<%@ Language=JavaScript %> نزار رهك قمة القمامة العربية في بغداد

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

قمة القمامة العربية في بغداد

 

 

نزار رهك

 

حتى لحظة كتابة هذه السطور وبغداد في أجواء التهيئة العراقية لعقد القمة العربية وهي كغيرها من القمم لا تعبر لا من قريب ولا من بعيد عن طموحات الشعوب العربية في التحرر و إيجاد الحلول الجذرية لقضايا الأمة العربية المكبلة بالصهيونية والأستعمار والأحتلالات والتبعية وتقبع شعوبها تحت عنف الأنظمة التي ستحضر قممها القيادية في بغداد نهاية هذا الشهر .

القمة العربية بهذه القيادات سوف لن تناقش قضايا الشعوب ولا مصالحها الحيوية بل مناقشة كيفية تنفيذ مصالح القوى الأستعمارية العولمية ومنح الشرعية للأنظمة العربية المصنعة ناتويا وأمريكيا وصناعة تكتل عربي متوحد بأطار الشروط الأمريكية- الأسرائيلية الأستراتيجية و التي تمتلك أوراق ضغط وفرض القرارات التي تعرف مسبقا قبولها من قبل جميع القيادات الرسمية العربية خاصة  بعد خلو الساحة من قوى الممانعة العربية بعد عزل سوريا من المشاركة في قمة بغداد.

ليس لدى قمة القمامة العربية ما تناقشه لأن جميع الدول المشاركة كانت قد فرضت شروطها بعدم مناقشة مشاكلها الداخلية , وإن تمت مناقشة قضايا وتطورات ما يسمى بالربيع العربي سيكون من منطلق تقوية التيارات السلفية العميلة والألتفاف على المطالب الجماهيرية الحقيقية في الأنعتاق من التبعية وإستبدال الأنظمة الشمولية العميلة بأنظمة ديمقراطية تحترم حقوق الأنسان وتصيغ الدساتير والقوانين الضامنة للتداول السلمي للسلطة وحرية إختيار النظام السياسي – الأجتماعي الذي يتناسب مع مصلحة الشعوب وتحقيق التنمية المستدامة .

إن نظرة متفحصة لقيادات الدول العربية المحتمل مشاركتها في قمة بغداد هي عينها القيادات التي مهدت الطريق للأستعمار القديم والجديد وهي عينها التي كانت تساند الصهاينة في السر سابقا و الآن في العلن وهي عينها التي فتحت أراضيها وسخرت قدراتها المالية لقوات الأحتلال في العراق وليبيا وأفغانستان وهي عينها التي تمول الأرهاب بالمال والسلاح والأعلام في العراق وسوريا واليمن وهي عينها التي ترسل جيوشها النظامية لقمع التظاهرات السلمية في البحرين وتسعى جاهدة لحماية المصالح الأمريكية والغربية بالضد من شعوب العالم قاطبة وهي رأس الحربة الفكرية للعولمة الأمبريالية والحوكمة والتبعية وخصصة ثروات شعوبنا وتقسيم أوطاننا طائفيا وعرقيا وهي عينها التي تدفع المليارات لأنقاذ الشركات الغربية المفلسة والمنهارة وتمنح العقود مع شركات القتل الخاصة كبلاك ووتر لتكون بديلا لجيوشها النظامية .

خبر الأمس كان ترحيب بريطانيا بالبنود التي سيتم مناقشتها في مؤتمر القمة .. وبنود البحث تم إطلاع السادة المستعمرين بها قبل الأتفاق عليها من قبل رؤساء الدول وحكوماتهم . الأرتياح الغربي الأستعماري لهذه البنود يعني إن القمة ستكرس لمواجهة قوى الممانعة العربية وعلى رأسها سوريا والمقاومة الفلسطينية واللبنانية  و التطبيع العلني الشامل مع الكيان الصهيوني .

إن اقل مايقال عن القمة هو كونها قمامة قوى التبعية المطلقة وقمة ماوصلت اليه تداعيات الأرتباط الرسمي والمؤسساتي العربي بالتوجه الأستعماري الجديد لقوى الرأسمال العالمي وعولمة الحرب و الأعلام الفاشي الكاذب وتحويل قدراتها الى رأس حربة في طعن طموحات شعوبنا العربية وتسخير كل القدرات النفطية و المالية والأعلامية بالمجان لخدمة سيطرة قوى الأحتكارات النفطية والمالية الرأسمالية وبالتالي تمهيد الأرضية المناسبة للتدخل العسكري المباشر الذي لم يقدم شيئا سوى المزيد من القتل والأبادة و التدمير الشامل للبنى التحتية الأقتصادية التي كلفت شعوبنا عشرات من السنين وأستنزفت من أجلها الثروات الطائلة والتضحيات الجسيمة . إنه التدمير من أجل إعادة البناء من قبل الشركات الأحتكارية وبمساندة صندوق النقد الدولي التي تحاول إخضاع العالم كله تحت سيطرة شروطه السياسية والأقتصادية ورهن خيرات شعوبنا لدهور قادمة من السنين . ومن مؤشرات قراراته الأقتصادية هو الألتزام بقرارات مؤتمر الكويت الأقتصادي العربي الذي دعا الى الألتزام بأقتصاديات السوق الرأسمالية وخصخصة القطاعات العامة و إرهان التطور التنموي في أيدي الأحتكارات الرأسمالية العالمية والألتزام بشروط النقد الدولي الأستعمارية و القيادية وفق مبادئ مايسمى بالحكم الرشيد أو الحوكمة التي تجعل من بلداننا جزءا صغيرا تابعا لا دور لها في الحياة الأقتصادية العالمية سوى مصدرة لثرواتها الطبيعية ولا دورا سياسيا سوى التبعية العمياء لحيتان العولمة السياسية الأستعمارية ولا ثقافة لها سوى قشور من التسفيه والهبوط و محو الشخصية العربية المستقلة بخصوصيتها الثقافية والأبداعية.

لم يعد اللاعب الأساسي في أعمال القمة العربية هذه رؤساء وقمامة هذه الأنظمة ولا الأجماع المنتظر ولا التمثيل الشعبي بل أصبح اللاعب الأساسي هو النخب التابعة , التي تم السعي لتبوءها قيادة مجلس الجامعة العربية والقمم العربية وممثلي هذه الأنظمة في الجامعة والأنتقاء المميز لوزراء خارجياتها ودوائرها الخاصة التي يرسم لها السياسة الخارجية في أقبية البنتاكون والناتو ومعسكر الأحتكارات الغربية والدوائر الصهيونية. هذه النخب لديها القدرة والأستعداد على التبرّء من أي قانون وإتفاق وأجماع لتعلن مايناقضه وتحيك المؤامرات و تمارس الأبتزاز لأستدراج أي قوة أو دولة لدفعها بالقبول بما هو مناقض للحقائق ومنطق الحكمة والعقل و الأخوة العربية ومبدأ التضامن والعمل المشترك  وتمتلك أضخم وسائل الأعلام التخريبي والكاذب والمكرس لأحط أنواع السقوط المهني والأخلاقي.. ولم تعد هذه النخب عائقا ومعرقلا لأتخاذ القرارات العربية المصيرية التي تعيد الكرامة لشعوبنا فحسب بل وأصبحت معادية بالمطلق لهذه الشعوب وأصبحت تطلق علنا حملات القتل و الحروب الطائفية ودعت وتدعوا قوى الأستعمار لأحتلال بلداننا وإنتهاك الأرض والعرض و تزهق الأرواح بحجة إن حكومة هذا البلد أو ذاك هو الذي يمارس القتل ودفعتهم حميتهم العربية لمواجهة هذه الحكومات وإسقاطها ..

لا قيمة لكم أيها الحكام العرب ولا قيمة لقراراتكم فالشعوب العربية تناضل لأسقاطكم بدلا عنها .. ولا قيمة لحكام دول لم تتحرر من الأستعمار بعد مهما كانت قراراتهم .. فأن مصيرها كقادتها .. قمامة التاريخ.

إن شعبنا العراقي لن يشرفه لا حضوركم ولا تاريخكم ولا قراراتكم .

 

Rahak@t-online.de

28.03.2012

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا