<%@ Language=JavaScript %> د.عدنان عويّد السعودية حصان طروادة للامبريالية في العالم العربي (وجهة نظر)

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

السعودية حصان طروادة للامبريالية في العالم العربي

 

(وجهة نظر)

 

 د.عدنان عويّد

 

 

     مع انتهاء الحرب الكونية الثانية, وبعد أن أخذت الدول العربية تحصل على استقلالها السياسي الواحدة تلو الأخرى, بدأت قضية تحرير فلسطين تشكل الهاجس القومي لدى قادة حركة التحرر العربية من الحكام العرب الذين آمنوا بقضية العروبة والوحدة العربية, ومحاربة الاستعمار, وتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية لشعوب البلدان العربية.

     ستون عاما ونيف مضت من عمر استقلال الدول العربية, والعرب بكل مكوناتهم السياسية والاجتماعية, يرون أن مأساة العرب وتخلفهم الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي يرتبط بـ (ود جحا), الكيان الصهيوني ومن يقف معه من الدول الغربية, وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية. الأمر الذي شكل لدى المواطن العربي وحاكمه خرافة أسطورة الجيش الذي لا يقهر. كل ذلك كان وراء ركض العرب وحكامهم نحو أوهام اعتقدوا - وبخاصة بعض الحكام – أن الحل في تجاوز هذا المأزق هو السعي نحو أمريكا, فهي التي تملك أكثر من 80% من أوراق الحل, أو الركض وراء السوفيت سابقاً كنصير لحركة التحرر العالمية ومنها العربية, إلى أن أعلن هؤلاء تخليهم عن التدخل في هذه المسألة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي, أو الركض وراء جامعة الدول العربية التي هزت الكيان الثوري العربي في مؤتمر الخرطوم بعد هزيمة حزيران بلاءاتها الثلاث, التي تحولت بعد حرب تشرين التي تحتفل فيها بعض الدول العربية كل عام كحرب انتصار بـ (نعم للاستلام), جسدتها مبادرة الملك فهد للسلام مع الكيان الصهيوني في قمة (فاس) عام (1981) , وما تلاها من تنازل واستسلام مذل تجسد في معاهدة ( كامب ديفيد), التي أخرجت مصر- وهي أكبر دولة عربية - من الصراع العسكري مع الكيان الصهيوني, ثم تلتها مبادرة الأمير عبد الله في قمة بيروت لتأكد من جديد إيمان آل سعود بالحل السلمي للصراع ولو كان على حساب الحق العربي .

     حتى هذا التاريخ, كان العرب والكثير من الحكام يعتقدون أن مأساتنا نحن العرب هي هذا العدو الصهيوني الذي لا يقهر, إلى أن كانت حرب تموز عام (2006), ثم حرب غزة, اللتان كشفتا لكل من كان يجهل, أن الكيان الصهيوني ليس أكثر من نمر من الكرتون, وأن العدو الحقيقي الذي  عرقل ويعرقل حركة التحرر العربية حتى هذا التاريخ, وبالتالي من أعطى ويعطي الكيان الصهيوني كل هذا الدعم والهيمنة على العرب نتيجة لإضعاف موقفهم والتآمر عليهم في السر مع المعسكر الغربي والأمريكي هم (آل سعود) ومن يساندهم من دول الاعتدال.

     نعم لقد كشفت حرب تموز في لبنان الوجه الحقيقي التآمري لآل سعود وفتاوى مشايخهم . وهذا بالتالي ما يدفعنا لاسترجاع الكثير من مواقف هذه الأسرة التي تؤكد ما جئنا عليه وهي:     

     أولاً: إفشال كل مؤتمرات القمة العربية, وذلك من خلال عدم الالتزام بقراراتها الداعمة للحق العربي عموماً وعلى رأسه الحق الفلسطيني في تحرير أرضه من جهة, ثم مساندة ودعم كل الحكام العرب الذين ساروا بمشروع التسوية السلمية مع هذا الكيان الغاصب, مثل السادات, ومن بعده مبارك, وملك الأردن, وزين العابدين .. الخ. هذا إذا ما أكدنا من خلال معطيات مسيرة حركة التحرر العربية, أن حكام السعودية هم من كانوا وراء دفع السادات مثلاً كي يترك الاتحاد السوفيتي سابقاً, والارتماء في احضان أمريكا, وبالتالي السير حتى النهاية إلى معاهدة كامب ديفيد.

     ثانياً: لقد كان لحكام السعودية ودول الخليج, الدور الكبير في توريط صدام حسين بحربه مع إيران بعد سقوط صديقهم الشاه, حيث قدموا له كل الدعم المادي والعسكري مع أصدقائهم الغرب والأمريكان, بعد أن منحوه لقب سيف العرب, وبعد أن فشل في مهمته التي جلبت لشعب العراق كل الويلات, عملوا على التخلص منه, حيث كانوا أول من حاربه اقتصادياً,عبر تخفيض أسعار النفط , ومطالبته بالأموال التي قدموها له أثناء حربه مع إيران. وأخيراً كانت أراضيهم هي منطلق القوات الأمريكية للاحتلال العراق.

     ثالثاً: لقد أثبتت حرب تموز في لبنان الوجه الحقيقي لآل سعود, وذلك من خلال تآمرهم المكشوف على قوى المقاومة, إن كان عبر تحريضهم لأزلامهم في مصر, أو في لبنان (قوى -14 – آذار), أو عبر فتاوى الفتنة والتكفير التي راح يطلقها مشايخهم  ضد حزب الله, أو عبر تصريحات بعض قادتهم السياسية, التي أدانت هذه الحرب واعتبرتها حرب فتنة بكل المعايير.

     رابعاً: مع حرب غزة وهي الحرب التي كان على كل العرب أن يساندها ويدعمها, كونها حرب قامت بين طرفي الصراع الحقيقي, ومع ذلك وجدنا كيف تعاونت كل دول الاعتدال التي يقودها حكام  السعودية ضد الفلسطينيين, نصرة للكيان الصهيوني, بل لم يتوان صديق آل سعود (مبارك) أن يجمع الدول الغربية في شرم الشيخ من أجل النظر في كيفية إنهاء هذه الحرب, لتكون النتيجة كما أرادت أمريكا والغرب وآل سعود ومن معهم من دول الاعتدال, جداراً حديدياً لخنق وعزل أبناء غزة, هديّة من مبارك, إكراما لعيون كل قادة هذا المركب التآمري.

     خامساً: بعد فشل الكيان الصهيوني في القضاء على المقاومة في لبنان وغزة, رغم كل الدعم المادي واللوجستي الذي قدم له من أمريكا والغرب ودول الاعتدال العربي بقيادة آل سعود, بدأ التآمر من قبل آل سعود على إيران, تحت ذريعة الخوف من مشروعها النووي, فجيش آل سعود كل إعلامهم وعلى رأسه قناة العربية, من أجل تشويه البرنامج النووي الإيراني, وإظهار إيران (الفارسية) عدواً حقيقياً للعرب, في الوقت الذي تجاهلت فيه السعودية البرنامج النووي الصهيوني, فأصبحت الماكينة الإعلامية  والثقافية الطائفية لآل سعود ومن يؤيد سياستها في المنطقة العربية وبخاصة قوى (14 آذار في لبنان), تعمل على غرس مفاهيم مزورة في عقل المشاهد والمستمع العربي على أن إيران هي العدو الحقيقي للعرب وليس الكيان الصهيوني, ولم تزل حتى هذا التاريخ تعمل على هذا الاتجاه.

     سادساً: إن فشل آل سعود وكل المركب الغربي وعلى رأسه أمريكا في محاصرة إيران وإجهاض مشروعها التنموي الحضاري, وعلى رأسه المشروع النووي, بالرغم من كل ما مورس ضدها من عقوبات اقتصادية, وحرب إعلامية, دفع آل سعود والمركب الرجعي الخليجي, أن يستثمروا حراك الربيع العربي لمصلحتهم ومصلحة القوى الغربية الداعمة لهم وللكيان الصهيوني معاً, قبل أن يتجه نحو جهات أخرى تضر بمصالحهم. فكان تشجيعهم للحركات الإسلامية كي يصادروا هذا الحراك, فكان للمال الخليجي وإعلامه وفتاوى الفتنة, الدور الكبير في تحقيق ما أرادوا, حيث استطاع الإخوان والقوة السلفية الظلامية أن تسرق هذا الحراك في تونس ومصر وليبيا.

     سابعاً: أما في سورية فكانت هناك معركة حقيقة بين النظام السوري ومن معه في الداخل, تسانده كل القوى الوطنية والقومية والتحررية في الساحة العربية والعالمية من جهة, وآل سعود وقطر وتركيا والمعسكر الغربي (الأطلسي), من جهة ثانية.

     إن ما يجري في سوريا اليوم وضدها, كشف في الحقيقة كل الأوراق التي تستخدم داخل المنطقة العربية والإقليمية, ولم يعد خافياً على احد كيف يعمل آل سعود وأل جاسم في قطر على دعم القوى الظلامية بالمال والسلاح من اجل إجهاض القوى الوطنية والقومية والعلماني في الساحة العربية, ولم يعد خافياً على احد أن رقص آل سعود مع بوش وهو يحمل السيف العربي, لم يكن مشاركة فنية في رقصة (الدحة), بل هي رقصة سياسة ومصالح على حساب الدم العربي الذي سال في كل تاريخ الصراع العربي الصهيوني, وكل الدم العربي الذي سال في حراك الربيع العربي مؤخراً, وذلك كله لمصلحة بقاء الكيان الصهيوني (ود جحا), وبالتالي استمرار حكم آل سعود ومشايخ الخليج المشبع بالديمقراطية والحرية والعدالة, أسوة بالكيان الصهيوني واحة الديمقراطية في الساحة العربية.

     كل ذلك يدفعنا للتساؤل: ترى, ماذا قدم آل سعود للمشروع العربي النهضوي حتى هذا التاريخ؟

     إن كل الذي استطاع عمله آل سعود ومن لف لفهم من دول الخليج, هو:

     1- هدر كل أمول النفط على القصور والنساء وقشور الحياة, إضافة إلى تكديس السلاح بمليارات الدولارات في مخازن لم تستطع الحفاظ عليه من الصدأ.

     2- محاربة كل حركات التحرر العربية وإجهاضها خدمة للمعسكر الغربي والصهيونية, تحت ذريعة اتهام هذه الحركات بالعلمانية, وبالتالي بالكفر والزندقة باسم الفكر الديني الوهابي المنفتح على الحياة والمتسامح والناصر للحق والمظلومين!.

     3- استخدام الوهابية التكفيرية حصان طروادة من اجل نشر الفكر ألظلامي التكفيري والفتوني في الساحة العربية.

     4- ضرب الفكر القومي العربي عموماً تحت مظلة أن القومية العربية الكافرة والملحدة هي ضد الإسلام الذي جاء رحمة للعالمين. وليؤكد (إنما المؤمنون أخوة).( والمسلم أخو المسلم, لا يظلمه ولا يخذله).

     5- دعم كل الحكومات العربية والقوى أو الحركات السياسية الموالية للغرب والكيان الصهيوني في الساحة العربية.

     6- العمل على دعم الكيان الصهيوني ومصالح الغرب وأمريكا في المنطقة العربية من خلال السعي لتمرير او عرقلة قرارات في مؤتمرات القمم العربية تخدم هذا التوجه.

     7- العمل على مساعدة أمريكا والغرب والكيان الصهيوني في تحقيق مشروع الشرق الأوسط الجديد, كون آل سعود وحكام دول الخليج شركاء حقيقيين للرأسمال الاحتكاري العالمي, وذلك عبر مساهمة البترو دولار الخليجي في المركب الصناعي الغربي والأمريكي.

     8- آل سعود وحكام الخليج هم يمثلون اليوم آخر أنظمة استبدادية في العالم, فكل شيء مباح لهم وتحت سلطتهم في دولهم, دون حسيب أو رقيب, لذلك أكثر ظلماً واستبداداً لشعوبهم, وما موقفهم من الحراك العربي عبر دعمهم لقوى الظلام والتكفير, إلا مساهمة في نشر الفوضى الخلاقة في الساحة العربية, التي ستساهم في ضياع وقهر الشعب العربي.

     9- آل سعود لم يعد يهمهم العرب أصلاً, أو حتى الانتماء إل العرب ولو بالاسم, فدعوة الملك عبد إلى وحدة مجلس تعاون دول الخليج وضم ما تبقى من المركب الرجعي العربي إليه, ( الأردن والمغرب), والسعي لهدم ما تبقى من جامعة الدول العربية, هو مؤشر على أن آل سعود وحكام الخليج يهمهم وجودهم في الحكم واستمراريته حتى ولو كان على حساب الدم العربي الذي ساهموا في إسالته من خلال دعمهم للجماعات المسلحة في سوريا مثلاً. 

     أخيراً نقول: إن كشف الدور التخريبي التآمري الذي يقوم به آل سعود بشكل خاص, والمركب الرجعي لدول الخليج بشكل عام, أصبح اليوم واجباً مقدساً على كل المثقفين العرب الذين يؤمنون بنهضة هذه الأمة وتقدمها. وإذا كان آل سعود ومن معهم من قوى سياسية وثقافية غبية تريد الترويج لاعتبار إيران هي العدو الأول والرئيس للأمة العربية ومشروعها التقدمي التحرري قبل الكيان الصهيوني, فعلينا أن نبين لشعبنا العربي أن العدو الأول اليوم قبل الكيان الصهيوني لأمتنا العربية والإسلامية هم آل سعود وحكام الخليج.

عجيبي كيف أرى أن هناك من لم يزل يؤمن بدور آل سعود العربي والإسلامي وهم الذين يرقصون بالسيف مع من يقتل العرب والمسلمين كل يوم, وهم بذبك ينكرون قول الله عز وجل: (يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق.) .

 

D.OWAID50@GMAIL.COM

 

كاتب من سوريا

   

     

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا