واجب المسؤول في العراق ان  يكون صادقا مع الشعب !

 

 

 كاظم نوري الربيعي

 

يتوهم من يعتقد ان الازمة السياسية في العراق قد انتهت مع الاعلان عن عدم سحب الثقة من رئيس الحكومة نوري المالكي او ان الامور سوف تستتب ويتوجه الجميع الى الواجب الذي يجب ان يؤدونه وهو خدمة الشعب ويلتفت الكل دون استثناء الى تقديم الخدمات للمواطنين . شيئ من هذا القبيل لن يحدث لانه لايوجد في قواميس السادة في السلطة اوخارجها من الذين يتقاتلون من اجل المناصب والامتيازات شيئ اسمه  معاناة العراقيين طيلة سنوات. لااحد يفكر بالعاطلين عن العمل ولا احد يفكر بالخدمات المفقودة من كهرباء وماء وغيرها لا احد يفكر بالارامل واليتامى وهم بالملايين  . لااحد يهمه  او تجلب  انتباهه منظر امراة او طفل عراقي يبحث في مكبات القمامة ولايهم احد منهم  اوضاع شوارع العاصمة الخربة او المطبات التي تغص بها الازقة او المفارز والسيطرات التي توحي للمشاهد وكان احكاما عرفية متواصلة في البلاد. لااحد يهمه ان هناك شعبا له حقوق مفقودة للعام التاسع على التوالي .

ستبدا صراعات  جديدة ومن  نوع اخر بل ان  الصراعات القادمة ربما اخطر لعل في مقدمتها" " التخوين" و  اتهامات بالتسقيط والخيانة والتامر وحتى التورط باعمال ارهابية " هذه الصراعات الاخرى  سترى طريقها للاعلام والفضائيات بعد انتهاء صراعات حلبة المناصب والامتيازات التي اثاروا بسببها  زوبعة سحب الثقة عن الحكومة وحسمها طالباني لصالح المالكي لكن البعض لازال مصرا على طرح مسميات اخرى ليتواصل الصراع  .

 الصراعات الجديدة هي كل واحد  سيسعى الى التنكيل بالاخر لان الجميع لايستوعب شيئا اسمه"  النقد" مثلما لم يستوعبوا  شيئا  اسمه " الفشل"

وعدم القدرة على تحقيق   اي انجاز يخدم المواطن.  فالكل يعتقد مع قرارة

نفسه ان " وجوده" مجرد وجوده" في " البرلمان" او الوزارة او اي مؤسسة حكومية  وظهوره على الشاشات الفضائية" وبطلعته البهية" سيقنع العراقيين بانه " فلتة زمانه"دون ان يشعروا بان معظمهم تحول الى مسخرة  وان تصريحاتهم لاتساوي "بيزة" بعد تسع سنين من الهذيان والكلام الفارغ وغيرالمسؤول والوعود  غير الصادقة.

كل واحد وقد تحزم للاخر من الان " لانهم  جميعا ولد الاكرية كلمن يعرف اخيه" وعند كل  طرف اوجهة منهم " لزمة" على الاخر والكل " يتهاوشون"

لكنهم  سرعان ما يعودوا الى " مصطلحات" حل المشاكل عبر الدستور واحترام بنوده لانه  هو الحكم والفصل"" اشلون دستور مخيب للامال"  او" عقد مؤتمر يحضره الجميع" لحل المشكلات العالقة" بهذه المصطلحات يتم امتصاص الهجمات والهجمات المضادة والتهديدات  ليجلس بعدها الجميع" ويتقاسموا الغنيمة هذا لك وهذا لي " بعيدا عن انظار الشعب  شانهم بذلك شان اللصوص الذين يقومون بعملية سطو ثم يختفوا بعيدا عن الانظار لتقاسم ما سرقوه .

المسؤول اي مسؤول كان عليه ان يكون صادقا مع الشعب بكل ما يقول وحتى اذا فشل في تحقيق وعود قطعها عليه ان يعتذر و يطلع الشعب على ذلك.  لاضير ان تفشل جراء ظرف طارئ خارج عن ارادتك لكن العيب كل العيب في خداع المواطن

ومحاولة الضحك   عليه ولسنين .

ان هذا الاسلوب اوجد  هوة عميقة بين الشعب ورجالات السلطة اصبح من الصعب ردمها اما اذا اعتقد هذا المسؤول او ذاك  ان هناك من هم بقربه لازالوا "

ينشرون البخور" ويمجدون انجازاته  فهو واهم لان هؤلاء المحيطين به  مجرد " جيش من المرتزقة" لايجيدون  سوى تمسيد اكتاف الحكام وفي كل العهود والازمان

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا