<%@ Language=JavaScript %> رندة جباعي هودجسون في مهرجان بيروت الدولي للموسيقى أغانٍ لا تموت
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

هودجسون في مهرجان بيروت الدولي للموسيقى

 

أغانٍ لا تموت

 

روجيه هودجسون مغنياً وعازفاً (وائل حمزة)


رندة جباعي
 

قلة من المغنين والموسيقيين الذين تشعر بأن أداءهم الحي على المسرح أجمل من تسجيلاتهم الصوتية داخل الاستديو، فبتفاعلهم وبصوتهم القوي تشعر بأنك جزء من أغنياتهم وجزء من هذا الأداء الجميل. روجيه هودجسون واحد من هذه القلة، وواحد من أهم الموسيقيين العالميين فهو الذي استطاع أن يطبق نظريته الفلسفية التي ترى بأن الفن وسيلة تعبر عن السلام الداخلي والحنين والحب والطمأنينة. فهو موسيقي حقيقي يلامس مشاعر الجمهور بطريقة سحرية لطيفة، تشعرك بأنك تصلي وتتأمل عبر موسيقى روك هادئة تارة وصاخبة تارة أخرى.
هودجسون فتن مساء الثلاثاء الفائت، ضمن «مهرجان بيروت للموسيقى والفن الدولي»، الجمهور اللبناني الذي ملأ قاعة الواجهة البحرية في البيال، فقدّم المغني الإنكليزي على مدى ساعتين أغانيه المميزة التي أعادت الجمهور إلى ربع قرن مضى، فأثبت نظرية جديدة بأن ثمة أغاني أبداً لا تموت.
«يمكنكم أن ترقصوا، تصرخوا، تبكوا أو تضحكوا لا فرق، المهم عندي أن تتفاعلوا معي»، هكذا توجّه هودجسون إلى جمهوره ليشجعهم على التفاعل خصوصاً أنه في الجزء الأول من الحفل وكعادته كان الجمهور يراقب فقط من دون أي ردة فعل مميزة تذكر، لكن هودجسون سرعان ما كسر الحاجز بينه وبين جمهور يلاقيه للمرة الثانية بعد حفلته الأولى التي قدمها العام 2005 ضمن مهرجانات جبيل الدولية. فأشعل الجمهور خصوصاً بعد أداء أغنية «بريكفاست إن أمريكا» breakfast in America، الأغنية التي نالت جوائز عالمية عدة العام 1979، إضافة إلى احتلاله المرتبة الأولى في دول عدة عن ألبومه الذي حمل عنوان الأغنية، والذي بيع منه ما يفوق عشرين مليون نسخة. ولم يتوقف الجمهور عن التصفيق للموسيقي الستيني صاحب الباع الطويل في مجال موسيقى الروك الذي غير مفهومها وأدخل عليها بعداً جديداً ومميزاً، من خلال فرقته supertramp التي أسسها العام 1970، أو منذ انطلاقته المنفردة منذ العام 1984، فهودجسون يعتمد على الأغنية البسيطة ذات الإيقاع السريع والتي في غالب الأحيان تحمل في طياتها رسالة انسانية بهدف جعل العالم مكاناً أفضل للعيش، لا سيما في ظل الأوضاع المتأزمة التي يعيشها الإنسان أينما كان. فهو من التابعين لمدرسة جون لينون (1940-1980)، أحد أعضاء فرقة البيتلز الذي كان يؤمن بنظرية تعميم السلام عبر الفن، من هنا لم يتوان هودجسون عن تقديم أغنية للينون، هو الذي لا يؤدي أغاني غيره من الموسيقيين كما قال خلال الحفل. إضافة إلى أغنية لينون قدّم هودجسون مجموعة من أغانيه التي تعتبر شهيرة على الصعيد المحلي والعالمي، والتي نالت شهرة واسعة خلال مسيرة هودجسون الطويلة التي لم تنته حتى اليوم مثل take the long way home (1983) الأغنية التي أعاد تقديمها العام 2006 في كندا، وhide in your shell و lord is it mine وschool التي غنى معها الجمهور المتواجد بحماسة كبيرة و it’s raining again أو don’t leave me now إلى dreamer التي طالبه الجمهور بها طوال الحفل. انسجام اللافت في أداء هودجسون ليس فقط صوته القوي الذي لا يضيع أو يخطئ، بل أيضاً قدرته على العزف مع الغناء، فالموسيقي صاحب أكثر من عشر ألبومات موسيقية في رصيده تنقل على المسرح بين البيانو والكيبورد والغيتار خاصته ليعزف في كل مرة الموسيقى التي تحاكي كلمات أغنياته التي غالباً ما يكتبها بنفسه، وكان لافتاً أيضاً انسجامه الكبير مع أعضاء فرقته الأربعة على الآلات الموسيقية المختلفة بين الدرامز والبايس، الساكسوفون، الهرمونيكا، الترومبون، وهنا لا بد من الإشادة بأعضاء الفرقة الأربعة الذين تواجدوا في الأمسية مع هادجسون، خصوصاً لي ثورزنبرغ الكندي الذي عزف على أكثر من قطعة موسيقية بطريقة جد مميزة، وكان لصوته تأثير قوي على أداء الأغنيات وإضفاء الجو الساحر المليء بالحنين والجمالية فبدا صوتا هادجسون وثورزبرغ كأنهما نغمة واحدة أو آلة موسيقية جديدة أضيفت إلى الآلات المستعملة.
هكذا يكون مهرجان الموسيقى باستضافته هودجسون وفرقته قد فتح مجالاً لمعاينة صوت وموسيقى تحاكي أجيالاً عدة من الجمهور اللبناني في الوقت عينه، ومتابعة فرقة بسيطة تعطي بخبرتها وكادرها موسيقى أوركسترا كاملة.
رندة جباعي

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا