<%@ Language=JavaScript %>
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

 

التراث الثقافي موطناً والنجف عاصمة


 بقلم :- جليل الخزرجي

 

لم تنضب حاضرتنا, العطاء متواصل بامتداد تاريخي : الحاضر بالماضي , وثمة خلف لخير سلف من يحمل هوية الثقافة مشعلاً للأتي من المستقبل .

هويات ثقافية

8 – حميد الحريزي                 

شاعر وناقد وكاتب قصة

لست أدري متى كان ذلك بالضبط , ولكني أذكر إنني كنت قد رأيته بين أثنين أو ثلاثة من زملائه الذين تدل بزتهم وحسن منطقهم على أنهم من هواة الأدب , فلم يعلق بذهني من أسمائهم غير اسم حميد لفتة الحريزي , والسبب على ما أعتقد هو ما كان يبدو عليه بين زملائه من أناقة ملبس , وصباحة وجه , واعتدال قامة , ولربما كان مما بقي في الذهن عن تأبطه لمجموعة كتب ومحفظته السوداء , كان ذلك بعد سقوط طاغية العصر بأسابيع قليلة , هنا عرفته عن كثب ولكن دون ما حاجه إلى درس أو اختيار , فقد كان وجهه ناماً على جميع احاسيسه لا من حيث الصباحة والانطلاق فحسب وإنما من حيث الإشعاع , فقد كان الحريزي من القلائل الذين يصلحون ان يكونوا مصداقا لعالم الأدب بجميع مشخصاته فأنت حين تراه لا تلبث بعد دقائق إلا وتؤكد بأنك أمام مجموعة من صفات ايجابية فهو رجل لا يكذب , ولا يحقد , ولا يسيء , وأنك أمام مجموعة من صفات ثبوتية فهو صديق , وهو وفي , وهو حليم لأقصى حدود الحلم .

ولا أبالغ إذا قلت أنه قلما نظر احد عليه دون ان ينجذب اليه , وهذا ما حصل لي بادئ الأمر من انجذاب ! في شارع المثنى بالنجف . فقد كان كالفلتة بل انه فلتة وأكثر من فلتة في أيامنا هذه .

فحين تراه يسكنه الحزن , يخيل إليك بأنه يبحث عن صديق , لقد حطم كل الحواجز ثم أطلق العنان لنفسه بعد ان أفنى ذروة شبابه في الترحال الإجباري من قبل نظام طاغية العصر , لقد كان عليه ان يجد أسبابا ليصقل موهبته وكيفية تطويرها ليلتقي عند رغبته , وإلا سيبقى متيم بإحزانه , إذن كيف له ان يشعر بالرضا ؟ لكن قوة الخير كانت معه لذلك انهزم الشر أمامه , ويوما بعد يوم أصبح يافعا وعرف السعادة وجميلة. رغم ان الحياة تأخذ منحى مفاجئا آخر إلا انه بدأ لا ينظر إلى الوراء واخذ يتطلع إلى المستقبل وأدرك  ان التذمر لا ينفع أبدا .

فالحريزي يحتل خلسة مكانا في قلوب الناس لان من طباعه ان لا يحب ولا يسعده. الظهور والتظاهر, وحين تقرأ قصائده تظهر في أحلامك وتبعدك عن النوم, لأنه يصنع لك ذكريات جميلة ...

سبع سنوات مرت على معرفتي بالحريزي وقد اشتدت أواصر هذه المعرفة فصارت أكثر من صداقة , منحني في كل يوم جديد ان اكتشف فيه خصلة طيبة وصفة حميدة جديدة . مثل إنكاره لذاته بصورة لا عهد لنا بها , ولونا من إخلاصه , وأحاسيسه المرهفة , والتي تصلح ان تكون درسا من دروس الوطنية الصادقة , وهو بعد ذلك صفحة من أدبه الرفيع الذي لولا السياسة  الديكتاتورية الجائرة سابقا عليه لرأى فيه – الذين لا يعرفونه – أديبا ألمعيا يشار اليه بالبنان .

فالحريري من مواليد 1953 م ومسقط رأسه المشخاب , من عائلة فلاحيه . والمشخاب هي لؤلؤة الفرات الأوسط , وسلة خبز عراقية دائمة العطاء .. فهي حديقة العراق .. تمتد على جانبي نهر الفرات, إنها واحة عراقية جميلة أصيلة تغفو حالمة سعيدة .. سماتها بطولة ومجد وحضارة وعنوانها ( سنبلة وراية ودله ) عطاؤها وفير وخيرها كثير , عرفت بأرض العنبر ألخضراوي تتخلل ربوعها شرايين الماء العذب الزلال , إنها ارض مباركة صيفها شلب وتمر , شتاؤها حنطة وشعير , هي العروبة في أعمق جذورها والأخلاق في ارق عوالمها تقاليدها عريقة وجمالها ساحر , هي الماء والخضرة والوجه الحسن , نخيلها رافع هامته يحكي شموخ العراق في وجه العاديات , ماؤها المتلاطم يعزف سيمفونية الحياة , إنها واحة السنابل الذهبية .

عرفت في ماضي التاريخ السحيق بأسماء عديدة منها ( المنخفضات البابلية , منطقة البطائح , ارض سواد الحيرة , السوارية , الفيصلية ) ومن أشهر أسمائها – المشخاب – وهو اسم مشهور منذ منتصف القرن الثامن عشر .

لقد ساهمت المشخاب في معارك الجهاد الوطني بمشاركتها في انتفاضة 1913 م ومعارك الشعبية سنة 1914 م وكان لها دورا مركزيا في ثورة 1920 م الخالدة وانتفاضة سنة 1935م وثورة 1941 م وأنجبت هذه المدينة زعماء بارزين ذوي صيت ذائع في العراق من أبرزهم الشيخ عبد الواحد سكر والسيد علوان عباس اليساري والسيد نور اليساري والشيخ مبدر ال فرعون .. ومن ابرز مثقفيها الشيخ فريق مزهر ال فرعون الذي ألف كتب عديدة منها ( الحقائق الناصعة ) و ( القضاء العشائري ) والسيد عبد الشهيد الياسري الذي ألف كتاب ( البطولة في ثورة العشرين ) والشيخ عبد الأمير الفتلاوي صاحب ديوان ( سلوى الذاكرين ) والعلامة الكبير السيد حسين أبو سعيدة والأستاذ الكاتب سليم فاضل حذاف ألشمري الذي نشر كتاب ( الرؤيا الحسية عند ألبياتي ) .

إذن هذه هي المشخاب مسقط رأس الحريزي الذي ترعرع فيها وأمضى صباه يتنفس رائحة العنبر , ويرسم لوحات الطبيعة الجميلة في ذاكرته , ويتعلم حسن الكلام من مضايفها , واخذ الشموخ والإباء من باسقاتها , وظلت هذه المناظر تعمل عملها في نفس الحريزي , إلى ان نزح مع أسرته إلى النجف وهو في سن العاشرة وكان في الصف الرابع الابتدائي سنة 1963 م وأكمل دراسته المتوسطة لدى مكوثه في النجف وجد بيئة مغايرة لبلدته المشخاب , فقد تأقلم مع البيئة النجفية , لأنها مدينة العلم والأدب والحضارة والتاريخ والشعراء مثل علي الشرقي والجواهري ومصطفى جمال الدين ومحمد سعيد ألحبوبي وعبد المنعم الفرطوسي وغيرهم من فحول الشعراء , كل هذه العوامل غرست في ذهنه وذاكرته الموهبة الشعرية وان كانت مبكرة .

دخل الحريزي ميدان العمل المضني منذ نعومة أضفاره حيث عمل بائع متجول ، وعامل مقهى، وعامل خياطة وعامل. بناء..الخ بسبب  فقر عائلته  الفلاحية التي اضطرها الفقر وطغيان وظلم الإقطاع إلى الهجرة للمدينة ((النجف)) لتعيش معاناة وحرمان اكبر ويمكن ان يلمس  ذلك من يقرئ قصصه القصيرة في مجموعته القصصية ((ارض الزعفران)) حجم هذه المعاناة مثل قصة ((كبرياء كلب)) و ((غيرة كلب)).

ثم وجد سوق الحويش ومكتباته العامرة الذي هو بمثابة شارع المتنبي في بغداد , أدمن على اقتناء الكتب النفيسة منه والتي تتلاءم وتتناغم مع موهبته الأدبية .

ثم أكتشف رجال الحركة الوطنية في النجف مثل البطل المجاهد محمد سعيد ألحبوبي ونجم عبود البقال والشيخ جواد الجزائري وشقيقه الشيخ عبد الكريم الجزائري وأدرك ان البيئة النجفية لا تقتصر على العلم والأدب فقط بل هي منجم الثوار والأحرار الوطنيون .

وعندما أكمل دراسته الإعدادية انتقل إلى المعهد الطبي الفني في بغداد وتخرج عام 1973 م – 1974 م , وأثناء وجوده في بغداد وجد شارع المتنبي وسوق السراي للكتب الذي اقتنى منه الكثير من الكتب النقدية ودواوين الشعر والفلسفة والروايات مما زاد في افقه واتساع معرفته كون بغداد أوسع من النجف في هذا المجال .

ثم صدر أمر تعيينه في دهوك وبقي هناك لمدة اقل من عام , وتحت تأثير محاربة القوى اليسارية ’ باستطاعة القارئ الكريم ان يكتشف من خلال قصته ( كاوه الاهوار ) , ثم نقل إلى دائرة صحة الناصرية عام((1975)) وبقي فيه اقل السنة , ثم صدر أمر نقله إلى مركز صحي فرعي بالمغيشي , بأمر إداري ( عقوبة إنذار ونقل ) ويعتبر منفا له , بعد عدة أشهر تم نقله إلى ابعد نقطة بالمحافظة وهي ناحية الفهود التابعة لقضاء الجبايش , وهنا نراه نقل من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب خلال ثلاث سنوات فقط , بعدها التحق لأداء الخدمة العسكرية من عام 1976 م – إلى عام 1978 م .

عاش الحريزي  منذ صغره حالة من صراع فكري عنيف  أمام ما يراه من تناقض  صارخ في المجتمع  بين ثراء فاحش وفقر مدقع،  وكان هذا الأمر دافعا قويا للتفتيش عن طريق  للخلاص والانتصار لقضيته وقضية كل الفقراء والمعدمين  لانخراطه منذ صباه في صفوف الحركة اليسارية العراقية وبالخصوص ((الحزب الشيوعي العراقي)) القيادة المركزية أولا  واللجنة المركزية بعد ذلك لغاية 2004 حيث ترك التنظيم لأنه لم يعد يرى ان  الخط السياسي والفكري والتنظيمي للحزب تنسجم مع   الأسباب والدوافع التي جعلته ينتمي للحزب وينخرط في صفوفه.

 كان له دووآثاره:ي ولادة حركة اليسار الديمقراطي العراقي في بداية عام 2005 مع مجموعة من العمال وبعض المثقفين في المحافظة ومحافظات عراقية أخرى وفق ما يتلاءم مع فهمهم للفكر اليساري الماركسي ومقاومتهم للاحتلال والاستغلال, وبما ينسجم مع روح المبادئ السامية  التي يؤمنون بها, توجه بشكل فاعل إلى كتابات المقالات والدراسات السياسية وعلم الاجتماع والدراسات الأدبية وكتابة القصص القصيرة بعد انهيار النظام  ووجود حيز لحرية النشر وحرية العقيدة والرأي، وقد أسس ورأس تحرير  مجلة ((الحرية)) بجهد  وتمويل شبه شخصي وذاتي ، وقد كان للمجلة أثرا  واضحا على الساحة الثقافية والسياسية وخصوصا في مدينة النجف.

إصداراته وآثاره :

الخ.جموعته القصصية الأولى ( ارض الزعفران ) التي قام بطبعها مشكورا الاتحاد العام للأدباء والكتاب في النجف , وتحتوي على تسع قصص : 1- (( غيرة )) كلب , 2- اجري اللازم , 3- ارض الزعفران , 4- الأمل المضاع , 5- عش السنونو , 6- ( كاوه الاهوار ) , 7- ( كبرياء كلب ) , 8- ماي العروس , 9- نداء طائر ( الحجل ) . كتب مقدمتها الناقد الأدبي عبد الرضا جبارة ’ حيث يقول : فقد حقق حميد لفتة في مجموعته القصصية انبثاقا في نصوص تحمل مغايرة في البناء ونصوص تشتغل على توظيفات معرفية واسعة حيث تنامت هذه الرؤى مع سياق الحياة التي عاشها القاص متنقلا في مدن العراق لذا فان النص القصصي عنده عالم متجدد يبشر بقوانين جديدة تتحكم بها جدلية دائمة ... الخ . وكتب الرواية الطويلة والقصيرة جدا وتم نشرها في الصحف المحلية.

مقالاته السياسية:-

حين اشتد الارهاب على العراقيين واتسعت دائرة الآلام لتشمل خارطة العراق وانتشار ظاهرة الفساد المالي والإداري وتعطلت حركة التقدم بسبب الاحتلال وتوغل القاعدة وظهور السلبيات في كل مفاصل الدولة , بان دوره الوطني الحقيقي من خلال كتاباته ومقالاته التي نشرت في الصحف المحلية وعلى المواقع الالكترونية مع وضعه الحلول والمعالجات والمقترحات لإصلاح الوضع المتردي في البلاد ومن تلك الصحف : 1- جريدة العرب اليوم الأردنية , 2- في بعض الصحف الأجنبية, 3- مجلة الثقافة الجزائرية , 4- مجلة نون المصرية , 5- جريدة الصباح , 6- صوت العراق , 7- المواطن , 8- المدى , 9- المؤتمر , 10 – الزمان , 11 – الأمة العراقية , 12- بغداد , 13 – بلاغ الشيوعية , 14 – طريق الشعب , 15 – صحيفة الكوثر , 16 – مجلة وحي الغري , 17 – قراطيس , 18 – البينة , 19 – البينة الجديدة , 20 – المنارة 21- المؤتمر 22- الدعوة23   - الأهالي. ومن المواقع التي نشر فيها : 1- المثقف 2- الحرية 3- شبكة عراقنا الإخبارية 4- الموقع السياسي 5- الحوار المتمدن 6- موقع النور 7- موقع ينابيع 8 – موقع الحل الديمقراطي 9 – موقع تل أسقف 10 – موقع عين كاوة 11- موقع انكيدو 12- موقع مجلة جمانة 13- النور 14- الحقيقة – جمانه وغيرها من المواقع  العراقية والعربية والعالمية .

 نتيجة لما سبق من هم وطني وطبقي وإنساني وذاتي، تفجرت موهبته الشعرية وهذا تحصيل حاصل لمسيرته الأدبية الطويلة حيث كتب عدة قصائد نذكر منها:

1-    أقفال الروح 2- إمارة العجول 3- ألكاس السوداء 4- بركات السلطان 5- بانوراما نزيف القصب 6- حقائب الأمير 7- مطر الدولار 8- مشاهدات مجنون في عصر العولمة 9- معلمة الأسرار 10 من يرجم الشياطين في بلدي ؟  11- كينونة الشر  12- كلاب الروح 13- صديقي الشاعر  14- قصيدة قراءة  وغيرها من القصائد التي تحمل في طياتها هموم الناس التي جسدها بأروع صور درامي وقد تميزت بجرأتها وتخطيها لحدود وقيود المألوف من حيث المضمون والشكل وتجاوزها للتقليد السائد، وهذا النهج ينسجم تماما مع السلوك الحياتي اليومي للحريزي وكرهه وعدم تصالحه أو مهادنته مع كل قبيح  ومع كل ما يجرح كرامة الانسان وينتهك القيم الإنسانية  كالوفاء والصدق والجرأة والتضحية والإيثار والمبادرة لكل ما هو جميل ومنتج ومفرح وصادق .

نماذج من شعره :

من قصيدة أقفال الروح التي نشرت في جريدة المنارة نأخذ المقطع الأول:

اقفل أبوابا بيضاء

وأفتح أبوابا

للشباب

مزلاج باب العمر

يشاكس

أصابعي المرتعشة

***

ومن قصيدة ( بركات السلطان ) نختار منها :-

سبِّحوا بأسم السلطان

من

وهبكم بيض النمل

وبراز الجرذ

وأسراب القمل

بالمجان

(( فبالشكر تدوم النعم ))

هل تعرف سر حكمتنا

في :-

أقفال فمك

هل تدرك حكمتنا

في تكبيل يدك ؟؟

ياجاحداً حقنا

انا خلصناك من ذُل السؤال

انا أغلقنا أُذنيك وأعطيناك (( النقال ))

خلصناكم من وحشتكم

خلصناكم من غربة الغرب

ومن

الوحدة والكرب

ما تركنا فرداً يتجول

ولا تركنا وحيداً بتسول

بل سيّرناكم :-

ارتالاً تتبع ارتالا

ميسورٌ عيشكم

موفورٌ رزقكم

ضاعف السلطان لكم :-

تلال الأزبال

وأعطاكم حقَّ التنقيب في

الأوحال

فطيبوا افواهكم بفضلات السلطان

مرغوا أجسادكم

متعوا أطفالكم

بفرث الخرفان

طيبوا أفواهكم

ببراز الفئران

***

ومن قصيدة ( مطر الدولار ) اخترنا المقطع الأول منها :-

مطر أسود

والرعد عويل وبكاء

الأرض

دماء

والعالم

أصم

أبكم

أرمد

من وحّد

الملهى والمعبد

لتبارك حرق

الإنسان ؟؟؟

***

أما في قصيدة (( مشاهدات مجنون في عصر العولمة )) يقول في بدايتها :-

1)    أنا شاهد عليها

تحت ظلال رماح القصب الصفراء

ضفادع لها فحيح , تزدرد الأفاعي

أنا شاهد عليها

خراف عمياء تحرس الراعي

2)    حمار يمتطي حصاناً عربياً

يعلق شجرة نسبهِ

قلادة فوق مؤخرته و ...

يجر خلفه طائرة (( البوينغ ))

3)    يقلع طقم أسنانه

ليكسر به حبات الجوز

ويقلم أظافره

بمعول حفاري القبور

 

*************************

 

 

حقائب (( الأمير ))

كان بودي ان اكتب القصيدة بكاملها , وذلك لتفرده المبدع في عالم الفن الشعري , لان شاعرنا يمكنني القول بأنه يتمتع بثراء فكري وبروح الالتزام الإنساني , والأحاسيس النبيلة تجاه قضايا البسطاء والأطفال المحرومين , فكانت قصيدته هذه مزيجا من الحب , حتى الهوس وعشق الحياة , وسحر الطبيعة وهموم الفقراء , فتدفقه الإنساني مكنه من مخاطبة وجدان الانسان , اياً كان من خلال صوته الدافئ والحالم بمستقبل أفضل للجياع , فكل من يتصفح حياة الحريزي يراه علامة بالغة الدلالة على الحس المرهف الممزوج بالدموع على جراحات العراق وشعبه المظلوم . لذلك اكتفي بالمقطعين الأول والثاني من القصيدة وإذا رغب القارئ ان يطلع عليها كاملة فهي موجودة على صفحات المواقع على الانترنت مثل الحرية , المثقف العربي , نون , كاوه , ألنور , وغيرها :-

 

الندى

يتوسد وريقات الورد

يموت غريباّ

حين

تموت الرياحين ,

الحياة

تفقد

معناها

حين

يبكي الأطفال

***

تدثر بأحلامه

تناثرت

أقلامه

الملونة

على مساحة أمنيات

عامه الدراسي الأول

أقفل

عينين

على حقيبتهُ

الموعودة

فتح

باب الفجر

ناوله

(( الأميرُ ))

حقيبة تنزُ دماً

تحملُ رأس والدهِ المجزور

حمّل أقرانه

حقائبهم فرحين

حمل

( هو )

تابوت أبيه

***

لقد علق الناقد سلام كاظم فرج على هذه القصيدة يقول :-

آه ... حميد الحريزي ..

وهل يملك الشعراء في الجنة المحتلة إلا جنون جهنم .. ونزف الأه وانتظار غودو الذي لا بأتي .. ؟؟

ما بين اليانكي والسلفي قنطرة من دم .. يضيع فيها الشعر والشعراء .. كنا نعاني من الحب القاسي , واليوم نعاني من انهيار الحلم حيث لا حُب البتة .. دمت عميقاً أيها الشاعر..

وكتبت نوال الغانم تعليقا أخر جاء فيه :-

الرائع البديع المتألق بالشعر وحُب الوطن حميد الحريزي .

لم أقوى على مسك دموعي وأنا اقرأ نصك المليء بالوجع , تذكرت وأنا أمعن التوغل في عائلتك اللغوية الضاجة بالصراخ , والجراح , وضياع الطفولة , وجوع الفقراء وبضحايا القاتل الملثم , تذكرت كل تلك الأفلام الوثائقية التي عرضتها الفضائيات والقناة الاسترالية S b S وهي تسلط الضوء على ما آلت اليه أوضاع الناس في العراق .

شكرا لك على هذا الاستفزاز .

شكرا لإبداعك سيدي الأصيل المبدع .

احترامي وتقديري ومودتي البيضاء .

نوال

أما الناقد مكي الربيعي فقد قال :-

الرائع المتفرد في أسلوبه الكتابي الكاتب والشاعر حميد الحريزي .

قلت مرة انك أكثرنا جرأة في المشي حافيا فوق الجمر وأكثرنا خوضا في المناطق المحرمة.

تحية لفروسيتك النبيلة أيها الشاعر الجميل.

***

ومن قصيدة له اسماها (( صديقي الشاعر )) ونشرت في جريدة الزمان :-

صديقي الشاعر

هيا بنا نقامر

هيا بنا للمقابر

نصنع من الأقلام جناح

لا يطاوع الريح

نساءل الضريح

في كل المقابر

نزيلك بكم جُرح جَريح ؟؟؟

هل مات حرقاً ؟؟

هل مت شنقاً ؟؟

بأي ذنبٍ قتلوه ؟؟

***

-         معلمة الأسرار –

نشرت هذه القصيدة في جريدة المنارة:-

تفرش أجنحة العطر

أرجوحة

للقمر

تغزل الغيوم

بدلات عرس

ونجوم

تقطر ندى

الروح

كي لا تذبل الزهور

روح الماء

لا تعرف الظمأ

لا تستوحش

حَضَرت

حواء

فبطل التيمم

توضأ

بدفقات عطرها

وحي

على الجمال

حي على الكمال

حي

على

خير الغزل

عٍندَها

سر الكشفِ

***

كتب جوزيه حلو من فرنسا عن هذه القصيدة , مخاطبا الحريزي :-

-         ((معلمة الأسرار – هو عنوان قصيدتك وأتساءل عنك ؟

ألست أنت ايضا معلم بعض الأسرار ؟

قصائدك ممتازة ومميزة جدا وخاصة بحدّية أحداث موضوعك في كل مرة وبالفرنسي تعني (( Des mots crus :

قصيدة ايروسية ايضا تسترعي الانتباه وترسوا بهدوء في أوهامنا .

قصائدك جميلة وغريبة تغطي بعض الفراغ .

وفجوة العناء في البحث عن القصائد المغرية بكلماتها ..

دُمتَ بخير وبصحة وبحدسك الشعري ولغتك العربية الغنية بالأحداث والمفردات .

كل سنة وأنت بخير ومبدع ومتألق وحاضر بحرارة الشعر الإنساني الفذ .

شكرا لك ..))

***

ومن قصيدة – كينونة الشر – اخترنا :-

ماذا يمكن أن تكون

وقد ولدت من رحم البساطير

ماذا يمكن أن تصير

وقد عجنت من براز وقير

ماذا يمكن أم تكون

فلا خبت ولا خابت فيك الظنون

تلاحق المظلوم

وتعشق السجون

***

ومن قصيدة ( كلاب الروح )

هائجة كلاب روحي

يستفزها الظلام , وقطعان اللصوص

ذوت شرايين القلب

تستنزفها

الجراح

تنمرت الثعالب

لم يخفها

نباح

الأرواح

***

 

شهادات بحقهِ :-

كتبت نوال الغانم :- الشاعر المبدع الكبير الصادق والنبيل حميد الحريزي .

كلماتك فوانيس سماوية تملأ فضاء المثقف بالضياء

سيدي الكريم الأمل هو خيارنا الوحيد .

خيوط الشمس ونحن ننسج منها ثياب وجودنا في المشهد الثقافي , مصدر ديمومتنا , وإصرارنا , ومحبتنا للعراق ,

الكلمة الصادقة الجريئة قنديل الضوء الذي تحمله وأحمله ويحمله الآخر كي نعري الفساد والقبح,

كي نثبت وجودنا على هذه الأرض .

شكرا لحروفك الصادقة وشكرا لتهنئتك ومصافحتك ومحبتك النقية , التي أقف لها إجلالا .

كل عام وعيد وأنت بألف خير ومن تحب والعراق وأهله أينما كانوا .

مودتي وامتناني

نوال

***

أما الشاعر الكبير الأستاذ يحيى السماوي فقد كتب حول قصيدة ( من يرجم الشياطين في بلدي ) .

يا لصدقك يا صديقي الشاعر المبدع .. حقا هو وطن المتناقضات: أعذب إنها الدنيا في العرق... ومع ذلك فهو وطن العطش ..

أولى قوانين الدنيا سُنت في العراق ... ومع ذلك فالسوط فيه أطول من يد العدالة, والخوذة فيه أعلى من القانون ..

العراق يغفو على بحيرة نفط – لكن مئات آلاف البيوت ما تزال تتخذ من البعر والروث وسعف النخيل وقوداً للطبخ ..

شكرا لك شاعراً مبدعاً ... وشكراً لك شجاعاً في عشق الحمام لوم الغربان السوداء .

***

وكتب الناقد الكبير الأستاذ الفاضل سلام كاظم فرج  حول دراسة (حميد الحريزي) لقصيدة الشاعرة  (نوال الغانم) ((رائحة يديك على  رغيفي)) :-

الأديب الكبير والناقد القدير الأستاذ حميد الحريزي ..

تحية إجلال لدراستكم العميقة لنص الشاعرة الأستاذة نوال الغانم. ..

لقد رسمتم خلفية النص بقراءة موضوعية لفن الشعر وللفن عموماً ..

ودوره في صنع الحياة .. فعلاً أيها الصديق لقد كانت الشاعرة تغني الحياة رغم قتامتها

تحية لك أيها الجليل

وللشاعرة المحبة والاعتزاز ..

***

بتاريخ 25 ديسمبر 2010 م / 10 / 6 جاء من المجلة المصرية ( نون ) وعلى موقعها على الانترنت :-

((المبدع الرائع حميد الحريزي

تحية تليق بإبداعك وعطاءك

نص ( نبي من ورق ) لا أجد سوى كلمتين كما نقول بلغة المسرح (( تصفيق حاد )) .

النص سيتم بثه تلقائيا على واجهة المجلة المصرية يوم 31 ديسمبر أي ليلة العام الجديد وقد تعمدت ذلك ليكون هذا النص هديتنا للقراء في العام الجديد

خالص تقديري .

محي إبراهيم))

***

كتبت وفاء عبد الرزاق تعليقا حول قصيدة ( النوافذ المحجبة ) التي اهداها الشاعر للشاعرة نوال الغانم بمناسبة تكريمها في موقع ومؤسسة المثقف كمساهمة منه في ملف التكريم  :-

أخي الجليل الشاعر حميد الحريزي

هديتك القلادة أخي الكريم .. صغتها من لألئ وجدل العراقي وحرصك العراقي ونبضك ..

ألبسها الليلة لكن لا كما تلبسها شهرزاد وتنتظر يوماً للذبح بل ألبسها لأنتظر يوماً جديداً لبغداد .

***

وحول قصيدة ( قراءة ) عقبت نوال الغانم :

((الشاعر والكاتب المبدع حقا والمائز حميد الحريزي

قصيدتك أثارت شجني وأبكتني, يا الله إلى أي حال وصل العراق ؟

شكراً لك وأنت تعري الحقيقة بكل ما ألت اليه الأوضاع من تداعيات ,

شكراً وأنت تقول هذه خسارتنا ,

هذه حالنا ,

استفزازك صرختنا , صرخة من مزقته جراح الوطن ,

وجرس إنذار لمن صموا الأذان ,

شكراً لك وأنت تجعلنا نتهجى الغامض المرير .

بعيون أبجديتك المائزة .

معاً نقول للغراب لم سواد جناحيك نريد ان نرى الوطن من الزاوية التي نحب ونتمنى .

احترامي ومودتي الكبيرة واعتزازي .)).

***

شهادات بحق نص – بانوراما نزيف القصب ونص الكأس السوداء .

كتب الشاعر الكبير والمبدع الأستاذ الفاضل يحيى السماوي :-

((أمس قرأت لك بانوراما الوجع العراقي في (( العراقي السياسي )) فأخذتني الدهشة بنفسك الملحمي وأنت تسجل تاريخ نضال الأحرار وسطو أدعياء النضال عليه ... واليوم قرأت ثورياتك واستعاراتك الجريئة ودلالاته العميقة عن ( الفحولة ) (( التي توهمها أصحابها )) ( رجولة ) ... فما أروعك وأشجعك !))

 

***

أما الناقد (( ذياب شاهين )) فقد كتب :-

((الأستاذ الشاعر حميد الحريزي

نصك هذا صرخة مدوية في وجه الفحولة التي تكبلنا منذ القدم , حقا انه كأس اسود ما زال ينشر الظلمة في لا شعورنا البعيد .

شكرا لك , مع احترامي

ذياب شاهين

***

أما انا فقد كتبت عن قصيدة ( الكأس الأسود ) :-

السلام عليكم

السلام على صور الإبداع

السلام على حامل اليراع

ألكاس الأسود قصيدة يطغى عليها البناء الفني لغة وأسلوبا , يضاف إليها انسيابية فيها النشيد والدعاء وابتهالات المتصوفة , وخيالية بين العلم والحلم والواقع برمزية جريئة , مؤسس لموقف وموقع شعري ديناميكي أرسيته على ضفاف مدرسة لها أطرها ورؤاها الخاصة والمتميزة اقتفيتها في تحليلنا المعرفي متجاوزا النمطية الشعرية السائدة عشت مبدعاً

جليل الخزرجي

كاتب وصحفي – رئيس تحرير مجلة وحي الغري –))

***

أما الناقد الكبير ( سلام كاظم فرج ) فقد كتب بصدد هذه القصيدة وقصيدة ((نشيج اللسان)):-

((حميد الحريزي .. اكبر من أي لقب  يمكن ان أضعه قبل اسمك .. تماما كما نذكر كبار الكتاب لا نضع أي لقب أمام أسمائهم.. أما نصك هذا فقد أرعبني ثانية..

صوت مجلجل  ذبذباته  من قوتها تجاوزت  ، قوة سمعي حتى بت لا أسمعها .. هكذا فلتكن النصوص المركزة .

حميد الحريزي مدرسة من مدارس قصيدة النثر والشعر الحر بأعلى درجات حريته .. شكلاً ومضموناً ..))

***

أما الأستاذ ( سعيد الوائلي ) كتب دراسة شاملة عن قصيدة ( بانوراما نزيف القصب ) تحت عنوان ( بانوراما نزيف القصب وهدير جرافات الوجع ونياح النبي الضال وسرقة عناقيد ذهب حميد الحريزي ) نأخذ منها : - في كل العصور ترتقي الأمم وتنهض الشعوب بمفكريها وتكرم شعرائها الذين أنتجوا خزينا لا ينضب من التراث الإنساني الخصب الذي يتربع على عرشه (( الشعر )) كطاووس , وحين يدعي البعض بان (( الشعر الحديث )) لا يستحق إلا ان يكون نثرا ..! رغم الصور الشعرية المتلاطمة في مقاطعه وبناءه الذي يحرر من باطنه عفريت (( الشعر )) بشحمه ولحمه , ولذا فان اللغط الذي يدور هنا وهناك ليس إلا رغوة من صابون هلامية , ومحاولة يائسة لتمجيد الماضي فقط وإيقاف عجلة الحداثة التي تكتسح في طريقها كل شيء إلى سلة الماضي , إلا من تمسك بطود مملكة بناءه الشامخ وخلدته مأثرة , وعليه فالشعر الحديث جنس أدبي يتمتع بكافة المميزات التي يتمتع بها غيره من أجناس الشعر , من بناء رصين وموسيقى وإيقاع وصور متدفقة من بطون وأثداء القصيدة وماء الشعر .

إلى ان يقول في نهاية دراسته للقصيدة / هكذا الشاعر (( ارض السواد )) كائنا عاريا ليتركنا نطيل النظر في الجسد الماثل أمامنا نتهجد مساحاته ليغزو مشاعرنا بحزمة من الصور التي تلسعنا كسرب نحل ضال .

شاعر وإعلامي مغترب

ديترويت / أمريكا

الخميس, 23 / أيلول, 2010 م

شاعر وإعلامي وناشط في حقوق الانسان , عضو اتحاد الأدباء والكتاب والمثقفين في العالم العربي / رئيس لجنة الولايات المتحدة الأمريكية .

.

***

وكتب الشاعر والصحفي سعد ألعميدي، حول نص((مشاهدات مجنون في عصر العولمة)) :-

الأستاذ الصديق الأديب المتعدد المواهب حميد لفته المحترم :

لقد أبدعت في هذه القصيدة الرائعة التي نبعت من عمق المعاناة والمأساة ومعايشتك لها , لا يكتب هكذا إلا من خبرته الحياة  ودروب السياسة الوعرة في عراق لم يعد عراقاً , بذلك المعنى الذي سعينا من اجله , حمامة سلام ترفرف فوق رؤوس الجميع ومرتعاً لكل الطيبين وعشاق الحياة .

لك كل الحب والتقدير ..

***

أما الناقد بشار خليف فقد كتب حول نفس النص((مشاهدات مجنون)) :-

ها انا أخيرا بين مزيج من مظفر النواب ومحمد الماغوط ...

مع معاصرة بأسم حميد الحريزي ..

تحيتي

***

أما الناقد ( حسين عبد الخضر ) فقد قال :

لقد أجاد الأديب المبدع سلام كاظم فرج في اختياره لنص الشاعر حميد الحريزي

((مشاهدات مجنون في عصر العولمة ))لغرض تسليط الضوء عليه , وربما لفت الأنظار اليه ايضا , فهو نص رائع حقا يتميز بتماسك محكم يشد فقراته إلى بعض تحت مظلة العنوان , فقد تألف النص من اثني عشر لقطة من مشاهدات ( شاعر ) لتشكل مستويات النص ( السردية ) التي حملت لنا رسالتها عبر تركيبات لغوية برع الشاعر في اختيار مفرداتها المشحونة بالغضب والاحتجاج على الواقع الذي بدا انه يسير على رأسه في هذا النص , فقد أفاد حشد التناقضات ودمجها في مساحة واحدة من جسد النص على إظهار القبح الذي يرزح واقعنا تحته , وتعد هذه الوظيفة ( الكشفية ) واحدة من سمات الأديب الملتزم الذي اخذ دوره بالانحسار في المشهد الثقافي .

شكرا للشاعر حميد الحريزي على نصه الرائع .

شكرا للأديب سلام كاظم على جمال ذائقتيه الأدبية .

حسين عبد الخضر .

***

وتبقى قصيدة شاعرنا ( مشاهدات مجنون في زمن العولمة ) مدار بحث على موقع المثقف , يقول الناقد سلام كاظم فرج ,(( فقد طرح الأستاذ ماجد الغرباوي فكرة ترشيح قصيدة من القصائد المنشورة على صفحات المثقف لملف النقد رغبة منه في تفعيل النقد الأدبي لم يكن يعني ان الملف سيقتصر على قصيدة واحدة أو شاعر واحد .

.. لكن تلك الفكرة .. وشبيهتها تفعيل الترجمة هدفها الأساس لفت الانتباه إلى قصائد معينة ربما تمر دون ان تنال العناية التي تستحقها من القراء والشعراء والنقاد بسبب النصوص المنشورة خلال شهر .. ولا يفوتني ان اذكر ان النصوص السردية مشمولة ايضا .. وان ترشيح نص ما لا يمنع الأساتذة النقاد من تناول نصوص أخرى برونها جديرة ..

من بين النصوص المنشورة في شهر تموز عام 2010 م لفت انتباهي نص غريب في شكله صعب تجنيه .. عميق مضمونه .. خطيرة ايحاءته .. ولا أخفيكم سرا لقد أرعبني أكثر مما أمتعني رغم كل مبررات الإمتاع التي تضمنها .. لقد تقمص الشاعر شخصية البهلول التاريخية والتي تقمصت بدورها روح المجنون العبقري الذي لا يبالي بشتم الأمير في مجلسه ... لكن الأمير الحديث وراضية. الديمقراطية بلاطه حتى شمل الرعية .. فلا بد ان يشمل البهلول تلك الرعية ببعض ضربات عصاه .. فالرعية خراف عمي تحرس الراعي .. والغجرية الثملة المومس لا ترى بأسا من مراودة الرقص فوق المئذنة المقدسة .

والمئذنة تتقبل ذلك راضية .. وكان عليها ان تلقي بالغجرية .. كما كان على الحصان ان يلقي من على ظهره بالحمار الناهق بالمنكر ..

ومبررات رعبي ما آلت اليه بكارة الفتيات .. حتى تذكرت بكارة عروس عروبتنا المظفرية .. وتذكرت شتائم النواب يقذفها فتصفق الشبيبة ويزداد الخليفة دموية .. والقطعان ما فتأت تلتهم ألجوري وتعاف البرسيم... والجوري يوشك ان ينفذ ... وكل الشخوص المقدامة كما الورد تأكلها قطعان الخراف ألعمي الغبية .. وسيأتي اليوم وربما أتى الذي ستخلو فيه الساحة من الورد...

أما المخبر الوضيع... ذو المنبت الوضيع .. والأم التي تتسول .. والذهب الأسود ... وذاك الذي يحضر للنووية .. لكنه لا يعرف كيف يحمي عفة شعبه .. أما النساء التي لا تنجب إلا ( بأمر الولي العاهر ) ..

مرعبة تلك الصور .. كتبتها أنامل أديب محترف .. بحروف ذئبية الصراخ – إنسانية المطلب .. ثورية تجاوزت ثورية مظفر النواب .. تدعوك ان تعيد القراءة مرات ومرات لكي تفهم البلوى .. واسها وجذرها التكعيبي .. كقارئ متابع .. أدعو الأستاذ ماجد الغرباوي .. وكل الإخوة والأخوات الشعراء والنقاد والقراء والأعزاء إلى مشاركتي متعتي ورعبي بقراءة هذه القصيدة وإدراجها في ملف النقد الأدبي لشهر تموز .. بمعنى ان ملف هذا الشهر سيتوفر على قراءة قصيدتين لا قصيدة واحدة كما اتفقنا !!

ويضيف سلام كاظم فرج حول مشاهدات مجنون في عصر العولمة قصيدة النخبة – القصيدة الخام الشامخة والمفروض وبكل تجرد ان نكون سعداء فقط بالجمال الشعري يزيد وهج المفردات العربية في الأدب والشعر – هذه ايضا قصيدة تصور فاجعة ما وصلنا اليه نحن الذين كبرنا والحروب تلاحقنا منذ السبعينات – قصيدة تصور توترات العلاقات الإنسانية بين البشر –قصيدة عربية واعني بذلك تلفت النظر إلى إننا لسنا ظنا – كل التعبيرات والاستعارات تتصارع وتتنافر ولان المجتمعات تأبى المصالحة ولان التاريخ يعيد نفسه .)).

وقد كتبت الشاعرة ((جوزيه حلو)) من فرنسا حول نص ((مشاهدات مجنون في عصرا لعولمة))

((أتساءل أين عشرات التعليقات على القصيدة الصارخة من أعماق الروح وليس من الحنجرة , إنها القصيدة الصارخة الصامتة وهنا قمة التناقض . قصيدة كارثية عميقة جدا – أتخايل العالم المتخم والناس يلهون مع الحياة سكارى حتى يكون باستطاعتهم حجب الواقع عن الجنازات اليومية في بغداد وفي العراق بأسره العراق بلد الذهب الأسود والمصير الأسود وهذا النفق الطويل يخترقنا –

ضفادع لها فحيح , تزدرد الأفاعي

انا شاهد عليها

خراف عمياء تحرس الراعي

غجرية ثملى

تنشد لحن ( الهجع )

من فوق مئذنة الحي

المزينة بالدولارات النفطية

صعب تفسير الحركة الدرامية التي تتميز فيها هذه القصيدة الجميلة خفا والايروسية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

المخبر السري لا يعلم في أي حضن

ترقد أمه ؟؟

ولكنه يعلم أين يخفي المثقف قلمه

تعلم فن الرقص والمص واللحس

لكنه لا يعلم كتابة اسمه

***

(12)

نحن من علم البشر فن البيع

بغشاء بكارة فتياتنا

نصنع طبول الفرح

استبدلناها باغشية صينية

غطت طبلة ( بكارتنا ) كل الأرض

رقص العالم على لحن طبول ( العرض )

مفخرة ملاهي الدنيا طبل عربي الصنع

كتبت لك فقط بعض كلمات في تعليق لإعجابي بقصيدتك

واشكر ألف مرة سلام كاظم فرج لارتباط اسمه مع إبداع الغير

كلاكما مجنونان – احتراماتي لكما ولروحكما

قصيدة على طبق من ذهب / كم أحبها !!

التهمتها !

Josee / France)).

***

كذلك كتب الأستاذ الشاعر والناقد والمترجم ((محمد الصالح المغريسي))  من تونس  دراسة نقدية  موسعة حول نص ((مشاهدات مجنون في عصر العولمة)) نشر على موقع المثقف والناقد محسن ألعوني والأستاذ العزيز محمد محقق  وشعراء وادباء آخرين تعليقات نقدية وهي بمثابة شهادات تشيد بنتاج الحريزي الشعري خصوصا والأدبي عموما .

وقد كتب القاص والروائي العراقي الشهير جمعه اللامي مخاطبا الشاعر :-

((جمعة اللامي
الصديق العزيز الكاتب الشاعر حميد الحريزي
تحية تقدير واحترام
كلما يتقدم مني حرف منك ـ كما يحدث بين إرادتين حرتين ـ تنهض الاجساد المقطعة من القبور السرية ، والقصائد التي طوتها عواصف الأيام ، مثلما أرى في إنشادك وأناشيدك ،وجوها عزيزة لا يمكن للأيام والليالي ، أن تنسيني إباءها وشموخها .
أرجو أن تتقبل شكري وتقديري لهذه العاطفة العراقية التي منحتها لي بكل الكرم الذي عهدته فيك .
واسلم لأخيك المحب ....
جمعة اللامي
الشارقة ـ ميسان
))

·        قالت الشاعرة العراقية المعروفة  رسميه محيبس في احد شهاداتها  لنصوص الشاعر ، كتبت حول نص كلاب الروح

((كِلاب الروح

رسمية محيبس

الشاعر حميد الحريزي

عنوان يثير الدهشة والتساؤل قبل ان أقرا النص ذهلت للتناقص في العنوان

ماذا لو كانت للروح كلاب تعوي

نصوصك مثقلة بمفردات غريبة خشنة ولعل تلك ميزة جديدة تليق بعالم حميد الحريزي

لا أريد الاسترسال سأعود لقراءة نص حيرني

تحياتي لك شاعرا من طراز خاص))

***

وشاعرنا كتب دراسة موسعة حول نص : - الصخرة والبحر والإلهام – للقاصة هيام الفرشيشي , وقد نشرت على موقع المثقف وفي مجلة الثقافة الجزائرية , مع عدد من النقاد والباحثين العرب .

وقد كتبت – هيام الفرشيشي :

((الأستاذ والأديب الجليل

الناقد الدقيق حميد الحريزي

دراستك موضوعية وتحليلية , تستند إلى نظريات نقدية حديثة , والى رؤيتك العميقة للإبداع , ولصورة المثقف , وكانت مفاجئة جميلة ان يحظى نص ( الصخرة والبحر والإلهام ) بهذه القراءة المستفيضة التي أعطت للنص ماله وما عليه , وهي قراءة تقييميه وتقويمية , أحييك عليها بحرارة ... فلك منا أستاذنا العزيز كل الشكر والامتنان) مع تجديد الشكر لصحيفة المثقف وللناقد المميز سلام كاظم فرج الذي ساهمت قراءته التقديمية في لفت الانتباه إلى هذا النص , ولك منا مشاعر الامتنان لتوجيهك النص وجهة صحيحة )).

كذلك نشرت ((الثقافة الجزائرية))  مقالا بعنوان ((الحراك الاجتماعي العراقي وانعكاسه على الثقافة)). كما كتب دراسات نقدية حول رواية ((الزمن الحديدي)) للدكتور عبد الهادي الفرطوسي وقد نشرت في جريدة ((المنارة)) العراقية، ودراسة أخرى حول رواية ((حي السعد)) للقاص والروائي محمد جاسم عثمان نشرت في جريدة ((المنارة)) ايضا، له دراسة  حول رواية (( نمش ماي)) للشاعرة فليحه  حسن وقد نشرت في جريدة ((الأهالي)). بالإضافة إلى مقالات ودراسات أخرى في مجال القصة والرواية والشعر.

أقام له الاتحاد العام للأدباء والكتاب في النجف أمسية قصصية احتفاء بمجموعته القصصية ((ارض الزعفران))

وقد استضافه البيت الثقافي في النجف  التابع لوزارة الثقافة العراقية احتفاء بنصوصه الشعرية.

 في ختام دراستي  لا يسعني إلا

 اولاً:- ان أتقدم بالشكر والتقدير لموقع المثقف  المتتبع الجاد والرصين لنتاجات الأدباء العراقيين، كذلك الشكر والتقدير للأستاذ  الشاعر والناقد سلام كاظم فرج  الذي  لفت نظر الأدباء والنقاد والشعراء إلى نص حميد الحريزي ((مشاهدات مجنون  في عصر العولمة)) فقدم خدمة مشكورة للشاعر وللإخوة  الأدباء  ولي ايضا باعتباري متابع ومهتم بأدب ونصوص الشاعر المتميز   حميد الحريزي.

ثانيا :- بعد ان عرضنا لمختارات  من نصوص الشاعر حميد الحريزي ، ولبعض من الشهادات التي تقيم عاليا نصوص الحريزي وتميزه في كتابة النص الشعري، من قبل قامات عالية في الشعر والنقد في العراق وخارجه ، اليس من الغريب حقا ان  لا نشهد احتفاءا او استضافة للشاعر او دراسة نصوصه من قبل ((الاتحاد العام للادباء والكتاب في النجف )). وهو احد أعضاء الاتحاد؟؟؟

***

الشاعر في سطور :

·        الاسم : حميد لفتة الحريزي

·        أديب وكاتب :ومحل الولادة : 1 / 7 / 1953 م النجف / المشخاب .

·        السكن الحالي : النجف الاشرف / حي النصر .

·        التحصيل الدراسي : خريج المعهد الطبي الفني / بغداد / 1973 – 1974 م .

·        عضو الاتحاد العام للرؤيا.والكتاب في العراق

·        عضو مؤسس مركز دراسات المجتمع العراقي .

·        عضو الأمانة العامة للاتحاد العالمي لحماية حقوق الأطفال .

·        ناشط يساري  منذ عام ((1968)) أي بعمر ((15)) عاما.

·        رئيس تحرير مجلة الحرية الورقية وموقعها الالكتروني .

·        نائب رئيس تحرير(( شبكة عراقنا الإخبارية )).

·        عضو هيأة تحرير مجلة رؤيا .

·        احد سجناء انتفاضة آذار المجيدة.

·        صدرت له مجموعة قصصية بعنوان (( ارض الزعفران )) ضمن سلسلة إصدارات مختلفة,.

·        اصدر كراس خاص عن تاريخ العمل والعمال في العراق .

·        له كتاب ينتظر الطبع في (( علم النفس والاجتماع والسياسة )) دراسات مختلفة , نشر اغلبها في الصحف والمجلات العراقية .

·        له عدة دراسات في النقد الأدبي – الرواية النجفية – وفي الشعر والقصة القصيرة نشرت في الصحف العراقية.

·        له كتاب ينتظر النور بعنوان (( هموم عراقية )) يضم العشرات من المقالات والدراسات الصحفية حول الهم العراقي نشرت جميعها في الصحف والجرائد العراقية والعربية .

·        مشروع ديوان شعري بعنوان ((مشاهدات مجنون)) لقصائده الحديثة التي نشرت على المواقع الالكترونية والصحف والمجلات العراقية والعربية والتي عرضنا بعضها في دراستنا هذه.

·        مشروع رواية (( عربة مظلوم )) , ورواية ( نذر سعيدة ) .

 

***

 

عندما انتهيت من ترجمة شاعرنا المبدع تبين انه حصل على وسام ووشاح التميز من الإبداع  للقصة القصيرة في الوطن العربي لعام 2010 م عن قصته ( نداء طائر الحجل ) من (( مجلس الصحافة العالمي )) كذلك تم تكريمه في مهرجان الطفولة في غزة بكتابة القصة الذي أقيم أخيرا .

نقول له باسمي وأسماء كل الأدباء والمثقفين في الوطن العربي تهانينا والى المزيد من الإبداع ...

وهكذا يبقى الحريزي رافضا للإرادة الخارجية مسجلا تاريخ نضال الأحرار , مبدعا في كل ما يكتب , مثيرا لشجون الشرفاء , مدافعا عن البؤساء , حالما بسعادة ورفاه شعبه ووطنه الجريح ...

جليل الخزرجي

باحث وصحفي عراقي

رئيس تحرير مجلة الغري

عضو هيئة تحرير جريدة الكوثر

عضو اتحاد الصحفيين العراقيين

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا