قمة لاتشرف بغداد واهلها الخيرين

 

 

 كاظم نوري الربيعي

 

الكثيرون يتحدثون عن ان انجازا كبيرا  سوف يتحقق بعقد " القمة العربية" في بغداد. والكثيرون فرحون باعتبار ان هذه القمة منحت  حكومة العراق "صك العروبة"بعد ان  استكثر معظم الموجودين في السلطة في دستورهم المسخ على العراق باعتباره جزءا من الامة العربية وفي مقدمتهم " قادة الكرد" بل اعتبروا الشعب العربي في العراق جزءا من هذه الامة التي يقودها اليوم  امراء وملوك خونة اخذوا يتامرون على المكشوف بعد ان كان تامرهم مبطنا وخفيا.

 زيباري كما ترونه ورغم ثقل جسمه اخذ  يهرول وهو يستقبل امين عام الجامعة العربية لياخذه بالاحضان غير مصدق ان نبيل العربي هو" بشحمه ولحمه " قد وصل الى بغداد تمهيدا لقمة التامر.

ما الذي سيصدر عن قمة سيمثل معظم   رؤسائها او ملوكها او امراؤها سفراء فكانت السعودية اول من يعلن عن تمثيلها بسفير  في القاهرة.

الموجودون في السلطة بالعراق استقبلوا القمة بشكاوى وتذمر من بعضهم البعض في لعبة سمجة ملتها حتى واشنطن ولية امرهم ونعمتهم.

لقد عودنا قادة هذه الامة في هذا الزمن الردئ الذي تتسيد فيه قطر والسعودية وتتصدرالمشهد التامري ضد الشعوب العربية على البيانات الفضفاضة الخالية من اي طعم.

هكذا تعودت الشعوب وسئمت القمم منذ غاب عن الواجهة زعماء وقادة عرب افذاذ كان يشار لهم بالبنان.

لم  اجد بين هؤلاء من يستحق الاحترام بعد ان سلم القادة  جميع اوراقهم للاجنبي وتامروا على الشعوب وهاهم يضعون سورية ضمن مخطط تامري رهيب سيخرج منه شعب سورية منتصرا لتدور الدوائر على الذين  ارادوا شرا بهذه الامة وشعوبها.

نتوقع ان يشدد " القادة المنبوذون" شعبيا على ايران بارسال رسالة من بغداد التي يتهمون حكومتها بانها موالية الى  طهران  بعد ان اختزلوا عرب جنوب ووسط العراق وكل شيعته وهذا هو مربط الفرس بموالاة ايران لغايات طائفية  مقيتة " .

وسترون ان اول فقرة  من بيانهم المهلهل ستتحدث عن" تدخل ايراني مزعوم في البحرين وتامر على دول الخليج الى اخر هذه التهم والفلسفات التي اتى عليها الدهر.

واشنطن نفسها اتهمت حكومة بغداد بالسماح لطائرات تحمل اسلحة ايرانية  متوجهة الى سورية  وكأن سورية لاتمتلك السلاح الذي يضمن لها الدفاع عن البلاد وشعبها.

انها مجرد فقاعات من  "  الاكاذيب " الغرض منها احراج حكومة بغداد وجعلها في موقع الضعيف و المدافع دوما.

شعب العراق اول من اطلق تسمية" النقمة العربية" على هذه القمة خاصة بعد  ان سئم اجراءات السلطة التحضيرية التي فاقت حدود المعقول من قطع للطرقات ونشر للجيش في المناطق بل ان بغداد تحولت الى ثكنة عسكرية فبين سيطرة وسيطرة سيطرة تضم العشرات من الشرطة والجنود والهمرات التي ترابط في الشوارع بدءا من المطار وصولا الى الشوارع الرئيسية وحتى الفرعية في العاصمة.

كل هذا يحصل والقمة لم تبدا اعمالها بعد.

 كل هذا يحصل والتفجيرات والمفخخات تتواصل ليذهب الابرياء قرابين دون ان تتحرك الضمائر.

ارزاق الناس انقطعت والموظف يعجز عن الوصول الى دائرته لتلاحقه اجراءات وظيفية باعتبار انه لم يصل الى دائرته في الوقت المحدد دون ان يكترث المسؤول بالحالة التي يعيشها سكان بغداد.

 وللقارئ الكريم اود ان اوضح اذا اردت ان تتوجه الى مدينة المنصور من حي العدل في الكرخ فان ذلك قد يكلفك اكثر من ساعتين او يزيد عن ذلك وهذا تقدير متواضع عشته بنفسي دون ان اسمعه من احد.

فاي ترحاب شعبي  عراقي بهذه القمة التي غابت عنها سورية التي يتامرون عليها.

انها قمة  عربية سيفرح بها قادة الكرد وحدهم لان طالباني سيكون زعيما لها لسنوات.

فتخيلوا قمة عربية زعيمها ليس عربيا بل ويكره حتى  العرب مرتبط ارتباطا وثيقا ب" اسرائيل" عبر احزاب الاشتراكية الدولية .

وقد قالها بنفسه حين التقى شمعون بيرز "لقد التقيته بصفتي زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني" العضو في احزاب الاشتراكية الدولية وليس بصفتي رئيس جمهورية العراق"

خوش تخريج ومبروك لهذه الامة التي ضحكت من جهلها الامم.

  فهل تعتقدون ان يشعر العراقي بالفخر او الاعتزاز عندما يجتمع هؤلاء على ارض بلاد الرافدين؟؟.

لااعتقد ان هذه القمة  ستكون محل ترحاب واحترام وتقدير  من قبل العراقيين الوطنيين الذين يدركون اية قادة سيجتمعون في بغداد.

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا