشار القنوات الفضائية والانترنت حيث كان صدام يعاقب اشد العقاب على من يمتلك احد هذه الوسائل وكذلك العديد من الحكام الاخرين ما كان يلجيء تلك الشعوب الى مشاهدتها بالخفية لان الحكام كانوا يخشون من افتضاح ما ينشر من اخبار حول جرائمهم ومخازيهم حتى اذا ظهر الانترنت فلم يعد هنالك شيء خافيا على الشعوب حيث خلقت فيهم وعيا عارما وادراكا واسعا بما دفع الحكام الى اللجوء الى اسلحة اخرى لمكافحة شعوبهم باستغلال الدين  ورجاله المؤد لجين خاصة في المساجد كما لجأؤا الى تدمير الكهرباء ومنع تواجده لتأكدهم باعتماد كل الاجهزة في الوقت الحاضر على الكهرباء  عن طريق عملائها واعتقدوا بانها ستكون طريقة ناجحة لحجب المعرفة عن المواطنين وبذلك يجعلونهم في ظلام فكري دامس ..لاعتقادهم بعدم امكان الشعوب من تشغيل اجهزتهم والاطلاع على سفالات حكامهم واساليب التسلط الامبريالي عليهم ومع ذلك فقد خابت جميع محاولاتهم .. فان استطاعوا ايقاف عجلة التصنيع والتطور الانتاجي غير ان ذلك لم يمنع من هياج الشعوب والثورة على اؤلائك الحكام الفاسدين وارغامهم على التنازل والتنحي عن مناصبهم كما حدث في تونس وليبيا ومصر ورغم محاولة الامبريالية من استغلال بعض رجال الدين والتنظيمات الاسلامية المزيفة للسيطرة على حكم البلاد لكننا نجدها تنكشف ويستبان زيفها فقد سقط الاسلامييون في مصر والثورات قائمة على قدم وساق في تونس لازاحتهم وسوف يأتي الدور على بقية البلدان العربية ان عاجلا او اجلا ولن ينتصر في اخر المطاف سوى الحركات الديمقراطية المبنية على الحكم المدني الذي ينظمه دستور حقيقي يشرعه الشعب لنفسه .. مهما حاولت الامبريالية واستعملت كل الاساليب في فن الخدع  فان ارادة الشعوب اقوى من ارادة المستعمرين وسياستهم المبنية على التزييف ...!!!  

يوسف علي خان

17.06.2012

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا