<%@ Language=JavaScript %> حسام كنفاني درس برقة

 

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                                

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

درس برقة

 

حسام كنفاني

 

عند الحديث عن مخططات تقسيم المنطقة العربية بعد الثورات، وهي النغمة التي رددها كثيرون في إطار التقليل من أهمية التحركات العربية أو التحذير من خطورتها، لم تكن ليبيا لتأتي في لائحة الدولة المهددة بالتقسيم، إلى أن جاء إعلان إقليم برقة الشرقي، الذي أثار مخاوف من فيدرالية تقسيمية قد تجتاح الهضبة الإفريقية . المخاوف قد تكون مبررة نظراً إلى تجارب سابقة في السودان والعراق، والدعوات المتصاعدة بقوة في جنوب اليمن .

المشكلة أساساً في المنطقة العربية التي لم تحسن في كثير من الأحيان تطبيق الفيدرالية أو اللامركزية أو التي اتخذت من تطبيقها غطاء لنوازع انفصالية، وهو ما حصل في جنوب السودان، وما يسعى الأكراد إلى الحصول عليه في شمال العراق .

في مفهوم علم السياسة فإن الفيدرالية لا تعني التقسيم، لكن يجب العمل على تفكيك أي اتجاهات انفصالية قد تكون موجودة لدى فئات من الشعب، تماماً كما الحال في ليبيا . فبرقة، وهي منطقة نفطية غنية، عانت على مدى سنوات تهميش النظام المركزي، ولم تجد غير إعلانها الأخيرة وسيلة للفت الأنظار، ومن المؤكد أنها نجحت في ذلك .

لكن هل هذا يعني أن برقة على وشك الانفصال عن ليبيا، أو الظهور كجمهورية مستقلة؟ الأمر بالتأكيد ليس على هذا النحو، وهو أقل من ذلك بكثير .

هذا لا يعني أن ما قامت به برقة مرحب به، لكنه رسالة ربما إلى كل الأنظمة الناشئة بأن الأطراف ليست أقلّ أهمية من المركز في حسابات السياسة والاقتصاد، فالمركز لا بد أن يكون عنصر جذب وليس عنصر طرد، سواء كان النظام مركزياً أو لا مركزياً، حتى لا يتكرر نموذج برقة .

إعلان برقة سيسقط حتماً، لكن هذا يجب ألا يكون مدعاة استرخاء في التعاطي مع الأقاليم التي تعيش على الهامش رغم صناعتها للحدث من ألفه إلى يائه . برقة التي تضم بنغازي صانعة الحدث الليبي وسيدي بوزيد مفجرة الثورة التونسية، لاتزالان تعيشان في ظل السياسة القديمة نفسها، مع الفارق أن الحكم الجديد هو صنيعتهما .

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا