<%@ Language=JavaScript %> عارف معروف   الانتهازية والسلطة في العراق... من اجل فك الاقتران ! (2)

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

الانتهازية والسلطة في العراق... من اجل فك الاقتران !

 

 (2)

 عارف معروف  

 

 

نموذج (2) " سّيد  خماط "...

 خلال سبعينات وثمانينات القرن المنصرم  كان معظم سكان منطقة " ك " في بغداد ، يعبرّون عن شكوكهم بصدد علاقة " سّيد خماط" بمنظمة الحزب . غير ان البعض منهم كان يثني على هذه العلاقة باعتبارها مكنته من ان يقضي حاجات البعض ويرد عنهم غائلة " المنظمة والرفاق " . كما ان الكثيرين منهم كانوا ينبهرون من امتلاك "السّيد "  لناصية الكلم والكياسة وقدرته العجيبة على التوجه بجرأة الى اي مقام والعودة سالما غانما بما يريد.. لكن اختفاء كوكبة من الشباب الذين كانوا يصلون في مسجده ويلتفون حوله ، والى الابد ، رسم دائرة من الشك المرير حوله ، ثم تداول معظم الناس سرا بات معلوما...  السّيد" وكيل امن" ، ولان السّيد رجل حصيف ويقدّر اهمية المال والوجاهة والسلطة وتحالفهما فقد جعل من احد اولاده ضابط شرطة والاخر ضابط استخبارات !! فيما تفرغ هو لجني ما ملك عليه قلبه ودنياه .. المال ...كان حبه للمال حّبا جمّا واكله له اكلا لمّا .  ولم يكن  ليتورع عن ان يذهب في اي مسعى تريد شرط ان تدفع . كما كان ضليعا في الحيل الشرعية التي تجد لك مخرجا من كل اثم مهما كان عظيما ! حتى ان من يقصده باي حاجة كان يهيء" بلوكة" النقود لكي يدسها في الجيب الداخلي لجبة السّيد الذي يفتحها بابتسامة تاجر اريب  وهو يخاطبك بغمزة وبعبارة  " عَبُّرْ "!! 

كانت ذروة "تألق" السّيد حينما التقى  بصدام حسين  مخاطبا اياه بعبارة " سيدي ...جل شأنك" فترك الناس سكارى وما هم بسكارى وهم يرون ويسمعون السّيد ، على شاشة التلفزيون يخاطب الطاغية بعبارة اعتاد ابسط الناس معرفة ان يخاطب بها رب العالمين دون سواه !! ثم خرج من اللقاء بسدانة "......."  وتأثير ونفوذ واسعين  ، اضافيين، في دوائر السلطة والحزب.

في اعقاب نيسان 2003، علق السّيد في " حسينيته " صور تجمعه  ببعض الشباب الذين اختفوا في نهاية السبعينات ومطلع الثمانينات ، دليل صحبته للدعاة المضحين بل و " كفاحه وجهاده " معهم ايام ذاك  ، صور جماعية في جلسات وسفرات يتحلق فيها الشباب حول السّيد... لقد لفتهّم جميعا مصائر مفجعة وبقى السّيد وحده " شاهد على العصر "!!.. كيف تسنى له ذلك؟ كيف احتفظ واين بتلك الصور التى كانت مجرد حيازتها دليل اثبات يؤدي الى موت مؤكد؟! ، لا احد يعلم !.. بل لا احد يتسائل ، خصوصا اذا عرفنا ما  اصبح عليه السّيد هذه الايام !!

كان "السيّد " يلعن المحتل الامريكي تارة ويثني على الامريكان الذين "خلصونا من الطاغية " طورا ، يؤيد المقاومة حينا ويهلل للعملية السياسية احيانا ولكن اتهامات خطيرة وجهت للسّيد ايام الشحن والقتل الطائفي من لدن بعض اهالي الضحايا الذين قتلتهم القاعدة .. السّيد " علاس " وعميل مزدوج !!!

على اية حال ... يتربع "السّيد " اليوم على عرش امبراطورية مالية ناشئة ، يمثل الجهة الفلانية ، وهي جهة اعطت، بحق ، انهارا من الدماء !! ويقيم المجالس و مآدب الافطار الواسعة على حسابها وبتمويل منها، والناس تضرب اخماسا باسداس ... اتجهل هذه الجهة التي جادت بالدم ومن شبابها ، ربما ، من سقاه" السّيد " الهلاك بكفيه، ماضيه وسيرته ام غرّتهم العمامة؟ ، ام انهم يعرفون كل شيء غير ان حاجتهم لقاعدة وانصار تجعلهم يغضون البصر ويتمسكون بهذا البهلوان الذي لاحظ له من دين او تقوى ،على اساس ان ليس بالامكان ابدع مما كان؟ !! .. لا احد يعرف! ... وفي الوقت الذي تمتليء حوصلته بقرّة عينه... " الدولار"  ويتمدد افقيا على عقارات واملاك ، يستلم ابنه الضابط  الذي انتفخت رتبته، في اعقاب سقوط النظام السابق، بفعل "جهاد ومظلومية " والده  نصف رواتب عدد لايستهان به من مراتب وحدته الذين يواصلون الدوام "والسهر على امن البلد" ولكن في.... بيوتهم ومهنهم الحرة في حين يغرق الابن الاخر في بيع قضايا ودعاوى كاملة ليس غريبا ان معظمها ينطوي على قضايا ارهابية كبيرة !!

 

نموذج ( 3

الفنان " ضايع عبد السلطان " والشاعر "ذرب  الهيلكي"...

روى لي احد معارفي، انه كان شاهد عيان ، حينما استدعت اللجنة التحقيقية المشكلة في دار الاذاعة بالصالحية من قبل الحرس القومي في اعقاب انقلاب شباط 1963 ، المطرب الريفي "فلان الفلاني" وسالته ان يعترف بعلاقته بالحزب الشيوعي وحينما انكر ذلك مقسما باغلظ الايمان انه لايعرف الشيوعية ولا  صلة له بالحزب الشيوعي انبرى له احد اعضائها " لعد شلون  كنت تغني ... احمر علمنه .. بيه منجل وجاكوج ... احمر علمنه  .. ما تدري الشيوعيين شجانوا يسّوون بالقوميه  لو ميهمك؟ "

فما كان من المطرب المذكور الا ان اجاب بتضرع  ورعب " عمي .. شنهي غومية .. شنهي شوعية .. بويه احنه عرب كيّوليه .. ياهو اليجي نغنيله "!

يمكن ،طبعا ، ايجاد بعض العذر للفنان والمطرب فهو رجل لاشأن له بالسياسة وبحسب المفهوم والعرف الشائع لاتثريب على المطرب فيما يغنيه مقابل ثمن كما ان زجه في امور السياسة وصراعات المباديء والافكار مسأ لة تحمّله اكثر مما يحتمل بكثير وتعطيه دورا ليس مؤهلا له ولا حرّي به " رغم ان تاريخنا المعاصر  شهد فنانين ومطربين  التزموا مواقف وطنية وسياسية دافعوا عنها بشجاعة وشرف  وقدموا الغالي والنفيس من التضحيات في سبيل خياراتهم"  ولكن ان ينبري الفنان او ما سُمي كذلك  ، لمهام محض امنية فيكون طرفا في الاستجوابات والتحقيقات  بل ويعطي لنفسه الحق في تقصي تاريخ زملاءه والبحث في اسرارهم وملفاتهم الشخصية  والوشاية بهم وان يمارس التحقيق والتعذيب بيده بحق فنانين آخرين او يوردهم موارد الهلكة بان تتسبب وشاياته في  سجن واعدام بعضهم وتشريد آخرين ... فهذا امر يحوله الى وحش مجرد من الانسانية لاعهد له بعواطف الفنان الرقيقة وافقه الانساني الواسع ومجرم منحرف تقتضي دراسته كحالة مرضية قبل معاقبته وهو امر يحيلنا الى جوانب مهمة من شخصية الفرد والمجتمع، لدينا ، يتعّين علينا بحثها وتمحيصها بعناية ... حيث لم تعرف اي من المجتمعات العربية او مجتمعات الجوار او مجتمعنا نفسه قبل زمن معين وعهد محدد " سنأتي على تفصيله لاحقا " تجربة مشابهة !!

 لقد تحول احدهم  مثلا من " مطرب الشبيبة والمقاومة الشعبية " في ال59 الى مطرب البعث في السبعينات ثم موسيقار القادسية في  الثمانينات  ليس هذا فحسب بل ونصب نفسه مخبرا وسوطا  في الوسط والمؤسسة الفنية. وعرفتُ، مؤخرا ، انه يعيد تاهيل نفسه، هذه الايام ، لاداء دور جديد !! 

  ومعروف امر "مطرب الحزب" الذي نسي الطرب والفن والمقامات والسلم الموسيقي وتحول الى  عنصر تحقيقات شرس  لم يتورع عن اقتراف جرائم الاعتداء والضرب والتعذيب بيديه  وهو نقيب الفنانين !! اما شأن  الكتاب والشعراء والشعراء الشعبيين فهو امر يدعو الى الخجل فعلا !!   فقد اشترك اكثر من 90 بالمئة من هؤلاء في وليمة الدم والعذاب ورقصوا دون خجل او وجل على جراح الشعب ومجدوا الطاغية  بجنون ورأوا فيه  ربهم المحيي والمميت والرافع والخافض بل وتحول بعضهم الى سمسير" بالعراقي تختلف عن معنى سمسار " حقير لعدي او ديوث منحط لمن هم دونه( واستميحكم العذر لهذه المفردات التي املتها وقائع حقيقية ) !!

ولو توقف الامر عند هذا الحد لامكن القول انهم ، بدورهم كانوا ضحايا ، ربما،  للتضليل و غسيل الدماغ او للضغط والابتزاز والاكراه والرعب  وان مثل هذا الامر او قريب منه قد حصل في ظل بعض الانظمة الدكتاتورية والشمولية وان الفاشية والنازية قد عرفت بعض حالات مشابهه من الوشاة والمنحرفين ، ولكن ان ينبري هؤلاء انفسهم ، بشحمهم ولحمهم، اليوم  ، لان يتصدروا الواجهة الاعلامية والثقافية ثانية ، والناس لم تنس بعد مخازيهم ..ويطمحوا الى ان  يلعبوا الدور نفسه او ادوارا مشابهة وان يلقوا القبول والاستحسان بدلا من الادانة واعادة التاهيل النفسي والاجتماعي ، فهذه هي المصيبة الجديرة بالدرس والمعالجة  والخلل الاجتماعي الذي  يؤشر ، فيما يؤشر ، الى لامبالاة وسلبية  اجتماعية خطيرة

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا