<%@ Language=JavaScript %> د. أحمد إبراهيم حماد الديمقراطية بين الالتفاف الجماهيري والإصرار على المواقف الوطنية

 

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                                

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

الديمقراطية بين الالتفاف الجماهيري والإصرار على المواقف الوطنية

 

 

د. أحمد إبراهيم حماد

 

رسمت صورة الجماهير الفلسطينية الحاشدة في ميدان الجندي المجهول في قلب مدينة غزة والتي اجتمعت لإحياء الذكرى الثالثة والأربعين للانطلاقة المجيدة للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، لوحة فنية جسدت الوحدة الوطنية الحقيقية تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية باتجاه الحرية والاستقلال والعودة.

لقد أثبتت هذه الجماهير المحتشدة التي عانق هتافها المدوي: " الشعب يريد إسقاط الانقسام... طريق إنهاء الاحتلال" في هذه المناسبة، تمسكها بالحرية وإصرارها على الانتصار على الاحتلال والجلاد ورفضها لإصرار البعض على الاستمرار في إدارة الانقسام دون مساعي حقيقية لانهاءه على أرض الواقع.

لقد حولت السنوات الماضية والتي كانت حياة شعبنا ضحيتها الأولى في قطاع غزة إلى جحيم لا يطاق، كما أضعفت حقوقنا الوطنية، وكان الاحتلال ومشاريعه الاستيطانية هما الرابح الوحيد، بينما باتت القدس في دائرة الخطر في ظل استمرار الانقسام والشرذمة على الساحة الفلسطينية..

كم من ميدان جندي مجهول، وكم مسيرة حاشدة نحتاج، ليسمع القادة من طرفي الانقسام أنه لا سبيل سوى الوحدة الوطنية لمواجهة الأفق المسدود للعملية السياسية، ولتجاوز المنعطف التاريخي الذي تمر به قضيتنا الوطنية. وليس هناك من آلية لتحقيق الوحدة الوطنية إلا بالشراكة والرقابة الشعبية، فقد آن الأوان لاستخلاص العبر من جديد بأن صفقات المحاصصة واتفاقات الحوار الثنائية بين فتح وحماس لم تتقدم بتنفيذ المصالحة خطوةً واحدة إلى الأمام لأنها لم تنفذ بنداً وحداً من بنود المصالحة.

لقد طالبت الجبهة الديمقراطية باسم الآلاف من أبناء شعبنا الذين شاركوا في ذكرى الانطلاقة تحويل الكلام عن الأجواء الإيجابية إلى أفعال، والعمل الفوري على تشكيل حكومة توافق وطني بين الجميع، ومن شخصيات وطنية وحدوية مستقلة مهمتها الإشراف على الانتخابات الرئاسية والتشريعية وفك الحصار عن غزة وإعادة أعمارها، وتوحيد مؤسسات السلطة الوطنية، وتحقيق المصالحة المجتمعية، دون أية اشتراطات تعجيزية فئوية تعطل تشكيل هذه الحكومة، وتبقي الانقسام المدمر.

والمطلب الثاني الذي طالبت به الجبهة والجماهير الحاشدة إقرار قوانين انتخابية وحدوية وموحدة للتشريعي والوطني ومؤسسات المجتمع المدني وفق التمثيل النسبي الكامل، وإلغاء النظام الانتخابي المختلط الانقسامي،والذي لن ينتج سوى مجلس تشريعي يعزز الانقسام. وإقرار موعد الانتخابات الشاملة في أقرب وقت. أما المطلب الثالث فهو بلورة برنامج سياسي جديد موحد يستند إلى وثيقة الوفاق الوطني، وهي أنضج وثيقة إجماع وطني منذ عشرين عاماً.

لقد أثبتت الأحداث التي سبق لشعبنا أن خاض غمارها أنه لا بديل عن استئناف ومواصلة الضغط الشعبي ونزول جميع أبناء المجتمع، وكل طبقاته الشعبية إلى الشارع على اعتبار أن ذلك هو السبيل لمنع الشريحة الضيقة والضامرة من أنصار الانقسام والمستفيدين منه وداعميه من أثرياء اقتصاد التهريب والانقسام من تعطيل تنفيذ اتفاق المصالحة، كما أن ذلك هو الطريق المؤكد لهزيمة المتمسكين بمصالحهم الانقسامية الضيقة على حساب المصالح الوطنية العليا لشعبنا، وهو السبيل لمواجهة الضغوط الإسرائيلية والخارجية المعادية لشعبنا والحريصة على استمرار الانقسام.

من البديهي أن يشكل الاحتلال والحصار أساس مآسي شعبنا خاصةً في غزة، ولكن الحقيقة أيضاً أن الانقسام ضاعف المشكلات المعيشية والحياتية، مما دفع الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في غزة نحو مزيد من التردي والتدهور المريع، مع عدم إعفاء السلطة في رام الله وحكومة حماس من هذه المسؤولية أو وكالة الغوث وتقليص خدماتها.

ومع أن القضية الفلسطينية لم تمر في تاريخها بظروف أكثر تعقيداً من هذه المرحلة ، لكن تجاوزها ممكن باقتدار، ونجاحها في الولوج منها إلى آفاق وطنية رحبة من العمل  السياسي والديمقراطي والتنموي، يقودنا إلى حقيقة مهمة جداً وهي أن الحوار قد يكون خياراً صائباً وثابتاً تاريخياً لدى مختلف البلدان التي تتبنى النهج الديمقراطي لكنه أيضاً قد يصبح بلا قيمة إن لم تتوفر لدى أطرافه النوايا الصادقة، والإرادة المخلصة لبلوغ الغايات المنشودة منه.

لقد أثبتت الجبهة الديمقراطية والتي تمسكت بشعارها الرئيس، الخبز والعمل والصحة والتعليم حق لكل مواطن، أن المواقف لا تباع وتشترى، وأن سر قوتها هو انحيازها إلى جانب أبناء شعبنا، مؤكدة من جديد أنها ستبقى وفيةً لوحدة شعبنا، وستبقى وفيةً كذلك لتوطيد العلاقة والوحدة الائتلافية بين قوى اليسار الفلسطيني، فللديمقراطية تحية من كل فلسطيني مخلص في ذكرى انطلاقتها الثالثة والأربعين.

 

·        كاتب وأكاديمي فلسطيني- قطاع غزة

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا