<%@ Language=JavaScript %> د.عدنان عويّد السيد الدكتور المنصف المرزوقي  إن كنت تدري فتلك مصيبة !, وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم !.

 

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                                

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

السيد الدكتور المنصف المرزوقي

 

 إن كنت تدري فتلك مصيبة !, وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم !.

 

 

د.عدنان عويّد

 

     أنا كاتب من سوريا, وأحد الذين كانوا يتلهفون لمشاهدتك على شاشات التلفاز قبل أن تصبح رئيساً للجمهورية التونسية,  حيث كنت أتابع كل ما تقول وأنا أذن صاغية لمنطقك العقلاني والتنويري الذي نحن في عالمنا العربي والإسلامي بأمس الحاجه أليه كي ينقذنا من تخلفنا وينهض بنا إلى مصاف الأمم المتقدمة التي طالما بشرت بها أنت عندما كنت مثقفاً عربياً تنويرياً.

     لقد حزنت كثيراً يا سيدي الرئيس عندما سمعت كلمتك أمام مؤتمر أصدقاء سوريا وأنت تتكلم ضد النظام السوري ناعتاً إياه بالدكتاتورية, والظالم لشعبه, والمرتكب الجرائم والمجازر في حقه, مثلما سمعت عبارات النخوة والحمية اتجاه هذا الشعب الذي رحت تطالب الجامعة العربية, وهيئات الأمم المتحدة بضرورة إخراجه كله (23- مليون سوري) من النفق المظلم الذي دخل فيه بفعل عسف وظلم النظام القائم. بيد أن الذي لفت انتباهي أكثر من أي شيء آخر هو قولك: إن ما قام به النظام السوري من إصلاحات لا يساوي قلامة أظفر حتى هذا التاريخ.

     إن كل ما قلته يا سيدي الرئيس يدفعني أنا والملايين من أبناء الشعب السوري أن نسألك من أين استقيت كل هذه المعلومات عن الوضع المزري في سوريا؟. هل استقيتها من صديقك برهان غليون ومن معه من رجالات المجلس الوطني الذين تبنيتهم منذ الأيام الأولى لاستلامك رئاسة الجمهورية بحكم الصداقة والفرانكفونية التي تجمعك مع العديد منهم؟, وهم الذين لا يمثلون المعارضة أصلاً وليس لهم أي تنظيم سياسي داخل سورية أو خارجها وعددهم بضع مئات لا أكثر. أم استقيتها من الجامعة العربية التي نعرف جميعاً وضعها وماذا حل بها منذ سنين طويلة, وبخاصة منذ قيام الثورة النفطية في الوطن العربي وسيطرة دول الخليج على قرارها بالسر والعلن, وهي الجامعة التي رفعت رأسنا عالياً عندما اجتاحت أمريكا العراق, و حرب تموز في لبنان, مثلما رفعت رأسنا عالياً في حلّها لمشاكل الصومال وجنوب السودان, وفي تسخيرها أموال النفط لدعم التنمية الصناعية والزراعية والثقافية في الساحة العربية... وأنت تعرف يا سيدي الرئيس أكثر مني واقع هذه الجامعة المخزي التي تطالبها بكلمتك اليوم أن تأخذ دورها في تخليص الشعب السوري من معاناته, ويا ليتك ذكرت في كلمتك أيضاً أن تخلص الجامعة الشعب البحراني والشعب السعودي في القطيف من معاناتهم والقمع والمجازر التي يتعرضون لها من حكام البحرين والسعودية. أم أنك أخذت معلوماتك من حمدّي قطر الذين مولا مالياً هذا المؤتمر الذي عقد في بلادك, وشكرتك الوفود ومنها قطر على حسن الضيافة, وأنت أعلم أن فاقد الشيء لا يعطيه, فكيف يحق لقطر وكل دول الخليج أن تطالب النظام السوري وبهذه الحمية غير المسبوقة بتطبيق الديمقراطية والحرية والعدالة للشعب السوري, وشعوبها تفتقد إلى كل هذه المطيات, بل هي تقمع شعوبها, وتقدم الدعم العسكري لبعضها من أجل قمع شعوبها, والبحرين أنموذج صارخ في ذلك. أم أن معلوماتك يا سيدي قدمت لك من مجلس الأمن الذي تقوده اليوم أمريكا والمعسكر الغربي الرأسمالي ومن يلف لفهم, ولا أعرف كيف تصدق أمريكا وهي التي اتخذت ستين فيتو ضد مصالح العرب والفلسطينيين لمصلحة العدو الصهيوني, وكذا شأن فرنسا وبريطاني وكل الدول الغربية الذين حركتهم النخوة الاستعمارية كي يأتوا إلى تونس الخضراء لمساندة الشعب السوري الذي لم يشتك لأحد عبر مسيراته الحاشدة المليونية بالوقوف معه, ولكنها النخوة يا سيدي .. النخوة الإنسانية كانت وراء ذلك ولكم العذر.

     على العموم:

     من حقنا أن نسألكم أيضاً, هل قال لك رجالات المجلس الوطني الذين لا يمثلون المعارضة بالأصل,- لأن المعارضة لها أحزابها وبرامجها -, بأنهم مجموعة من الشخصيات التي تمثل نفسها والتي أشترى قسماً منها سعد الحريري وآل سعود والحمدين العظيمين في قطر وتركيا وفرنسا وأمريكا وغيرهم من الدول والقوى المناهضة لتوجهات النظام السوري وليس لظلمه أو قمعه لشعبه.

     هل تعلم يا سيدي أن تيار المستقبل يدعم هؤلاء ضداً بالنظام السوري لطبيعة العلاقة ما بين عبد الحليم خدام وآل الحريري من جهة, ثم لسقوط سعد الحريري في تشكيل الحكومة ووصول القوى الوطنية المقاومة إلى السلطة, وهي قوى موالية لسورية. لذلك فإن تيار المستقبل هو وراء تهريب القسم الأكبر من السلاح والعصابات المسلحة إلى سورية, وهم الذين لم تأت على ذكرهم بكلمتك ولا إلى الجرائم التي ارتكبوها بحق الشعب السوري. وهل تعلم يا سيدي أن السعودية وقطر وكل دول الخليج تحارب سورية كي تسقط قضيتين في الساحة العربية والإقليمية هما: الأولى إسقاط المقاومة المواجهة للكيان الإسرائيلي في سورية ولبنان ممثلة في النظام السوري, وحزب الله ومن معهما من القوى المقاومة, في المنطقة, ثم إجهاض المشروع السياسي الإيراني الذي راح يخيف دول الخليج من أن يؤثر هذا المشروع على أنظمتهم (الديمقراطية جداً), إضافة لتبنيه مشروع مقاومة إسرائيل, لذلك لا بد من إسقاطه بالتعاون مع أمريكا والغرب وحلفائهم في المنطقة وعلى رأسها تركية الحالمة بالمشروع العثماني الذي بشر به وزير خارجيتها أوغلو بكتابه الذي حارب فيه الفكر القومي والعروبي الذي تنتمي إليه يا سيدي الرئيس.

      أما أمريكا وفرنسا وبريطانيا والمعسكر الغربي عموماً فأنت أدرى بمواقفهم المحبة للشعوب العربية, وبخاصة موقفهم العادل من القضية الفلسطينية. أم أن الفرانكفونية قد حجبت عنك الرؤية يا سيدي الرئيس ولم تعد تدرك الحقيقة أين!.

     نعم, أنا من سوريا يا سيدي وأتبنى العقلانية والعلمانية والديمقراطية التي كنت تنادي بها قبل أن تحجبها عنك شهوة المنصب, سأقول لك ماذا يجري في سورية, وأهل مكة أدرى بشعابها.

     إن رجالات المجلس الوطني الذين حضروا مؤتمركم المبجل لا يمثلون المعارضة في سورية, إنهم يمثلون أنفسهم فقط وهم قلة لهم مصالح فردية في معظمها, بل أن قسم منهم هارب من وجهة العدالة لقضايا تتعلق بأحداث الثمانينيات من القرن الماضي لما ارتكبوه من مجازر في حق الشعب السوري. ومنهم من هو مدان بحالات فساد,. أما المعارضة الحقيقة في سورية فهم أحزاب هيئة التنسيق الوطني, وأحزاب الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير, وهذه المعارضة رفضت التعامل مع مؤتمر أصدقاء سورية, وبالتالي فإن السؤال الذي يطرح نفسه بمشروعية هنا هو: إذا كانت المعارضة الحقيقة التي تمثل الشعب السوري قد رفضت حضور مؤتمركم فمن هو الذي أعطاكم الحق أن تتكلموا باسم الشعب السوري؟ .

