%@ Language=JavaScript %>
|
لا للأحتلال |
|
---|
منتدى بغداد للثقافة و الفنون في برلين
الدكتور عبد الحليم الحجاج يقدم محاضرة بعنوان
الارث الثقافي المشترك، العرب ـ اوربا
منير العبيدي ـ برلين
في أول نشاط له لهذا العام 2011 قدم منتدى بغداد للثقافة و الفنون في برلين في الثامن و العشرين من يناير/ كانون الثاني ندوة فكرية للدكتور عبد الحليم الحجاج تحت عنوان "الارث الثقافي المشترك، العرب ـ اوربا"، اشار فيها الى أن " البحر المتوسط بحيرة كانت عبر التاريخ ولا تزال مركزا تتجاذبه الاطراف الدولية بل هو مركز العالم تجاذبت اطراف تلك البحيرة سياسيا وثقافيا وحضاريا وشكل العراق جناحها الشرقي ومنه نبعت اشعاعاتها الثقافية وجابت العالم".
و أشار الدكتور الحجاج الى أن علماء و كتابا و أدباء من اوربا قد تقاطروا اثناء مختلف الحقب على بابل و آشور ثم بغداد فيما بعد، و يشير مثلا إلى أن فيثاغورس عالم الرياضيات الشهير أمضى خمس سنوات في بابل تعلم فيها الرياضيات و الموسيقى و التنجيم، و عندما استقر في جنوب ايطاليا و أسس مدرسته الشهيرة، ألزم اتباعه بلبس زي معين ... هو زي اهل العلم في بابل.
و أورد المحاضر مثال أحدث ترجمةٍ لإلياذة هوميروس قام بها الكاتب النمساوي راؤل شروت و التي اورد فيها ان هوميروس لم يقضِ حياته في جزر اليونان الايونية ، بل عاش في قلقيلية ، التي تقع في الوقت الحاضر في الخاصرة السورية. كانت تلك المنطقة جزء من الامبراطورية الاشورية ، حيث تمازجت شعوب واساطير ، وكتابات ثقافية قديمة وجديدة . هناك نسج هوميروس ، من كاتب في خدمة الدولة الاشورية الياذته مستقيا اياها من ملاحم وقصص محفورة في الواح طين الشرق القديم. شكلت المعارك بين جيش الملك الاشوري سنحاريب وثوار من قلقيلية الخلفية التاريخية لحرب طروادة.
و حتى بعد ان فقدت بابل السيادة السياسية، كما اورد المحاضر، فإن اهل العراق لم يتوقفوا عن العلم، بل استمرت مدارس ومراكز الثقافة في وادي الرافدين ، الواحدة توصل علمها وثقافتها الى اللاحقة لها. و يرى إنه بالرغم من أن الفترة بين بابل وبغداد هي أكثر من الف عام، إلا أن مدارس ومراكز الثقافة كانت دائما متواصلة، فيورد اسماء العشرات منها مبتدءا بمدرسة انطاكيا التي نشطت في الفترة من 300 ق. م و حتى إلى ما بعد الفتح الاسلامي، وصولا إلى مدرسة جند نيسابور 531 م في العهد العباسي، مرورا بمدارس عديدة منها مدرسة الاسكندرية بين 331 ق. م حتى القرن الرابع الميلادي، مدرسة قطيسفون (المدائن) القرن الثاني الميلادي، مدرسة نصيبين الاولى 278 – 363 ق م. ثم مدارس الرها و نصيبين و الحضر و الحيرة ودير قنسرين و غيرها.
و يشير إلى إنه في يومها تجاذبت بحيرةَ المتوسط اربع قوى ، الاندلس وبغداد مركزا ثقافة وحضارة و مركزان آخران هما بيزنطة وروما او بالاحرى آخن عاصمة شارلمان كما يسمية الفرنسيون او كارل الكبير كما يسميه الالمان.
تبادل خلفاء الاندلس وبغداد مع ملوك اوربا رسائل وسفارات وهدايا وانتقل باحثو العلم الى الاندلس وبغداد.
يورد المحاضر بحثا للفيلسوف ارنست بلوخ قدمه لاحتفال الذكرى الالفية لابن سينا في بداية الخمسينات من القرن المنصرم صدر بعدها في كتاب "ابن سينا واليسار الارسطوطاليسي". يذكر فيه أن شراح مفهوم ارسطو للمادة قد انقسموا الى جناحين، "يساري" و "يميني". اعطى الجناح اليساري، ممثلا بالفلسفة الارسطوطاليسية العربية في العصر الوسيط وببرونو جوردانو، الاولويةَ للمادة او المحتوى قبل الشكل ـ وبشكل خاص خلق المادة (العالم). في حين أكد الجناح الارسطي اليميني دوما على اعطاء الاولوية للشكل والروح مقابل المادة ( العالم) الذي ماكان الا مجرد شيء سلبي" .
و واصل المحاضر
"اما ما كان بين الاندلس واوربا فيكفي الاشارة الى ابن رشد وكتاباته الفلسفية وتأثيراتها في الفلسفة الاوربية الى اليوم وما كتبه موسى ابن ميمون وتأثيراته في اللاهوت اليهودي واللغة العبرية. في حوار اجرته مجلة الفلسفة الفرنسية( Philosofie Magazine ) العدد 4 / 10ـ11/ 2006 مع الفيلسوف الفرنسي دي ليبيرا ي ، يؤكد ما يلي:" قرأ اللاتين ابن رشد وتعلموا التفلسف. فالمفكر لاندلسي المسلم ا إذاً هو الذي جسّد، مع ارسطو، العقلانية الفلسفية في الغرب المسيحي خلال اربعة قرون. وإدخلت فلسفة ابن رشد مع الكتاب والمؤلفين في برنامج البكالوريا (الفرنسية). فما اسميته عام 1989 بـ"الإرث المنسي" اصبح موضوعاً لإعادة اكتشاف جماعي سريع. وتم الاعتراف بالتراث الفلسفي واللاهوتي الاسلامي في يومنا الحاضر على انه ميراث الانسانية وذلك من قبل عدد كبير من الفلاسفة ومن معظم المؤرخين. لقد اعيد دمج الفلسفة العربية في تاريخ الفلسفةالعامة، و"الكلام" في الأساسيات الديني".
و في نهاية حديثة أشار الدكتور الحجاج إلى أن الشاعر الالماني يوهان فولفغانغ غوته ، شاعر المانيا الكبير ، كان يستعذب الشعر العربي و قد تأثر به كثيراً
و الدكتور عبد الحليم الحجاج حاصل على شهادة الدكتوراه في الهندسة الكهربائية من جامعة براونشفايك في المانيا، عضو المجمع العلمي العراقي و شغل مركز امينه العام بين عامي 2003 ـ 2005 .
و كانت مجموعة من الاكاديميين و أساتذة الجامعة و المثقفين العراقيين قد حصلت العام الماضي على ترخيص من الجهات الالمانية المختصة بتأسيس منتدى ثقافي تحت اسم منتدى بغداد للثقافة و الفنون في برلين دشن اول نشاطاته في العام الماضي باستضافة الشاعر سعدي يوسف. و محاضرة الدكتور الحجاج تمثل ثاني نشاط ثقافي للمنتدى فيما يتواصل العمل لوضع برنامج لنشاطات ثقافية و ابداعية و فنية تغطي العام الحالي.
تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا
جميع الحقوق محفوظة © 2009 صوت اليسار العراقي
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا |
|
---|