     إن ما يدعى بالجيش الحر, هو ليس جيشاً يا سيدي هو لا يمثل سورية أصلاً, إنه مجموعات مسلحة من أفراد متعددي الانتماءات, منهم من هو أصولي سلفي تكفيري ينتمي إلى القاعدة يلقى الدعم من السعودية التي استقبلت من جلدك في يوم من الأيام وهجرك خارج بلدك, ( زين العابدين   ), ومنهم من ليبيا والعراق الذين ترعاهم الإمبراطورية العظمى قطر, والدولة العثمانية العلية (تركيا), ومنهم من هو خارج على القانون والقيم الأخلاقية, وكل هذه القوى عاثت في بعض المدن السورية فساداً. وتحت رغبة الشعب السوري ومطالبته الملحة بقمع هذه القوى واستئصالها, يقوم اليوم الجيش السوري وقوى الأمن الداخلي بملاحقتهم والقصاص منهم لما ارتكبت أيديهم من جرائم أصبح يعرفها القاصي والداني ما عدى من يسمون أنفسهم أصدقاء سورية .

      أما بالنسبة لأمريكا والغرب الذين احتضنتهم تونس الخضراء كأصدقاء لسورية, فأريد أن أذكرك بما قالته وكيلة وزارة الدفاع الأمريكية منذ الأسابيع الأولى للأحداث في سوريا: إن على الحكومة السورية إذا أرادت أن تهدأ الأمور في بلادها أن تقوم بقطع علاقاتها مع إيران وحزب الله. وأذكرك أيضاً بما قالته كلينتون منذ شهرين تقريباً عندما خاطبة الجماعات المسلحة قائلة رداً على مطالبة الحكومة السورية الجماعات المسلحة تسليم سلاحهم: يجب أن لا تسلموا سلاحكم للحكومة .

     أما موقف قطر والسعودية ودول الخليج فمن المعيب أن تستقبل تونس  بلد ثورة الياسمين التي ضحى شعبها بالكثير من الشهداء الذين بكيت أنت من اجلهم في حفل تأديتك القسم كرئيس للبلاد وأبكيتنا معك, شيوخ وأمراء هذه الدول كي يخطبوا باسم الحرية والديمقراطية والعدالة للشعب السوري,  وهم الذين لا يعرفون هذه القيم إلا بالاسم, وقد قتلوا وسجنوا الكثير من أبناء شعبهم عندما طالبوا بحدودها الدنيا في بلادهم.

     أذكرك يا سيدي الرئيس, بأن بشار الأسد غير زين العابدين, وغير حسني مبارك, وغير ألقذافي, إن بشار الأسد رجل مثقف , وهو علماني وعقلاني وتنويري, وهو يحب شعبه, وشعبه يحبه.

      نحن في سورية يا سيدي وتحت ظل النظام القائم, نتعلم حتى آخر مرحلة من التعليم مجاناً , وأن الطبابة عندنا مجاناً, ونأخذ الكيلو غرام من الخبز بربع قيمته الحقيقة, ونأخذ سكرنا ورزنا بأقل من ربع قيمته الحقيقة, ونأخذ ليتر المازوت بـ/15/ ليرة سورية, وقد دخلت الكهرباء والهاتف والمياه النقيّة إلى كل مناطق وقرى سورية, ونحن يا سيدي دولة لم تعد تحكم بقانون الطوارئ, ولديها حرية إعلام, وتعددية حزبية, وصوتنا اليوم على دستور عصري, يقوم على تحقيق كل ما تتضمنه مسألة المواطنة, ونحن يا سيدي لدينا شعب تعلم منذ القدم أن يحب وطنه, ويدافع عن لحمته الوطنية, وهو يؤمن بعروبته, ويسمح لكل مواطن عربي أن يدخل سورية بالهوية, وكثيراً ما وقف إلى جانب الشعب العربي عندما يتعرض في هذه البلد أو ذاك لمحن, وهذا ما حدث مع إخوتنا في العراق, حيث استقبل /2/ مليون عراقي قاسمه الحلو والمر, وكذلك مع ثلث إخوتنا في لبنان أثناء حرب تموز, وغيرهم الكثير عبر تاريخه.

فهل تستطيع ثورة تونس الخضراء أن تقوم بذلك؟ .

    d.owaid50@gmail.com

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا